الفصل الأخير --> قصة قصيرة بقلمي

--> , المدير , الفصل , بقلمي , قصة , قصيرة

الفصل الأخير --> قصة قصيرة بقلمي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://www.wonderbackgrounds.com/dark/dark_background_a4.gif');border:6px double silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:6px solid coral;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصل الأخير




كان الجو حارا والشمس في منتصف السماء ولايوجد اي مكان تستطيع أن تستظل به كل شئ ظله تحته
وقفت تمسح حبات العرق من جبينها بفستانها وتنظر هنا وهناك لعلها تلقى مكان تستريح فيه

كنت أراقبها من خلف زجاج سيارتنا المعتم ورغم التكييف الا اني كنت أشعر بحرارة الجو الخارجي
تمنيت لو استطيع أن أناديها لكي تستريح في السيارة ولو قليلا ولكني تراجعت لأنها بعد أن ترتاح لن تحتمل
ماهي فيه ـ اطفيت التكييف تضامنا معها ونزلت زجاج السيارة
شعرت هي بحركتي وعرفت بوجودي
اشرت لها بيدي تعالي
ابتسمت واقتربت مني وهي تضع يدها كمظلة على عينيها
قالت : تشتي حاجة ؟؟ وهي عبارة تدل على كرمها وادبها
فقلت لها : لا بس أنتي ايش الي طلعك من البيت بهدا الحمى ؟؟
قالت ابي يعمل بهذا المطعم وانا انتظره علشان نروح نشتري ملابس العيد

تأملتها كانت في الثامنة من عمرها تقريبا شاحبة الوجه وكأنها تشكوا من شئ ما
علامات التعب بادية على وجهها ويديها ملابسها نظيفة رغم قدمها

قلت لها : طيب ليش ما تنتظري حتى يبرد الجو وتروحوا تشتروا ثياب العيد ؟؟
قالت : ابي يعمل نوبتين صباح ومساء وما معه وقت غير الظهر
وأنا اشتغل العصر لهذا الان أنسب وقت
قلت : فين تشتغلي ؟؟
قالت : في مستوصف الكثيري
قالتها بطريقة وكأنها تشتغل دكتورة
ابتسمت أنا وقلت لها : يعني اذا أريد شئ معي واسطة هناك

قالت ببساطة من عيوني >
مددت لها يدي في محاولة لمصاحبتها ومدّ جسور التواصل بيننا
وقلت لها انا اسمي سعاد
ابتسمت وقالت وأنا وفاء
قلت لها الله اسمك حلو جدا
قالت أمي سمتني على اسم صديقتها
قلت : طيب ياوفاء كم معك أخوان ؟؟
قالت : ماعندي أخوان من أم وأب ، عندي أخ وأخت من اب
فهمت أنها تعيش مع زوجة أبيها
فقلت لها وأمك ؟؟
قالت : أمي أتوفت وعمري سنتين

قلت الله يرحمها

طيب ياوفاء نحن الان صديقات وأنا أحب اعطيك شئ هدية كتذكار
أبتسمت بحياء وكأنها عرفت حيلتي وقالت : والله ماني محتاجة ما ينقصني شئ
أبي يشتري لي كل حاجة

مدري ليش راح بالي إلى سندريلا واستبداد خالتها بها
ولكن طبعا صعب أفصح لها عن ما يدور في بالي

فقلت لها : وإذا قلت لك إني أحب أن أشعر بالعيد أنك
تلبسي شئ مني ، وراح أكون سعيدة جدا
نظرت لي بعتاب وعرفت إني نجحت ولو قليل فاسترسلت
ما أعتقد راح تحرميني من هذا الاحساس

قالت لي : ابي وزوجة ابي راح يصيحوا عليا
قلت لها قولي لابوك إني صديقة أمك وخلي الباقي عليا
ظهر زوجي مع نهاية كلامي وقال :
وأنا أقول غريبة اتأخرت وما اتصلتي الا وأنتي لقيتي لك صديقة

قلت له بس رجاء ادخل نادي لي ابوها اسمه ........

لي زوج لماح فظين فهم الموضوع ورجع الى المطعم
في هذا الوقت سألتها كم سؤال عن أهل أمها كم خالاتها
فين بيتهم اسم جدتها

ما أن ظهر الأب حتى كنت جاهزة لاقناعه
قلت له : أنا سعيدة اني شفت وفاء لأن أمها صديقتي
لفت لي وقال من فين ؟؟

قلت كانت خالتي تسكن في حيهم بالقطيع وكنت كلما زرتها
اقضي اغلب وقتي أنا والمرحومة

قال: بيت من بيت خالتك ؟؟

قلت ما بتعرفهم خالتي نقلت زمان وماكان معاها أولاد

طبعا بدى لي الاب اذكى مني ولو كان الجو مناسب لانتزع الحقيقة
واحرجني لكنه كان يقطر عرقا والجو حار قلت أنا
أنا حابة أهدي لوفاء هذا الظرف وأعتبره هدية بسيطة مني لأمها
بس وفاء مارضت تأخذه
ياريت تقنعها تأخذه مني وما تزعلني

قال لها ابوها خلاص خذيه منهت وقولي لها شكرا

مدت يدها لمصافحتي ولتقول لي شكرا لكي جذبتها اليا
وقبلتها بخدها وجبينها وتمنيت لو أنها لا تفارق حضني





أنتهت ايام العيد وبداء الدوام وأنا طوال تلك الفترة أفكر في وفاء

ولا حذيث لي الا عنها وحلاوتها وطيبتها وانكسارها
حتى ان كل بنات العائلة تمنوا أن يروها

في الدوام ذكرت ان واحدة من زميلاتي من بنات القطيع
رحت الى مكتبها وبعد معايدتي لها سألتها عن أم وفاء

نظرت اليا مستغربة وقالت : من فين تعرفيها ؟؟

قلت أعرف بنتها وفاء
قالت وين لقيتيها ؟؟
هذه كانت من أعز صديقاتي ومحد قهر بموتها مثلي
قلت هل أهلها فقراء ؟؟
قالت لا ميسورين وجدا كمان

قلت لها ليش اهل أمها ما أخذوها وخلوها تعيش مع خالة زوجة اب؟؟

قالت لأن أمها أتزوجت غصبا عن أبوها وهو تقريبا اتبرأ منها

قلت لها حتى لو ؟؟ أبنته ماتت وهذه جزء منها انتي عارفة
أن الطفلة تشتغل في مجمع صحي منظفة ؟؟

شفت الدموع بعيون صديقتي عاد هذه مشاعرها رقيقة جدا
ولأنها تعرف الأم قالت لي مش معقول هي صغيرة بعمر أبنتي روان

قلت والله هذا الي قالته
تجي نروح المجمع نسأل عليها منه نشوفها ونتأكد من المعلومات؟

قالت يا الله نروح

أخذنا إذن خروج وحملنا حقائبنا وعلى المجمع
قلت لها أني راح اسجل عند اي اخصائي كاننا جينا نتعالج

قالت تمام


كنت طوال الطريق اتخيل اننا بندخل ونلاقي وفاء تمسح الأرض
أو تعمل اي عمل شاق

وصلنا إلى المستوصف وكان شبه فاضي مع انشغال الناس بالعيد
دخلنا وقلت لموظفة الاستعلامات اريد ادخل عند طبيب انف واذن وحنجرة

قالت للأسف الطبيب مش موجود لسه ما باشر بعد العيد

قالت لها صديقتي لو سمحتي تشتغل عندكم بنت صغيرة اسمها وفاء
قالت أيوة
بس وفاء ما أجت واتصل ابوها قال أنها مريضة
قالت لها صديقتي تعرفي عنوان بيتهم؟؟
قالت لا لكن أعرف عنوان أهل خالتها زوجة أبوها
لأن خالتها هي الي جابتها وسجلت العنوان من بطاقتها

اخذت صديقتي العنوان وقالت تجي نروح لهم ؟؟

أنا حسيت بخوف وقلبي انقبض وقلت لها :
الا مش وقت زيارة أخاف يعاملونا بطريقة جارحة
وخوفي أكثر على الصفيرة لايكون رد فعلهم عليها سىء

قالت خلاص تعالي نرجع الشغل والعصر أنا بازورهم وأجيب لك خبر.


روحت البيت وانا جوايا احساس غريب ومتناقض
جزء منه فرح لأني راح أعرف أهل وفاء واتواصل معاهم
واحساس غريب بالخوف والقلق ماعرفت مصدره



ما أن جلست على طاولة الطعام الا ورن جوالي
رديت : أيوة من معي
رد عليا صوت مخنوق بالبكاء
عرفت لاحقا انها صديقتي أم روان
قالت لي : ماتت الان ماتت
قلت لها : من الي ماتت ؟؟
قالت وفاء

بقيت لفترة من الزمن مش عارفة هل كنت في غيبوبة أو سارحة
أو في صراع مع الواقع أتمنى لو أنكره

وأنتبهت والكل حولي صامتين والحزن مخيم على الجميع

قلت لهم ايش في ؟؟ ايش حصل ؟؟

قالت أختي : صديقتك فائزة وهي مروحة من الشغل قالت راح أمر
من حارة أهل زوجة الأب ومنها تعرف العنوان علشان العصر
تروح مباشرة الى بيت وفاء
وشافت في الحارة ناس كثيرين كبار وصغار وسألت بفضول ايش في ؟؟
قالوا لها بنت صغيرة ماتت بحمى الضنك
قالت سألتهم عن العنوان
قالوا لي : الي ماتت بنت بنتهم اسمها وفاء
قالت قلت : قصدك بنت زوجها مش بنتها
قال ايوة

ونزلت صديقتي من السيارة ودخلت لكي تشوف وفاء
لأول وآخر مرة


بعد المغرب اتصلت بصديقتي اسألها عن التفاصيل
قالت لي أنسي ياغادة وقولي الحمد لله الي ربي رحم وفاء


قالت : في البداية زعلت وشعرت بالاسى
لكني رجعت وفرحت لأن الله رحمها
وأختارها لكي تكون بجوار أمها


قلت لها للأسف أنا كنت أتمنى أن تعيش وأن يجعلنا الله
سبب لسعادتها وتغيير حياتها

ماتت وفاء وغاب عن الوجود اسمها وجسمها
وبقيت ابتسامتها وعزة نفسها مغروسة في وجداني ،،


روح السراب

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

قصه مؤثرة
الله يرحم الاطفال برحمته
ابدعتي كاتبتنا روح السراب

شكرا لك أسير البادية على هذا الحضور

دمت بخير،،

تقييم وتميز

روح السراب كاتبة وانسانة كما عهدناها مبدعة على الدوام

شكرا لك أستاذي الكريم حريب بيحان على هذا التقدير
دمت بخير وسعادة ،،

والله تمنيت انه آخر سطر تقولي حلم وصحيت منه ,,

تأثرت بوفاء ومن وفاء ولوفاء ,, حزينه القصه بكل تفاصيلها والسرد يشد القارئ لآخر كلمه وحرف ,,

بالمختصر ليتني لم أقرأء قصة وفاء ,,

الى جنة الخلد وفاء ,,, شكرا روح السراب لإنسانيتك وكرم وسمو نفسك وتعاطفك ,,

هلا والله طاش ماطاش انا ايضا اشكرك على حسن تواجدك
وردك الذي أسعدني كثيرا
اتمنيت لو كنت ما خيبت ظنك وكان حلم
لكن هذا الي حصل وما نقول غير الحمد لله

تحياتي وتقديري ،،

قصة اعتصرتني الما وملٱتني حزنا
واغرقت اعيني دمعا
فيالها من قصة جعلت الاحاسيس تفيض وخفقات القلب ترتفع
جعلت المشاعر تختلط بين فرحا وحزن
فاما الفرح والابتهاج فكان مصدره الروح الانسانية والنبل الذي تجلا في اروع صوره عند من كانت لهذه القصة وسردها علينا بطلة
واما الحزن فما تخلل القصة من حكايت حياة سعاد وما ختمت به حياتها وقصتها.
كل الشكر يا روح المكان على كل ما ورد هنا
ودمتي بخير على الدوام.

كل الشكر والتقدير معطرة بشدى الورد لك أخي الكريم
على هذا المرور الراقي متمنية لك دوام الصحة
والعافية وان أراك دايما بيننا هنا

لك اجمل تحياتي وكل التقدير والاحترام ، ،

قصة مؤثرة جدا ... لا ادري أأشكرك على نسجها ورسمها البديع المشوق .. ام اعتب عليكي على ما اثقتلي به كاهلنا من حزن ..........