منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,255
عدد  مرات الظهور : 28,043,071

عدد مرات النقر : 4,101
عدد  مرات الظهور : 72,063,428
عدد  مرات الظهور : 67,779,397
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,280
عدد  مرات الظهور : 72,064,230مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,929
عدد  مرات الظهور : 68,280,157
آخر 10 مشاركات
صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2380 - المشاهدات : 165225 - الوقت: 02:40 AM - التاريخ: 03-29-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 790 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 42 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 104 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 25 - الوقت: 06:45 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          بقايا الذكريات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 18 - المشاهدات : 457 - الوقت: 06:13 AM - التاريخ: 03-10-2024)           »          بيت شعر تهديه لمن يعز عليك (( (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1316 - المشاهدات : 110023 - الوقت: 02:18 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          سجل حضورك بأجمل بيت شعر يروق لك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1602 - المشاهدات : 161855 - الوقت: 02:15 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          الحمدلله عدنا والعود أحمد بعد غياب طويل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 72 - الوقت: 04:35 AM - التاريخ: 02-26-2024)           »          التصعيد في المنطقه (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 12:05 PM - التاريخ: 02-24-2024)


الإهداءات




قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها


قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها

قصة وقصيدة : مهل المهادي هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 05-14-2014, 01:33 AM   #1


الصورة الشخصية لـ شامخ منيف
شامخ منيف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1088
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 04-10-2022 (09:38 AM)
 المشاركات : 7,610 [ + ]
 تقييم العضوية :  2483
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 60
تم شكره 246 مرة في 153 مشاركة
الإفتراضي قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها





قصة وقصيدة : مهل المهادي

هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت
يقول الراوي
مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر
فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام
المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا
كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له
دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟
كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام
هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول :

يــقــول الـمـهــادي والـمــهــادي مـهــمــل
بــي عـلـتـن كـــل الـعــرب مـــا درى بـهــا

أنـــــا وجــعـــي مــــــن عــلــتــن بـاطـنــيــة
بأقصـى الضمايـر مــا درى ويــن بابـهـا

تــقـــد الـحــشــا قــــــد ولا تــنــثــر الـــدمـــا
ولا يــــدري الـهـلـبـاج عــمــا لــجــا بــهـــا

وإن أبـديـتـهــا بــانـــت لــرمــاقــة الـــعـــدا
وإن أخفيتـهـا ضــاق الحـشـا بالتهـابـهـا

أربـــــع سـنــيــن وجــارنـــا مــجـــرم بـــنـــا
وهـو مثـل واطـي جمرتيـن مـا درى بـهـا

وطـاهــا بـفــرش الـرجــل لـيـمـا تـمـكـنـت
بـقـى حـرهـا مــا يـبــرد الـمــاء التهـابـهـا

تــرى جـارنـا المـاضـي عـلـى كــل طلـبـه
لــو كــان مــا يـلـقـى شـهــودن غـدابـهـا

ويـــا مـــا حضـيـنـا جـارنــا مـــن كــرامــه
بليـلـن ولــو نبـغـي الغـبـا مـــا ذرى بـهــا

ويـــا مـــا عطـيـنـا جــارنــا مــــن سـبـيــة
لا قــادهــا قــوادهــم مـــــا انـثــنــى بــهـــا

ونـرفـى خـمـال الـجــار ولـــو داس زلـــة
كـمــا تـرفــي الـبـيـض الــعــذارى ثـيـابـهـا

تــرى عنـدنـا شــاة القـصـيـر بـهــا أربـــع
يـحـلــف بــهــا عـقـارهــا مــــا درى بــهـــا

تـــنـــال يـالـمــهــادي ثــمــانـــن كـــوامــــل
تـراقــى وتـشــدي بـالـعـلا مـــن أصـابـهــا

لا قـــــال مــنـــا خـــيّـــرن فــــــرد كــلــمــة
بـحـضـرات خـوفــن لـلـرزايــا وفــــى بــهــا

الأجــــــواد وإن قـاربـتــهــا مــــــا تـمـلــهــا
والأنــذال وإن قاربتـهـا عـفــت مـــا بـهــا

الأجــــواد وإن قــالـــوا حـديــثــن وفــوابـــه
والأنــــذال مـنــطــوق الـحـكـايــا كـذابــهــا

الأجـــواد مـثــل الـعــد مـــن ورده ارتـــوى
والأنــــذال لا تـسـقــى ولا يـنـسـقــا بــهـــا

الأجـــواد تـجـعــل نـيـلـهـا دون عـرضـهــا
والأنــــذال تـجـعــل نـيـلـهـا فــــي رقـابـهــا

الأجـــواد مـثــل الـزمــل لـلـشـيـل يـرتـكــي
والأنـذال مثـل الحـشـور كثـيـر الرغابـهـا

الأجـــواد لـــو ضـعـفــو وراهــــم عــراشــه
والأنـــذال لـــو سـمـنـو مـعـايـا صـلابـهــا

الأجـــواد يـطــرد هـمـهـم طـــول عـزمـهـم
والأنـــذال يـصـبـح هـمـهـم فـــي رقـابـهــا

الأجــــــواد تــشــبــه قـــارتـــن مـطـلـحــبــة
لا دارهــــــا الـــبـــردان يــلــقــى الــذرابــهــا

الأجــــواد تـشـبــه لـلـجـبـال الــــذي بــهـــا
شـــــرب وظـــــل والــــــذي يـنـهــقــا بـــهـــا

الأجـــــواد صـنـدوقـيــن مــســـك وعـنــبــر
لافــتــحـــن أبــوابـــهـــا جــــــــاك مــابـــهـــا

الأجــواد مـثـل الـبـدر فــي لـيـلـة الـدجــى
والأنـــذال ظـلـمـا تـايـهـن مــــن سـرابـهــا

الأجــواد مـثـل الـــدر فـــي شـامــخ الـــذرا
والأنـــذال مـثــل الـشــري مـــرن شـرابـهـا

الأجـــــواد وأن حـايـلـتـهـم مـــــا تـحـايـلــو
وأنـــــذال أدنـــــى حـيـلـتــن ثــــــم جــابــهــا

الأنـــذال لـــو غـسـلـوا يـديـهـم تـنـجـسـتن
ـجـاســة قـلـوبــن مــــا يــســر الـدوابـهــا

يــــــا رب لا تــجــعـــل الأجـــــــواد نــكــبـــة
من حيـث لا ضعـف الضعيـف التجابهـا

أنـا أحـب نفـسـي يـرخـص الــزاد عنـدهـا
يـقـطـعـك يـــــا نــفـــس جــزاهـــا هـبـابـهــا

يـــا عـــل نـفـسـن مـــا لـلأجــواد عـنـدهـا
وقـارن عسـى مـا تهتـنـي فــي شبابـهـا

عـلــيــك بـعــيــن الـشــيــح لا جـــــت وارد
خــــل الـخـبــاري فــــإن مــاهـــا هـبـابـهــا

تـــــرى ظــبـــي رمـــــان بــرمـــان راغـــــب
والأرزاق بـالـدنـيـا وهــــو مــــا درى بــهــا

سـقــا الـحـيـا مـــا بـيــن تـيـمــا وغــربــت
يمـيـن عمـيـق الـجــزع مـلـفـا هضـابـهـا

ســقــا الــولــي مــــن مـزنــتــن عـقـربـيــة
تـنـشـر أدقــــاق وبـلـهــا مــــن سـحـابـهـا

اليا أمطـرت هـذي ورعـد ذي سـاق ذي
سـنــا ذي وذي بـالـوبــل غــــرق ربـابـهــا

نسف الغثا سيبان ما ها اليـا أصبحـت
يحيل الحـول والمـا ناقعـن فـي شعابهـا

دار لــنـــا مـــــا هــــــي بــــــدران لـغـيــرنــا
والأجــنــاب لــــو حــنــا بـعـيــدن تـهـابـهـا

يــذلــون مــــن دهــمـــا دهـــــوم نـجــرهــا
نـفـجـي بـهــا غـــزات مــــن لا درى بــهــا

تـرى الـدار كالعـذرى إلـى عــاد مــا بـهـا
حــزن غـيـورن كـــل مـــن جـــاز نـابـهـا

فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا
نـصـد عـنـهـا مـــا غـــدا مـــن هضـابـهـا

تـهـامـيــة الـرجـلــيــن نــجــديــة الــحــشــا
عــذابــي مــــن الــخــلان وأنــــا عـذابـهــا

أريتـك إلــى مــا مسـنـا الـجـوع والضـمـا
واحـتــرمــن الــجـــوزا عـلـيـنــا الـتـهـابـهــا

وحمـى علينـا الرمـل و استـاقـد الحـصـا
وحمـى عـلـى روس المـبـادي هضابـهـا

وطـلـن عـــذرن مـــن ورانـــا و شـارفــن
عـمـالــيــق مـــطـــوي الـعـبــايــا ثـيـابــهــا

ســقــانــي بـــكـــأس الـــحـــب دومـنـهــنــه
عـنـدل مــن الـبـيـض الـعــذارى أطنـابـهـا

وإلــى ســرت مـنـا يــا سـعـود بــن راشــد
عـلـى حـرتـن نـســل الجـديـعـي ضـرابـهـا

ســرهــا وتـلــفــي مـــــن سـبــيــع قـبـيـلــة
كــرام اللـحـا فــي طـــوع الأيـــدي لبـابـهـا

فــــلا بــــد مـــــا نــرمـــي سـبــيــع بــغـــارة
عـلــى جـــرد الأيـــدي دروعـهــا زهـابـهــا

وأنـــــــا زبــــــــون الــجـــاذيـــات مــهـــمـــل
إلــــى عــزبــوا ذود الـمـصـالـيـح جـابــهــا

عـلـيـهـا مــــن أولاد الـمــهــادي غـلــمــها
لـيــا طـعـنـوا مـــا ثـمـنـوا فـــي أعـقـابـهـا

محا الله عجوزن من سبيع بن عامـر
مـــــا عـلــمــت قـرانــهــا فــــــي شـبـابــهــا

لـهـا ولــدن مــا حـــاش يـومــن غنـيـمـة
ســـوى كلمـتـيـن عـجـفـة تـمــزا وجـابـهـا

يعنونهـا عسمـان الأيــدي عــن العـضـا
مـحـا الله دنـيـا مــا خذيـنـا الـقـضـا بـهــا

عـيـون الـعــدا كـــم نـوخــن مـــن قبـيـلـة
لا قــــــام بــــــذاخ إلا جـــاعـــر يـهــابــهــا

وأنــــا أظـــــن دار شـــــد عـنــهــا مــفـــرج
حـقـيــق يــــا دار الـخــنــا فـــــي خـرابــهــا

وأنــــا أظـــــن دار نـــــزل فـيــهــا مــفـــرج
لا بــــــــد يــنـــبـــت زعـــفـــرانـــن تـــرابـــهـــا

فــتـــى مـــــا يــظـــم الــمـــال إلا وداعـــــة
و لــو يمـلـك الدنـيـا جمـيـعـن صخـابـهـا

رحــــل جــارنــا مــــا جــــاه مــنـــا رزيـــــة
وإن جتـنـا مـنـه مــا جــاه مـنــا عتـابـهـا

وصــلــوا عــلــى ســيــد الـبــرايــا مـحــمــد
مـــا لـعـلـع الـجـمـري بـعـالــي هـضـابـهـا

كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية


rwm ,rwd]m : lig hglih]d hkwp;l frvhzjih Hil



 


الرد باقتباس
قديم 05-22-2014, 08:23 PM   #2


الصورة الشخصية لـ أاابـوســـلطان
أاابـوســـلطان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1290
 تاريخ التسجيل :  Nov 2012
 أخر زيارة : 03-10-2015 (08:47 PM)
 المشاركات : 3,204 [ + ]
 تقييم العضوية :  40
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها



والله ما أدري إيش أقول..قصة عجيبة ورائعة أبهرتني عند قرأتي لها
يعطيك العافية أخي شامخ
فعلا إختيار موفق لاعدمناك



 


الرد باقتباس
قديم 05-23-2014, 01:20 AM   #3


الصورة الشخصية لـ شامخ منيف
شامخ منيف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1088
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 04-10-2022 (09:38 AM)
 المشاركات : 7,610 [ + ]
 تقييم العضوية :  2483
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 60
تم شكره 246 مرة في 153 مشاركة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها




هلاوغلا ابوسلطان يعطيك العافيه علامرورك

ونورت المتصفح لاعدمناك يالغالي
إقتباس:
إقتباس من مشاركة أاابـوســـلطان مشاهدة المشاركة
والله ما أدري إيش أقول..قصة عجيبة ورائعة أبهرتني عند قرأتي لها
يعطيك العافية أخي شامخ
فعلا إختيار موفق لاعدمناك



 


الرد باقتباس
قديم 05-23-2014, 01:50 AM   #4


الصورة الشخصية لـ يمني
يمني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 767
 تاريخ التسجيل :  Jul 2012
 أخر زيارة : 02-09-2024 (11:34 PM)
 المشاركات : 8,145 [ + ]
 تقييم العضوية :  18574
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 847
تم شكره 1,703 مرة في 1,115 مشاركة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها



جميل ما فيها من الإيثار ورد الجميل

يعطيك العافية شامخ منيف



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 05-23-2014, 02:02 AM   #5


الصورة الشخصية لـ شامخ منيف
شامخ منيف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1088
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 04-10-2022 (09:38 AM)
 المشاركات : 7,610 [ + ]
 تقييم العضوية :  2483
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 60
تم شكره 246 مرة في 153 مشاركة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها




يعطيك العافيه اخي يمني علاالحضور

شكرا لك لاهنت
إقتباس:
إقتباس من مشاركة يمني مشاهدة المشاركة
جميل ما فيها من الإيثار ورد الجميل

يعطيك العافية شامخ منيف



 


الرد باقتباس
قديم 05-23-2014, 05:28 AM   #6


الصورة الشخصية لـ أستاذ المنتدى
أستاذ المنتدى غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2104
 تاريخ التسجيل :  Aug 2013
 أخر زيارة : 02-13-2015 (08:36 PM)
 المشاركات : 605 [ + ]
 تقييم العضوية :  23
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها



تسلم أخي الغالي قصة وقصيدة رائعة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



 


الرد باقتباس
قديم 05-23-2014, 06:04 AM   #7


الصورة الشخصية لـ عيون الليل
عيون الليل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1500
 تاريخ التسجيل :  Feb 2013
 أخر زيارة : 01-04-2024 (11:33 PM)
 المشاركات : 11,502 [ + ]
 تقييم العضوية :  3610
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 414
تم شكره 360 مرة في 267 مشاركة
الإفتراضي رد : قصة وقصيدة : مهل المهادي انصحكم بقرائتها



عااافيه علييك اخي شااامخ ,,لاهنت


دمت ودااااااااااااام عزك يالغااااااااااالي,,



 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
أهم , المهادي , انصحكم , بقرائتها , وقصيدة , قصة


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 
خيارات الموضوع

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


تصميم وتوزيع وتركيب  &الجنوبيه&♥ طموح ديزاين♥


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 05:24 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO