|
أليس منكم رجل رشيد ار أليس منكم رجل رشيد ! ؟ استفهام تعجبي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز على لسان نبيه لوط عليه السلام لما حاصره قومه محاولين النيل من ضيفه. فخاطبهم بهذا الخطاب علهم يسيدون العقول على الشهوات الحيوانية الخارجة عن سنن الله الكونية. والرشيد كما قال بعض المفسرين هو الآمر بالمعروف ،الناهي عن المنكر، وقال بعضهم: الرجل الصالح المصلح وذكر آخرون:الحكيم، وواحدة من هذه الصفات توحي بسيادة العقل على الشهوة . بالمقابل غيابها يخلي المكان لأضدادها، سلبية وضعف وفساد للسلوك وجهل، وهو ما اجتمع في قوم لوط فلم يصل هذا النداء إلى عقولهم ناهيك عن قلوبهم الخربة بالشرك والخروج على فطرة بني الإنسان. لو أسقطنا هذه الأمراض على قوم عرب (حكامهم ) لوجدنا على الأقل صفة واحدة في كل واحد وهذا يكفي لأن نخاطبهم بهذا الخطاب. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ إذا كان قوم لوط لعنة الله عليهم لم ينالوا من ضيفه فأراكم قد نلتم من إخواننا في غزة بل أسرفتم في ذلك، شاركتم بحصارهم بالفعل أو السكوت أو عدم القيام بالحد الأدنى الذي يجعلنا نخرجكم من دائرة الخطاب. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ سيطرت عليكم شهوة السلطة فغابت عقولكم وخربت قلوبكم وبات كلامكم هذاء السكارى و أضحت تحركاتكم سجينة شهواتكم. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ جمعكم شيخكم النجدي في دار ندوتكم وأشار عليكم فسلمتم وخطب فيكم فشحنتم ووزع عليكم الأدوار فقبلتم وأعطى الإشارة فنفذتم. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ مرضى وجرحى يقلبون وجوههم في كل اتجاه يترقبون فتحة أمل تنقذهم من مصير محتوم، آهاتهم وأناتهم لم تحرك فيكم شيئا*! أليس منكم رجل رشيد ! ؟ صغار صياح وأيتام جياع وثكالى عداد، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، برد الشتاء مر وحر الصيف حل. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ عائلات مشتتة شهورا بل سنينا يحول بينهم جدار إسمنتي، طلبة أوشك مستقبلهم على الضياع إن لم يضع، حجيج سرقتم منهم فرحة العمر حتى العبادة لم توقظ فيكم شيئا! أليس منكم رجل رشيد ! ؟ اقتصاد منهار وبطالة مهلكة، خسائر بملايين الدولارات، مصانع مغلقة وإنتاج زراعي متراكم لايسوق فيعدم. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ الخياران واضحان: انحياز لدينكم وشعوبكم وهو طوق نجاتكم في الدنيا والآخرة، يضفي عليكم شرعية تحمي سلطانكم وترفع جباهكم وتعلي رقابكم وتعزز حرابكم. أو انحياز لعدوكم لن يكتف بعطائكم ولن يشبع من مالكم، يطأطأ جباهكم ويكسر حرابكم ليقطع رقابكم. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ علمنا القرآن أن إجابة أصحاب الدعوات محققة وأن العناية الإلهية حاسمة في اللحظة الحاسمة عندما يشمر المفسدون في الأرض لاستئصالهم وهو ما حدث مع نبي الله لوط عليه السلام: «*ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم، فذوقوا عذابي ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر فذوقواعذابي ونذر»*القمر الآيات: 37، 38، 39. أليس منكم رجل رشيد ! ؟ فلتكن الإجابة بكم وقولوها كما قالها النبي يونس عليه السلام: « لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*»*الأنبياء الآية: 87 أو تكون عليكم فتقولونها كما قالها فرعون لعنة الله عليه: « ....آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين*»*يونس * |
| جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:29 PM. |
.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.