بالأسود فقط !!

11-22-2012, 11:20 PM

لا أعرفه سوى بحروفه وكلماته التي يقوم بكتابتها بأنامله من خلال لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر الذي يجلس أمام شاشته ، غير أنّه – مثلما هُم بقية الأعضاء – ترك أثراً لا يُنسى في ذاكرتنا ، لايسعني هنا سوى الترحم والدعاء لمن فارقنا ...

هاهي قوافل الأحباب تترى تُفارقنا إلى غير رجعة ، يأخذهم الموت منّا عنوة ، كأن لسان حاله – الموت - يقول : إنتحبوا ، إحزنوا كما شئتم ، لابد أن أذيقكم طعم الفُراق ، وأريكم لون الحُزن ، وأجعلكم تشعرون بلوعة الفُراق ، سأجعلكم تموتون كمداً ، قبل أن يحين الدور عليكم ...

تباً لك أيّها الموت !!

إنّها آلة الموت ، تحصدُ كل يوم الكثير من البشر ، تتفنن في أساليب وأدوات الموت لضحاياها ، فالكلاشينكوف وعائلته الملعونة تقطف أعمار بني الإنسان بأيادي أبناء الإنسان ، كذلك المركبات بأنواعها تقوم بإهدار حيوات الكثير من الناس ، نتيجة السرعة الجنونية ، ولربما كان الخلل الفني المصنعي الغير مُعلن عنه سبباً في أغلب حوادث شباب الأمة العربية ، لاننسى من يموتون في أزقة وأروقة وعلى الأسرّة البيضاء في المستشفيات ، نتيجة سوء التشخيص للأمراض ، وإهمال وأخطاء الأطباء التي لاتجد من يُحاسبهم عليها ...

كُلّما تزينتْ الحياة للبعض من الناس ، وتجّملتْ كعروس في ليلة زفافها ، وفي تلك اللحظات التي يظنّ انّه أمتلكها كخاتم في بُنصره ، يأتي الموت ليخطفه من عشيقته ، أقبح مافي تلك الحبيبة أنّها لاتحزن ، ولا تبكي ، ولا تنوح ، ولاتنعي ذلك البعل الذي أراد الإقتران بها ، سُحقاً لها من حياة ، وتباً له من موت ، الأولى تُغري الشباب بجمالها وغنجها وعهرها ، والآخر يأتي ليسحق تلك الفرحة المرسومة على وجوه الشباب ...

رحم الله جميع الموتى ، وغفر لهم ، وأسكنهم فسيح جنّاته ، وألهم ذوي كل فقيد الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

22/11/2012م