أمينة

للجنة

أمينة

أمينة


قصة بسيطة هي عبارة عن سرد للواقع
نقلتها لكم كما هي ذون تغيير
إلا في محاولة لمسح دموع أمينة
لأنها أشعلت نار في جوفي
فخشيت عليكم منها ،،

أمينة

هي واحدة من عشرات مثلها في مجتمعنا اليمني
ولكن كان حظ أمنة هذه
إني كنت شاهدة على معاناتها
وقررت في آخر زيارة لها
أن أنقل قصتها للعالم أجمع
لعل القصة تقع بيد من ظلمها
فيشعر بمدى جرمه
وما الحقه بهذه الانسانة .


وعلى غير العادة
لا ابحث عن خلفية للموضوع ولا اي تحسينات
لأني أعلم بأن الخلفية الوحية التي تصلح له
هي دموع أمينة

تابعوا القصة بصمت وأحتفظوا بتعليقاتكم
حين أعلن لكم بأني أنتهيت أو بالاصح
أكتفيت لأني لو أترك العنان لقلمي لما وصلت إلى

نهاية

أمينة


لا زلت اتذكر أول يوم رأيت فيه أمينة
كانت تلعب وتقفز هنا وهناك في حارتنا وكأنها
فراشة تطير بثوبها الملون ونظراتها اللامعة ببريق غريب
اتذكر حين وقفت خلف شباك بيتنا وأنا ابتسم
سالتني أختي
ليش واقفة يا أما تطلعي او تبتعدي عن الشباك

كان ابي يحذرنا دائما من الوقوف خلف الشباك قائلا :
أنا أفضل تطلعي وتتفرجي جمب الباب من ان تبقي مخفيه
خلف الشباك لانه ممكن اي حد يفتكر ان الواقفة أمك
أو عمتك

أنتبهت الى إني في وضعية مخالفة وقلت لاختي شوفي امينة
قريبة الجيران هذه الطفلة فيها شئ غريب جدا تحس انها جزء منك

مرت كم سنة كنا لا نرى فيها أمينة الا في المناسبات
وكما كانت أحلى طفلة اصبحت أجمل صبية

وفي يوم من الايام وصلتنا دعوة زواج أمينة على ابن الجيران
كانت يادوب أنهت سنة تاسعة وتستعد للدراسة الثانوية
زعلنا عليها كثير وفي نفس الوقت فرحنا لأنها سكنت
في حينا

امينة كانت أحدى التوائم التي أنعم الله بهن على أم أمينة
حيث لم ترزق الا بهذين البنتين وولد شاب اسمه علي
وكان علي شهم وشجاع وطيب القلب يشهد له كل من عرفه
بأنه فارس زمانه
وكانت امهم تعهدت تربيتهم بعد وفاة ابيهم
ولهذا وافقت على تزويج البنات كنوع من الاطمئنان عليهن .

بزواجها اصبحت هذه الوردة الجميلة بيننا
نستمتع بشذاها صبح مساء
فهي صاحبة واجب تزور المريض ولا تقصر في المناسبات
مهما كانت فرح أو حزن

كانت أمينة تزورنا هي وثلاجة القهوة الملبنة حتى اصبحنا
ننتظرها لكي نتذوق قهوتها اللذيذة ورغم انها اصغر منا
الا انها كانت أمهر الجميع في كل شئ

مرت السنين وأمينة جزء من حينا ومن بروتوكولاته المعهودة
واصبحت أم لابنتين كل واحدة منهم أجمل من الاخرى
ولكن ينقصهم مرح وحلاوة روح أمهم

حتى كان ذات يوم تقول أمينة :

لا أعرف كيف بدأ ذاك النهار ولا كيف أنتهى
فقد التقى أخي علي مع اخو زوجي وذهبا إلى مكان بعيد
وثار بينهم شجار لا أحد يعرف سببه فطعن علي اخو زوجي
بسكينة كانت معه وسرعان ما سقط مضرجا بدمه

تقول أمينة أخي مريض اصيب في الفترة الاخيرة بحالة
نفسية ومسحور وحين رجع الى البيت طلب من امي
ان تأخذه للعلاج وبالفعل أخذته إلى معبر حيث قرأ الشيوخ
عليه وقالوا إنه مسحور
ولما هداء أعترف لأمي بأنه طعن صهره وقالت له أمه
اذا هذا صحيح علينا أن نذهب لعاقل الحارة وبالفعل
جاءت به إلى حينا وسلمته بيدها لعاقل الحارة

-كانت التحريات أظهرت إنه كان متواجد حيث وجد
الضحية ولكن اعتقدوا بأن هناك من كان معه
أعترف بأنه وحده المسؤل عن ما حصل وإنه كان نتيجة
شجار وبعد ان سبه صهيره قام بطعنه وتم التحفظ عليه
وسجنه لعرضه على الطب النفسي والنيابة العامة

لم تكن مأساة أمينة هي قتل صهرها وحبس أخوها
ولكن مالقته بعدها من سوء معاملة من بيت عمها
والتعامل معها كحاملة لذنب اخيها وتم اقصائها
من حياتهم نهائيا حتى انهم خيروا ابنهم بينهم وبينها
أو أن ترضى بأن تعيش منبوذة غريبة
مع منع كل اهلها من زيارتها واللقاء بهم

رضخت أمينة وزوجها لطلبهم على أمل
إن يداوي الزمان الجروح ويتم التسامح معهم

تقول أمينة

من أول يوم في العزاء أحسست بأني أنا القتيلة
كانت أمينة حاملة بابنتها الثالثة وتعبة من الحمل
ومن الكلام الذي يطرق مسامعها
ماتستحي عادها جالسة بيننا
قليلة حيا والكثير من الكلام وكما قلت تم منع أمها وأختها
واي شخص يقرب لها بل تم محاصرتنا نحن الجيران
ما أن نزورها حتى نجد من يجلس بيننا وبينها
فهم كانوا يعرفوا مكانتها عند الجميع ويعلموا تعاطفنا
معها وقد قلنا لهم القاتل وتم القبض عليه وسينال جزائه
ماذنب أمينة وبناتها أن تعاملوهم هكذا

استمرت شهور وبدأت تنهار لم تعد تستطيع المقاومة
فنصح الجيران زوجها أن يستاجر لها منزل بعيد عن أهله
لعلها ترتاح وبالفعل بدأت نفسيتها تتحسن وعادت تزورنا
كلما سمعت بموت أو زواج ولكن هيهات
لم يتبقى منها إلا شبح أمرأة وثلاجة القهوة تأتي تحملها
تجر رجليها جرا تدخل الحي سراً تخشى أن يراها أهل زوجها
فيكدروا جيتها بما يلقوا عليها من كلام


حتى توفى أخو زوجها الكبير
جاءت أمينة تبكي قائلة والله إن أحد أخوتي مات
ودخلت لتعزيهم وتشعرهم بمشاركتهم أحزانهم
طردوها لاعتقادهم بأنها جائت متشفية

وكأنهم أحسوا انها في راحة بعيد عنهم طلبوا من أبنهم
لأن يعود الى بيت العائلة ويبني حمام مستقل
ولأنها تحب زوجها وتتمنى أن يرضوا عليه ويحبوا بناتها
عادت الى بيتهم بشروط لايقبل بها كافر
أن لاتدخل عندهم ولا تستقبل أهلها وما تطلع من البيت
وبقيت سجينه غرفتها ترعي بناتها ومن جائت تزورها
تخرج من عندها تبكي بصمت

لم تكن تشكي ولكن حالها وحال بناتها يشكي
وفي الآخير آخذوا غرفتها وأعطوها غرفة داخلية
لايدخلها الشمس وقبلت ولم تستنكر أبداً


بدأت حالتها النفسية تستاء كلما راحت لزيارة أمها
تقول لها أخوك يسأل عليك ويأمني بك فتعود مكسورة الخاطر
تبكي أخوها وتبكي نفسها

كيف أزوره وأنا منعوني من زيارتك أنت
حين تزور أمها تذهب وحيدة فقد منعوها من أخذ بناتها
تقول لماذا يحرموا أمي من رؤية بناتي ؟؟
أمي هي التي سلمتهم أخي بيدها وقالت له لست أفضل
من أبنهم وهو قبل أن يقتصوا منه ويأخذوا بدم ولدهم
حُباً في الله ولكن لم يكن هناك غير قلوب مات فيها الاحساس والشعور
تناسوا كل الود والخير الذي بينهم وإن من يقتصوا منها
هي أبنتهم قبل أن تكون زوجة أبنهم
الم تزف الى بيتهم طفلة لاتعرف شئ عن عالم الكبار

قتلوها مرتين مرة حين أغتالوا طفولتها
ومرة حين عاقبوها بما لاذنب لها فيه .

أنتهت مقاومة أمينة وبدأت تعاني من ألم في مفاصلها
كلما التقيناها قالت ماعا يطيعني أقوم ولا أجلس
أحس إني عجوز

نضحك عليها ونقول لها : انتي بس تشتي تسمعي طبل
علشان تنزلي رقص الى أن تفتك ربطة رجولك

تضحك وتقول الله يسامحكم

حتى كان فرح ابن جيرانهم حضرت أمينة فعلا كعجوز
لاذهب ولا مكياج ولا لبس
زعلنا كلنا وقلنا لها مالك انتي لسه صغيرة
انتي اصغر منا ليش تعملي في نفسك هكذا ؟؟
أبتسمت وقالت ياريت بس احس بالراحة
أول شئ ذهبي كله بعته لما بنيت الحمام وصلحت الغرفة الخارجية
وخلصت الباقي علشان اصلح الغرفة الي اعطونا اياها
وبعدين اي لبس واي فرح وأني كل يوم أنتظر اعدام أخي
وكل ما احاول أنسى الموضوع يذكروني به


سبع سنين منذ مات أبنهم لاهم نسوا ولا سامحوه ولا عجلوا
في إعدامه كل مرة يطلعوا لنا خبر جديد


كنا في فرح ونسينا الفرح ونسينا كل شئ وتذكرنا
ألم أمينة وحالتها النفسية

بدأت أطرافها تنشل وتعجز عن الوقوف وصارت تطلع بصعوبة
ومع هذا لازلنا نراها في كل مناسبة تتعكز على بنتيها
وهي مبتسمة وإذا ما سمعت شئ حصل وما عرفت تعتذر
وتتأسف ونحن قلوبنا تبكيها بصمت .

وتسارع في تغيير الحديث جبت لكم قهوة سوتها بنتي فاطمة
كيه شوفوها زي حق أمها

وتخطف دموعنا لكي تحولها إلى ابتسامة ونحن نراقب خجل فاطمة
وهي تقول ايش جاب قهوتي لقهوتك ان شاء الله بتتشافي
وترجعي تعمليها بيدك .

لا أنكر إننا ننساها ايام واحيانا شهور
كل جمعة نلتقي في بيت أبي ونتفق على زيارتها
وحين نلتقي ننسى ونتساهل


حتى كان ذات يوم اتصلت أختي
بتروحي معي نزور أمينة
قلت لها طيب يوم الجمعة
قالت لا اليوم في بيت ابوها
لأنهم أعدموا أخوها أمس
ونحن رايحين نعزيهم ..

أعدموووووه بعد كل هذه السنين أعدموه !!
حين سُجن كان معه ولد وزوجته حامل
واصبح معه ولدان

تقول أمه :
ذهبت لزويارته في اليوم الأول وطلب يشوف
زوجته واولاده واخواته
وثاني يوم زاروه كلهم وبقيت اني في البيت
لاني مريضة
ورجعوا كلهم يضحكوا وفرحين بزيارته
حتى أمينة ذهبت لزيارته
قالت : طبع صورته في فؤادي
كنت قد بديت أنسى ملامحه ولكن ما أن رأيته
حتى أحسست بحنان الدنيا كله ينساب الي ويحتضني
ووقفت على رجولي وأختي وزوجة أخي مستغربات
قاومت ماحبيت يشوفني على كرسي متحرك
قالت والله لو كنت اشوف أخي في كل سته اشهر مره
كان زماني اتعالجت بلا ادوية


في هذيك الليلة بتنا في فرح وضحك سامرين
مبسوطين حسينا إن الحياة رجعت لبيتنا
ماكنا نعرف بأن هناك أمور ترتب في الخفاء
وإنهم يستعدون لقتل أخي في صباح اليوم التالي .

في الصباح التالي سألوه ماذا يريد
قال اشتي اشوف الوالدة لي يومين ما أشوفها
قال له المفتي خلاص الان صعب
وطلبوا منه أن يكبر وصلى ركعتان
وطلعوه إلى الساحة وهو مبتسم وقال :
أنا قتلت نفس استحق أن أقتل يمكن ربي يسامحنا
وقولوا لامي وأخواتي وزوجتي يسامحوني

وتم رميه بالرصاص وعمه وأبنه وابن القتيل
يراقبون موته
لم تتحرك في قلوبهم اي شفقه أو رحمة
نسوا إنه مثل ولدهم وصديقه
ولطالما كانوا معا في السراء والضراء
لم يراعوا حالته النفسية ولا تقرير الاطباء
قال لهم المفتي هناك من قبل أن يدفع لكم
دية سبعة مليون ريال وتسامحوه

قالوا لا النفس بالنفس
وياليتهم بعد أن قتلوه عتقوا أمينة
أو حتى خففوا عنها الحصار


قالت أمينة : قتلوه ونسوني حية أموت كل يوم
بكلامهم وهمسهم وتلميحاتهم

ساءت حالة أمينة وأصبحت لاتستطيع أن تقف
انجنى عظم ساقها

رحت في يوم لزيارتها قالت قال الطبيب
داومي على العلاج الطبيعي والجلوس في الشمس
تضحك امينة اي شمس وهم دفنوني في بير المنزل
واي علاج طبيعي واني مستحيل أروح الابتاكسي
والتاكسي مكلف والعلاج مكلف


ليتهم خلوا لي اخوي يحملني واتعكز عليه
فوش لهم بناتي صغار فنوا عمرهن يحمليني
ويخدميني

قلت لها من يطبخ الغداء وينظف البيت ؟؟
قالت البنات يتناوبوا في كل شئ

قلت لها ربي يحبك جاب لك بنات مطيعات
شوفي ماشاء الله عليهن كيف بيتكم نظيف
وهن من الاوائل ما اتخدوا من مرضك عذر
ولا اتساهلوا في دراستهن


قالت : اصلا مش ناقصين كلام لو نقصوا بيحرموهم
الدراسة كل يوم وهم يهددوهن بهذا الكلام

في يوم جمعة كنا في زيارة بيت أبي قالت أمي

أمينة بتسافر الهند للعلاج
قلت لها هي ومن ؟؟
اجى على بالي أروح مرافقة لها
قالت أمي هي وزوجها
هذا الرجال لله ما اطيقه
كل ما نروح نزورها نلاقيه مخزن ولا على باله
تقول أمينة : خلينه يخزن نسكهه

كيف تسكهيه وأنتي بحاجة الفلوس للعلاج
تقول خلاص ايش باسوي

واتذكرت اني اذا رافقتها ناهيك عن ضرورة استحمل زوجها
راح التزم بكل شئ مستحيل اقول لها الفلوس نقصت او اي شئ
وطبيعي لازم أخذ محمد وووو


اجمعوا كلهم اجلسي والله انك راح تتعبيها أكثر
وبقيت اترقب موعد سفرها ونسيت
وسافرت أمينة قال لي ابو محمد الان سافرت أمينة
الله يسامحكم ليش ماقلتوا لي علشان أودعها
قالوا راح نقول لك لما ترجع علشان تستقبليها

في يوم الجمعة أول مانزلت من السيارة
شفت ابنتها الصغيرة شريفة جالسة حزينة
اشرت لها احملي لي الاكياس
حملتهم بصمت ودخلت بيتنا تسبقني
وأمسكتها وحاولت اضحكها
ليش ما تلعبي شكلك عجزتي
وهي تحاول تبتسم وتقول لا والله
بس فاطمة قالت لاتوسخي ثوبك
قلت لها ماعليك منها اني باكلمها العبي
واذا اتوسخ اني باغسله ابتسمت
قلت لها من ينام عندكم قالت عمتي شريفة

صحيح نسيت اقول لكم ان أمينة لما ولدت بأبنتها الثالثة
سمتها بعمتها الصغيرة شريفة
وكنا نعاكسها ونقول لها ما اجت تشوف سميتها
ما جابت لها هدية ؟؟
وهي تقول بس يرضوا علينا ،،

الظاهر حنت شوية شريفة ولما شافت إن بنات أخوها
راح يبقوا وحيدات قررت تجلس معاهن


وطلعت شريفة الصغيرة إلى الشارع تلعب مبتسمة
مادرت مسكينة إنها تركتنا كلنا نبكيها

قالت أمي أمينة طلعت وهي تقول امانتكن بناتي
لا أم ولا أب ومنعوا أمي يزورهن

قالوا لها ماعليك إن شاء الله ترجعي بالسلامة

دخلت الى بيتنا وبعد ما سلمت قلت لهم
ما تصدقوا تشوفوا دموع بسرعة تبكوا

قال زوجة أخي لا نبكي أمينة لأنها اتصلت
أمس الى عندنا وبناتها ما يدروا

عملوا لها دعامة حديد لرجل والثانية لا
قلت لهم ليه ؟؟ قالوا الفلوس ماكفت .

يا الله يا أمينة ايش هذا الحظ .

اتصلت تقول شوفوا لي سلف او ارهنوا
أ‘ملوا اي شئ ولا أرجع برجل والثانية لا
لان معناها ما بقدر اقوم

ياربي على الاقل كانت تسحب الرجلين بالأرض

الله يستر عليك يا أمينة وبدينا نحاول نجمع لها
والي طرحت رهن والي والي المهم تكمل امينة العملية
وترجع لنا على الاقل روحها المعنوية مرتفعه

عملت أمينة العملية عملوا لها دعامتين للساقين

قالت أمينة :
ثالث يوم أجين السسترات يقيمني يا الله امينة قوم
قلت وانا اصيح no no قد مامعي الا هي وyes
sorry قالت وانا اصيح مارضوا وقمت بالغصب
وحسيت إن الدعامات انعطفت وصحت ورجعت للسرير

لما اجى الطبيب قال للمترجم لا ما تقوم الا لما تلبس
دعامات خارجية وطلب ياخذوا لي القياسات
وعملوا لي الدعامات

كانت تقص لنا وتضحك ولا كأنها تلك الي عانت
كل تلك المآسي

قالت والله أنتظر بس بناتي يخلصوا الامتحانات
باروح أزور أمي وباجلس عندها عشرين يوم
ضحكنا وقلنا لها ليش مش شهر
قالت بس مش قادرة أنسى يوم عرفت أمي اني مريضة
وأجت أمي تزورني إلى بيت عاقل الحارة
وقالت لها زوجة عاقل الحارة تعالي بنروح اني وانتي
لان بنتك ماتقدر تطلع ، ما اتوقعت مسكينة أن يهينوها
هي وأمي ويطردوها من بيتهم والحرمة تترجاهم وتقول لهم
عيب هي بوجهي اني جبتها ماكانت بتجي
قلت لها بس طالما هم الان يزورونك يعني ممكن في يوم
يسمحوا لأمك تدخل عندك

قالت لا مستحيل أمي ترضى تدخل بيتهم
اصلا بعد اعدام أخي ماعاد تطيق تشوفهم
و قالت تصدقي يوم اجيت من السفر امي كانت بالمطار
من الفجر مش مصدقة انها بتشوفني وخايفة أروح
وماعاد تلاقيني

قلت لها مسكينة أمك قالت أنتي عارفه إن أمي
اتحملت كل مصاريف علاجي لما سافرت
قالت نفسي اشوف أمينة توقف على رجولها
وبعدها أموت

قلت لها الله يحفظها ويخليها لكم ويخليكم لها
وتعوضوها كل التعب الي هي فيه

قلت لها طيب الان كيف بيت عمك ما سامحوك
قالت يجوا يجلسوا شوية مثل الضيوف ويطلعوا
خاصة لاشافوا الجيران علشان لاحد يهدر عليهم

قلت لها اني بابتسامة ماكرة صعب ينسوا أبنهم
قالت خلاص قد قتلوا أخي نفس بنفس ايش عاد باقي
ليتهم بيرحموني ويخلوا أمي تزورني
الطبيب قال لها لسه قدامك سنة أو عشرة أشهر
إلى أن تقدري تعتمدي على نفسك وتقومي
قلنا له سهالة بتعدي إن شاء الله

راح الكثير ومابقى الا القليل
أهم شئ أنتي تسامحي وتصفي نفسك
وتحاولي دائما تقربي بناتك منهم وإن شاء الله
بتصلح الأمور ويتحسن الحال

قالت إن شاء الله
وطلعنا من عندها لأول مرة وفي أنفسنا رضا
وفي وجوهنا إبتسامة
لما دخلت بيت أبي قلت لهم أني قررت أكتب قصة أمينة
قالوا كلهم بصوت واحد لاتنسي دور بناتها
قلت أكيد سبحان الذي يقطع ويوصل
أعطاها بنات في مظهرهن رقيقات ضعيفات رحيمات
وهن قادرات على تحمل كل المصاعب والهموم
وفوق هذا كله الأوائل دائما وبيتهن في منتهى النظافة
والترتيب ولا كأن أمهن مقعدة وهن لايزالن في سن الزهور
اكبرهن في سنة أولى في الجامعة


************************
إلى هنا أنتهى ما أعرفه عن أمينة وماخفي كان أعظم
أحببت أن أكتب قصتها لكي أفضفض عن مافي نفسي
من ألم وكبت وايضا لكي تكون عبرة لكل إمرأة وأم
تعتقد بأنها تعاني وتقاسي من ظروف الحياة
كلما كبر همك تذكري أمينة
ما كتبته هو مختصر لسنين معاناة قسوة الأهل
وألم المرض ومكابرة الشكوى
كانت أمينة لاتشكي ولا تحكي ولا تتكلم مع أحد
الا نحن بحكم قربها من أمي ولاننا كنا نعرف حسب تعبيرها
كيف نحقق معها ونجعلها تعترف بما لاتريد أن تقوله
أعلم بأني لم أحسن طريقة طرح القصة لأني حبيت أن أسردها
بطريقة تلقائية من خلال الكتابة مباشرة هنا على صفحات
المنتدى واعذروني اذا حصل تقصير أو قفزات في الموضوع
هناك الكثير من الاحداث التي ماحبيت أزعجكم بها
فقط كتبت القصة لاناشد القلوب القاسية التي استطاعت أن
تحرم أم من بنتها وجدة من حفيداتها
وانبههم بأن العمر قصير وكلنا راحلون فإن لم تملي قلوبنا
المحبة أقلها نترك مساحة للتسامح يملئها ويغمر ارجائها
حتى ننعم بمسامحة أنفسنا وحتى يسامحنا الله على اخطائنا

وفي الآخير شكرا من كل قلبي لكل من مرَّ من هنا
وترك شكر أو اشارة بمروره
وكذا اتقدم بجزيل الشكر والتقدير
لمن ختم موضوعي بالختم المميز
وأترك الموضوع لكم للتعليق وابداء رائكم
في الاحداث أو في طريقة السرد ،،

صراحه من بدايتها ومن اول ماشفت العنوان وانا عرفت ان وراها شي عظيم وجميل
وبدائت معك بالقراءه ولااخفيك اني لم اطلع من الصفحه كنت متشوقه للقرائه من اول مابداتيها
قصه مؤلمه جدا جدا ذرفت عيوني بدموع وانا اقزائها بدون لااشعر حتى صار الجوال دموع
وبدائت بمسحها حتى اكمل القصه او انتظرك تكمليها وبدات اجعل نفسي مكان امينه واعيش عيشتها
ولكن صعب علي حتى انت اتخيل هذا الشي لم اقدر حتى اتخيل فكيف هي عاشته بواقع
واقعها مولم ومتعب اعجبتني القصه بسردها رغم مابداخلها وقوت امينه ودور بناتها يعطينا القوه
ودافع الحياه ونتعلم منها ومن شاف مصيبت غيره هانت عليه مصييته هكذا هي الحياه وهكذا هو الظلم وادائما
يعانون منه
امي وغاليتي اشكرك على الطرح المميز
فانتي لاتطرخي الا شي مميز ونستفيد منه
انتي بالفعل روح الابداع
لكي مني كل الشكر والتقدير
واجمل تقيم

خمس نجوم

دائما الحياة كريمة معي

خمس نجوم وجوهرة ياسلام والله لم اطمع في أن يقرأ القصة أحد غيرك
صدقيني أنا مع ما أنا فيه من مكانة عند أهلي وجيراني وما أنا فيه من قوة
بفضل الله وتعليمي ووظيفتي أشعر بالعجز والضعف وأنا أجلس كتلميذة
استمع إلى كلام أمينة لآنها حين تحكي لاتبكي
لم أرى في يوم دموع أمينة الا في عزاء أما حين تقص عليك
كأنها تتكلم عن واحدة آخرى غيرها
تشعري بأن هناك ألم عظيم ولكن لادموع

أنا اتعلم من أمينة بأن لا صعب ولا مستحيل مع الايمان والارادة
وأتمنى أن لاتنسي أنتي ايضا هذه القصة
وتذكري دائما أمينة وتسامحها مع الحياة رغم كل مامرت به
إن لم يكن من أجلنا فلاجل من هم حولنا

تحياتي ،،