آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
01-24-2017, 10:06 PM | #1 |
| خير الدين الزركلي ليس الوطن بقعة جغرافية من تراب وماء، وهواء، سهول وجبال وتلال، إنما هو الاعم والاشمل من هذا كله، هو ملاعب الطفولة والاهل، موطن الاجداد والاباء، موطن كل حرف وكل عطاء حضاري، وما من احد يترك وطنه إلا اذا كان في حل من أي قيم، يترك الوطن نعني على غير رجعة، يتخذه فندقا ومكانا ومغنما، وحين يجف ضرعه يتركه حاملا حقائبه إلى مكان آخر، يعمل ضد اهله وشعبه ووطنه، وفي محطات الشعوب الكثير من الحكايا التي تروى عن التعلق بالوطن والشغف به, من قبل الجميع كتابا ومبدعين ومواطنين، وفي التاريخ ايضا حكايا لمن خان وطنه، وكان مصيره الى الهاوية، لم يبق له ذكر إلا بالخيانة التي تلاحقه الى غير رجعة. سورية وطن الابجدية والحضارة والتاريخ تعاقبت عليها غزوات وغزوات، وخاض ابناؤها نضالا مرا من اجل الكرامة والحرية, دفعوا اثمانا غالية وهم يتصدون للاحتلال العثماني ومن ثم الفرنسي، هبوا جميعهم بوجه الطغاة والمعتدين، وكان الشعراء والمبدعون في الطليعة، وبالتاكيد ما من احد منا إلا وهو يردد اليوم باستمرار روائع الحنين الى الوطن، حنين خير الدين الزركلي، ونعرف كم آلمه ان يكون خارج تراب الشام، كم احزنه انه ابعد قسرا عن وطنه ودياره، تمر هذه الايام ذكرى رحيله، ومن المناسب ان نعود الى قصائد لهفته وغنائه للوطن، ولكن قبل ذلك لاباس ان نذكر بشيء من سيرته وحياته ونضاله. مولده ونشأته اسمه الكامل هو خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِرِكْلِيّ. نشأ في دمشق وتعلم في مدارسها الأهلية وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها. كان مولعا في صغره بكتب الأدب، وقال الشعر في صباه. أتم دراسته (القسم العلمي) في المدرسة الهاشمية بدمشق، ثم عمل فيها مدرساً بعد التخرج، كما أصدر مجلة الأصمعي الأسبوعية فصادرتها الاحتلال العثماني وانتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية (اللاييك)، وبعد التخرج عين في نفس الكلية أستاذاً للتاريخ والأدب العربي. بعد الحرب العالمية الأولى، أصدر في دمشق جريدة يومية أسماها (لسان العرب) إلاّ أنها أُقفلت، ثم شارك في إصدار جريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية، على أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابياً وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادراً دمشق إلى فلسطين، ثم مصر فالحجاز. سنة 1921م تجنس الزركلي بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه الأمير عبد الله بانشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف بمنصب مفتش عام في وزارة المعارف ثم رئيس لديوان الحكومة (1921ـ 1923). ولقد ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى بلده سورية، وأنشأ المطبعة العربية في مصر حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى، أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في يافا، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930م. وقد اشرنا سابقا إلى انه شغف بالشام وإن كان قد ابتعد عنها مرات ومرات وفي شعره محطات لا يمكن للمرء أن يمر بها مرور الكرام، يقول الدارسون لحنينه إنه أحب دروبها يزين مداخلها باعة الشوندر والحبوب والذرة والصبارة لكل منهم سمته وجرسه وموسمه. أحب أهلها يتوادون بالزيارات ويتهادون الزهور والطيبات أحب الطيب في قلوبهم والابتسامة على ثغورهم يلقون بها القريب والغريب على حد سواء، أحب الشهامة فيهم والبدار إلى النجدة في خصالهم أحبهم في اطمئنانهم إذا قنعوا وفي ثوراتهم إذا غضبوا وفي مزاجرهم إذا ظلموا. أحب روعة الجمال إذا طل عليها من ذرا «قاسيون» أحب طبيعتها يتمتع بمشاهدتها من «المنشار» و«الميزان». أحب «النيربين» من جناتها وما في «النيربين» من ورد وآس وريحان أحب ما فيها من شحارير وعنادل وعصافير، يستمع إليها وهي تغرد ويبثها رجع الألم في ضلوعه. حنين الشاعر يقول أحد الدارسين لأدبه: أحب الشاعر عصافير الدنيا لأنها تشبه عصافير بلده الحبيب ورآها في «رأس العين» بعيداً عن دمشق فحن إلى عصافير النيربين وتأجج في صدره: بات يرعى النجم «والنجم» مطلّ والجوى يسهر والحب يذلّ ذكر الشام فأجرى دمعه مستهلاً وله في الشام أهل ياليالي بوادي جلق هل ترى يتبع منك الوصل وصل؟ وجنان السفح والربوة من كان يدري أنني عنك أغلّ يا عصافير بـ «رأس العين» ما برحت تهبط نحوي ثم تعلو خففي من لوعتي شادية إن في القلب أسى لا يضمحل ويتذكر دمشق فيكتب قائلاً: لولا الحنين لما بكيت لياليا كانت دمشق بها تجود وتمنع لولا الحنين لما بكيت أحبّه كانت تضم دمشق وتجمع لولا الحنين إلى دمشق وأهلها جفت بمقلتي الشؤون الهمع لولا الحنين لما بكيت بجلق قمراً يغيب وألف شمس يطلع لولا الحنين لما غضبت لأمة في الشام ذارفة عليها الأدمع لله للأيام ما صنعت بها أيدي العداة، وما ستوشك تصنع لله للأيام ما أبكي لها أنا ذلك المتفجع المتوجع وتطول بالشاعر غربته وإذا كان اختلاف النهار والليل ينسى فما أنست الأيام شاعرنا وطنه في يوم: العين بعد فراقها الوطنا لاساكناً ألفت ولا سكنا ريانة بالدمع أقلقها ألا تحس كرى ولا وسنا كانت ترى في كل سانحة حسناً وباتت لا ترى حسنا لو مثلوا لي موطني وثنا لهممت أعبد ذلك الوثنا ويشاء القدر للخطوب التوالي أن تقرع صفاة الشام وتعجم من عود أبنائها بين حين وحين ويحس الشاعر ما يحس به أهلوها من خطوب: الأهل أهلي والديار دياري وشعار وادي النيربين شعاري ما كان من ألم بجلق نازل واري الزناد فزنده بي واري إن الدم المهراق في جنباتها لدمي وإن شفارها لشفاري دمعي لما منيت به جار هنا ودمي هناك على ثراها جاري وحين ييئس بعض الناس ويظنون أن هذه الغمة ستطول وتطول يقول شاعرنا: وطني طال بكائي والأسى مما عراكا أترى تصفو سمائي وكما أهوى أراكا أنا لا أعشق مما عشق الناس سواكا فيك محياي ومثوى أعظمي تحت ثراكا إنه الشاعر الذي دفع ثمن الغربة عن وطنه، وهو الذي تمنى انه لم يترك سورية ولو للحظة واحدة ابدا، خير الدين الزركلي شاعر الحنين وشاعر النضال بوجه المستعمر أي مستعمر كان لونه وشكله، ينفث الزركلي من الم الروح والقلب حنينه وشوقه الى بلاده سورية، وهو الذي عاش فيما بعد متنقلا بين عواصم العالم، وتبوأ مراكز عليا لكن الوطن ظل حلمه وحنينه، وقد شكل هذا الامر ظاهرة في شعره، ما احوجنا الان ان نعيد قراءة الحنين الى الوطن، الحنين إلى سورية ربوع المجد والحضارة.
odv hg]dk hg.v;gd p[v |
|
01-24-2017, 10:27 PM | #2 |
| رد : خير الدين الزركلي |
|
01-24-2017, 11:11 PM | #3 | |
رد : خير الدين الزركلي اديب كبير هو ليس,بحجم وطن فقط وانما بحجم اوطان امة. الشام بلد الحضارة والادب والفن فهي للامة منارة حتما. كل الشكر ا ستاذي القدير على على الموضوع وما تضمنه من تعريف كافي ووافي. ودمت بود على الدوام.
| ||
|
01-25-2017, 05:12 PM | #4 |
| رد : خير الدين الزركلي |
|
01-25-2017, 08:43 PM | #5 |
| رد : خير الدين الزركلي إقتباس : إقتباس من مشاركة نوتيلا [ مشاهدة المشاركة ] الشام بلد الخير والجمال و دراجك يحمل الوفاء والفن شكرآ عمييقه لتصلك ||~ سلامك وصل أختي الجميلة نوتيلا والواجب الرد فلك ولكل أهلنا الغوالي بيمن العزة والكرامة والأصالة أمنياتي الطيبة بالسعادة والهناء والطمأنينة كل الشكر لبهي كلماتك وحسن صياغتك
|
|
01-25-2017, 08:48 PM | #6 |
| رد : خير الدين الزركلي إقتباس : إقتباس من مشاركة الكمكازي [ مشاهدة المشاركة ] اديب كبير هو ليس,بحجم وطن فقط وانما بحجم اوطان امة. الشام بلد الحضارة والادب والفن فهي للامة منارة حتما. كل الشكر ا ستاذي القدير على على الموضوع وما تضمنه من تعريف كافي ووافي. ودمت بود على الدوام. نعم صديقي الكمكازي الزركلي شاعر وأديب بحجم أوطان وأمم والمتابع لسيرته وتراثه يدرك ويعي ذلك ففي كل حرف خطه كان للوطن معنى ومغزى وفي كل فكرة تناولها كان للنور والمعرفة حضور كل الود والأمنيات الطيبة للطيب الكمكازي
|
|
01-25-2017, 08:50 PM | #7 |
| رد : خير الدين الزركلي إقتباس : إقتباس من مشاركة وردة الامل [ مشاهدة المشاركة ] احسنت الاختيار ماقصرت يعطيك العافية وسلمت يداك لاعدمناك شكراً من القلب وردة الأمل لحضورك الدائم لك من الود أطيبه
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الدين , الزركلي , حجر |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
| |
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | المنتدى | المشاركات | آخر مشاركة |
إخوة الدين | البركان الراكد | التصميــم | 6 | 11-20-2014 05:00 PM |
تكفووون الحين | قلب شبوه | التربية والتعليم | 18 | 10-20-2014 08:15 PM |
الدين ليس حرفة | حسين شاجره | شواطئ الحرف والمقالة الادبية " بأقلام الاعضاء " | 5 | 09-14-2014 02:54 AM |
الثبات على الدين | الطارق | الاسلام ديننا و حياتنا | 0 | 08-03-2012 03:56 AM |
عصير قمر الدين | بيحان | الديكور والمطبخ | 5 | 07-25-2012 08:14 AM |