الصفحة البيضاء ... والنقاط السود !!!

!!! , ... , البيضاء , الصفحة , السني , والنقاط

الصفحة البيضاء ... والنقاط السود !!!

خلقنا الله عز وجل وأوجدنا من العدم لعبادته سبحانه لا شريك له فجعلنا متساوون في كل شيء ولا فرق بيننا إلا بالتقوى والتقوى محلها القلب ...

القلب هذه المضغة الصغيرة النابضة داخل الأجساد نأتي بها على وجه هذه الحياة الدنيا عند ولادتنا كالصفحة البيضاء !!! فهي تنبض حبا لتستشرف الحياة القادمة بكل شوق وهدوء وسكينة وأمان ...

ومع مرور الوقت تكتسب تلك المضغة قوة وصلابة وقسوة فهي تنمو مع نمو الجسد وتتعدد عليها ضربات الحياة المفرح منها والمحزن فتجد فيها فرحة لما يفرحها وحزنا لما يحزنها ... ولكنها في الحقيقة وفي كلا الحالتين قد اكتسبت شيئا دخيلا عليها سواءا كان بفرحة أم كان حزنا وألما !!!... فقد كانت بيضاء ناصعة البياض لم تتعبها الأفكار المتضادة ولم تخلطها المواقف المتباينة ولم تفسد هدوءها الظنون والشكوك ولم تلعب بها رياح الأهواء والمصالح الضيقة !!!

تفاجأت بالفرح يسعدها فتفرح وترتاح وتهدأ وتسعد وتزداد شوقا ولهفة لما هو قادم فهو بالتأكيد لن يقل حلاوة ولا فرحة عن ما مرت به من قبل ... فتندفع بكل شوق في الحياة فقد ذاقت وطعمت لذة الفرحة والسعادة وتريد أن تطعمها وتتذوقها مرة أخرى !!!

ولكنها لم تكن تعلم أن تلك الحلاوة والسعادة والفرحة كانت الخيط الأول الذي سيجرها لتكابد مرارات وغصات وآلاما وجراحا ستعبث بها وبهدوئها وستكسر لها فرحتها وسعادتها !!!

فلا تنتبه ولا تلتفت لكل التحذيرات والمؤشرات التي كانت تصرخ فيها عاليا أن لا تندفع وأن تحسب للقادم حسابا آخر مختلفا فالأقدار والأيام تخبىء الكثير والكثير !!!

فتمضي تلك المضغة بكل ثقة في حياتها وفي كل من تصادفه قائلة لنفسها هذه حياتي السعيدة وهؤلاء هم شركاء السعادة إن لم يكونوا مصدرها ومنبعها !!!

فيزيد اندفاعها ليكبر حماسها وتعظم طموحاتها لأنها ترى غيرها بعينها هي حيث الثقة والأمل والسعادة والفرحة التي لازالت تتذوقها وتسكر بخمرة لذتها وطعمها الرائع !!!

وتكون على ذلك الحال حتى تصطدم بالصدمة الأولى !!!

فتكون قاسية موجعة موحشة قاتلة !!! تحيل الأحلام إلى سراب !!! وتقتل الطموحات وتكسر الآمال !!! وتهد صرح السعادة والفرحة لتحيله إلى ركام !!!

تتراجع مترنحة ... غير مستوعبة لما حدث ... هل هذا ما كنت أسد آذاني عنه ؟؟!!! هل هذا ما كنت أقاتل وأندفع من أجله ؟؟!!! هل هذا ما سعدت له وتهللت وفرحت لأعيشه ؟؟!!! هل وهل وهل ... ؟؟!!!

تتدافع الأسئلة فيها بدماء حارة مضطردة متدفقة تكاد تنفجر منها تلك المضغة المسكينة ... كل تساؤل كان يزيدها ألما ووجعا ...أين هي حياتي السعيدة ؟؟!!! أين هم من كنت أنظر إليهم ليكونوا شركائي ومصدر سعادتي وفرحتي ومنبعها ؟؟!!!

يا للأسف لقد باتوا هم مصدر أحزاني وآلامي وجراحي !!!

فتنطلق آآآآآآهات مدوية !!! وتزفر تنهيدات حارقة !!! وتدوي صرخات قاتلة !!! ويرتفع صوت النحيب الخانق !!!

لقد امتدت يد الغدر والخيانة والمكر والخديعة والسوء لتصل إليها فتئدها فرحتها وتغتال سعادتها لتفتح عينيها على واقع لم تكن تتمناه ولا تأمله لتتشكل النقطة السوداء الأولى !!!

