إنكسار أنثى ,,

11-09-2013, 01:03 PM

السلام عليكم ..
***
تقدٌم لخطبتي ووافق والدي بعد السؤال عنه وعن أحواله ولم يكن هناك
مايعيبه وتم الزواج وضع الشمس بيمني والقمر بشمالي وأسمعني
من العبارات اللطيفة التي لم يتغنى بها منشد ولم يقلها شاعر وقضينا
شهرالعسل وبدأ يأخذ مكانه في قلبي الخالي ..
وعدنا إلى بيتنا وكنا لانخرج منه إلاٌ لماماً ..
إما لزيارة أهلي أوأهله أو قضاء إحتياجاتنا أو إداء عمله ..
كانت شهوراً جميلة عرفت فيها معنى السعادة والهناء
ودفء عش الزوجية والإستقرار وبدأنا نتطلع إلى
زينة الحياة الدنيا إلى الأطفال الذين سيكملون فرحتنا
وبهجتنا ويملؤن البيت محبةً وسعادة ..
ومضت الليالي والأيام جميلة وهادئة كـ ليالي ألف ليلة وليلة..
لايكدرها صفوها شيء لكن دوام الحال من المحال ..
فقد بدأ يختلق الأعذار ويفتعل المشاكل للخروج ولقاء الأصدقاء
القدامى ولم أشأ أن أتصادم معه أوأُضيٌق عليه وليلة أو ليلتين
في نهاية الأسبوع كافيه لكل منا هو يقضيها مع أصدقائه ..
وأنا أقضيها عندي أهلي أو في ترتيب البيت والغسيل والكوي ..
ومع مرورالوقت لم تعد تكفيه الليلة والليلتين فأصبحت ليالي
الأسبوع يقضيها خارج المنزل ..
وبدأت تظهرعليٌ أعراض الحمل وكنت بحاجة أنا وجنيني
إلى مراجعة مستمرة لمتابعة مراحل الحمل وهذا يحتاج إلى وقت
لعمل التحاليل والأشعة ولم يكن يرغب في ذلك ولايطيق الإنتظار !
وحانت ساعة الولادة ولم يكن بجانبي إلاٌ والدتي أما هو فقد حضر
في اليوم التالي ! عدت إلى بيتي بعد الأربعين وكنت أتوقع أن طفلتنا
ستبقيه بيننا وتجعله يحس بسعادة الأباء خصوصاً وهي بكرنا ..
كنت أنا وهيٌ بحاجة إلى وجوده وحنانه وعطفه وإلى الإهتمام بهذه المولودة ..
ذات ليلة وبعد تناول العشاء على عجل ارتدى ملابسه ووضع عطره المفضل ..
وقال : أنا خارج تريدون شيء ؟ ولم أجبه فقد مللت من هذا السؤال !
وبدأت أستعيد شريط الذكريات الأولى لزواجنا وأقارنها بما أنا عليه
الآن فشعورالإنفصال بدأ يتسع وأصبحت أشعر بالوحدة والغربة
وأنظر إلى ملامح طفلتي وهي ترمقني بنظراتها البريئة أحياناً ..
وببكائها أحياناً وأحسست بإنكساري وماذا عساي أن أفعل ؟
وتناوبتني الهواجس والتفكير بمستقبلي ومستقبل أبنتي إن ظللنا
على هذا الحال ولم يقطع هذه الهواجس إلاٌ دخوله بعد منتصف
الليل ترافقه رائحة الدخان والمعسل ألقى علينا نظرة عابرة
ومضى إلى فراشه ..
م / ن