الغضب في رمضان

03-29-2022, 11:33 PM

في التاسع والعشرين من شعبان عند ذهاب صالح الطفل ذي الستة أعوام إلى المسجد لصلاة المغرب شاهد كهول القرية حول المسجد وعلى درج بابه كل واحد منهم يضع يده على جبهته فوق عيناه وينظر إلى مكان غروب الشمس وقف صالح يناظر معهم لكنه لم يرى شيء سألهم ببراءة الأطفال إلى ماذا تنظرون أجابه أحدهم نتحرى هلال رمضان قال لهم أحد الشباب لن تتمكنون من رؤيته فالجبال تحجبه عنكم أريحوا أنفسكم من العناء واستمعوا للإذاعة أوالتلفزيون بعد صلاة المغرب فهناك لجان في المناطق الساحلية مهمتها تحري هلال رمضان بعد عودة الطفل إلى المنزل وقبل صلاة العشاء سمع والدته تخبر أباه بثبوت رؤية هلال رمضان ذهب لصلاة العشاء مع والده وبعد العشاء صلى التراويح وعاد إلى البيت قال لأمه سأصوم غداً معكم قالت له أمه حسناً سأوقظك للسحور وبما إنك ما زلت طفل يجوز لك أن تفطر عندما تحمى الحجر ، أيقظته والدته للسحور أكل وشرب وهو مغمض عينيه وعاد لنومه ثم أيقظه والده لصلاة الفجر وبعد الصلاة عاد إلى فراشه ليكمل نومه وعند التاسعة صباحاً استيقظ ليجد أباه غادر المنزل للعمل ووالدته عادت من المزرعة تحمل الأعلاف لأغنامها انطلق صالح إلى الجبل القريب من منزلهم يتلمس الصخور هل سخنت أم مازالت باردة في البداية لمس الصخور التي بالظل ثم هداه تفكيره أن يذهب إلى الصخور التي تواجه شروق الشمس وعند وصوله إليها وضع راحته عليها فوجدها ساخنة عاد إلى أمه مسرعاً وقال لها الحجار ساخنة حان موعد إفطاري وشرب لتر من الماء قالت له الأم يا ولدي أول مرة أراك تجوع وتعطش هكذا في غير رمضان كنت ترفض وجبة الإفطار قال صالح يا أمي الصائم يجوع ويعطش ضحكت وطبخت له ولأشقائه معصوبة مثل رأسه على حليب الماعز ودهن السمسم، ثم خرج الأطفال يلعبون مع أطفال الجيران وأثناء لعبهم ركلوا الكرة فطارت ووقعت في حوش منزل أحد جيرانهم ذهب صالح ليحضرها وطرق الباب وعندما لم يجيبه أحد طرق الباب بقوة أكبر ليخرج عليه صاحب المنزل بوجه عابس وشعر متطاير وعيون حمراء تقدح شراراً يحمل الكرة بيساره والسكين بيمينه صرخ في وجوههم أزعجتمونا ونحن صائمون وطعن الكرة مزقها إلى نصفان ورماها هرب صالح والأطفال مرعوبين من جارهم وصالح يقول الصيام يجعل الرجال غاضبون وعند حلول المساء ساعد والدته في مد السفرة ووضع الطعام عليها وجلس بجوار والده وأمامه تمر وقهوة وكأس توت (فيمتو) وصحن شوربة وسمبوسة وصحن محلبية والكثير مما لذ وطاب قبل الآذان دق باب منزلهم ذهب ليفتح فوجد صديقه قال له تعال لنلعب قال صالح وقت إفطار قال صديقه أمي أمرتني أن أخرج لألعب إلى ان تفطر هي ووالدي وأجدادي فهم صائمون تعال نلعب ودع الصائمون يفطرون سمعت أم صالح الحوار بينهم وقالت لصديق ابنها ادخل وأمسكته بيمينه وقالت أريدك أن تذوق طبخي وأدخلته ليفطر مع عائلتها في أجواء أسرية جميلة وعند الآذان أفطر الكبار وقلدهم الصغار في التسمية والذكر اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الضماء وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.
كبر صالح وذهب إلى المدرسة وتنقل بين صفوفها إلى أن وصل الى الصف التاسع دخل عليهم المعلم في أول يوم في رمضان وقال لهم يا أبنائي شهر مبارك كل عام وأنتم بخير نحن صائمون الرجاء منكم الانتباه للشرح جيداً فليس بمقدوري تكرار الشرح ريقي سينشف قبل أن أنهي باقي الحصص للصفوف الأخرى ، زملاء صالح البعض منهم نعسان نام أثناء الشرح والبعض مغمض عيناه ، بعد مرور عشرة أيام من رمضان قال صالح لوالده ليت الناس عندما يصومون يكونون مثلك أنت وأمي قال له الأب لماذا يا ولدي قال صالح يا أبي في رمضان تصفد الشياطين لكن الصائمين في النهار يكونون غاضبون المعلم يصرخ ويضرب ويطرد لأتفه الأسباب والسبب إنه صائم زملائي تكثر المشاجرات بينهم والضرب والسبب نفسياتهم سيئة وهم صائمون وفي الطرقات يسرع السائقون قبل المغرب ويزيد عدد حوادث السيارات في رمضان مقارنة بباقي الشهور و في الأسواق يتشاجر البائع والمشتري ويمدون أياديهم على بعضهم صفع ولكمات وضرب بالعصي وطعن بالجنابي وفي القرى تتقاتل القبائل على حدود ونفوذ أراضيهم ومراعي أغنامهم هل هؤلاء غاضبون على تصفيد شياطينهم أم أن شياطينهم شحنتهم بجرعة غضب مدتها ثلاثين يوماً ، ضحك الأب وقال يا بني التمس لهم العذر بعض البشر لا يتحمل الجوع والعطش فتجده يغضب بسرعة والبعض يسهر الليل ويرهقه السهر فيغضب في النهار والبعض اكتسبها عادة من طفولته رأى أباه غاضب وأمه غاضبه والمجتمع حوله غاضب ومتجهم في رمضان فكبر على هذا الشيء وأصبحت العصبية والغضب عادة رمضانية لديه ، ثم أردف الأب الله يهدينا وإياهم لاتشغل بالك يا بني إلا بما ينفعك اهتم بقراءة القرآن وحافظ على صلاتك وصيامك واجتهد في القيام وتحري ليلة القدر وابتعد عما يروج له الإعلام من مسلسلات رمضانية وما تروج له المتاجر من تخفيضات رمضانية ، رمضان يا بني شهر صيام وقراءة قرآن عمل في النهار وقيام في الليل ليس شهر نوم في النهار وأكل وشرب وسهر في الليل ، مرت السنين وتزوج صالح وأنجب وتوظف واستطاع تغيير طباع زوجته الرمضانية جعلها تنزع قناع الغضب والعصبية التي ترتديها في رمضان وتستبدلها بالرفق واللين والوجه البشوش تصوم شهرها وتقومه لخالقها تبتغي مرضاته وكذلك ربى أبناءه وعاملهم مثلما رباه وعاملاه وعوداه والداه ، لكن صالح مازال يرى في رمضان بعض الصائمين قنبلة موقوتة يجب الإبتعاد عنهم ثلاثين متر، ينظر إلى زملاءه على مكاتبهم ويذكرونه بجاره الذي قطع الكرة وبعض المراجعين أيضاً لا يقلون فضاضة عن الذين خلف المكاتب بل إن أحدهم قال لأحد الموظفين لاتجعلني اليوم أُفطرعليك بعدما قال له الموظف بعد مشادة كلامية اللهم إني صائم .

الغضب والعصبية في رمضان عادة سيئة مكتسبة ومتوارثه يستطيع المبتلى بها أن يتخلص منها ويغير حياته فالصوم سمو للروح وتهذيب للنفس والجوارح .

( اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من أهل ليلة القدر اللهم ارحم موتانا وجميع موتى المسلمين اللهم لاتحرمنا أجرهم ولا تضلنا بعدهم )

شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير

03-31-2022, 09:45 AM

أولا شهر مبارك ينعاد علينا بالخير واليمن والبركات
أسأل الله ان لا يغير علينا حال ويجعله شهر خير وبركة
كما عهدناه وان يجبر القلوب ويصلح الحال ويسهل الامور

والله نحن بعيدين عن الغضب والحمد لله
معي محمد شوية يعصب قبل الفطور بس أن شاء الله
يتعلم مع الأيام ضبط النفس والابتعاد عنه
والحمد لله على كل حال واسال الله كما قلت
أن يبلغنا رمضان ويعنا على صيامه وقيامه ويجعلنا من أهل ليلة القدر
وان يرحم موتانا وجميع موتى المسلمين

اللهم لاتحرمنا أجرهم ولا تضلنا بعدهم

لك تحياتي وتقديري ،،

04-01-2022, 06:59 PM

مبارك عليكم الشهر يا أم محمد

04-03-2022, 01:51 PM

علينا وعليكم أن شاء الله ، أسأل الله ان يجعلنا من الفايزين
بهذا الشهير الفضيل ويتقبل منا صيامنا وقيامنا
ويكتبنا من عتقاىه من النار ،،

04-04-2022, 11:18 PM

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

مواضيع مشابهة
الموضوع	الكاتب	المنتدى	المشاركات	آخر مشاركة
أنواع الغضب	شموخ	حريب بيحان الأسرة	10	01-28-2021 01:01 PM
كثرت الغضب أخطر على الشرايين من السكري !!	الطارق	حريب بيحان الطبي	2	02-06-2017 08:40 PM
التنفيس عن الغضب	الطارق	حريب بيحان الطبي	2	01-12-2013 01:20 AM
الغضب وكيف يؤثر على صحتك	الطارق	حريب بيحان الطبي	6	10-02-2012 11:58 PM
السعودية 'تمتص' الغضب الشيعي قبل أيام من عاشوراء !!	بيحان	الأخبار العربية والعالمية	3	11-24-2011 10:46 PM

Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)

الإهداءات