منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,254
عدد  مرات الظهور : 28,008,149

عدد مرات النقر : 4,100
عدد  مرات الظهور : 72,028,506
عدد  مرات الظهور : 67,744,475
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,279
عدد  مرات الظهور : 72,029,308مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,928
عدد  مرات الظهور : 68,245,235
آخر 10 مشاركات
ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 788 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 42 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 104 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 25 - الوقت: 06:45 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2379 - المشاهدات : 165092 - الوقت: 05:12 AM - التاريخ: 03-15-2024)           »          بقايا الذكريات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 18 - المشاهدات : 454 - الوقت: 06:13 AM - التاريخ: 03-10-2024)           »          بيت شعر تهديه لمن يعز عليك (( (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1316 - المشاهدات : 110014 - الوقت: 02:18 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          سجل حضورك بأجمل بيت شعر يروق لك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1602 - المشاهدات : 161831 - الوقت: 02:15 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          الحمدلله عدنا والعود أحمد بعد غياب طويل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 71 - الوقت: 04:35 AM - التاريخ: 02-26-2024)           »          التصعيد في المنطقه (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 12:05 PM - التاريخ: 02-24-2024)


الإهداءات




مجموعة قصصية من التراث اليمني


مجموعة قصصية من التراث اليمني

( وريقة الحنا ) ورقة الحنا”وهو اسم فتاة جميلة ماتت امها فتزوج ابوها من ارملة لها بنت من زوج سابق واسم البنت اكرام وما يدعو الى الدهشة انها تروي

الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 09-19-2016, 03:45 AM   #1


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي مجموعة قصصية من التراث اليمني




[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:7px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]

( وريقة الحنا )

ورقة الحنا”وهو اسم فتاة جميلة ماتت امها فتزوج ابوها من ارملة لها بنت من زوج سابق واسم البنت اكرام وما يدعو الى الدهشة انها تروي قصة فتاة فقيرة مضطهدة “ورقة الحنا” التي تتزوج من ابن السلطان وهي تشبه قصة “سندريلا” على حسبان انها من الادب الشعبي الغربي وواقع الامر انها جزء من اساطيرنا العربية في اليمن .

عاش في قديم الزمان رجل مع ابنته ( وريقة الحنا ) التي ماتت أمها. تزوج بعدها امرأة مات زوجها بعد أن خلف منها فتاة اسمها كرام.

كانت وريقة الحنا فتاة رشيقة القوام ، مليحة الوجه كريمة النفس ، وعلى جانب من الأدب واللطافة والرقة في الحديث ،
وكانت كرام فتاة قصيرة القامة دميمة الوجه ، شرهة النفس ، خشنة الطباع طائشة العقل رعناء التصرف.
وكان الأب ينظر للفتاتين نظرة متساوية كما لو كانتا ابنتيه ، يقسم عطفه وحنانه بينهما وبالتالي دأب على تقسيم العمل بينهما
بالتساوي واحدة منهما تتولى رعية الأبقار والثانية تقوم بأعمال البيت ، فإذا صدف ورعت كرام الأبقار اليوم وتولت وريقة الحنا عمل البيت من طبخ وطحن وكنس فعليها أن تخرج للرعي في اليوم التالي وكرام تتولى أعمال البيت.

إلا أن أم كرام التي عاشت تأكلها الغيرة من جمال وريقة الحنا وحسن طباعها ، دأبت على إرهاقها بالعمل لتخفف عن كرام ،
وبالتالي دأبت على تفضيل ابنتها في كل شيء وقد اعتادت كل من وريقة الحنا وكرام يوم نوبتهما في رعي الأبقار أن تربط فطورها طرف خمارها وتضعه على رأسها وتسوق الأبقار أمامها حتى تصل إلى المرعى فتشاهد امرأة عجوز جالسة بجانب جدار كوخها تستظل به من الشمس فتعاملها كل منهما معاملة مختلفة عن الأخرى.

كانت وريقة الحنا تشاهد العجوز فتتقدم نحوها وهي تفتح رباط فوطتها وتقتطع جزءاً منه وتقدمه للعجوز
وهي تقول لها:إطعمي هذا من فطوري يا جدة.
فتناولته العجوز وهي تدعو لها : زادك فوق عقلك عقل.
وتضيف العجوز قائلة: القمل أكل رأسي أجلسي فتشي عنهن.
فتجيبها ورقة الحنا معتذرة : انتظريني ريثما أسوق البقر إلى المكان الخصيب في المرعى وسأعود.
فتقول لها العجوز: لا تتعبي نفسك يا بنيتي ولا شيء ، أجلسي هنا وقولي (( أرعى وقرب )) وسيرتعن لحالهن وعند عودتك ستجديهن قريبات منك.

يتبــــع

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


l[l,um rwwdm lk hgjvhe hgdlkd



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 03:49 AM   #2


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]
2


تقول الفتاة ذلك وتجلس بجانب العجوز التي طأطأت رأسها ،
ووريقة الحنا تقلب شعرها الأشيب بأصابعها تبحث عن القمل وكلما عثرت على واحدة إلتقطتها
وهي تقول: هذه مثل كنيمة أمي .
تسمعها العجوز فتدعي لها : زادك وق عقلك عقل.
وتستمر وريقة الحنا تفتش عن القمل في رأس العجوز إلى أن يحين أوان عودتها
فتنادي الأبقار تشعرها بأوان الرواح ، تقبل نحوها وقد إمتلأت كروشها من الشبع ولا تسير إلا بصعوبة ،
إلا أن العجوز تقول لها قبل أن تنصرف عائدة إلى البيت مع أبقارها :
- إذهبي يا بنيتي إلى ذلك المكان وستجدين ثلاث برك مملوءة ماءاً ،
ستجدين الأولى تغمز لك بأن تغتسلي فيها .. فلا تطاوعيها ،
وستجدين الثانية ماءها راكد وهي لا تسير نحوك اغتسلي فيها ..
فتتجه وريقة الحنا نحو المكان الذي تشير إليه العجوز وتلاقي البرك أمامها
فتغمز لها الأولى فتتجنبها وتجد الثانية هادئة وراكدة فتقفز بملابسها تغتسل بمائها وعندما تخرج
منها تجد نفسها متعلقة بالذهب والجواهر والياقوت التي التصق بجسمها ولا تسير إلا بصعوبة فتواصل سيرها عائدة نحو البيت
والأبقار تسير أمامها ببطء حتى تقترب من البيت فتنادي أباها: يا أباه يا أباه.
يطل الرجل وزوجته لسماعها فيناديها مستفسرا عن طلبها فتقول له:
لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال.
لم يفهم أبوها قولها في بادئ الأمر وإلتفت إلى زوجته يستفسرها عن طلباتها فتجيبه:
تقول لك لاقني بالمقص والشريم ، والمودمة والصميل.
إلا أن الرجل يعاود الإصغاء إلى نداء وريقة الحنا فيجد أنها تقول:
لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال.
فيذهب باحثا عن من سيشتري ومن سيحمل ما تحمله وريقة الحنا في عودتها من المرعى
ويقف مشاهدا للأبقار وقد إمتلأت بطونها من الشبع وثقل سيرها.


يتبـــع

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 03:52 AM   #3


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]

3



أما كرام فقد إعتادت على تجنب العجوز حال وصولها المرعى ، إلا أن العجوز تناديها : اعطيني يا كرام من فطورك.
تسمعها كرام وتجيبها صارخة ومحتجة : كم هو فطوري ؟ يالله يكفيني ، وانت تريدين منه لأموت نفسي جوعا.
تسمعها العجوز فتدعو عليها : زادك فوق جنانك جنان.
وتعاود حديثها مع كرام: القمل أكل رأسي ساعديني في البحث عنها.
تلتفت إليها كرام وتجيبها: أنا جئت أرعى الابقار أو جئت أبحث عن القمل الذي يأكل رأسك.
تستمر العجوز في الحاحها ورجائها حتى توافق كرام على تصفية شعر العجوز من القمل فتقول لها العجوز: لا تخافي على أبقارك قولي لها "جوع وباعد" وسوقيها نحو المرعى.
فتقول كرام ذلك وتجلس إلى جانب العجوز التي تطأطأ لها رأسها ، وكرام تفتش عن القمل بين شعرها الأشيب وكلما عثرت على قملة صاحت:
- الله ما أكبرها إنها بحجم الحية.
- الله ما أكبرها إنها بطول الثعبان.
- الله ما أكبرها كأنها عقرب.
والعجوز تسمعها وترد عليها قائلة : زادك فوق جنانك جنان.
وتستمر كرام تفتش عن القمل لتصيح كلما عثرت على واحدة منها حتى يحين أوان عودتها فتذهب تبحث عن الأبقار الضائعة من مكان إلى آخر وتجمعها وبطونها خاوية لم تذق شيئا، إلا أن العجوز تقول لكرام قبل أن تنصرف عائدة إلى البيت مع أبقارها:
- إذهبي إلى خلف تلك الأكمة وستجدين ثلاث برك ماء ،
الأولى ستشير إليك أن تغتسلي فيها ، فعندما تشاهدين اشارتها إقفزي إلى وسطها ..
تمثل كرام لمشورتها وتتجده نحو برك الماء ،
وما إن تشاهد الأولى تشير لها حتى تقفز إلى وسطها وتغطس فيها
وعندما تخرج منها تجد نفسها مثقلة بالحيات والعقارب والثعابين الملتصقة بجسمها ،
ولا تسير منها إلا بصعوبة فتواصل سيرها البطئ عائدة نحو البيت والأبقار تسير أمامها حتى تقترب من البيت فتنادي أباها: يا أباه يا أباه.
يطل الرجل وزوجته لسماعها فيناديها مستفسرا عن طلبها فتقول له:
- لاقني بالمقص والشريم والمودمة والصميل.
يلتفت الرجل إلى زوجته يستفسرها عن طلبات إبنتها فتجيبه:
- تقول لك لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال.
إلا أن الرجل يعاود الاصغاء إلى نداء كرام فيجدها تقول:
- لاقني بالمقص والشريم والمودمة والصميل ، فيلبي الرجل طلبها ويخرج لملاقاتها وعندما يلاقيها يأخذ في قص وجز الثعابين الممتدة فوق حواجبها ، والحيات والعقارب الملتصقة بباقي جسمها ، ويأخذ المودمة (1) والصميل ويضرب بها الأفاعي حتى يقتلها ، بعدها يقف مشاهدا للأبقار الجائعة ، وقد التصقت بطونها بظهورها ، فيحار في أمره ولا يجد تفسيرا لذلك.

ذات يوم حدث عرس في القرية حضره ابن السلطان فأخذت الغيرة أم كرام من حضور وريقة الحنا لما تتمتع به من جمال ، حفلة العرس تلك لئلا تقع أعين ابن السلطان عليها فيعجب بجمالها فيتزوجها ، فقررت أن تمنعها من الذهاب معهن حتى لا يطغى جمالها على كرام فأختلقت لها عملا يشغلها وتعجز عن تنفيذه .
عمدت إلى مختلف اصناف حبوب الطعام ، وغرفت من الذرة ، والبر ، والدخن ، والشعير ، والدُجر ، غرفت أقدار متساوية منها ووضعتها معها لوريقة الحنا وهي تقول لها:
- نقي هذا الطعام واخرجي كل صنف لوحده ، واطحنيه واحتفظي بدقيق كل صنف لوحده ، واكنسي البيت من اسفلها إلى أعلاها.
فقالت لها وريقة الحنا تترجاها:
- الله يسترك يا خالة ، اسمحي لي بالمجئ معكن حفلة العرس ، كل بنات القرية سيحضرنها.
أجابتها خالتها بجفاف:
- لديك أعمال كثيرة ، إذا فرغت منها الحقينا:
- الله يعافيك يا خالة إسمحي لي أجي معكن وبعدها سأقوم بكل الأعمال.
أجابتها خالتها بغضب:
- قومي بعملك أولا.
قالت لها ذلك وخرجت من البيت وابنتها كرام تسير وراءها مرتدية أحسن ملابسها ومتزينة بأجمل حليها لتستلفت بها نظر ابن السلطان.
استمرت وريقة الحنا في وقفتها تنظر لهما بحسرة وندم على عدم السماح لها بحضور العرس التي تهيأت له كل صبايا القرية.
بينما هي كذلك ظهرت لها العجوز التي تقيم في المرعى وكانت تنقي لها شعرها من القمل فقالت لها:
- لماذا لم تذهبي إلى حفلة العرس ، كل الصبايا والنسا سيحضرنه.
رفعت وريقة الحنا رأسها نحو العجوز ، وأجابتها وهي تشير نحو الطعام:
- خالتي خلطت كل هذه الأصناف من الطعام وأمرتني بإخراج كل صنف لوحده ، وأدقق كل صنف وحده وأمرتني بكنس البيت من اسفلها إلى أعلاها.
تبسمت العجوز لكلام وريقة الحنا وقالت لها:
- لا تخافي من أي شئ ، أنا سأعمل كل هذه في لحظات وأنت قومي وأغتسلي وتزيني وروحي العرس.
قالت لوريقة الحنا ذلك وأخرجت لها ملابس من الحرير الفاخر وعقودا من الذهب والماس ، وقدمت لها حذاءَ جميلا ليس له مثيل ، وراحت تساعدها على إرتداء الملابس والتزين بالحلي ، وتمشيط شعرها ، وعندما إنتهت قالت لها :
- إذهبي رأسا إلى بيت العرس وأرقصي من ساعتك ولا تلتفتي لأحد ، وعندما تقنعي وتشبع نفسك من الرقص عودي سريعا إلى البيت.


(1) المودمة : قطعة خشب بحجم المرقة الكبير يستخدمها المزارعون لتفتيت التراب المتحجر بعد الحرث و(الصميل) عصا رأسها غليظ وبحجم المطرقة الصغيرة.


يتبـــع

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 03:56 AM   #4


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]
4



خرجت وريقة الحنا فرحة مسرورة ، وراحت تجري وهي ممسكة بيديها أطراف ثوبها لئلا يتسخ من التراب قبلأن تصل إلىالحفل ، واتجهت رأسا إلى مكان الرقص فراحت تزيح الواقفات بالباب بيديها ودخلت إلى وسط ا لمرقص الذي يرقص فيه الفتيان والفتيات، وراحت ترقص ، وترقص والجميع يشاهدونها ويتعجبون من جمالها ومن الملابس والحلي الذي عليها ، والجميع لا يعرف من هي ولامن أين أتت، فقالت كرام لأمها:
- هذه البنت تشبه وريقة الحنا، ولولا أنا تركناها في البيت لقلت انها هي .
فقالت أمها:
- أيش بايندي وريقة الحنا ومعها عمل اسبوع في البيت ومن أين ستأتي بهذه الملابس ، يعلم الله ابنه أي سلطان هي.
وكان ابن السلطان يتابع رقص وريقة الحنا وقد فتنه جمالها وأعجب برقصها ، وعندما تعبت من الرقص جرت نحو الباب فرأت خالتها وكرام واقفات بجانبه ، فداست حذائها قدم خالتها وحاولت أن تضغط عليها بحذائها فسقط الحذاء منها فولت هاربة دون أن تلتقط الحذاء أو تلتفت ورائها ، وعندما وصلت إلى البيت خلعت ملابسها الجديدة وارتدت أسمالها البالية ونكشت شعرها وذرت على وجهها وساعديها بعض الدقيق ووجدت الطعام قد دقق ووضع كل صنف في إناء لوحده ، وقعدت تنتظر عودة كرام وأمها لتسألهما عن العرس وكيف كان ، ومن التي حضرت من الفتيات ومن التي غابت.
أقبلت كرام وأمها وهما شاردات الذهب من جمال تلك الفتاة وتصرفاتها ، فأستقبلتهما وريقة الحنا والمكنسة بيدها كما لو كانت لم تغادر البيت ولم تكمل عملها بعد ، فقالت تسألهما:
- كيف كانت الحفلة ، ومن تغيب عنها من الفتيات .
أجابتها خالتها :
- لو كنت جئت وشاهدتي ماحدث ما باتصدقي عيونك.
تساءلت وريقة الحنا بلهفة وشوق:
- ماذا حدث ؟ ماذا حدث؟
قبل أن تجيبها كرام أجابتها أمها:
واحدة بنت دخلت ترقص ضيعت كل الفتيات بحسنها وجمالها وبرقصها وملابسها وحليها ، حتى الذين كانوا يرقصوا توقفوا عن الرقص وراحوا يتابعونها وهي ترقص وابن السلطان ولا رفع عينه عنها يتابعها بنظراته وهي لا تلتفت إليه ولا إلى واحد غيره ، وعندما قنعت من الرقص خرجت تجري وداستني بحذائها فسقط منها ولم تأخذه ، وأخذه ابن السلطان وهو يقول إنه سيبحث عن صاحبته بنفسه وسيتزوجها.
تظاهرت وريقة الحنا بالحزن وتنهدت وهي تقول:
- ليتني جئت معكن لأتفرج عليها.
ضحكت خالتها من أمنيتها وأجابتها ساخرة:
- أيش الذي بايوصلك لعندها ، نحن جلسنا في الباب ومن دخل أو خرج دهفنا إلى الجدار ، والفتاة كادت تكسر لي رجلي.

في اليوم التالي خرج ابن السلطان يدور على بيوت القرية يبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء ويقيسه بنفسه على كل فتاة ، وكلما قاسه على واحدة يجده أكبر او أصغر من مقاسها ، حتى وصل إلى بيت وريقة الحنا فخافت خالتها أن يكون الحذاء على مقاسها فأمرتها أن تختفي بالسطح داخل (الموفى) التنور وأبرزت كرام لابن السلطان ليقيس عليها الحذاء فلما قاسه وجده صغيرا فتساءل :

- أين اختها ؟
أجابته متلعثمة :
- ليس لها أخت.
لم يقتنع ابن السلطان بكلامها وراح يفتش البيت غرفة بعد غرفة وطلع إلى السطلح يبحث عنها ، فلما شعرت وريقة الحنا انه اقترب من الموفى اخرجت قدمها من عين الموفى إلى السطح فشاهده ابن السلطان فجلس يقيس عليه الحذاء فجاءت على مقاسه ففرح بذلك وأخرج وريقة الحنا من الموفى وأخذها إلى أبيها وقرر الزواج منها فوافق أبوها على ذلك وحددوا موعد الزفاف.
إغتاظت أم كرام من اختيار ابن السلطان لوريقة الحنا زوجة له فقررت أن تزف له كرام بدلا منها فتهيأوا للزفاف وزين ابن السلطان قصره لإستقبال وريقة الحنا، وتهيأت أم كرام لزفاف ابنتها فألبستها أحسن الملابس التي لديها وزينتها بأجمل الحلي ، وكلفت وريقة الحنا بطبخ اللحم واعداد الطعام للضيوف فقامت بذلك ، ولما حان أوان زفة كرام إلى بيت ابن السلطان همست العجوز الجنية لوريقة الحنا أن تذهب إلى كرام وتوصف لها أنواع وأصناف الطبخ وتطلب منها أن تطلع إلى المطبخ لتأكل حاجتها ووريقة الحنا ستجلس في مكانها ريثما تعود.
ذهبت وريقة الحنا إلى كرام بائسة ضاحكة وقالت لها :
- لو رأيت يا أختي على طبيخ معنا ، وعلى لحم وسط (البُرام) (والقصاوص) (2) ستأكلي أصابعك ، وكم سأبقى حزينة لو رحت من البيت قبل أن تتذوقيه وتأكلي منه.
سال لعاب كرام وهفت نفسها للأكل ، لكنها قاعدة على أهبة الزفاف و (المردو)(3) ، يغطي رأسها ومن المحتمل في أي لحظة يأتي (المراوحة) (4) ليزفوها إلى بيت ابن السلطان فقالت لوريقة الحنا:
- و(المردو) كيف أعمله؟
إبتسمت لها وريقة الحنا وهي تقول لها:
- إذهبي إلى المطبخ وأكلي ما تشتهيه نفسك وأنا سأجلس بدلا عنك تحت (المردو) ريثما تعودين .. خلعت كرام (المردو) وألقته جانبا وجرت فرحة نحو المطبخ تبحث عن أواني اللحم وتفتش داخلها وتمد بيدها من إناء إلى آخر وهي تخرج أجزاء مما تحويه للتذوقه.
أما وريقة الحنا فقد حضرت لها العجوز الجنية وساعدتها على إرتداء أفخر الملابس والتزين بأجمل الحلي التي أحضرتها لها ، وجلست تحت المردو بدلا من كرام.



(2) البرام : جمع بُرمة ، والقصاوص جمع قصيص ، وهي أواني فخارية مخصصة للطبيخ ، والبُرمة إناء صغير ، والقصيص إناء كبير.
(3) (المردو): هو الغطاء الذي يضع على رأس العروس ويغطي وجهها ويسمى في المدن الطرحة.
(4) المراوحة: الناس الموفدين من قبل العريس إلى بيت العروس ، لزفتها من بيتها إلى بيت العريس.




يتبـــع



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 03:58 AM   #5


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]

5


أقبل (المراوحة) وأزفت لحظات خروج العروس من بيتها فاتجهت أم كرام نحو (المردو) لتودع ابنتها وأزاحت طرفه لتشاهد وجهها ، فذعرت عندما طالعها وجه وريقة الحنا بدلا من وجه كرام فسألتها حانقة :
- أين كرام؟
أجابتها وريقة الحنا وهي كاسفة الوجه :
- قالت أنها جائعة وطلعت المطبخ وطلبت مني أجلس مكانها ريثما تعود.
راحت الأم تنادي ابنتها حانقة:
- أين أنت يا كرام اسرعي بالمجئ.
سمعتها كرام وهي تلتهم الأكل من هذا الأصيص وذلك وأجابتها :
- عادني بين القصاوص والبرام.
جرت أمها نحو المطبخ لتجدها قد أدخلت رأسها داخل قصيص كبير (حِنِب) بداخله وكلما رفعت القصيص بيديها لتخرج رأسها منه إستكب المرق على ملابسها فعمدت أمها إلى كسر القصيص حتى بان رأس كرام من الأجزاء الباقية حول عنقها ، وراحت تتطلع نحو ملابسها وزينتها فوجدتها قد إتسخت وتشوهت ، وليس لديها من الوقت لتعيد اصلاح ذلك خاصة وقد دقت الطبول منذرة بخروج العروسة فسكتت على مضض وهي تشاهد وريقة الحنا تزف إلى ابن السلطان بدلا من ابنتها كرام فجلست تبكي حظها وهي تنشر بالمنشار الطوق الذي بقى حول عنق كرام من أطراف وبقايا القصيص.
عندما وصلت وريقة الحنا إلى بيت ابن السلطان استقبلها بنفسه ورافقها إلى داخل القصر لتعيش معه في سعادة وهناء أيام وشهور نسي خلالها زوجته لأولى التي دفعتهاالغيرة من وريقة الحنا بالتآمر مع العجوز الماشطة بسحر وريقة الحنا وتحويلها إلى طائر ، فوافقت العجوز الماشطة على القيام بذلك ، فذهبت ذات يوم كعادتها إلى وريقة الحنا لتمشط لها شعرها وغافلتها اثناء المشط وغرست في مؤخرة رأسها سبع شوك (طًلح) مسحورة ، وسبع إبر مسحورة تحولت بعدها وريقة الحنا إلى (جولبة) (5) طارت إلى خارج البيت .



(5) الجولبة : نوع من القماري والحمام المطوق ، والفرق هو أن طوق القمري أعى عنقه وطوق الجولبة تحت عنقها.


يتبـــع
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 04:01 AM   #6


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:burlywood;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]

6


راح السلطان يبحث عنها ويفتش بيت ابيها فلم يعثر لها على أثر ، واتهم أباها باختطافها فأمر بحبسه وربطه إلى مربط الخيل حتى يحضرها.

في صبيحة اليوم التالي ذهب بتول ابن السلطان كعادته يسوق الأثوار إلى الوادي ، وراح يحرث الأرض، وإذا بجولبة تسقط فوق شجرة قريبة منه وراحت تناديه:
- يابتول ، يا بتولين.
كيف حال الحريوين (6)؟
أجابها البتول بقوله:
- مستريحين مريحين.
لكن أبيك بين أرجل الخيلين.
سمعت الجولبة ذلك من البتول وراحت تبكي وتستمر في البكاء حتى هطل المطر
من كثرة بكائها فتوقف البتول عن الحراثة وساق الأثوار أمامه وإنصرف عائدا بها
إلى القرية فسأله ابن السلطان عن سبب عودته فأجابه البتول:
- المطر منعني من الحراثة.

صمت ابن السلطان وذهب لحاله ، وفي اليوم الثاني ساق البتول الأثوار كعادته ليحرث الأرض وما أن شرع في ذلك حتى سقطت الجولبة فوق الشجرة التي سقطت عليها في اليوم الأول ، وراحت تنادي البتول بما نادته بالأمس ، فأجابها بدوره باجابته السابقة، فراحت الجولبة تبكي وتسترسل في بكائها حتى هطل المطر من كثرة بكائها ، فتوقف البتول عن الحراثة وساق الأثوار أمامه وإنصرف عائدا إلى البيت ، فلاقاه ابن السلطان وسأله عن سبب عودته فأجابه البتول:
- المطر منعمني من الحراثة.

حنق ابن السلطان من كلامه وقال له معاتبا:
- كيف يهطل المطر في الوادي كل اليوم ولا يهطل هنا؟
أخذ البتول يقص عليه ما يجري له مع الجولبه وهطول المطر بعد ذلك فتعجب إبن السلطان وقال للبتول:
سنذهب معا صباح الغد لأسمع كلامها وأتعرف على قصتها.
في اليوم التالي ذهبا معا وجلس ابن السلطان على مقربة من البتول الذي شرع في حراثة الأرض ، وإذا بالجولبة تسقط في مكانها المألوف على الشجرة من البتول:
- يا بتول ، يا بتولين ، كيف حال الحريوين ؟
فأجابها البتول:
- مستريحين ، مريحين ، لكن أبيك بين أرجل الخيلين.
سمعت ذلك منه وراحت تبكي وتسترسل في البكاء حتى هطل المطر من كثرة بكائها ، فأراد البتول أن يتوقف
عن الحراثة ويعدود إلى البيت فمنعه إبن السلطان وأمره بمواصلة الحراثة ، وأتجه نحو صخرة قريبة قعد تحتها ريثما يتوقف المطر.
ماهي إلا فترة بسيطة حتى طارت الجولبة من فوق الشجرة وسقطت بالقرب من الصخرة ، وراحت تمشي حتى وصلت إلى مكان ابن السلطان فمسكها بيده وراح يتحسسها باليد الأخرى ، وإذا بأصابعه تعثر على رؤوس الشوك والإبر المغروسة في مؤخرة رأسها ، فراح ينزعها واحدة بعد الأخرى حتى أخرجها كلها وإذا بها ترجع إلى صورتها الأولى وريقة الحنا تقف أمامه وجها لوجه ، ففرح بها وعادا إلى البيت وهي تقص له ما صنعته الماشطة العجوز فطردها من البيت وطلق زوجته الأولى ، وأطلق سراح أب وريقة الحنا وأكرمه ، وعاش مع وريقة الحنا في سعادة وهناء.



- تمت -

منقولة من كتاب حكايات وأساطير يمنية للكاتب : على محمد عبده


(6) حريو معناها عريس. حريوه معناها عروس ، حريوين معناها عروسين.


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 04:07 AM   #7


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:60%;background-color:teal;border:6px double darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]
ــــــــ الجرجوف ـــــــ


ذات يوم من أيام الزمان خرج سرب من الصبايا من قريتهن يحملن على رؤوسهن جراراً فارغة باحثات عن ثمار الدوم فوق أشجار
العلب، وكلهن أمل أن يعدن إلى القرية وقد ملئت جرارهن بها.

كان عددهن سبع صبايا متقاربات الأعمار متشابهات الملابس والزينة، إذ عمدت كل صبية إلى ارتداء أحسن ملابسها أو ملابس أمها
وتزينت بحليها، إلا أن الغيرة كانت تختلف عنهن مظهراً ، إذ أنها لا ترتدي سوى أسمال بالية.

واصلن السير وعيونهن تبحث في كل شجرة ((علب)) عن ما على أغصانها من ثمار، حتى أدى بهن السير إلى واد فسيح انتصبت
وسطه شجرة علب كبيرة مثقلة بالثمار التي كادت تغطي أوراقها الخضراء.

وقفن تحتها ينظرن إلى الثمار المعلقة ويتشاورن في طريقة تمكنهن منها، فلم يجدن بداً من طلوع واحدة منهن شجرة العلب لقطف
ثمارها، أو لهز أعشابها المثقلة ليتساقط ما عليها من ثمار، فتعلقت عيونهن بالفتاة الكبيرة وقلن لها:

-- اطلعي أنت ونحن سنساعدك وسنملاء جرارنا مع جرتك بالتساوي. رفضت الكبيرة الطلوع متعذرة بخوفها على الثوب الجديد الذي
ترتديه من أن يشتبك بالأشواك ويتمزق فأجابت متعذرة:
-- قميص أمي الجديد بايختزق.
فقلن للتي تليها: -- اطلعي أنت.
أجابت متعذرة :
-- زنة - ثوب - أمي الجديدة باتختزق.
قلن للثالة: -- اطلعي أنت.
-- مقرمة أمي الجديدة باتختزق.
-- اطلعي أنت.
-- منديل أمي الجديد بايختزق.
-- اطلعي أنت.
-- سروال أمي الجديد بايختزق.
-- اطلعي أنت.
-- سبحة أمي الجديدة باتقتطع.
قبل أن تجيب السابعة وهي الصغرى بينهن أخذت عيونها تتفحص ملابسها لتتعذر بأي قطعة منها مثلما فعلت رفيقاتها الست، فلم تجد
سوى أسمال بالية تعلو جسمها فوافقت على الطلوع خاصة وقد وعدنها بملأ جرتها مع جرارهن، فتسلقت الجذع بمساعدتهن، واحدة
تسندها والأخرى ترفعها حتى تمكنت من الطلوع فصفقن فرحاً لأنهن سيحصلن على ما يطلبن من ثمار الدوم.

أخذت الفتاة الصغيرة تنتقل بين فروع الشجرة تهزها لتساقط ثمارها إلى الأرض والصبايا يجمعن ما يتساقط، وكل واحدة منهن تحتفظ
لنفسها بالثمار الناضجة في جرتها، وتجمع الثمار القارعة في جرة الصبية الصغيرة، المشغولة بقطف الثمار وهز الأعشاب.

عندما امتلأت جرارهن بالثمار الناضجة الحمراء حملت كل واحدة منهن جرتها على رأسها، وسرن عائدات إلى القرية، تاركات رفيقتهن
الصغيرة فوق الشجرة رافضات مساعدتها على النزول، أو الاستجابة إلى توسلاتها، فبقيت تراقبهن عائدات إلى القرية بدونها، وهي
تبكي حظها ولا تدري ماذا تصنع لتخلص نفسها.

تعلقت عيونها بطرف الوادي، لعلها تشاهد أحداً يساعدها على النزول، إلا أن الوقت اخذ يمر عليها والخوف يملأ نفسها من المبيت
أعلى الجذع، وازداد تعلقها بأطراف الوادي، وكلما طال الانتظار تضاعف الخوف، وتمنت لو أن رفيقاتها الغادرات نقلن لامها خبرها.

بينما هي تفكر في ذلك شاهدت شبحاًً يتحرك نحوها أسفل الوادي فركزت نظراتها نحوه وعلقت عليه الأمل. كان الشبح الذي رأته
قادماً نحوها هو ( الجرجوف ) الذي تسربت إلى خياشيمه ريحتها عندما اقترب من الشجرة دون أن يشاهدها أو يعرف مكانها... وقبل أن
تناديه ليساعدها سمعته يقول:
-- عرف عرماني، با اقرطه على ضرسي وأسناني.
أجابته الفتاة متوسلة:
-- أنا واعم جرجوف ساعدني على النزول.
أجابها الجرجوف دون أن يلتفت إليها، بقوله:
-- أنا جرجوف، بعدي جرجوف، بعده جرجوف، بعده جرجوف، بعده جرجوف، بعده جرجوف، بعده جرجوف وبطني معطوف(سعا) قبة
الصوف.

أجابها بذالك وواصل سيره وهي تتابعه بنظراتها حتى غاب، وإذا بجرجوف آخر يقبل نحوها من المكان الذي جاء منه الأول وعندما
اقترب منها شم ريحتها وردد ما قاله الأول، متوعداً بأكل من شم ريحته فأجابته تعرفه بنفسها وتطلب منه مساعدتها، إلا أنه واصل سيره
وهو يجيبها بعدد الجراجيف الذي تتبعه منقصاً عدداً واحداً منهم.

مر ثالث، ورابع، وخامس، وسادس، متتابعين وكل واحد يردد عند اقترابه من الشجرة عندما يشم ريحتها ما ردده الأول،فتعرفهم بنفسها
وتطلب مساعدتهم فيعتذرون لها بنفس الإجابة، وكل واحد ينقص عد جرجوف من الذي بعده.

عندما اقترب الجرجوف السابع وشم ريحتها قال يخاطبها مثلهم:
-- عرف عرماني با اقرطه على ضرسي وأسناني.
أجابته الفتاة:
-- أنا واعم جرجوف، ساعدني على النزول.
لم يواصل السابع سيره مثل رفاقه، وإنما توقف بجانب الشجرة ينظر إليها ويجيبها:
-- سأساعدك على النزول، ولكن على شرط.
فرحت الفتاة بموافقته على مساعدتها، وسألته عن شرطه فقال وهو يمد نحوها يده اليمنى:
-- اقفزي وأنا سأتلقفك بيدي.
وأضاف وهو يحرك أصابع يده واحدة بعد الأخرى مبتدئاً بالخنصر:
-- إذا وقعت على هذه با أكلك، وإذا وقعت وقعت على هذه بأرجعك مكانك، وإذا وقعت على الوسطى با أتزوجك، وإذا وقعت على
السبابة با أعتقك، وإذا وقعت على الكبيرة با أقتلك، هل أنت موافقة؟

-- لم تفكر بشروطه، فوافقت عليها خوفاً من البقاء أعلى الجذع بمفردها، فقفزت من مكانها لتقع على إصبعه الوسطى فتزوجها.

وياخذها الى بيته حيث حول نفسه الى شاب جميل واستمال قلبها بما
اظهرلها من حب وسلمها سته مفاتيح من غرف البيت السبع والتي احتفظ بمفتاحها واعطاها
حرية التجول بالغرف الست وحذرها من الدخول الى الغرفه السابعه وبالطبع يثور فضول
الزوجه الشابه وتبحث طويلا حتى تجد المفتاح ولما فتحت باب الغرفه السابعه وجدت نفسها
امام منظر مريع حقا لقد امتلأت الغرفه باشلاء الضحايا الذين افترسهم الجرجوف على
مر الايام وكان للغرفه باب سري يدخل منه الوحش فكرهت
الفتاة ان تعيش مع هذا الوحش المخضب بالدماءوادرك الجرجوف
السر ولكن اراد ان يستوثق فاقترح عليها ان يدعو اليها امها فوافقت فحول الجرجوف
نفسه
الى صورة امها والتي حاولت ان تحصل من ابنتها على سر شقائها
ولكن البنت امتنعت ان تبوح بالسر واظطر الجرجوف ان يحول صورته الى اخ
الزوجه والى صورة صديقه لها حتى ظفر من زوجته بما يؤيد
شكوكه الا انه لم يبطش بها محاولا ان تقبل الفتاة وتعيش معه ولكنها تعجز عن العيش
معه وتشاهد ذات يوم راعي وتؤشر له بثوبها وتتبين بانه
اخاها وتعانقا وبقي معها حتى وقت المغرب فجاء الجرجوف وشم على
الفور رائحة ادمي واقترح عليها ان يخرج مع اخيها الى السوق لشراء لحم وفي الطريق
غدر به الوحش وذبحه وقطعه اجزاء اخذ بعضها وعاد وقدمه لزوجته على انه لحم وطلب ان
تطهوه ففعلت هذا مكرهه وجلس الاثنان ليأكلا اللحم فجعلت الزوجه
تتظاهر بالاكل وتجمع ما استطاعت من اللحم وضعته في حفرة صغيرة
واخذت تسقي الحفرة وما فيها كل يوم وبعد ايام نبتت شجرة قرع اخذت تكبر وخرج منه
طفل صغير وفرحت به فقد علمت انه اخوها وقد عاد الى
الحياة من جديد وقالت لزوجها بانها رزقت منه بولد فتركه يعيش بامان على مضض وكبر
الطفل واصبح رجل فدفعت له بسيف معلق فوق رأس الجرجوف وطلبت منه ان يضربه ضربه
واحدة فقط ولا يلحقه باخرى كي لا يعيش ففعل الفتى وضرب الجرجوف وهو نائف ولم يضرب
ضربه اخرى رغم توسل الجرجوف ولم يلبث الجرجوف ان مات ويعود
الاخ واخته الى قريتهما محملين بما استطاعا نقله من كنوز الجرجوف


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 04:10 AM   #8


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:70%;background-color:royalblue;border:6px double teal;"][cell="filter:;"][align=center]

( الأعمى )

ذات يوم كان هناك بصير يمشى في صحراء قاحله يرتكز على عصاه فصادفه فلاح مع زوجته الجميله اصرت المرأه لماهي عاطفة المرأه معروفا عنها اصرت ان يقتربا من هذا الاعمي ويسأله ان كان يريد مساعده , كانت المرأه تعتلي ظهر الحمار وزوجها يقود الحمار رضخ الزوج لأاومر زوجته واقتربا من هذا الاعمى فبداء بسؤاله ان كان يريد مساعده وكان الاعمى رغم عماه الا انه استوحى من حدسه ان المرأه جميله فسألهما الي اين وجهتهما فقال له نحن ذاهبان لبيع الحمار هذا في السوق,فقال اذا اتجه معكما ,,وعطفت المرأه على الرجل مرة اخرى فأصرت على زوجها ان يركبه الحمار وتنزل هي ..فرفض الاعمى وقال ساكون بجوارك ياابنتى ان وافقتى رضخ الزوج لأاومر زوجته مرة اخرى لأنه يعرف نيتها الطيبه واعتلي الرجل الاعمي الحمار خلف زوجة صاحب الحمار ومضيا .. كان الاعمى حاذق فظل يسألهما ماذا سيفعلان والي اين يتجهان.. واكثر السؤال عن اوصاف المرأه قائلا انه رغم عماه عرف انها تملك جمالا اخاذ , الي ان سألهما عن اسمهيهما.. ثم سأل عن الميزه التى تميز المرأه فقالت له انها تحمل شامه كبيره في ذارعها , استقي الاعمى كل هذه المعلومات وهو سعيد بمرافقته للشابين الطيبين, ومضى بهماالوقت حتى وصلا الي السوق وبداء الرجل بدل الحمار للبيع... وحينها صرخ الاعمي وهو يمسك بذارع الزوجه المستغربه والفاغره فمها دهشه وهو يقول

:ياناااس ارحمو ضرير اعمي هذا الرجل يريد ان يسرق منى حماري وزوجتي ,

نظر اليه الزوج مذهولا ومعه الزوجه المغلوبةعلى امرها ودارت معركه كان الناس كلهم متعاطفون مع الاعمي المرأه تبكي ,والرجل يندب حظه انه فعل خير بهذا الرجل والناس كلهم مع الاعمي الذي مثل تمثيليه رائعه امامهم, امسكو بالاربعه الزوجان والاعمي والحمار,,, وذهب بهم الي القاضي الذي عجز عن حل القضيه ولايدري من يصدق,ولمن هي الزوجه فأمر بسجنهم وكلا منهم مازال مصر على رايه انشغل بال القاضي بالقصه فخرج ليلاً وكان قد وضع كل شخص في سجن لوحده .. فمر من علي بوابه الرجل فوجده يبكي ويدعي ربه ...ومر على بوابه المرأه فوجدها تبكي حظها ...ومر على بوابه الاعمي فوجده يقول وهو يبتسم لنفسه.. ان نفعت امرأه وحمار وان لم تنفع فداوي وهذار.



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 04:21 AM   #9


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;border:6px double red;"][cell="filter:;"][align=center]
(التلويح)

جرت العادة في الأفراح والولائم أن من يأتي لوح كتف الذبيحة من نصيبه في الغداء أو العشاء ينظر إلى داخله فيشاهد فيه من يحب أن يشاهده أو يفهم منه بطريقته الخاصة ما يجري في بيته أو بيت غيره ممن يريد معرفة ما يجري لديهم على مسافات بعيدة.

وذات مرة صادف مرور (دوشان) أو (شاحذ) كما يسمى في الجنوب في بلدة لاتبعد كثيراً عن بلدة فيها وليمة فحضر مع من حضر إلى مائدة العشاء فجاء اللوح من نصيبه، فلم يجد بُداً من التطرق فيه كما هي العادة، ورغب في أن يرى بيته وما يجري فيها وكيف حال زوجته التي تركها بمفردها وليس إلى جانبها أحد.

وكم كانت مفاجأته عندما طالع زوجته نائمة على الفراش مع غريب في بيته.



فانزعج وثارت ثائرته وقام لتوِّه من المائدة ليعود مسرعاً إلى بيته وينتقم لشرفه ويثأر لعرضه.

ودخل إلى بيته دون أن يتكلم أو يتساءل أو يوقظ زوجته، بل استل جنبيته وأخذ يطعن بها الشخص النائم على الفراش والذي كان موجوداً فعلاً بجانب زوجته دون أن يعرف من هو.

فاستيقظت زوجته عندما سمعت الحركة. وعندما عرفت ما حدث صاحت في وجهه:

أهلكتنا يا رجل.. النائم الذي قتلته هو جابر إبن الشيخ جاء يؤانسني في وحدتي وأنت مسافر، فماذا نقول للشيخ، وما هو عذرنا في قتله وما هو مصيرنا؟

وكان ابن الشيخ في الثامنة وهو وحيد أمه وأبيه، انتشر الخبر في القبيلة بأن الدوشان قتل جابر إبن الشيخ ومعترف بجريمته، وساد القبيلة حنق وسخط وتضارب في وجهات النظر حول ما ينبغي على الشيخ أن يفعله.

فالدوشان من أقل الفئات شأناً وقيمة في المجتمع ولا يرضى به أن يكون في مستوى الفرد العادي فكيف بعلية القوم وشيخ القبيلة ذاته وطالما المقتول هو ابن الشيخ؟ ولكن ما نوع العقوبة التي يجب فرضها عليه خاصة وقد جن جنون الأم لمقتل ولدها وارتفع عويلها ونحيبها عليه، لأنه كان وحيدها.

فقال أحدهم محاولاً إرضاء نفسية الأم وتخفيف حنقها:

لا بد من القصاص وقتل الدوشان.. النفس بالنفس.

فاعترض آخر قائلاً:

كيف يحدث هذا، وكيف نقتل دوشاناً لثأر أو لغير ثأر فإذا قبل الشيخ بهذا فهو عار وعيب ليس عليه وحده ولكن على القبيلة كلها.

وساد الجو صمت ووجوم وحار القوم في ما يصنعون. فالأم لا تهدأ لها ثائرة والدوشان وزوجته قاعدان على مقربة منهم يسمعون النقاش الذي يدور بينهم وهم مستسلمون لأي مصير أو أي عقوبة تفرض.

وأخيراً تكلم الشيخ فقال:

إن وجود الدوشان في البلد بعد الفعلة التي فعلها سيبقى يذكرنا بعامر وبقتله له وسيزيد من حزن أمه وبكائها عليه، ولا يمكن أن نتركه يعيش في القرية. والرأي هو نفي الدوشان من البلد على أن لا يعود إليها أبداً.

استحسن القوم رأي الشيخ ووافقوا عليه، وإن كان بعضهم لا يزال في قراراة نفسه يحبذ قتل الدوشان.

شد الدوشان رحاله وحمل متاعه مع زوجته مفارقاً بلده ومسقط رأسه باحثاً له عن أرضٍ يتخذ منها و طناً جديداً يستقر فيه.

وحط رحاله على مشارف قرية بعيدة عن قريته الأولى متخذاً منها وطناً جديداً وبقي الحنين يعاوده إلى وطنه ومسقط رأسه.

ومضت شهور ومضى العام الأول والثاني على الحادث فلا الدوشان طاب مقامه في وطنه الجديد ولا خف حنينه لوطنه القديم، ولا زوجة الشيخ سلت ابنها القتيل او نسيت مصرعه، بل كان يزداد بكاؤها كلما مر يوم على قتل طفلها واستمرت الحادثة على أفواه الناس يلوكونها ويبدون فيها ويعيدون.

وعاود الذي حبذوا قتل الدوشان في بادئ الأمر رأيهم ومشورتهم على الشيخ من جديد واستمروا يلحون عليه قائلين: إن زوجتك لن تسلو إلا متى رأت الدوشان قد قتل ورأت دمه على الأرض، ولا بد من البحث عن الدوشان في أي أرض كان وقتله. فلم يجد الشيخ في نهاية الأمر بداً من الإذعان لرأيهم.

فاستصحب معه مجموعة من رجاله وراح بنفسه يبحث عن الدوشان ويتسقط أخباره من قرية إلى أخرى حتى وصلوا إلى القرية التي يقيم بها دون أن يشعروه بوجودهم. وفي المساء اتجهوا نحوه بينما كان قاعداً على باب كوخه يتسامر مع زوجته وهو يسمع الرعد ويشاهد البرق من جهة بلدته القديمة فهاجه الحنين وشاقه اليها وتمنى لو كان يقيم فيها، رفع صوته بالغناء يتمنى لها المطر والسقيا ويدعو لشيخها الذي أمنه وعفا عنه بالرغم من قتله لابنه فقال يغني:

يا رب يا قاهر تجيب ماطر
تسقي بلاد إبن عامر ذي أمن الجار
وادي على الجار عامر

سمع الشيخ غناء الدوشان ودعاءه له ولبلاده فالتفت إلى أصحابه وقال:

يدعو لي من مسافة بعيدة ويدعو لبلادي بالمطر وأنا جئت لقتله، هذا لا يمكن.

فقال له أصحابه:
وزوجتك ماذا ستقول لا بد من قتله حتى تسلو مقتل جابر.

فصمت الشيخ ولم يجب ولكنه عاد مع أصحابه إلى مطرحهم في انتظار الصباح ليرى ماذا سيصنع، واستمروا في حثه على قتله وعدم التراجع عما أتى من أجله.

وفي الصباح أرسلوا من يشعر الدوشان أن الشيخ سيمر عليه فقال الدوشان:

يا مرحباً بالرجال ولو كانت علي.

قال كذلك وقد أحس ان الشيخ لم يأت إلا لقتله بعد أن حرضوه على قتله ولكنه قام نحوه بما تمليه عليه شهامته ومروءته فاستعد لاستقباله كما لو كان ضيفاً فلم سمع الشيخ الترحيب به وبرجاله عرف شهامة الدوشان وقال:
كيف أقتله وهو يرحب بي هذا الترحيب ويدعو لي وهو على أطراف الدنيا والله لا كانت ولن يكون الدوشان أكثر شهامة منِّي.
ولم يجد أصحابه بداً من الإذعان لمشيئته واصطحب الدوشان معه وعاد به إلى القرية ليعيش معهم فيها.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



 
  مـواضـيـعـي

آخر تعديل بواسطة روح السراب ، 09-19-2016 الساعة 04:27 AM

الرد باقتباس
قديم 09-19-2016, 04:29 AM   #10


الصورة الشخصية لـ روح السراب
روح السراب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Dec 2013
 أخر زيارة : أمس (08:23 AM)
 المشاركات : 27,030 [ + ]
 تقييم العضوية :  32876
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
شكراً: 3,894
تم شكره 2,679 مرة في 1,722 مشاركة
الإفتراضي رد : مجموعة قصصية من التراث اليمني



[align=center][tabletext="width:70%;background-color:silver;border:6px double green;"][cell="filter:;"][align=center]


ــــــــــــــــ على رأس الظلم تقع ـــــــــــــــــ



عاش في قديم الزمان رجل مع زوجته التي لم يرزق منها بذرية وعندما حملت منه كان المرض قد داهمه وأحسن بدنو أجله فقال لها أشعر بدنو أجلي وأنا عمري لن يمتد حتى تضعي مافي بطنك وكل الذي أملكه هذه الثلاثمائة (300) ريال فاذا وضعت ولداً اوصيك ان تحتفظي له بها الى ان يبلغ رشده فقالت له زوجته إطمئن ساعمل بوصيتك ...مات الرجل وبقيت زوجته تنتظر أوان المخاض ووضعت ولداً اخذت ترعاه وتهتم بتربيته والاعتناء به حتى بلغ رشده وصار قادراً على إدارة أموره بنفسه وعندها سألها ما الذي أوصى به أبي قبل موته ؟؟؟

لم تشأ أمة أن تطلعه على كل وصية أبيه ( 300 ريال ) مخافة ان يسئ التصرف فيفقدها كلها في وقت واحد فقالت له اوصى لك بهذه (100 ريال ) فقالت له ذلك وناولته (100) ريال فتناولها منها مسروراً واتجه بها نحو السوق ليستثمرها في البيع والشراء وبينما هو يحث خطاه نحو السوق استوقفه رجل كهل قاعد على جانب الطريق وسأله الى أين أنت ذاهب يابني ؟ أجابه الولد بفرح الى السوق لاستثمر هذه (100) ريال التي خلفها لي والدي قبل موته فقال له الرجل : أعطنيها وسأبيع لك بها حكمة تنفعك طوال عمرك مد له الولد ب(100) الريال وهو يتساءل ماهي حكمتك ؟ تناول الرجل منه النقود وقال يجيبه اليك حكمتي :

((إقنع بالقليل يأتيك الله بالكثير ))
فرح الولد بذلك وانصرف عائداً الى بيته ليجد امه تنتظره على قلق لترى ماذا صنع ب(100) الريال وما ان وقع نظرها عليه حتى بادرته متسائله ماذا صنعت بال(100) الريال التي أوصى لك بها أبوك ؟ أجابها مبتهجاً : اشتريت بها حكمة تقول : (( اقنع بالقليل يأتيك الله بالكثير )) سمعت أمه ذلك منه وصمتت على مضض وتركته لحالة .. وفي صبيحة اليوم التالي قال لها ابنها متسائلاً ماذا أوصى لي به أبي ؟؟؟ أجابته بفتور أو صى لك بهذه (100) الريال تناولها منها وانصرف مسروراً ليتجه نحو السوق واذا بالرجل الشائب يستوقفه متسائلاً الى أين انت ذاهب يابني ؟؟ الى السوق لاستثمر هذه (100) الريال التي خلفها لي والدي قبل موته . فقال له الرجل أعطينها وسابيع لك بها حكمة تنفعك طوال عمرك مد له الولد ب(100) الريال وهو يتسائل ماهي حكمتك تناول منه الرجل (100) الريال الثانية وقال له اليك حكمتي :
:

((لاتخون من ائتمنك ولو كنت خائن ))

سمع الولد ذلك منه وانصرف عائداً الى بيته ليجد أمه في انتظاره لتعرف ماذا صنع وعندما قابلته قالت له متسائله ماذا صنعت بالمائة الريال ؟؟ اشتريت بها حكمة تقول : (( لاتخون من ائتمنك ولو كنت خائن )) سمعت أمه ذلك والحنق والغيض يملأ نفسها ولاذت بالصمت وتركته وانصرفت لحالها إلا أنه بادرها في صبيحة اليوم الثالث متسائلاً ماذا أوصى لي به أبي أجابته بفضاضه أوصى لك بهذه (100) الريال تناولها الولد منها وانصرف متجهاً الى السوق ليرى ماذا عساه سيصنع بها واذا بالرجل الشائب يعترض طريقه متسائلاً الى أين أنت ذاهب يابني الى السوق لاستثمر هذه ال(100) الريال التي خلفها لي والدي .اعطينيها وسأبيع لك حكمه تنفعك طوال عمرك ...مد له الولد ب(100) الريال وهو يستائل ماهي حكمتك تناول منه المئة الثالثة وقال له اليك حكمتي ..

(((( اذا لقيت شرح لايفوتك ))

(( الشرح هوالرقص الذي يحدث في حفلات الزواج والأعياد )) ... سمع ذلك منه وانصرف عائداً الى قريته ليجد أمة في انتظاره والقلق يملأ نفسها لتعرف مصير (100) الثالثة والأخيرة وما أن شاهدته يقف أمامها حتى بادرته متسائله ماذا علمت ب(100) الريال التي أوصى لك بها أبوك ..اشتريت بها حكمـة تقول (( اذاا لقيت شرح لايفوتك )) سمعت أمه ذلك منه وانصرفت حانقة إلا أنه بادرها متسائلاً ماذا بقي لي من وصية أب عندك أجابته امة بحنق : لقد أنفقت كل ماخلفه لك والدك ولم يعد لدي ما أقدمه لك ..طاطأ الولد رأسة وقال يجيب أمه سوف أذهب لأبحث عن عمل خرج الولد من بيته بعد أن ودع امة وراح يتنقل في بلاد الله بحثاً عن عمل ..

.وبينما هو في طريقة صادف امرأةً عجوز تحاول إصلاح باب بيتها المكسور فلما شاهدته قالت له تعال أصلح لي هذا الباب وسأمنحك (( آنه )) أجرتك .

.سمع منها ذلك وأجابها أفضل أن أبقى بدون عمل على أن أعمل بهذا الأجر قال لها ذلك وانصرف من عندها إلا أنه سرعان ما تذكر الحكمة الأولى التي اشتراها (( اقنع بالقليل يعطيك الله الكثير ))
فقال في نفسه : كيف أرفض هذا الأجر وقد اشتريت الحكمة ب(100) ريال وعاد مسرعاً نحو العجوز يصلح لها باب بيتها ، وعندما انتهى ناولته أجرته (( آنه )) فأخذها مسروراً وبقي يواصل سيره الى أن وصل الى باب السلطان

فوقف هناك يبحث عن عمل فشاهده السلطان واقفاً فقال له :
هل ترغب في أن تعمل عندنا : نعم عينه السلطان خادماً في قصره وغدى محل ثقته أما السلطانه فقد وقع هواه في قلبها وتعلقت به وراحت تتودد له وتلاطفه الى أن كان ذات يوم غاب فيها السلطان عن المدينه أخذت تراود الفتى وتعرض له نفسها وكاد الفتى يستجيب لرغبتها إلا أنه سرعان ماتذكر الحكمة الثانية :
(( من أمنك كيف تخونه ولو كنت خائن )) وقال لنفسه كيف أخون السلطان وقد إأتمني فأعرض عن السلطانة ورفض الاذعان لها فحنقت وقررت لاانتقام منه والوشاية به وعندما عاد السلطان قالت له لم أعد أحتمل وجود الخادم الجديد ولا اطيق بقاءه بينما ..استغل غيابك عن المدينة وقام بمغازلتي وكل هذا نتيجة ثقتك به انزعج السلطان من كلامها ووجد صعوبة في استدعاء الولد والتحقيق معه أو مواجهته بشكوى زوجته فقال لها سنطرد الآن من القصر فقالت معترضه طرده لايكفي ولابد من قتله لن أقتله بنفسي لكن سأوكل ذلك الى اهلك لك ماشئت وسأرافقة بنفسي الى عند أبي أحضر السلطان ورقة وقلماً وكتب رسالى الى أب زوجته قال له فيها :
(( ساعة الوصول اقطعوا رأس الرسول )) وختم الرسالة واستدعى الولد وقال له احمل هذه الرسالة الى والد زوجتي وهي سترافقك الى هناك استلم الولد الرسالة وسار بها وزوجة السلطان تسير وراءة في وسط الطريق سمع أصوات الطبول في قرية مجاورة فتذكر الحكمة الثالثة التي اشتراها ب(100) ريال اذا لقيت شرح لايفوتك فتناول الرسالة وسلمها لزوجة السلطان وهو يقول لها : سأذهب الى حفلة العرس لأرقص مع الراقصين واحملي انت هذه الرسالة الى والدك وانا سالحق بك بعد قليل لم تمانع السلطانه في ذلك بل فرحت لانها ستقابل أباها قبله لتوغر صدره عليه ويعجل بقتله فذهبت مسرعة وعندما قابلت أبيها سلمته الرسالة ففتحها وقرأ فيها : (( ساعة الوصول اقطعوا رأس الرسول )) فقال لنفسه : يعلم الله أي خيانة ارتكبتها ابنتي في حق زوجها ولم يشا أن يقتلها بنفسه وانما ارسلها الي لأقوم بذلك فاستعدى خدمه وأمرهم بقطع رأس ابنته في الحال وعندما وصل الولد كانت السلطانه قد قطع رأسها فاغتم لذلك وسلمه أبوها رسالة جوابية الى السلطان قال له فيها : (( ساعةالوصول قطعنا رأس الرسول )) وانصرف عائداً الى السلطان فسلمه الرسالة وقص عليه القصة كلها فقال له السلطان : اجلس يابني
على رأس الظالم تقع ..

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


 
  مـواضـيـعـي

آخر تعديل بواسطة روح السراب ، 09-19-2016 الساعة 04:32 AM

الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مجموعة , من , التراث , اليمني , قصصية


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 
خيارات الموضوع

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
من التراث اليمني حبيب المنتدى الصور و الفيديو 0 09-05-2013 02:32 PM
خطر غصن القنا .. قصة قصيدة من التراث اليمني بيحان التراث والاجداد 4 05-24-2012 03:53 PM
صور من صنعاء القديمه .. صور التراث اليمني و الاثار بيحان حريب بيحان سفاري 3 04-22-2012 12:22 AM
خطر غصن القنا .. قصة قصيدة من التراث اليمني صدى الاوطان التراث والاجداد 0 04-13-2012 05:11 PM
من قصص واقوال علي ولد زايد - التراث اليمني الاصيل قلم رصاص التراث والاجداد 4 04-03-2012 03:23 PM

تصميم وتوزيع وتركيب  &الجنوبيه&♥ طموح ديزاين♥


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:48 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO