خطبة حجة الوداع والبلاغ

الوداع , حدث , خطبة , والبلاغ

خطبة حجة الوداع والبلاغ

حــــــجة الـــــــــوداع والبـــــلاغ

لما مكث الناس بمكة مُحلين حتي يوم التروية ،فأحرموا بالحج ،وخرجوا الي مني وباتوا بها وبعد صلاة الصبح من يوم عرفة خرجوا الي عرفة وعلم أثناء ذلك الناس مناسكهم وسنن حجهم وخطب الرسول خطبة بعرفة لم يسمع مثلها في طولها .
(أيها الناس ! اسمعوا قولي :فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً.
أيها الناس !ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام الي أن تلقوا ربكم كحرمة ،يومكم هذا ،وانكم ستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم ،وقد بلغت .فمن كانت عنده أمانة فليؤدها الي من ائتمنه عليها ،وان كل رباً موضوع نولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون قضي الله انه لا ربا .
أما بعد ؛أيها الناس !فان الشيطان قد يئس ان يعبد بارضاكم هذه أبدا ، ولكن ان يُطع فيما سوي ذلك فقد رضي به مما تحقرون من اعمالكم فاحذروه علي دينكم .أيها الناس ان النسىء زيادة في الكفر ،يضل به الذين كفروا ،يحلونه عاما ويحرمونه عاما ،ليواطئوا عدة ما حرم الله ،فيحلوا ما حرم الله ،ويحرموا ما أحل الله . وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والارض نوان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً،منها اربعة حرم ،ثلاثة متوالية،ورجب مضرالذي بين جمادي وشعبان .
أما بعد أيها الناس !فان لكم علي نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن الايوطئن فرشكم احدا تكرهونه ، وعليهم الا يأتين بفاحشة مبينة ، فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع ، وتضربوهن ضربا غير مبرح فان انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ،فانهم عندكن عوان ،لا يملكن لأنفسهن شيئا وانكم انما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فاعقلوا ايها الناس قولي ،فاني قد بلغت وتركت فيكم ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا ابدا ، أمراً بيناً: كتاب الله وسنة نبيه .
أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ،تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم ، ان المسلمين أخوة ، فلا يحل لامرىء من اخيه الا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت ؟!!!
فقال الناس : اللهم ، نعم فقال الرسول: اللهم فاشهد
(أيها الناس ! ان الله قد أدي الي كل ذي حق حقه ، وانه لا تجوز وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، ومن ادعي الي غير ابيه او تولي غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل .

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين