منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   النقاش العام والمواضيع العامة (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb10/)
-   -   ثقافة الهاتف المحمول !! (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb3609/)

نايف مناع 02-20-2012 08:55 AM

ثقافة الهاتف المحمول !!
 


ونحن في القرن الواحد والعشرين ، قرن التكنولوجيا ، التي اصبحت في متناول السواد الأعظم من سُكان المعمورة ، تلك التكنولوجيا التي اختصرت الكثير للكثير ، بواسطتها تم الإستغناء عن الكثير بُمجرد إستقدامها وإدخالها في الخدمة ، للتكنولوجيا فضل في ان جعلت من الأرض قرية كونية إلكترونية صغيرة قي حجم قبضة اليد ، مُجرد لمسات أزرار تقوم بها الأنامل ، تلك اللمسات تذهب بها بعيداً حيث لايمكن الذهاب إليه على أرض الواقع ، بالتكنولوجيا تذهب حيث تشاء ، ومتى تشاء ، وإلى أي مكانٍ تشاء ، وتجعلك تتواصل بمن تشاء ، وبلمسة تقرأ مالم تستطيع ترجمته وقراءته بلغته الأم ...

نعمة كبيرة أوجدها الإنسان لنفسه ، ومن نعم التكنولوجيا ، ذلك الهاتف المحمول ، لم يعد ذلك الهاتف محصوراً على طبقة أو فئة من الناس دون طبقة أو فئة اخرى ، أصبح في متناول اليد ، يمتلكه الصغير ويُجيد إستخدامه أفضل من الكبير الذي جاءته تلك التكنولوجيا في خريف العُمر بعدما تساقطت اغلب أيام حياته ، ويحوزه الفقير مثلما الغني ، بيد أن الإختلاف بينهما أن هاتف الغني ذو مواصفات لا يُحاكيها هاتف الفقير ، رغم إشتراكهم في الوظيفة ، وإختلافهم في نوعية الهاتف والخدمات المطلوبة من الشركة المزودة للإتصال ...

يقوم الهاتف المحمول بمُهمة كبيرة للكثير من البشر ، فيما يخص التواصل فيما بينهم ، فعبر الذبذبات والموجات يصل الصوت ، أو رسالة نصية أو مصورة ، تكفي الكثير من الذهاب بعيداً وقطع مسافات طويلة من اجل إيصال خبر سيئ ، أو نبأ جيّد ، او الإطمئنان على أحوال البعض ، ورؤيتهم والتمتع بالحديث بمُشاركة جميع الحواس مع من تتكلم معه ...


للهاتف المحمول وحامله ثقافة خاصة به ، قد يجتمع البعض في تلك الثقافة ، وقد يختلف البعض ، ونادراً جداً من لايمتلك هاتف محمول في عصر التكنولوجيا التي سعت العولمة على تعميمها وإيصالها إلى من يعتلي الجبال ، ويعيش في الصحراء ، ومن يركب البحر ، ويسكن في السهول والسواحل ، حتى الصغار تتجلى أمنياتهم ، وتتمثل مطالبهم في الحصول على هاتف محمول كي يلعبون به ، ويتفاخرون امام رفقاءهم بحيازته ، لدي صبي ينافس بالمدرسة على الترتيب الأول ، ويطلب مني دائماً ان تكون جائزته هاتف محمول ، هو يدرس في الصف الثالث الإبتدائي ، وقد حاز الترتيب الأول في الصفين الأول والثاني ، لا أدري من اين له الذكاء ؟ ، فأنا لستُ ذكياً ، ولكنني مع ذلك لستُ غبياً ، ربما يعود ذلك إلى ما تقوم به والدته من مذاكرة دروسه ، ومتابعته طوال العام ، رغم محدودية ثقافتها ، ووقوفها دراسياً عند الصف السادس ، ذات عيد أضحى زارنا خاله ، فأخبره انّه حصل على الترتيب الأول بالمدرسة لعامين مُتتاليين ، ويريد منه هاتف محمول كجائزة له ، لم يُقصّر خاله ، فقد منحه هاتف محمول يفي بالغرض فيه ألعاب يقضي معها ذلك الصبي بعض وقته عندما لايكون أحداً قريباً منه ...

تلك الفرحة والسعادة التي تغمر ذلك الصبي عندما أقوم بالإتصال به تُبعثرني أحياناً ، لم ادري أن مُكالمة عبر الهاتف مع صبي ستجعله سعيداً عندما تتحدث معه ، تشعر أن الثقة والإعتزاز بالنفس تكاد كلماته ونبرات صوته تتحدث بها ، تغمرني السعادة عندما أسمع ضجيج الفرح لديه يكاد يتفجر في أذني ...

عرّجتُ كثيراً عن الموضوع الذي كُنتُ أريد طرحه ، فما أردتُ كتابته هو أن البعض من الأشخاص يمتلك أكثر من هاتف محمول مع تعدد الشركات التي تزود خدمات الإتصال ، مُستغلاً تلك الهواتف بشرائحها لعروض شركات المحمول التي تقوم بتقديمها لعملائها ، وتتعدد إستخدامات الهاتف المحمول بحسب قصد صاحبه ، فالسواد الأعظم يحمل الهاتف لغرض التواصل بالغير سواء كانت علاقات تواصل إجتماعية أو علاقات عمل أو غيرها من العلاقات التي تربط البعض بالبعض ...

الكثير من الناس يحتوي دليل هاتفه على الكثير من الأرقام التي تخص الأشخاص الذين تربطه بهم علاقات قرابة أو صداقة أو عمل أو غيرها من العلاقات ، ولذا من الصعب التواصل مع جميع الأسماء الموجودة بدليل الهاتف المحمول ، وكثرتها ليس دليل أن الشخص إجتماعي ، ولديه علاقات عامه ، فلربما يكون مُستقبلاً مُكالمات فقط ، دون رغبة منه بتاتاً في القيام بالإتصال بالغير ، وكان لسان امثال أولئك الأشخاص يقول : من يبحث عني عليه ان يسأل ويتصل بي ، امّا انا فلستُ بحاجة إلى أحد ...

فالبعض من الناس عندما تُهاتفه أو تقوم بإرسال رسالة له ، يخامره ظنّاً أن تلك المُكالمة ، او الرسالة ، ليس الغرض منها التواصل ومدْ جسور المودة والإخاء ، بل يُريد من وراءها شيئاً ، وإن لم يقوم بإظهاره له في أول مكالمة ، أو رسالة ...

البعض من الناس ، يُخبرك صوته أنّك غير مُرحب به ، وغير مرغوب بك ، فإياك وإياك أن تقوم بمُكالمته ، أو إرسال رسالة على هاتفه ...

البعض من الناس ، يُريد من الغير مواصلته ، دون أن يُكلّف نفسه عناء الرد برسالة ، ولو جبر خاطر ، لمن تعنّى بكتابة رسالة ممهورة فيها كلمات تفيض محبة وإحتراماً وتقديراً ...

البعض من الناس ، بُمجرد أن تصله رسالتك ، حتى يُبادرك بالإتصال هاتفياً ، ويسأل عنك وعن احوالك ، عارضاً جليل خدماته عليك ، دون رياء منه في ذلك ...

البعض من الناس ، ينساك طويلاً ، وبمجرد ان يكون له مصلحة ، الحصول عليها يتطلّب مُشاركتك فيها ، تجده يبحث عنك ، ويقوم بالإتصال بك ، وإلقاء كلمات رنّانة على مسامعك ، لتجد ان مُكالمته انتهت بعد طلبه منك القيام بشيئ يخصه ، ولن تجد منه كلمة شكر ، بعد ان تقوم بواجبك نحوه ، وسينساك حتى يكون له مايجعله يقوم بمُهاتفتك ...


البعض من الناس ، يحظى لديك بمكانة خاصة ، تتحاشى كثيراً مُهاتفته ، أو إرسال رسالة له ، بعدما قدّم لك معروفاً وجميلاً ، في موقف ما ولظروف أجبرتك على الإستعانة به دون غيره لتجاوز ذلك الظرف ، شرط أن تُعيد له ما طلبته منه ، تجده يُعطيك بنفسٍ طيبة كريمة ضعف ما طلبته منه ، وعندما واتتك الظروف لإعادة بعض ذلك الذي منحك إياه ، تجده يغمرك بكرمه ، بإعادة ما ناولته إيّاه ، قائلاً لك أنّه يتمنى ان لديه شيئاً كي يغمرك بكرمه ، هُنا عليك أن تتوقف كثيراً لتتأمل أمثال أولئك الناس ، حُباً لهم سأتوقف عن مُهاتفتهم وإرسال رسائل نصيّة إليهم تفادياً لأي كدمات قد تُصيب ذلك الجمال الذي يسكنهم ...


البعض من الناس يُرسلون لك رسائل نصيّة مشحونة بكلمات تنم على المحبة والغرض منها مد جسور الإخاء ، تأتي إليك رسائلهم في وقت يكون فيه هاتفك خالياً من رصيد ، عدم وجوده يمنعك من مواصلتهم ، اتمنى أن يلتمس البعض العُذر للبعض ...

البعض من الناس ، يُراسلك برسائل نصيّة ، كلماتها ترويج لبضاعته المُزجاة من افكار ومُعتقدات تخصه ، الغرض منها جذبك ، وشدك بحبل تلك الرسائل ، لإقناعك بأفكاره ومُعتقداته ، لتخرج من ظلمات الكُفر ، إلى نور الإيمان حسب أفكاره ومعتقداته ، وكأن البعض يعيش في جاهلية ، ويُدين بديانة غير الإسلام ...


19/2/2012م


حريب

طائرالمساء 02-20-2012 09:43 AM

[align=center]


استاذي القدير نايف صباحك نبل وفجرك طهر وليلك ملائكي لؤلؤي الانحناءة بين يراع فكرك وغزر زخاتك الطهورة

بالنسبة للقرية الكونية فهي وهمية بكل ماتعنيه الكلمة ان تم اقتحام مفهومها الحسي بدفق مشاعرنا المعطوبة نتيجة جرم ثورة التصنيع المجنونة
تحت سياط البعد القسري فليت تلك القرية التي تاويك وتاويني هي كل ما يحتويني ولتذهب ثورة التقانة الى حيث
لا اراها ولاتراني

وبالنسبة لعبدة الهواتف وتنوع تعاطيهم مع ذلك المنتج فهم ليس اكثر من مسرح يحوي العديد من الممثلين
ولكنهم رهن اشارة المخرج والمنتج لا الجمهور واقصد اننا كشعوب اصبحنا كالدماء في يد الشركات
الربحية وسلمنا زمام انقيادنا لافكارهم لتعبث بنا وبكوننا الممتلئ بالمشاعر والاشواق والالام واللقاء والفراق
لنصبح صفحات مشوهة بحبر الربحيات وغرائز السيطرة المندسة في كيان كل بشري ان اتيحت له فرص الصيد

ما اعنيه اخي القدير انني اتمنى العودة الى ماقبل تلك الثورة التقنية التي شوهت طبائعنا وطهر حياتنا اكثر مما خدمتها وجملتها

كرأي شخصي طبعا

وتقبل اجمل صباحات طائرك الممتلئ شوقا ولهفة الى تلك الشجرة الواقفة على باب امي وذكرى ابي










[/align]

الوهاج 02-20-2012 02:09 PM

جميل ما كتبت اخي نايف

بيحان 02-21-2012 11:02 PM


كتبت وإبدعت في ايصال الفكرة "

كل التقدير أخي نايف مناع "

ما اسعدنا بقرأة ما تكتتب
ما ننحرم

وشاح الذكريات 02-25-2012 09:48 PM

تسلم اخي نايف

كتابة شيقه

نايف مناع 02-29-2012 07:03 PM


شكراً لكم جميعاً يامن مررتم بسماء متصفحي الذي استنار وتألق بتواجدكم وتواجد حروفكم البهية ...


عظيم ودي


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 11:36 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66