ومن ثم تتعاقب صنوف الحياة وتتلون وتتعدد أشكالها فتكثر النقاط السود على وجه تلك الصفحة البيضاء البريئة المكلومة !!! ولكن ماذا تفعل وما حيلتها في أن تغير من الواقع شيئا فقد استشرى المرض وزاد الشر في نفوس البشر حتى كثر التأويل وكثرت الظنون وزاد المكر السيء حتى باتوا يتفننون في المؤامرات والخيانات ليصيبوا تلك المضغة بما أصابهم قبلها فهم ولدوا بصفحة بيضاء لكل منهم ولكنها امتلأت سوادا حتى أحالت بياض تلك الصفحة لسواد لا تكاد ترى فيه ولا معه النقطة البيضاء الواحدة !!!


فما الذي يجب على تلك المضغة البريئة المسكينة عمله ؟؟!!! وكيف عليها التصرف بسرعة حتى لا تتحول هي الأخرى لصفحة سوداء بعد أن كانت بيضاء ؟؟!!!


عليها التمسك بحبل الله واحده والإيمان واليقين به سبحانه وبنصره وتمكينه وتوفيقه ... عليها الثقة بنفسها والسير في هذه الحياة بكل قوة وعزم وإرادة بما فيها من خير وإحسان وفضائل فلا يضرها من خذلها ولا من ظلمها أو جار عليها أو اتهمها بما ليس فيها حتى ولو اجتمعت الدنيا بما فيها وبمن فيها فالله عز وجل هو النافع الضار وهو الناصر المعين وهو الرحمن الرحيم وهو القاهر فوق عباده ...

فالسعادة كل السعادة والفرحة كل الفرحة هي مع الله ولن تكون أبدا مع البشر ... الله سبحانه وتعالى يسخر لك كل شيء بمن فيهم البشر أنفسهم وهو لا يريد منك شيئا ولا ينتظر منك مقابلا وكل ما يريد منك هو عبادته وحده لا تشرك به شيئا والتمسك بحبله المتين ...

قال الله تعالى ((وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون))


وبذلك تكون النجاة والسعادة والفرحة في الدارين ...

ولا يكون ذلك إلا لمن كانت لهم نوايا سليمة منبعها قلوب بيضاء لم تتلاعب بها أو تتلفها النقاط السود !!!


فكونوا إخواني وأخواتي الأحبة صفحات بيضاء ... واحذروا النقاط السود !!!


تلك قصة المضغة بصفحتها البيضاء ... والنقاط السود !!!

جزيت خيرا اخي الروح
نصيحة ثمينه بصيغة ادبيه راقيه

مااجمل النصح عندما يكون بصيغة ولغة سهله بسيطه عميقة في نفس الوقت

يعطيك العافيه

تلك هي القلوب البيضاء .. ما اجملها واطهرها

أخي الروح قلمك يمتلك كاريزما خاصة .. دمت كما أنت

لا يسعني الا ان اشكُرك جزيل الشُكر

و تحيّاتي.

بورك فيك اخي الروح على الموضوع القيم ..
والحقيقة اني اخالفك الرأي فيما ذهبت اليه من تخريج المضغة وربط النقاط السوداء بالحزن والفرح والسعادة التعاسة .. إذ ان الفرح والحزن فطرة جعلها الله فينا نحن البشر من يوم خلق الله ادم وحتى يوم القيامة .. لا يمكن ان يعيش الانسان بدونهما حتى ولو انولد الشخص وبفهمه ملعقة من ذهب .
فالفقير والغني والصغير والكبير والصالح والطالح والنبي والمتنبي كلهم مروا بلحظات حزن ولحظات سعادة .. لحظات الم ولحظات فرح وحبور .. وليس من الصحيح ان نربط ما يخالج القلب بالنقطة السوداء والبيضاء لأن الربط يعني بأن قلوب الانبياء شابها بعض السواد نتيجة للحزن والعياذ بالله من قول هذا .
النقطة السوداء اخي الكريم والنقطة البيضاء ترتبط ارتباطا بالذنوب والمعاصي والايمان .
وقد جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : (( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ))

وفي حديث اخر : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه. فإن تاب ونَزَع واستغفر صُقِل منها، وإن زاد زادت حتى يغلَّف بها قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: { كلا، بل ران على قلوبهم }". رواه الترمذي، وصحَّحه، والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، والحاكم.

هذا ولك جزيل الشكر
ودمت سالما

إقتباس : إقتباس من مشاركة طاش ماطاش [ مشاهدة المشاركة ] جزيت خيرا اخي الروح
نصيحة ثمينه بصيغة ادبيه راقيه

مااجمل النصح عندما يكون بصيغة ولغة سهله بسيطه عميقة في نفس الوقت

يعطيك العافيه



وما أجمل الفهم السليم بقلب واع سليم !!!

شكرا لك أخي الفاضل الرائع طاش ما طاش على فهمك السليم الرائع وعلى مرورك الجميل الكريم ...

إقتباس : إقتباس من مشاركة بحر الشوق [ مشاهدة المشاركة ] تلك هي القلوب البيضاء .. ما اجملها واطهرها

أخي الروح قلمك يمتلك كاريزما خاصة .. دمت كما أنت

لا يسعني الا ان اشكُرك جزيل الشُكر

و تحيّاتي.



العفو أخي الفاضل الرائع بحر الشوق ...

كل الطهر وكل الجمال ينبع من أرواح طاهرة وقلوب بيضاء سليمة ... نسأل الله أن نكون من أصحابها ...

شكرا لك على هذا المرور الرائع والكلمات الجميلة التي تشع جمالا وطهرا ومحبة ...

إقتباس : إقتباس من مشاركة (النـــnazemـــاظم) [ مشاهدة المشاركة ] بورك فيك اخي الروح على الموضوع القيم ..
والحقيقة اني اخالفك الرأي فيما ذهبت اليه من تخريج المضغة وربط النقاط السوداء بالحزن والفرح والسعادة التعاسة .. إذ ان الفرح والحزن فطرة جعلها الله فينا نحن البشر من يوم خلق الله ادم وحتى يوم القيامة .. لا يمكن ان يعيش الانسان بدونهما حتى ولو انولد الشخص وبفهمه ملعقة من ذهب .
فالفقير والغني والصغير والكبير والصالح والطالح والنبي والمتنبي كلهم مروا بلحظات حزن ولحظات سعادة .. لحظات الم ولحظات فرح وحبور .. وليس من الصحيح ان نربط ما يخالج القلب بالنقطة السوداء والبيضاء لأن الربط يعني بأن قلوب الانبياء شابها بعض السواد نتيجة للحزن والعياذ بالله من قول هذا .
النقطة السوداء اخي الكريم والنقطة البيضاء ترتبط ارتباطا بالذنوب والمعاصي والايمان .
وقد جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : (( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ))

وفي حديث اخر : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه. فإن تاب ونَزَع واستغفر صُقِل منها، وإن زاد زادت حتى يغلَّف بها قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: { كلا، بل ران على قلوبهم }". رواه الترمذي، وصحَّحه، والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، والحاكم.

هذا ولك جزيل الشكر
ودمت سالما



العفو أخي الفاضل الرائع الناظم ...

لو تعمقت قليلا في معنى الفرح والحزن المقصود في النص لأدركت أن المعنى لم يكن الحزن والسعادة بمعناها الذي نمر به ... وإنما كان المقصود أصناف البشر وطرق تعاملهم مع بعضهم البعض فمنهم من يكون سليم النية معافى السريرة كالصفحة البيضاء ومنهم من يكون أسود القلب خبيث السريرة كالنقطة السوداء ...


شكرا لك على مرورك الرائع الجميل الذي أضاف للنص بعدا آخر جميلا ...

.. الله سبحانه وتعالى يسخر لك كل شيء بمن فيهم البشر أنفسهم وهو لا يريد منك شيئا ولا ينتظر منك مقابلا وكل ما يريد منك هو عبادته وحده لا تشرك به شيئا والتمسك بحبله المتين ...

قال الله تعالى ((وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون))


وبذلك تكون النجاة والسعادة والفرحة في الدارين ...

ولا يكون ذلك إلا لمن كانت لهم نوايا سليمة منبعها قلوب بيضاء لم تتلاعب بها أو تتلفها النقاط السود !!!


فكونوا إخواني وأخواتي الأحبة صفحات بيضاء ... واحذروا النقاط السود !!!
سلمت يمينك وشكرا علئ النصائح القيمه
بارك الله فيك

إقتباس : إقتباس من مشاركة باوزير العباسي [ مشاهدة المشاركة ] .. الله سبحانه وتعالى يسخر لك كل شيء بمن فيهم البشر أنفسهم وهو لا يريد منك شيئا ولا ينتظر منك مقابلا وكل ما يريد منك هو عبادته وحده لا تشرك به شيئا والتمسك بحبله المتين ...

قال الله تعالى ((وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون))


وبذلك تكون النجاة والسعادة والفرحة في الدارين ...

ولا يكون ذلك إلا لمن كانت لهم نوايا سليمة منبعها قلوب بيضاء لم تتلاعب بها أو تتلفها النقاط السود !!!


فكونوا إخواني وأخواتي الأحبة صفحات بيضاء ... واحذروا النقاط السود !!!
سلمت يمينك وشكرا علئ النصائح القيمه
بارك الله فيك



وبارك فيك أخي العزيز ...

الشكر لك أخي الفاضل الرائع باوزير العباسي على هذا المرور الجميل الكريم ...

بارك الله فيك
وجزاك الله الفردوس الأعلى أن شاء الله
وأسأل الله أن يأخذ بأيدينا جميعاً
لما فيه خير الصلاح والاستقامة والرشاد
جزاك الله خير على ماخطته يداك
جعلها الله لك في ميزان حسناتك
دمت برعاية الله وحفظه
بوركت جهودك القيم