منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,279
عدد  مرات الظهور : 29,126,424

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,146,781
عدد  مرات الظهور : 68,862,750
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,304
عدد  مرات الظهور : 73,147,583مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,363,510
آخر 10 مشاركات
صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169286 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 100 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 64 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33649 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2049 - المشاهدات : 123264 - الوقت: 05:27 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 232860 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 966 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 74 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 137 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



الاسلام ديننا و حياتنا واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


صفحات مُضيئة

واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 05-26-2016, 09:36 PM   #11


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



كعب بن مالك رضي الله عنه

كعب بن مالك رضي الله عنه (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك) حديث شريف.
قال كعب بن مالك -رضي الله عنه- يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك.
تخلفه عن بدر لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة غزاها قط الا غزاة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزاة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنها، وانما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وان كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر.
حاله في تبوك وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزاة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم، فأخبرهم وجهه الذي يريد، والمسلمون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثير، لا يجمعهم كتاب حافظ (الديوان).
قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن ذلك سيخفى عليه، ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل.
تباطؤه في التجهيز وغزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الغزاة حين طابت الثمار والظلال، وأنا والله أصعر (أميل للبقاء)، فتجهز اليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه، فطفقت أغدو لكي اتجهز معهم فأرجع ولم أقض من جهازي شيئا، فأقول لنفسي: أنا قادر على ذلك ان أردت ! فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس بالجد، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غاديا والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، وقلت: أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه !
فغدوت بعدما فصلوا (خرجوا) لأتجهز فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو (فات وقته)، فهممت أن ارتحل فألحقهم، وليت اني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت اذا خرجت في الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحزنني أني لا أرى الا رجلا مغموصا (متهما) في النفاق، أو رجلا ممن عذره الله عز وجل.
الرسول يسأل عنه ولم يذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: { ما فعل كعب بن مالك ؟!}.
فقال رجل من بني سلمة: { حبسه يا رسول الله براده والنظر في عطفيه }.
فقال معاذ بن جبل: { بئسما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا }.
فسكت الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
عودة الرسل من تبوك قال كعب بن مالك: فلما بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي، وطفقت أتذكر الكذب وأقول: { بماذا أخرج من سخطه غدا ؟!}.
وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أظل قادما زاح عني الباطل، عرفت أني لم أنج منه بشيء أبدا، فأجمعت صدقه.
صدقه مع الرسول فأصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون، فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فيقبل منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علانيتهم، ويستغفر لهم، ويكل سرائرهم الى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال لي: { تعال !}.
فجئت أمشي حتى جلست بين يديه،فقال لي: { ما خلفك ! ألم تكن قد اشتريت ظهرا ؟!}.
فقلت: { يا رسول الله، اني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك اليوم بحديث تجد علي فيه اني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك }.
قال: فقال الرسـول -صلى اللـه عليـه وسلم-: { أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك }.
فقمت وقام الي رجال من بني سلمة وأتبعوني فقالوا لي: { والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما اعتذر به المتخلفون، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك }.
قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، قال: ثم قلت لهم: { هل لقي هذا معي أحد ؟}.
قالوا: { نعم، لقيه معك رجلان، قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك }.
فقلت: { فمن هما ؟}.
قالوا: { مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي }.
فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، لي فيهما أسوة.
قال: فمضيت حين ذكروهما لي.
النهي عن كلامه قال: ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا، حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي كنت أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم: فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد، وآتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم، وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟!
ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر، فاذا أقبلت على صلاتي نظر الي فاذا التفت نحوه أعرض عني حتى اذا طال علي ذلك من هجر المسلمين، مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس الي، فسلمت عليه، فوالله ما رد علي السلام فقلت له: { يا أبا قتادة، أنشدك الله، هل تعلم أني أحب الله ورسوله ؟}.
قال: فسكت.
قال: فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته فسكت.
فقال: { الله ورسوله أعلم }.
قال: ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينما أنا أمشي بسوق المدينة اذا أنا بنبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول: { من يدل على كعب بن مالك ؟}.
قال: فطفق الناس يشيرون له الي، حتى جاء فدفع الي كتابا من ملك غسـان فاذا فيه: { أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبـك قد جفاك، وأن اللـه لم يجعلك في دار هوان ولا مضيعـة، فالحق بنا نواسك }.
قال: فقلت حين قرأته وهذا أيضا من البلاء.
قال: { فيممت به التنور فسجرته به أحرقته فيه}.
الأمر بالاعتزال حتى اذا ما مضت أربعون ليلة من الخمسين، اذا برسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيني يقول: { يأمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعتزل امرأتك }.
قال: فقلت: { أطلقها أم ماذا أفعل ؟}.
فقال: { بل اعتزلها ولا تقرنها }.
قال: وأرسل الى صاحبي بمثل ذلك.
قال: فلبثنا عشر ليال، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا.
قال: ثم صليت صلاة الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى منا: قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته: { أبشر يا كعب بن مالك }.
قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء الفرج من الله عز وجل بالتوبة علينا.
فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله علينا حين صلى الفجر، فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض الي رجل فرسا، وسعى ساع من "أسلم" وأوفى على الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جائني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما اياه ببشارته، والله ما أملك يومئذ غيرهما.
البشارة والفرج واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت أؤم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بتوبة الله، يقولون: { ليهنك توبة الله عليك }.
حتى اذا دخلت المسجد، فاذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس حوله، فقام الي طلحة بن عبدالله يهرول حتى صافحني وهنأنـي، فلما سلمت على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- قال وهو يبرق وجهه من السرور: { أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك }.
قال: قلت: { أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله ؟}.
قال: { لا، من عند الله }.
قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، حتى يعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: { يا رسول الله، ان من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة الى الله والى رسوله}.
قال: { أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك }.
قال: فقلت: { فاني أمسك سهمي الذي بخيبر }.
وقلت: { يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق، وان من توبتي ألا أحدث الا صدقا ما بقيت }.
قال: { فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن مما أبلاني الله تعالى، ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى يومي هذا، واني لأرجو أن يحفظني الله عز وجل فيما بقى }.
وأنزل الله تعالى: (( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) * (( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) * (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) [التوبة:177-119].



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:38 PM   #12


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



قيس بن عاصم رضي الله عنه

قيس بن عاصم رضي الله عنه { هذا سيد أهل الوبر } حديث شريف.
قيس بن عاصم بن سنان المنقريّ التميميّ، صحابي سيّد كريم حليم وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة تسع في وفد بني تميـم....
فقال عنه: { هذا سيد أهل الوبر }.
عيّنه النبي الكريم على صدقات مُقاعس وبطون أسد وغطفان، وتحوّل الى البصرة حيث مات.
إسلامه عندما أسلم قيس بن عاصم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإغتسال بماءٍ وسدْرٍ، فاغتسل، فأقيمت الصلاة، فدخل بين أبي بكر و عمر فقام بينهما، فلما قضى الصلاة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: {لقد سألني قيس عن ثلاث كلمات ما سألني عنها غيرُ أبي بكر }.
خُلُقُه كان قيس بن عاصم حليماً يُقتدى به، فقد قيل للأحنف: { ممن تعلمت الحِلْم ؟}.
قال: { من قيس بن عاصم !! رأيته يوماً محتبياً فأتي برجلٍ مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك، قتل ابنك }.
فالتفت الى ابن أخيه فقال: { يا ابن أخي ! بئسَمَا فعلت، أثمت بربّك، وقطعت رَحِمَك، ورميت نفسك بسهمك }.
ثم قال لابن له آخر: { قُمْ يا بني فوارِ أخاك، وحُلَّ كتاف ابن عمّك، وسُقْ إلى أمّهِ مائةَ ناقة ديَة ابنها، فإنها غريبة }.
قال له أبو بكر: { صِفْ لنا نفسك }.
فقال: { أما في الجاهلية فما هممتُ بملامة، ولا حُمْتُ على تهمةٍ، ولم أُرَ إلا في خيلٍ مغيرةٍ أو نادي عشيرة، أو حامي جريرة، أمّا في الإسلام فقد قال الله تعالى: { فلا تُزكّوا أنفسكم }}.
فأعجب أبو بكر.
المال قال قيس بن عاصم للرسول -صلى الله عليه وسلم-: { يا رسول الله ! المالُ الذي لا تبعة عليّ فيه ؟}.
قال: { نِعْم المال الأربعون، وإن كثر فستون، ويلٌ لأصحاب المئيـن إلا من أدى حقّ اللـه في رِسْلِها ونَجْدتها، وأطـرق فحلَها، وأفقـر ظهرها، ومنـح غزيرتها، ونحرَ سمينتها، وأطعم القانع والمعتر }.
فقال قيـس: { يا رسـول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها }.
قال: { يا قيـس أمالك أحب إليك أم مال مواليـك ؟}.
قال: { بل مالي }.
قال: { فإنما لك من مالك ما أكلتَ فأفنيتَ أو لبست فأبليتَ أو أعطيت فأمضيتَ وما بقي فلورثتكَ }.
فقال: { يا رسول الله ! لئن بقيتُ لأدعنّ عددها قليلاً }.
الوأد كان قيس بن عاصم أول من وأد بالجاهلية، وقد قال له أبو بكر: { ما حملك على أن وأدت ؟}.
فقال: { خشيت أن يخلف عليهنّ غيرُ كُفْوءٍ }.
وقد جاء قيس بن عاصم الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: { إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية }.
وفي رواية أخرى اثنتي عشرة.
فقال له الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: { اعتق عن كل واحدة منهن رقبة }.
وقال: { إني صاحـب إبل }.
قال: { اهدِ إن شئـتَ عن كل واحدة منهن بدنة }.
وكان لقيس ثلاث وثلاثون ولداً.
تحريم الخمر حرّم قيس بن عاصم على نفسه الخمر في الجاهلية، وكان سبب ذلك أنه غمز عكثة ابنته وهو سكران، وسبّ أبويها، وأعطى الخُمّار كثيراً من ماله، فلمّا أفاق أخبر بذلك، فحرّمها على نفسه وقال في ذلك: {.
رأيت الخمـر صالحةً وفيها.
00خصال تفسد الرجلَ الحليمـا فلا واللـه أشربها صحيحاً.
ولا أشفى بها أبـداً سقيمَـا ولا أعطـي بها ثمناً حياتي.
ولا أدعـو لها أبـداً نديمَـا فإن الخمرَ تفضـح شاربيها.
وتجنيـهم الأمـر العظيمَـا الوصايا لمّا حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني، إذا أنا مت فسوِّدوا كبارَكم، ولا تُسَوِّدوا صغارَكم، فتُسَفِّه الناس كبارَكم، وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغني به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس، فإنها آخر كسب المرء ولا تقيموا عليّ نائحةً فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النائحة }.
الوفاة ونزل قيس البصرة ومات فيها، ولمّا مات رثاه عَبْدة بن الطبيب بقوله: { عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ ورحمتُهُ ما شاءَ أن يترحّما وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكُ واحدٍ، ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا }...



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:40 PM   #13


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



قيس بن سعد رضي الله عنه

قيس بن سعد بن عبادة أدهى العرب { لولا الاسلام أن الجود شيمة أهل هذا البيت } حديث شريف.
إنه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج، حين أسلم والده أخذ بيده الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: { هذا خادمك يا رسول الله }.
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم- فيه سمات التفوق والصلاح، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب....
الشرطة من الأمير.
كما قال أنس -رضي الله عنه-، وكان يعامله الأنصار على حداثة سنه كزعيم ويقولون: { لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا }.
فلم ينقصه شيء من الزعامة سوى اللحية، فقد كان أجرد.
دهاء قيس لقد كان قيس بن سعد ذكيا، يعامل الناس بفطنة، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا: { لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب }.
جوده وكرمه وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده، فهو من بيت جود وكرم، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا، وكان الناس يقولون: { من أحب الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة }.
ودليم هو الجد الثاني لقيس، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-: { لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه }.
فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا: { من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني }.
كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول: { انا لا نعود في شيء أعطيناه }.
شجاعته تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو حي، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص للحق، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحين حدث الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه-، فنهض الى جانبه قويا شامخا، فقد تألق في معارك صفين، والجمل، والنهروان، وكان يحمل لواء الأنصار ويصيح قائلا هذا اللواء الذي كنا نحف به.
مع النبي، وجبريل لنا مدد ما ضر من كانت الأنصار عيبته، ألا يكون له من غيرهم أحد وقد ولاه علي حكم مصر، وكانت عين معاوية عليها دوما، فأخذ معاوية يدس الحيل عند علي ضد قيس، حتى استدعاه الأمير، فادرك قيس بذكائه حيلة معاوية ضده، فلم يكترث لعزله من الولاية، وانما زاد ولاء لعلي -كرم الله وجهه-.
وبعد استشهاد علي -رضي الله عنه- بايع قيس الحسن -رضي الله عنه- مقتنعا بأنه الوارث الشرعي للامامة، وحينما حملوا السيوف أمام معاوية يقود قيس خمسة آلاف ممن حلقوا رءوسهم حدادا على علي، ولكن يؤثر الحسن أن يحقن دماء المسلمين، فيبايع معاوية -رضي الله عنه-، وهنا يجد قيس -رضي الله عنه- نفسه أمام جيشه الذي من حقه الشورى في مبايعة معاوية أو الاستمرار في القتال، فاختاروا المبايعة.
موته وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات الداهية في المدينة المنورة، بعد أن روض الاسلام دهاءه، مات الرجل الذي يقول: { لولا سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: المكر والخديعة في النار، لكنت من أمكر هذه الأمة}.



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:41 PM   #14


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



عمير بن وهب رضي الله عنه

عمير بن وهب رضي الله عنه { والذي نفسي بيده لخنزير كان أحبَّ إليَّ من عمير حين طلع علينا }.
ولهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي عمر بن الخطاب عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش، وبعد إسلامه أصبح حواريّ باسل من حواريِّ الإسلام ولاءه الدائم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين.
يوم بدر وفي يوم بدر كان واحدا من قادة المشركين الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الإسلام، كان حديد البصر محكم التقدير، ندبه فومه ليستطلع لهم عدد المسلميـن، وإذا كان من ورائهم كميـن أو مـدد، فعاد من معسكـر المسلميـن قائلا لقومه: { إنهم ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون }.
وسألوه: { هل وراءهم أمداد لهم }.
فقال: { لم أجد وراءهم شيئا، ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فانظروا رأيكم }.
وتأثر الرجال بقوله وكادوا يعودون الى مكة، لولا أبو جهل الذي أضرم نار الحقد في نفوسهم فكان هو أول قتلاها.
وعادت قريش مهزومة، كما خلّف عمير وراءه ابنه في الأسر.
المؤامرة وذات يوم جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر،فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر: { والله ما في العيش بعدهم خير }.
فقال له عمير: { صدقت، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه: أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير }.
فاغتنمها صفوان وقال: { عليّ دَيْنك، أنا أقضيه عنك، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا }.
فقال له عمير: { إذن فاكتم شأني وشأنك }.
ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة.
قدوم المدينة وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه، فقال: { هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشر، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر }.
ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أدخله علي }.
فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: { ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون }.
إسلامه ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه، فلما رآه الرسول قال: { دعه يا عمر، ادْنُ يا عمير }.
فدنا عمير وقال: { انعموا صباحا }.
وهي تحية الجاهلية.
فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة }.
فقال عمير: { أما والله يا محمد إن كُنتُ بها لَحديث عهد }.
قال الرسول: { فما جاء بك يا عمير ؟}.
قال: { جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم }.
قال النبي: { فما بال السيف في عُنُقك ؟}.
قال عمير: { قبَّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنّا شيئا ؟!}.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له ؟}.
قال: { ما جئت إلا لذلك }.
قال الرسول الكريم: { بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دَيْن علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك }.
وعندئذ صاح عمير: { أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام }.
فقال الرسول لأصحابه: { فَقِّهوا أخاكم في الدين وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره }.
النبأ المنتظر ومنذ غادر عمير بن وهب مكة الى المدينة راح صفوان ينتظر وهو فرحا مختالا، وكلما سئل عن سبب فرحه يقول: { أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تُنسيكم بدر }.
وكان يخرج كل صباح الى مشارف مكة ويسأل القوافل والركبان: { ألم يحدث بالمدينة أمر ؟}.
حتى لقي مسافر أجابه: { بلى حدث أمر عظيم }.
وتهلَّلت أسارير صفوان وعاد يسأل الرجل: { ماذا حدث اقصص علي ؟}.
فأجابه الرجل: { لقد أسلم عمير بن وهب، وهو هناك يتفقه في الدين ويتعلم القرآن }.
ودارت الأرض بصفوان وأصبح حُطاما بهذا النبأ العظيم.
العودة الى مكة أقبل عمير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وقال: { يا رسول الله، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وإني لأحب أن تأذن لي فأقدُم مكة فأدعوهم الى الله تعالى، والى رسوله والى الإسلام، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم }.
وبالفعل عاد عمير -رضي الله عنه- الى مكة وأول من لقيه كان صفوان بن أمية، وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردَّه الى صوابه، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ومضى في سبيله، ودخل عمير مكة مسلما في روعة صورة عمر بن الخطاب يوم إسلامه، وهكذا راح يعوض ما فاته، فيبشر بالإسلام ليلا نهارا، علانية وجهرا، يدعو الى العدل والإحسان والخير، وفي يمينه سيفه يُرهب به قطاع الطرق الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به، وفي بضعة أسابيع كان عدد الذين أسلموا على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير، وخرج بهم عمير -رضي الله عنه- الى المدينة بموكب مُهلل مُكبر.
فتح مكة وفي يوم الفتح العظيم، لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان، فراح إليه يُناشده الإسلام ويدعوه إليه، بيد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له: { يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر، فأمِّـنه صلى الله عليك }.
فقال النبي: { هو آمن }.
قال: { يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك }.
فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة.
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال: { يا صفوان فِداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تُهلكها، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به }.
قال له صفوان: { وَيْحَك، اغْرُب عني فلا تكلمني }.
قال: { أيْ صفوان فداك أبي وأمي، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس، وأحلـم الناس وخيـر الناس، عِزَّه عِزَّك، وشَرَفه شَرَفـك }.
قال: { إنـي أخاف على نفسـي }.
قال: { هو أحلم من ذاك وأكرم }.
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم: { إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي }.
قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: { صـدق }.
قال صفـوان: { فاجعلني فيها بالخيار شهريـن }.
فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { أنت بالخيار فيه أربعة أشهر }.
وفيما بعد أسلم صفوان، وسَعِدَ عمير بإسلامه أيما سعادة.



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:41 PM   #15


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



عمير بن سعد رضي الله عنه

عمير بن سعد نسيج وحده يا غُلام وَفَت أذُنُك.
وصَدَّقت ربُّك " حديث شريف عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب الله، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين، وكان المسلمون يلقبونه (بنسيج وحده).
قوة إيمانه لقد كان له -رضي الله عنه- في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا، فقد سمع قريبا له { جُلاس بن سويد بن الصامت } يقول: { لئن كان الرجل صادقا، لنحن شرٌّ من الحُمُر !}.
وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر، أينقل ما سمع للرسول ؟.
كيف والمجالس بالأمانة ؟.
أيسكت عما سمع ؟.
ولكن حيرته لم تطل، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي، فقال لجُلاس: { والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يدا، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت }.
وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها، وأدى لدينه حقه، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق.
بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم، وغادر عمير المجلس وهو يقول: { لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك }.
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل.
قال تعالى: { يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم، وإن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير }.
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له: { يا غُلام، وَفَت أذُنك، وصَدّقت ربّك }.
الولاية اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه، وفي حمص مضى عليه عام كامل، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء، وإنه ليتوكأ على عصا، لا يئودها حمله الضامر الوهنان.
ودخل عمير على مجلس عمر وقال: { السلام عليك يا أمير المؤمنين }.
ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء: { ما شأنك يا عمير ؟}.
فقال: { شأني ما ترى، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟}.
قال عمر: { وما معك ؟}.
قال عمير: { معي جرابي أحمل فيه زادي، وقَصْعَتي آكل فيها، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !}.
قال عمر: { أجئت ماشيا ؟}.
قال عمير: { نعم }.
قال عمر: { أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟}.
قال عمير: { إنهم لم يفعلوا، وإني لم أسألهم }.
قال عمر: { فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟}.
قال عمير: { أتيت البلد الذي بعثتني إليه، فجمعت صُلَحَاء أهله، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به }.
فقال عمر: {فما جئتنا بشيء ؟}.
قال عميـر: { لا }.
فصاح عمر وهو سعيد: { جدِّدوا لعمير عهدا }.
وأجابه عمير: { تلك أيام قد خلت، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك }.
فضله وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول: { وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين }.
فقد كان عمير بحق (نسيج وحده)، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص: { ألا إن الإسلام حائـط منيع، وباب وثيـق، فحائط الإسـلام العدل، وبابه الحق، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط، ولكن قضاء بالحـق، وأخذاً بالعـدل }.



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:42 PM   #16


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



عمرو بن العاص رضي الله عنه

عمرو بن العاص رضي الله عنه: { يا عمرو بايع فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
حديث شريف كان عمـرو بن العاص أحد ثلاثة في قريش أتعبوا الرسـول -صلى الله عليه وسلم- بعنف مقاومتهم وإيذائهم لأصحابه، وراح الرسول يدعو عليهم ويبتهل لينزل العقاب بهم فنزل الوحي بقوله تعالى.
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ مِنْ شيء أوْ يتوبَ عليهم أو يُعَذِّبهم فإنهم ظالمون " وكـف الرسول الكريم عن الدعاء عليهم وترك أمرهـم الى الله، واختار اللـه لعمرو بن العاص طريق التوبة والرحمة، فأسلم وأصبح مسلم مناضل وقائد فذ..
إسلامه:
أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع (خالد بن الوليد) قُبيل فتح مكة بقليل { شهر صفر سنة ثمان للهجرة } وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته الأخيرة للحبشة جاء ذكر النبي الجديد ودعوته وما يدعو له من مكارم الأخلاق، وسأل النجاشي عمرا كيف لم يؤمن به ويتبعه وهو رسول الله حقاً، فسأل عمرو النجاشي: { أهو كذلك ؟}.
وأجابه النجاشي: { نعم، فأطِعْني يا عمرو واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، ولَيَظْهرنّ على من خالفه }.
وركب عمرو من فوره عائدا لبلاده ومتجها الى المدينة ليسلم لله رب العالمين، وفي طريق المدينة التقى { خالد بن الوليد } الساعي الى الرسول ليعلن إسلامه أيضا، وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه: { لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها }.
وتقدم خالد فبايع، وتقدم عمرو فقال: { إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي }.
فأجابه الرسول الكريم: { يا عمرو بايع.
فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
وبايع عمرو ووضع كل ما يملك في خدمة الدين الجديد.
فضله كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله }.
ثم قال: { ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان }.
مُحَرِّر مِصْر كانت مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية، وقد استغل الروم ثرواتها وحرموا منها السكان واستباحوا أهلها حتى أصبح الناس في ضيق لأن الروم فرضوا عليهم مذهبهم الديني قسرا، فلما بلغ المصريون أنباء الفتوحات الإسلامية وعدالة المسلمين وسماحتهم تطلعت أنظارهم إليهم لتخليصهم مما هم فيه،واتجه عمرو بن العاص سنة (18 هجري) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل متجها الى مصر، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه.
ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية، ولقد كان -رضي الله عنه- حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة، ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان، وتحدث عمرو مع زعماء الأنصار وكبار أساقفتهم فقال: { إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة، وكان مما أمرنا به الإعذار الى الناس، فنحن ندعوكم الى الإسلام، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا، وأوصانا بأهلها خيرا فقال: ستُفْتَح عليكم بعدي مصر، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا، فإن لهم ذِمّة ورَحِما }.
فإن أجبتمونا الى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة الى ذِمّة }.
وفرغ عمرو من كلماته فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا: { إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء }.
حُبِّ الإمارة مما امتاز به عمرو بن العاص حُبّه للإمارة، فشكله الخارجي ومشيته وحديثه كلها تدل على أنه خُلِق للإمارة، حتى أن في أحد الأيام رآه أمير المؤمنين عمر وهو مقبل فابتسم لِمَشْيَته وقال: { ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا }.
والحق أن عمرو لم يُبْخِس نفسه هذا الحق، فمع كل الأحداث الخطرة التي اجتاحت المسلمين، كان عمرو يتعامل معها بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء ما يجعله واثقا بنفسه مُعْتَزا بتفوقه، وقد أولاه عمر بن الخطاب ولاية فلسطين والأردن، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين، وعندما علم ابن الخطاب أن عمراً قد اجتاز حد الرخاء في معيشته أرسل إليه (محمد بن مَسْلمة) وأمره أن يقاسم عمراً جميع أمواله وأشيائه، فيبقى له نصفها ويحمل معه الى بيت مال المسلمين بالمدينة النصف الآخر، ولو علم أمير المؤمنين عمر أن حب عمرو للإمارة سيحمله على التفريط في مسئولياته لما أبقاه في الولاية لحظة واحدة.
ذكاؤه ودهاؤه كان عمـرو بن العاص حاد الذكاء، قوي البديهة عميق الرؤية، حتى أن أمير المؤمنين عمـر كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة، صـكّ كفيه عَجبا وقال: { سبحان الله! إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد }.
كما كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة، وكان عمر بن الخطاب يعرف ذلك فيه، وعندما أرسله الى الشام قيل له: { إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا }.
أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة، فكان جواب أمير المؤمنين: { لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور }.
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر.
ولعل من أشهر المواقف التي يظهر فيها دهاء عمرو موقف التحكيم بين عليا ومعاوية، وموقفه من قائد حصن بابليون.
التحكيم في الخلاف بين علي ومعاوية نصل الى أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو، وهو موقفه في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري (المُمَثِّل لعلي) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة، راح ضحيتها الآلاف، فلابد من نقطة بدء جديدة، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص (مُمَثِّل معاوية) الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.
ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين.
دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا: { ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا }.
وتقدم أبو موسى وقال: { يا أيها الناس، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها، واني قد خلعت عليا ومعاوية، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم }.
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس، فصعد المنبر وقال: { أيها الناس، ان أباموسى قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثْبِت صاحبي معاوية، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه !!}.
ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة.
فقد أنفذ أبو موسى الإتفاق وقَعَد عمرو عن إنفاذه.
حصن نابليون أثناء حربه مع الرومان في مصر، { وفي بعض الروايات التاريخية أنها وقعت في اليرموك }، دعاه أرطبون الروم وقائدهم لمحادثته، وكان قد أعطى أوامره لرجاله بإلقاء صخرة فوق عمرو إثر إنصرافه من الحصن، ودخل عمرو على القائد لا يريبه منه شيء، وانفض اللقاء، وبينما هو في طريق الخروج لمح فوق أسوار الحصن حركة مريبة حركّت فيه الحرص والحذر، وعلى الفور تصرف بشكل باهر، لقد عاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة ولم يثر شكوكه أمر، وقال للقائد: { لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه، إن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين الى الإسلام، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون مشورتهم، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده، وقد رأيت أن آتيك بهم حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة }.
وأدرك قائد الروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر، فليوافقه الآن الرأي، وإذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم، أجهز عليهم جميعا، بدلا من أن يجهز على عمرو وحده، وألغيت خطة اغتيال عمرو، وودّع عمرو بحرارة، وابتسم داهية العرب وهو يغادر الحصن، وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه الى الحصن ممتطيا صهوة فرسه.
وفاته وفي السنة الثالثة والأربعين من الهجرة، أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها، وراح يستعرض في لحظات الرحيل حياته فقال: { كنت أول أمري كافرا، وكنت أشد الناس على رسول الله، فلو مِتّ يومئذ لوجَبَت لي النار، ثم بايعت رسول الله، فما كان في الناس أحد أحبّ إلي منه، ولا أجلّ في عيني منه، ولو سُئِلْتُ أن أنْعَتَه ما استطعت، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا له، فلو مِتّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان، وبأشياء لا أدري أهي لي أم عليّ }.
ثم رفـع بصره الى السماء في ضَراعـة مناجيا ربه الرحيم قائلا: { اللهم لا بريء فأعْتـذِر، ولا عزيز فأنْتَصر، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين }.
وظل في ضراعاته حتى صعدت الى الله روحه وكانت آخر كلماته: لا إله إلا الله.
وتحت ثَرَى مصر ثَوَى رُفاتُه.



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:43 PM   #17


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



عمرو بن الجموح رضي الله عنه

عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأيُّ داء أدْوَى من البخل، بل سيدكم الجعد الأبيض " " عمرو بن الجموح.
حديث شريف عمرو بن الجموح هو صهر عبد الله بن عمرو بن حرام إذ كان زوج لأخته هند بنت عمرو وكان ابن جمـوح واحدا من زعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمـة، سبقه ابنـه معاذ ابن عمرو للإسلام فكان أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية وكان له الفضل بإسلام أبيه.
إسلامه كان عمرو بن الجموح قد اصطنع صنما أقامه في داره وأسماه (منافا)، فاتفق ولده معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من هذا الصنم سُخرية ولعبا، فكانا يدلُجان عليه ليلا فيحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيها فضلاتهم، ويصبح عمرو فلا يجد (منافا) في مكانه فيبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة، فيثور ويقول: { ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟}.
ثم يغسله ويطهره ويطيبه، فإذا جاء الليل من جديد صنع الصديقان بالصنم مثل ما صنعا من قبل، حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق (مناف) وقال له: { إن كان فيك خير فدافع عن نفسك }.
فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها، ولم يكن وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق، وإذا هو في غضبه وأسفه، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام، وراحوا وهم يشيرون الى الصنم يخاطبون عقل (عمرو بن الجموح)، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء، وعن محمد الصادق الأمين وعن الإسلام الذي جاء بالنور، وفي لحظات ذهب عمرو فطهر ثوبه وبدنه، وتطيب وتألق وذهب ليبايع خاتم المرسلين.
جوده أسلم عمرو بن الجموح قلبه وحياته لله رب العالمين، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم، فإن الإسلام زاد من جوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب، فقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو: { من سيِّدكم يا بني سلمة ؟}.
قالوا: { الجد بن قيس، على بخـل فيـه }.
فقال عليه السـلام: { وأيُّ داء أدْوَى من البخـل، بل سيدكم الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح }.
فكانت هذه الشهـادة تكريما لابن الجموح.
جهاده مثلما كان عمرو -رضي الله عنه- يجود بماله أراد أن يجود بروحه في سبيل الله ولكن كيف ذلك وفي ساقه عرجا شديدا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال، وله أربعة أولاد مسلمون، وكلهم كالأسود كانوا يخرجون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغزو، وحاول عمرو بن الجموح الخروج يوم بدر فتوسّل أبناؤه للرسول الكريم كي يقنعه بعدم الخروج، وبالفعل أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه معفي من الجهاد لعجزه الماثل بعرجه، وعلى الرغم من إلحاحه ورجائه، أمره الرسول بالبقاء في المدينة.
الشهادة وفي غزوة أحُد ذهب عمرو الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتوسل إليه أن يأذن له وقال: { يارسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد، ووالله إني لأرجو أن أخْطِرَ بعرجتي هذه في الجنة }.
وأمام إصراره الكبير أذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخروج فأخذ سلاحه ودعا ربه: { اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي }.
والتقى الجمعان وانطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام والشرك، وجاء ما كان ينتظر، ضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة، وعندما دفن المسلمون شهداءهم أمرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلا: { انظروا فاجعلوا عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين }.
السيل وبعد مرور ست وأربعين سنة على دفنهما، نزل سيل شديد غطّى أرض القبور، بسبب عين ماء أجراها هناك معاوية، فسارع المسلمون الى نقل رُفات الشهداء، فإذا هم: { ليّنة أجسادهم، تتثنى أطرافهم }.
وكان جابر بن عبد الله لا يزال حيا، فذهب مع أهله لينقل رُفات أبيه عبد الله بن عمرو بن حرام ورُفات زوج عمته عمرو بن الجموح، فوجدهما في قبرهما كأنهما نائمان، لم تأكل الأرض منهما شيئا، أتَعْجَبون ؟!.
كلا، لا تَعْجَبوا.



 


الرد باقتباس
قديم 06-04-2016, 04:08 PM   #18


الوطن غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2778
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 03-02-2022 (10:55 PM)
 المشاركات : 214 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



موضوع مميز تقدير واحترامي لعطاءكم



 


الرد باقتباس
قديم 06-07-2016, 12:47 AM   #19


الصورة الشخصية لـ منار
منار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3559
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 أخر زيارة : 06-22-2017 (02:34 AM)
 المشاركات : 316 [ + ]
 تقييم العضوية :  20
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



جزاك الله خير ونفع الله بك



 


الرد باقتباس
قديم 06-07-2016, 01:48 AM   #20



الصورة الشخصية لـ وردة الامل
وردة الامل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3463
 تاريخ التسجيل :  Jan 2014
 أخر زيارة : 12-12-2020 (12:13 PM)
 المشاركات : 4,395 [ + ]
 تقييم العضوية :  205
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 0
تم شكره 15 مرة في 13 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة





جزآك الله خير
وجعله المولى في موآزين حسناتك
كل الشكر لك
على هذا الطرح الأكثر من رائع
في إنتظآر جديدك


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مُضيئة , صفحات


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
صفحات الحكاية وردة الامل النقاش العام والمواضيع العامة 8 03-05-2016 02:37 PM
وقفة تاريخية خلف صفحات التاريخ المشوهه روح السراب مقالات ومواضيع سياسية منقولة 10 01-17-2015 02:02 AM
فيسبوك يغلق صفحات المعارضة والسوريون يبحثون عن بديل بيحان الأخبار العربية والعالمية 0 05-22-2013 08:43 PM
الصداقه عبر صفحات التواصل ,,, توفيق عبدالله النقاش السياسي والمقالات السياسية 18 12-12-2012 06:33 PM
هديل.. الشابة التي قادت الأسد سرا إلى صفحات الناشطين وأماكن الصحافيين بيحان الأخبار العربية والعالمية 0 03-18-2012 01:27 AM


شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:34 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO