منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,280
عدد  مرات الظهور : 29,269,669

عدد مرات النقر : 4,125
عدد  مرات الظهور : 73,290,026
عدد  مرات الظهور : 69,005,995
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,306
عدد  مرات الظهور : 73,290,828مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,506,755
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123492 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169543 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 108 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 68 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33695 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 83 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233541 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 980 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 77 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 139 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات



الاسلام ديننا و حياتنا واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


صفحات مُضيئة

واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات


صفحات مُضيئة

صـــــــفحـــات مضـــــــيئة كلما قرأت قصة حياة واح من الصحابة تمنيت أن أنقلها لكم هنا لهذا أحببت أن أفرد هذه الزاوية بأسم صفحات مُضيئة لكي أجمع فيها

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 04-16-2016, 01:41 AM   #1


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي صفحات مُضيئة




صـــــــفحـــات مضـــــــيئة

كلما قرأت قصة حياة واح من الصحابة
تمنيت أن أنقلها لكم هنا
لهذا أحببت أن أفرد هذه الزاوية
بأسم صفحات مُضيئة
لكي أجمع فيها كل شئ عنهم
حتى تضئ لنا حياتنا
ونتعلم منها دروس
في قوة الايمان والصبر عل البلاء

وياريت تكون ردودكم اضافات في اطار الموضوع


wtphj lEqdzm



 


الرد باقتباس
قديم 04-16-2016, 01:48 AM   #2


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



أســـــد الله ... هو حمـــــزة بن عبــــد المطــــلب .. وســــيد الشــــهداء

كان حمزة يعرف عظمة ابن أخيه وكماله محمد صلى الله عليه وسلم

وكان على بينه من حقيقة أمره وجوهر خصاله .. فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه بحسب ..
بل يعرفه معرفة الأخ والصديق .. ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وحمزة من جيل واحد .. وسن متقاربة ..
نشأ معا ولعبا معا ، وسارا معا على الدرب خطوة خطوة.

ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق فأخذ حمزة يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة وإفساح مكان لنفسه
بين زعماء مكة وسادات قريش .. في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على أضواء روحه التي انطلقت تنير له طريق الله ..
وعلى حديث قلبه الذي نأى به من ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق وإلى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..

نقول : لئن كان شباب كل منهما قد اتخذ وجهة مغايرة فان حمزة لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ومكارم تحل صاحبها
مكانا عليا في أفئدة الناس كافة.. وترسم له صورة واضحة لمستقبله العظيم. وفي صبيحة يوم خرج حمزة كعادته ..
وعند الكعبة وجد نفرا من أشراف قريش وسادتها
فجلس معهم يستمع لما يقولون كانوا يتحدثون عن محمد

ولأول مرة رآهم حمزة يستحوذ عليهم القلق من دعوة ابن أخيه .. وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد والغيظ والمرارة.

لقد كانوا من قبل لا يبالون أو هم يتظاهرون بعدم المبالاة والاكتراث أما اليوم فوجوههم تموج موجا بالقلق .. والهم .. والرغبة في الافتراس.

ومضوا في حديثهم يزمجرون .. ويتوعدون وحمزة يبتسم تارة ويتمغض تارة أخرى .. وحين انفض الجمع وذهب كل إلى سبيله ..
كان حمزة مثقل الرأس بأفكار جديدة راح يستقبل بها أمر ابن أخيه ويناقشه من جديد ...!!!

وشرع يفكر وقضي أياما لا يهدأ له خاطر .. ولياليا لا يرقأ له فيها جفن

واستيقظت كل ذكرياته عن الكعبة وآلهتها وأصنامها .. وعن الأمجاد الدينية والآلهة المنحوتة التي فرضتها قريش.

لقد كان يطوي صدره على احترام هذه الدعوة الجديدة التي يحمل ابن أخيه لواءها .. هكذا فرضت عليه إستقامة ضميره ..
ونزاهة تفكيره أن تخضع المسألة كلها من جديد لتفكير صارم ودقيق. وعند الكعبة .. كان يستقبل السماء ضارعا مبتهلا ..
مستنجدا بكل ما في الكون من قدرة ونورا كي يهتدي إلى الطريق المستقيم.

ولنصغ إليه وهو يروي بقية النبإ فيقول: ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم ..

ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب لي وملأ قلبي يقينا.

وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري .. فدعا الله أن يثبت قلبي على دينه.

...وهــــكذا أســــلم حمــــزة إســـــــلام اليقيــــن ...

أعز الله الإسلام بحمزة ... ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المستضعفين من أصحابه..

ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين فأدرك أنها الحرب لا محالة .. وراح يحرض قريش على إنزال الأذى بالرسول وصحبه ..
ومضى يهيأ لحرب أهلية يشفي عن طريقها مغايظه وأحقاده.

ولم يستطع حمزة طبعا أن يمنع كل الأذى ولكن إسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا .. كما كان إغراء ناجحا لكثير من القبائل
التي قادها إسلام حمزة أولا .. ثم إسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك .. فدخلت في دين الله أفواجا.

ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا
اللقب العظيم.أســــــــــد الله .. وأســـــــــد رســــــــــوله

وأول سرية خرج فيها المسلمون كان أميرها حمزة

وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد المسلمين كانت لحمزة..

ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر كان أسد الله وأسد رسول الله هناك يصنع العجائب..

وعادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها .. ورجع أبو سفيان مخلوع القلب .. مطأطأ الرأس ..
وقد خلف على أرض المعركة جثث سادة قريش من أمثال أبي جهل ...

وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة في سلام .. فراحت تعد عدتها .. وتحشد بأسها ويأسها لتثأر لنفسها ..
ولشرفها ولقتلاها .. وصممت قريش على الحرب.

وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ومعها حلفاؤها من قبائل العرب بقيادة أبي سفيان بن حرب.

وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين .. الرسول صلى الله عليه وسلم .. وحمزة..

ولقد اختاروا قبل الخروج .. الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة .. وهو عبد حبشي .. كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ..
ووعدوه بثمن غال وعظيم وهو عتقه.

ثم أحالوه إلى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا الى الهدف الذي يريدون.

... وجاءت غزوة أحد ...والتقى الجيشان .. وتوسط حمزة أرض الموت والقتال مرتديا لباس الحرب ..
وراح يصول ويجول لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ومضى يضرب في المشركين .. وكأن المنايا طوع أمره ..
يقذف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.

وأخذ يضرب عن يمينه وشماله .. وبين يديه ومن خلفه .. ووحشي هناك يرقبه ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته..

ولندع وحشيا يصف لنا المشهد

فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة واتبصره حتى رأيته .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما يقف أمامه شيء ..
فوالله إني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة لأتقحمه أو ليدنو مني .. عندئذ هززت حربتي .. حتى رضيت منها دفعتها
فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم مات..

هكذا سقط أسد الله وأسد رسوله شهيدا مجيدا ....!!!

وفتح الرسول صلى الله عليه وسلم عينه التى تألق بريقهما .. كومض القدر .. وقال وعيناه على جثمان عمه لن أصاب بمثلك أبدا..

فصاح أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم " والله لئن أظفرنا الله بهم لنمثلن بهم مثلة لا يمثلها أحد من العرب.

ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة يكرمه مرة ثانية بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد
ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا .

( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ..
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين .. وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ.)

... لا تحزن: فإن الصبر على المكاره وتحمل الشدائد طريق الفوز والنجاح والسعادة ...



 

آخر تعديل بواسطة ماهيتاب غفور ، 04-16-2016 الساعة 01:51 AM

الرد باقتباس
قديم 04-30-2016, 02:05 AM   #3


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



معاذ بن جبل رضي الله عنه

معاذ بن جبل رضي الله عنه { وأَعْلَمُ أُمَّتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل } حديث شريف.
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري، وكنيته أبو عبدالرحمن.
أسلم وعمره ثماني عشرة سنـة عندما أسلم سعد بن معاذ -رضي الله عنه - سيد الخزرج الذي طلب من قومه أن يسلمـوا فأسلم الخزرج ومعهم معاذ -رضي اللـه عنه-.
وقدم من المدينة الى مكة لمبايعة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ليلـة العقبـة الثانية فبايعه معهم وحضر المشاهـد كلها وروى عن النبـي -صلى الله عليه وسلم- الشيء الكثير من الأحاديث النبوية.
قربه من الرسول لزم معاذ بن جبل النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ هجرته الى المدينة.
فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الاسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه.
وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وحسبه شهادة له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل }.
وقوله - صلى الله عليه وسلم-: { وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل}.
قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { يا مُعاذ، والله إني لأُحِبّك فلا تنْسَ أن تقول في عَقِب كل صلاة: اللهم أعِنّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك }.
ولقد حَـذِق معاذ الدرس وأجاد التطبيـق.
فقد لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذات صباح فسأله: { كيف أصبحت يا معاذ ؟}.
قال: { أصبحت مؤمنا حقّا يا رسول الله }.
قال النبي: { إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك ؟}.
قال معاذ: { ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمْسي، ولا أمْسَيت مساء إلا ظننت أني لا أُصْبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتْبِعُها غيرها، وكأني أنظر الى كل أمّة جاثية تُدْعى الى كتابها، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنَعَّمون، وأهل النار في النار يُعَذّبون }.
فقال له الرسول: { عرفتَ فالزم}.
ارساله الى اليمن وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ مع رسل ملوك اليمن يعلم الناس دينهم وأوصاه بأمور عدة.
فقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: { بما تحكم يا معاذ ؟}.
قال معاذ: { بكتاب الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فان لم تجد ؟}.
قال معاذ: { بسنة رسول الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فان لم تجد ؟}.
قال معاذ: { أجتهد رأي ولا آلو }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله }.
فضله لقد كان عمـر بن الخطـاب -رضي اللـه عنه- يستشيـره كثيرا وكان يقول في بعـض المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ وفقهـه: { لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر }.
ولقد أجاد ابـن مسعـود وصفه حيـن قال: { إن معـاذاً كان أمِّـةً قانتـاً للـهِ حَنيفـاً، ولقد كنّـا نُشَبِّـه معاذا بإبراهيـم عليـه السـلام }.
دخل { عائذ الله بن عبد الله } المسجد يوما مع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول خلافة عمر فيحدثنا ويقول: { فجلست مجلسا فيه بضعٌ وثلاثون كلهم يَذْكرون حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الحلقة شاب شديد الأُدْمَة حلو المنطق وضيء، وهو أشَبُّ القوم سِنّا، فإذا اشتبـه عليهم من الحديـث شيء رَدّوه إليه فَأفْتاهم، ولا يحدثهم إلا حين يسألونه، ولما قُضيَ مجلسهم دَنَـوْتُ منه وسَألْتُه: { من أنت يا عبد الله ؟}.
قال: { أنا معاذ بن جبل }.
ويقول أبو مسلم الخولاني : {دخلت مسجد حمص فإذا جماعة من الكهول يتوسّطهم شاب برّاق الثنايا صامت لا يتكلم، فإذا امْتَرَى القوم في شيء تَوَجَّهوا إليه يسألونه، فقلت لجليس لي: من هذا ؟}.
قال معاذ بن جبل: { فوقع في نفسي حُبُّه }.
كما قال شهر بن حَوْشَب : { كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا إليه هيبة له }.
حُبّ العلم كان معاذا -رضي الله عنه- دائب الدعوة الى العلم والى ذكر الله، فقد كان يقول: { احذروا زيْغ الحكيم، واعرفوا الحق بالحق، فإن للحق نوراً }.
وكان يرى العبادة قصداُ وعدلا، قال له يوما أحد المسلمين: { علّمني }.
فسأله معاذ: { وهل أنت مطيعي إذا علمتك ؟}.
قال الرجل: { إني على طاعتك لحريص }.
فقال له معاذ: { صُمْ وأفْطِر، وصَلِّ ونَمْ، واكْتَسِب ولا تأثَمْ، ولا تموتنَّ إلا مُسْلِما، وإياك ودَعْوَة المظلوم }.
وكان يرى العلم معرفة وعملا فيقول: { تعلموا ماشئتـم أن تتعلموا، فلن ينفعـكم الله بالعلم حتى تعْمَلوا }.
وكان يرى الإيمان بالله وذكره استحضارا دائما لعظمته ومراجعة دائمة لسلوك النفس، يقول الأسود بن هلال: { كُنّا نمشي مع مُعاذ، فقال لنا: اجلسوا بنا نُؤْمِنْ ساعة }.
طهارته مات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل في اليمن، وفي خلافة أبي بكر رجِع معاذ الى اليمن، وكان عمر بن الخطاب قد علِمَ أن معاذاً أثرى فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله، ولم ينتظر عمر بل نهض مسرعا الى معاذ وأخبره، وقد كان معاذ -رضي الله عنه- طاهر الكف والذمّة، ولئن كان قد أثرى فإنه لم يكتسب إثما ومن ثم فقد رفض عرض عمر وناقشه رأيه، وتركه عمر وانصرف، وفي الغداة سارع معاذ الى عمر يلقاه ولا يكاد يراه حتى يعانقه ودموعه تسبق كلماته ويقول: { لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حَوْمَة ماء، أخشى على نفسي الغرق، حتى جئت فخلصتني يا عمر }.
وذهبا معا الى أبي بكر وطلب معاذ إليه أن يشاطره ماله فقال أبو بكر: { لا آخذ منك شيئاً }.
فنظر عمر الى معاذ وقال له: { الآن حَلَّ وطاب }.
فما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا، لو علم أنه أخذه بغير حق.
أمانته وورعه كما أرسله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم فقام بواجبه خير قيام.
وعاد الى زوجـه بحلسه {ما يوضع على ظهر الدابة} الذي خرج به فقاـلت له امرأته: { أين ما جئت به مما يأتي به الولاة من هدية لأهليهـم ؟}.
فقال معاذ: { لقد كان معي رقيب يقظ يحصي علي }.
فقالت امرأته: { لقد كنت أمينا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ثم جاء عمر فبعث معك رقيبا يحصي عليك }.
وشاعت ذلك عند نساء عمر وشكته لهن فبلغ عمر.
فأرسل الى معاذ وسأله: {أنا أرسلت معك رقيبا}.
فقال: { يا أمير المؤمنين لم أجد ما اعتذر به الا هذا وقصدت بالرقيب الله عزوجل }.
فأعطاه عمر شيئا وقال: { أرضها به}.
معلما ثم واليا للشام وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أرسل اليه واليه على الشام يقول: { يا أمير المؤمنين ان أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا الى من يعلمهم القرآن،ويفقههم في الدين، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم}.
فأرسل اليه عمر من يعلمهم وكان أحدهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
فلما مات أمير الشام { أبو عبيدة } استخلفه أمير المؤمنين على الشام، ولم يمضِ عليه في الإمارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه منيبا، وكان عمر بن الخطاب يقول: { لو اسْتَخْلفْت معاذ بن جبل فسألني ربي: لماذا استخلفته ؟.
لقلت: سمعت نبيك يقول: إن العلماء إذا حضروا ربهم عزَّ وجل كان معاذ بين أيديهم }.
وهذا رأيه على خلافة المسلمين جميعا.
طاعون عمواس أصيب معاذ -رضي الله عنه- بالطاعون، فلما حضرته الوفاة قال: { مرحبا بالموت مرحبا، زائر بعد غياب وحبيب وفد على شوق }.
ثم جعل ينظر الى السماء ويقول: { اللهم إني كنتُ أخافك، لكنني اليوم أرجوك، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لغرس الأشجار، وجري الأنهار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر، اللهم فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفسا مؤمنة }.
ثم فاضت روحه بعيدا عن الأهل داعيا الى الله مهاجرا في سبيله.
وكانت وفاته في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون سنة.



 


الرد باقتباس
قديم 04-30-2016, 02:05 AM   #4


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



معاذ بن جبل رضي الله عنه

معاذ بن جبل رضي الله عنه { وأَعْلَمُ أُمَّتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل } حديث شريف.
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري، وكنيته أبو عبدالرحمن.
أسلم وعمره ثماني عشرة سنـة عندما أسلم سعد بن معاذ -رضي الله عنه - سيد الخزرج الذي طلب من قومه أن يسلمـوا فأسلم الخزرج ومعهم معاذ -رضي اللـه عنه-.
وقدم من المدينة الى مكة لمبايعة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ليلـة العقبـة الثانية فبايعه معهم وحضر المشاهـد كلها وروى عن النبـي -صلى الله عليه وسلم- الشيء الكثير من الأحاديث النبوية.
قربه من الرسول لزم معاذ بن جبل النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ هجرته الى المدينة.
فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الاسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه.
وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وحسبه شهادة له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل }.
وقوله - صلى الله عليه وسلم-: { وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل}.
قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { يا مُعاذ، والله إني لأُحِبّك فلا تنْسَ أن تقول في عَقِب كل صلاة: اللهم أعِنّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك }.
ولقد حَـذِق معاذ الدرس وأجاد التطبيـق.
فقد لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذات صباح فسأله: { كيف أصبحت يا معاذ ؟}.
قال: { أصبحت مؤمنا حقّا يا رسول الله }.
قال النبي: { إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك ؟}.
قال معاذ: { ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمْسي، ولا أمْسَيت مساء إلا ظننت أني لا أُصْبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتْبِعُها غيرها، وكأني أنظر الى كل أمّة جاثية تُدْعى الى كتابها، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنَعَّمون، وأهل النار في النار يُعَذّبون }.
فقال له الرسول: { عرفتَ فالزم}.
ارساله الى اليمن وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ مع رسل ملوك اليمن يعلم الناس دينهم وأوصاه بأمور عدة.
فقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: { بما تحكم يا معاذ ؟}.
قال معاذ: { بكتاب الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فان لم تجد ؟}.
قال معاذ: { بسنة رسول الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فان لم تجد ؟}.
قال معاذ: { أجتهد رأي ولا آلو }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله }.
فضله لقد كان عمـر بن الخطـاب -رضي اللـه عنه- يستشيـره كثيرا وكان يقول في بعـض المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ وفقهـه: { لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر }.
ولقد أجاد ابـن مسعـود وصفه حيـن قال: { إن معـاذاً كان أمِّـةً قانتـاً للـهِ حَنيفـاً، ولقد كنّـا نُشَبِّـه معاذا بإبراهيـم عليـه السـلام }.
دخل { عائذ الله بن عبد الله } المسجد يوما مع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول خلافة عمر فيحدثنا ويقول: { فجلست مجلسا فيه بضعٌ وثلاثون كلهم يَذْكرون حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الحلقة شاب شديد الأُدْمَة حلو المنطق وضيء، وهو أشَبُّ القوم سِنّا، فإذا اشتبـه عليهم من الحديـث شيء رَدّوه إليه فَأفْتاهم، ولا يحدثهم إلا حين يسألونه، ولما قُضيَ مجلسهم دَنَـوْتُ منه وسَألْتُه: { من أنت يا عبد الله ؟}.
قال: { أنا معاذ بن جبل }.
ويقول أبو مسلم الخولاني : {دخلت مسجد حمص فإذا جماعة من الكهول يتوسّطهم شاب برّاق الثنايا صامت لا يتكلم، فإذا امْتَرَى القوم في شيء تَوَجَّهوا إليه يسألونه، فقلت لجليس لي: من هذا ؟}.
قال معاذ بن جبل: { فوقع في نفسي حُبُّه }.
كما قال شهر بن حَوْشَب : { كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا إليه هيبة له }.
حُبّ العلم كان معاذا -رضي الله عنه- دائب الدعوة الى العلم والى ذكر الله، فقد كان يقول: { احذروا زيْغ الحكيم، واعرفوا الحق بالحق، فإن للحق نوراً }.
وكان يرى العبادة قصداُ وعدلا، قال له يوما أحد المسلمين: { علّمني }.
فسأله معاذ: { وهل أنت مطيعي إذا علمتك ؟}.
قال الرجل: { إني على طاعتك لحريص }.
فقال له معاذ: { صُمْ وأفْطِر، وصَلِّ ونَمْ، واكْتَسِب ولا تأثَمْ، ولا تموتنَّ إلا مُسْلِما، وإياك ودَعْوَة المظلوم }.
وكان يرى العلم معرفة وعملا فيقول: { تعلموا ماشئتـم أن تتعلموا، فلن ينفعـكم الله بالعلم حتى تعْمَلوا }.
وكان يرى الإيمان بالله وذكره استحضارا دائما لعظمته ومراجعة دائمة لسلوك النفس، يقول الأسود بن هلال: { كُنّا نمشي مع مُعاذ، فقال لنا: اجلسوا بنا نُؤْمِنْ ساعة }.
طهارته مات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل في اليمن، وفي خلافة أبي بكر رجِع معاذ الى اليمن، وكان عمر بن الخطاب قد علِمَ أن معاذاً أثرى فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله، ولم ينتظر عمر بل نهض مسرعا الى معاذ وأخبره، وقد كان معاذ -رضي الله عنه- طاهر الكف والذمّة، ولئن كان قد أثرى فإنه لم يكتسب إثما ومن ثم فقد رفض عرض عمر وناقشه رأيه، وتركه عمر وانصرف، وفي الغداة سارع معاذ الى عمر يلقاه ولا يكاد يراه حتى يعانقه ودموعه تسبق كلماته ويقول: { لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حَوْمَة ماء، أخشى على نفسي الغرق، حتى جئت فخلصتني يا عمر }.
وذهبا معا الى أبي بكر وطلب معاذ إليه أن يشاطره ماله فقال أبو بكر: { لا آخذ منك شيئاً }.
فنظر عمر الى معاذ وقال له: { الآن حَلَّ وطاب }.
فما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا، لو علم أنه أخذه بغير حق.
أمانته وورعه كما أرسله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم فقام بواجبه خير قيام.
وعاد الى زوجـه بحلسه {ما يوضع على ظهر الدابة} الذي خرج به فقاـلت له امرأته: { أين ما جئت به مما يأتي به الولاة من هدية لأهليهـم ؟}.
فقال معاذ: { لقد كان معي رقيب يقظ يحصي علي }.
فقالت امرأته: { لقد كنت أمينا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ثم جاء عمر فبعث معك رقيبا يحصي عليك }.
وشاعت ذلك عند نساء عمر وشكته لهن فبلغ عمر.
فأرسل الى معاذ وسأله: {أنا أرسلت معك رقيبا}.
فقال: { يا أمير المؤمنين لم أجد ما اعتذر به الا هذا وقصدت بالرقيب الله عزوجل }.
فأعطاه عمر شيئا وقال: { أرضها به}.
معلما ثم واليا للشام وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أرسل اليه واليه على الشام يقول: { يا أمير المؤمنين ان أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا الى من يعلمهم القرآن،ويفقههم في الدين، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم}.
فأرسل اليه عمر من يعلمهم وكان أحدهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
فلما مات أمير الشام { أبو عبيدة } استخلفه أمير المؤمنين على الشام، ولم يمضِ عليه في الإمارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه منيبا، وكان عمر بن الخطاب يقول: { لو اسْتَخْلفْت معاذ بن جبل فسألني ربي: لماذا استخلفته ؟.
لقلت: سمعت نبيك يقول: إن العلماء إذا حضروا ربهم عزَّ وجل كان معاذ بين أيديهم }.
وهذا رأيه على خلافة المسلمين جميعا.
طاعون عمواس أصيب معاذ -رضي الله عنه- بالطاعون، فلما حضرته الوفاة قال: { مرحبا بالموت مرحبا، زائر بعد غياب وحبيب وفد على شوق }.
ثم جعل ينظر الى السماء ويقول: { اللهم إني كنتُ أخافك، لكنني اليوم أرجوك، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لغرس الأشجار، وجري الأنهار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر، اللهم فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفسا مؤمنة }.
ثم فاضت روحه بعيدا عن الأهل داعيا الى الله مهاجرا في سبيله.
وكانت وفاته في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون سنة.



 


الرد باقتباس
قديم 04-30-2016, 02:06 AM   #5


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



مصعب بن عمير رضي الله عنه

مصعب بن عمير أول سفراء الإسلام { لقد رأيت مُصعبا هذا وما بمكة فتى أنْعَمُ عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حُبّا لله ورسوله} حديث شريف...
غُرّة فتيان قريش وأوفاهم بهاءً وجمالا وشباباً، كان مصعب بن عمير أعطر أهل مكة لم يظفر بالتدليل مثله أي فتى من قريش، فكان المدَلّل المُنَعّم أو كما يصفه المسلمين مصعب الخير، والى جانب أناقة مظهره كان زينة المجالس والندوات على الرغم من حداثة سنه، سمع بالنبي الجديد ومن تبعه من المسلمين، وعَلِم باجتماعهم في دار الأرقم فلم يتردد وسارع ليسمع الآيات تتلى والرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالمسلمين فكان له مع الإسلام موعدا، فبسط يده مبايعا، ولامست اليد اليمنى لرسول الله صدره المتوهّج فنزلت السكينة عليه وبدا وكأنه يملك من الحكمة مايفوق عمره.
أمه كانت أم مصعب (خُنَاس بنت مالك) تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تُهاب الى حد الرهبة، وحين أسلم مصعب خاف أمه وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً، ولكن أبصره (عثمان بن طلحة) وهو يدخل الى دار الأرقم ثم مرة ثانية وهو يصلي صلاة محمد، فأسرع عثمان الى أم مصعب ينقل لها النبأ الذي أفقدها صوابها، ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المجتمعين يتلو عليهم القرآن الذي يطهر القلوب، فهمَّت أمه أن تُسْكِتُه بلطمة ولكنها لم تفعل، وإنما حبسته في أحد أركان دارها وأحكمت عليه الغلق، حتى عَلِم أن هناك من المسلمين من يخرج الى الحبشة، فاحتال على أمه ومضى الى الحبشة.
وعاد الى مكة ثم هاجر الهجرة الثانية الى الحبشة.
ولقد منعته أمه حين يئست من رِدَّته كل ما كانت تفيض عليه من النعم وحاولت حبسه مرة ثانية بعد رجوعه من الحبشة، فآلى على نفسه لئن فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه، وإنها لتعلم صدق عزمه فودعته باكية مصرّة على الكفر، وودعها باكيا مصرّا على الإيمان، فقالت له: { اذهب لشأنك، لم أعد لك أما }.
فاقترب منها وقال: { يا أمَّه، إني لكِ ناصح وعليك شفوق، فاشهدي أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله }.
أجابته غاضبة: { قسماً بالثّواقب لا أدخل في دينك فَيُزْرى برأيي ويضعف عقلي }.
تَرْك نعيم الدنيا وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الفاقة، وأصبح الفتى المُعَطّر المتأنق لا يُرى إلا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما ويجوع أيام، وقد بصره بعض الصحابة يرتدي جلبابا مرقعا باليا، فحنوا رءوسهم وذرفت عيونهم دمعا شجيا، ورآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتألقت على شفتيه ابتسامة جليلة وقال: { لقد رأيت مُصعبا هذا وما بمكة فتى أنْعَمُ عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حُبّا لله ورسوله }.
أول سفير اختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير ليكون سفيره الى المدينة، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم، ويدعو الجميع الى الإسلام، ويهيأ المدينة ليوم الهجرة العظيم، مع أنه كان هناك من يكبره سنا وأقرب للرسول منه، وحمل مصعب -رضي الله عنه- الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم، فنجح بمهمته ودخل أهل المدينة بالإسلام، واستجابوا لله ولرسوله، وعاد الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موسم الحج التالي لبيعة العقبة الأولىعلى رأس وفد عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة، بايعوا الرسول الكريم ببيعة العقبة الثانية.
إسلام سادة المدينة فقد أقام مصعب بن عمير في المدينة في منزل (أسعد بن زرارة) ونهضا معا يغشيان القبائل والمجالس، تاليا على الناس ما معه من كتاب الله، وتعرض لبعض المواقف التي كان من الممكن أن تودي به لولا فطنة عقله وعظمة روحه، فقد فاجأه يوما (أُسَيْد بن حضير) سيد بني عبد الأشهل بالمدينة شاهِراً حربته، يتوهج غضبا على الذي جاء يفتن قومه عن دينهم، وقال (أُسَيْد) لمصعب وأسعد بن زرارة: { ما جاء بكما إلى حَيِّنَا تُسَفِّهان ضعفائنا ؟.
اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة }.
وبمنتهى الهـدوء تحرك لسان مصعب الخيـر بالحديث الطيب فقال: { أولا تجلس فتستمـع ؟ فإن رضيت أمْرنا قَبِلته، وإن كرهته كَفَفْنا عنك ما تكره }.
وكان أُسَيْد رجلا أريبا عاقلا، هنالك أجاب أسَيْد: { أنصَفْت }.
وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي، ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ويفسر الدعوة حتى أخذت أسارير (أُسَيْـد) تشرق، ولم يكد ينتهي مصعـب حتى هتف أسَيْـد: { ما أحسن هذا القول وأصدقـه، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين ؟}.
وأجابوه بتهليلـة رجت الأرض رجّـاً ثم قال له مصعب: { يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا إله إلا الله }.
فأسلم أُسَيْد وسرى الخبر كالضوء، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم، ثم تلاه سعد بن عبادة وأسلم، وأقبل أهل المدينة يتساءلون: إذا أسلم ساداتهم جميعا ففيم التخلَّف ؟.
هيا الى مصعب فلنؤمن معه فإن الحق يخرج من بين ثناياه.
غزوة أحد وفي غزوة أحد يُحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا حول النصر الى هزيمة، ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، ومزقت الفوضى والذعر صفوف المسلمين، فركَّز المشركون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدون أن ينالوا منه، وأدرك مصعب بن عمير ذلك، فحمل اللواء عاليا، وكبَّر ومضى يصول ويجول، وكل همِّه أن يشغل المشركين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشهادة حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول: { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل }.
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحَنَا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فَحَنَا على اللواء وضَمَّه بعَضُدَيْه الى صدره وهو يقول: { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل }.
ثم حمَلَ عليه الثالثة بالرُّمح فأَنْفَذه وانْدَقَّ الرُّمح، ووقع مصعب وسقط اللواء، واستشهد مصعب الخير.
وداع الشهيد وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهدائها.
يقول خبّاب بن الأرَتّ: { هاجرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في سبيل الله، نبتغي وَجْه الله، فوجب أجْرَنا على الله، فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير قُتِلَ يوم أُحُد، فلم يُوجد له شيء يكفن فيه إلا نَمِرَة، فكنا إذا وضعناها على رأسه تَعَرَّت رجلاه، وإذا وضعناها على رِجْلَيْه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلوها مما يلي رَأْسَه، واجعلوا على رجليه من نبات الإذْخِر }.
وقد مثّل المشركون بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام وأوجع فؤاده، وقال وهو يقف عنده: { من المؤمنين رجال صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه }.
ثم ألقى بأسـى نظرة على بردته التي كُفِّن فيها وقال: { لقد رأيت بمكـة وما بها أرق حُلَّة ولا أحسن لِمَّة منك، ثم هأنتـذا شَعِث الرأس في بُرْدَة }.
وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال: { إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة }.
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال: { أيها الناس زوروهم، وأتوهم وسلِّموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يُسلم عليهم مُسَلِّم الى يوم القيامة، إلا ردّوا عليه السلام }.



 


الرد باقتباس
قديم 05-09-2016, 05:37 PM   #6


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



كعب بن مالك رضي الله عنه

(أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك) حديث شريف.
قال كعب بن مالك -رضي الله عنه- يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك.
تخلفه عن بدر لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة غزاها قط الا غزاة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزاة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنها، وانما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وان كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر.
حاله في تبوك وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزاة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم، فأخبرهم وجهه الذي يريد، والمسلمون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثير، لا يجمعهم كتاب حافظ (الديوان).
قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن ذلك سيخفى عليه، ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل.
تباطؤه في التجهيز وغزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الغزاة حين طابت الثمار والظلال، وأنا والله أصعر (أميل للبقاء)، فتجهز اليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه، فطفقت أغدو لكي اتجهز معهم فأرجع ولم أقض من جهازي شيئا، فأقول لنفسي: أنا قادر على ذلك ان أردت ! فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس بالجد، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غاديا والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، وقلت: أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه !
فغدوت بعدما فصلوا (خرجوا) لأتجهز فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو (فات وقته)، فهممت أن ارتحل فألحقهم، وليت اني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت اذا خرجت في الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحزنني أني لا أرى الا رجلا مغموصا (متهما) في النفاق، أو رجلا ممن عذره الله عز وجل.
الرسول يسأل عنه ولم يذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: { ما فعل كعب بن مالك ؟!}.
فقال رجل من بني سلمة: { حبسه يا رسول الله براده والنظر في عطفيه }.
فقال معاذ بن جبل: { بئسما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا }.
فسكت الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
عودة الرسل من تبوك قال كعب بن مالك: فلما بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي، وطفقت أتذكر الكذب وأقول: { بماذا أخرج من سخطه غدا ؟!}.
وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أظل قادما زاح عني الباطل، عرفت أني لم أنج منه بشيء أبدا، فأجمعت صدقه.
صدقه مع الرسول فأصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون، فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فيقبل منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علانيتهم، ويستغفر لهم، ويكل سرائرهم الى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال لي: { تعال !}.
فجئت أمشي حتى جلست بين يديه،فقال لي: { ما خلفك ! ألم تكن قد اشتريت ظهرا ؟!}.
فقلت: { يا رسول الله، اني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك اليوم بحديث تجد علي فيه اني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك }.
قال: فقال الرسـول -صلى اللـه عليـه وسلم-: { أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك }.
فقمت وقام الي رجال من بني سلمة وأتبعوني فقالوا لي: { والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما اعتذر به المتخلفون، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك }.
قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، قال: ثم قلت لهم: { هل لقي هذا معي أحد ؟}.
قالوا: { نعم، لقيه معك رجلان، قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك }.
فقلت: { فمن هما ؟}.
قالوا: { مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي }.
فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، لي فيهما أسوة.
قال: فمضيت حين ذكروهما لي.
النهي عن كلامه قال: ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا، حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي كنت أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم: فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد، وآتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم، وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟!
ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر، فاذا أقبلت على صلاتي نظر الي فاذا التفت نحوه أعرض عني حتى اذا طال علي ذلك من هجر المسلمين، مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس الي، فسلمت عليه، فوالله ما رد علي السلام فقلت له: { يا أبا قتادة، أنشدك الله، هل تعلم أني أحب الله ورسوله ؟}.
قال: فسكت.
قال: فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته فسكت.
فقال: { الله ورسوله أعلم }.
قال: ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينما أنا أمشي بسوق المدينة اذا أنا بنبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول: { من يدل على كعب بن مالك ؟}.
قال: فطفق الناس يشيرون له الي، حتى جاء فدفع الي كتابا من ملك غسـان فاذا فيه: { أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبـك قد جفاك، وأن اللـه لم يجعلك في دار هوان ولا مضيعـة، فالحق بنا نواسك }.
قال: فقلت حين قرأته وهذا أيضا من البلاء.
قال: { فيممت به التنور فسجرته به أحرقته فيه}.
الأمر بالاعتزال حتى اذا ما مضت أربعون ليلة من الخمسين، اذا برسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيني يقول: { يأمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعتزل امرأتك }.
قال: فقلت: { أطلقها أم ماذا أفعل ؟}.
فقال: { بل اعتزلها ولا تقرنها }.
قال: وأرسل الى صاحبي بمثل ذلك.
قال: فلبثنا عشر ليال، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا.
قال: ثم صليت صلاة الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى منا: قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته: { أبشر يا كعب بن مالك }.
قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء الفرج من الله عز وجل بالتوبة علينا.
فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله علينا حين صلى الفجر، فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض الي رجل فرسا، وسعى ساع من "أسلم" وأوفى على الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جائني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما اياه ببشارته، والله ما أملك يومئذ غيرهما.
البشارة والفرج واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت أؤم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بتوبة الله، يقولون: { ليهنك توبة الله عليك }.
حتى اذا دخلت المسجد، فاذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس حوله، فقام الي طلحة بن عبدالله يهرول حتى صافحني وهنأنـي، فلما سلمت على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- قال وهو يبرق وجهه من السرور: { أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك }.
قال: قلت: { أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله ؟}.
قال: { لا، من عند الله }.
قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، حتى يعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: { يا رسول الله، ان من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة الى الله والى رسوله}.
قال: { أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك }.
قال: فقلت: { فاني أمسك سهمي الذي بخيبر }.
وقلت: { يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق، وان من توبتي ألا أحدث الا صدقا ما بقيت }.
قال: { فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن مما أبلاني الله تعالى، ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى يومي هذا، واني لأرجو أن يحفظني الله عز وجل فيما بقى }.
وأنزل الله تعالى: (( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) * (( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) * (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) [التوبة:177-119].



 


الرد باقتباس
قديم 05-09-2016, 05:39 PM   #7


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة




قيس بن سعد رضي الله عنه


قيس بن سعد بن عبادة أدهى العرب { لولا الاسلام أن الجود شيمة أهل هذا البيت } حديث شريف.
إنه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج، حين أسلم والده أخذ بيده الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: { هذا خادمك يا رسول الله }.
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم- فيه سمات التفوق والصلاح، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب....
الشرطة من الأمير.
كما قال أنس -رضي الله عنه-، وكان يعامله الأنصار على حداثة سنه كزعيم ويقولون: { لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا }.
فلم ينقصه شيء من الزعامة سوى اللحية، فقد كان أجرد.
دهاء قيس لقد كان قيس بن سعد ذكيا، يعامل الناس بفطنة، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا: { لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب }.
جوده وكرمه وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده، فهو من بيت جود وكرم، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا، وكان الناس يقولون: { من أحب الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة }.
ودليم هو الجد الثاني لقيس، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-: { لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه }.
فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا: { من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني }.
كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول: { انا لا نعود في شيء أعطيناه }.
شجاعته تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو حي، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص للحق، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحين حدث الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه-، فنهض الى جانبه قويا شامخا، فقد تألق في معارك صفين، والجمل، والنهروان، وكان يحمل لواء الأنصار ويصيح قائلا هذا اللواء الذي كنا نحف به.
مع النبي، وجبريل لنا مدد ما ضر من كانت الأنصار عيبته، ألا يكون له من غيرهم أحد وقد ولاه علي حكم مصر، وكانت عين معاوية عليها دوما، فأخذ معاوية يدس الحيل عند علي ضد قيس، حتى استدعاه الأمير، فادرك قيس بذكائه حيلة معاوية ضده، فلم يكترث لعزله من الولاية، وانما زاد ولاء لعلي -كرم الله وجهه-.
وبعد استشهاد علي -رضي الله عنه- بايع قيس الحسن -رضي الله عنه- مقتنعا بأنه الوارث الشرعي للامامة، وحينما حملوا السيوف أمام معاوية يقود قيس خمسة آلاف ممن حلقوا رءوسهم حدادا على علي، ولكن يؤثر الحسن أن يحقن دماء المسلمين، فيبايع معاوية -رضي الله عنه-، وهنا يجد قيس -رضي الله عنه- نفسه أمام جيشه الذي من حقه الشورى في مبايعة معاوية أو الاستمرار في القتال، فاختاروا المبايعة.
موته وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات الداهية في المدينة المنورة، بعد أن روض الاسلام دهاءه، مات الرجل الذي يقول: { لولا سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: المكر والخديعة في النار، لكنت من أمكر هذه الأمة}.



 


الرد باقتباس
قديم 05-11-2016, 09:28 PM   #8


maelainine غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3534
 تاريخ التسجيل :  May 2016
 أخر زيارة : 05-11-2016 (09:29 PM)
 المشاركات : 2 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



بارك الله فييك.



 


الرد باقتباس
قديم 05-11-2016, 09:31 PM   #9


الصورة الشخصية لـ أبو سامي
أبو سامي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2140
 تاريخ التسجيل :  Aug 2013
 أخر زيارة : 03-09-2024 (11:53 PM)
 المشاركات : 5,725 [ + ]
 تقييم العضوية :  5380
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 119
تم شكره 366 مرة في 243 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة



احسن الله اليك
ونفع الله بك الاسلام والمسلمين



 


الرد باقتباس
قديم 05-26-2016, 09:35 PM   #10


الصورة الشخصية لـ ماهيتاب غفور
ماهيتاب غفور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3472
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 08-29-2018 (11:47 PM)
 المشاركات : 122 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي رد : صفحات مُضيئة




لبيد بن ربيعة رضي الله عنه


لبيد بن ربيعة رضي الله عنه أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: { ألا كل ما خلا الله باطل } حديث شريف.
لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك الكِلابيّ، كان فارساً شجاعاً، شاعراً من فحول الشعراء، قال الشعر في الجاهلية دهراً، وقلّ في الإسلام.
أسلم وحسن إسلامه، فرجع الى قومه، ثم نزل الكوفة حتى مات فيها.
أصدق الشعر روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: { أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد، ألا كل ما خلا الله باطل }.
والشطر الثاني: وكل نعيم لا محالة زائل - إلا نعيم الجنة.
من شعره من قوله في الإسلام:
ما عاتَبَ المَرْءَ اللبيبَ كنفسِهِ والمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ
ومن قوله أيضاً:
الحمدُ لله إذْ لم يأتني أجلي حتى لبستُ مِنَ الإسلامِ سِرْبالاَ
ولمّا اشتدّ الجَدْبُ على مضر بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد فأنشد.
أتَيْناكَ يا خيرَ البريّة كلِّها لترحمنا ممّا لقينا من الأزْلِ
أتيناكَ والعَذراء تدمَى لبَانُها وقد ذهَلَت أمُّ الصبيّ عن الطفلِ
فإِنْ تَدْعُ بالسقيـا وبالعفو ترسل السماءُ لنا والأمرُ يبقى على الأصلِ
وألقَى تكنّيه الشجاعُ استكانـةً من الجوعِ صمتاً لا يمرُّ ولا يُحلي
قال له عمر بن الخطاب يوماً: { يا أبا عقيل، أنشدني شيئاً من شعرك }.
فقال: { ما كنت لأقول شعراً بعد أن علّمني الله البقرة وآل عمران }.ئ
فزاده عمر في عطائه خمسمائة، وكان ألفين.
وفاته مات في سنة إحـدى وأربعيـن وكان قد عُمّر، وعلى الأرجح عاش مائـة وخمساً وأربعيـن سنة، منها خمس وخمسـون في الإسـلام، وتسعـون في الجاهلية.


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مُضيئة , صفحات


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
صفحات الحكاية وردة الامل النقاش العام والمواضيع العامة 8 03-05-2016 02:37 PM
وقفة تاريخية خلف صفحات التاريخ المشوهه روح السراب مقالات ومواضيع سياسية منقولة 10 01-17-2015 02:02 AM
فيسبوك يغلق صفحات المعارضة والسوريون يبحثون عن بديل بيحان الأخبار العربية والعالمية 0 05-22-2013 08:43 PM
الصداقه عبر صفحات التواصل ,,, توفيق عبدالله النقاش السياسي والمقالات السياسية 18 12-12-2012 06:33 PM
هديل.. الشابة التي قادت الأسد سرا إلى صفحات الناشطين وأماكن الصحافيين بيحان الأخبار العربية والعالمية 0 03-18-2012 01:27 AM


شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 06:09 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO