منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - مازالت مشاهد الجريمة البشعة

البيضاء اون لاين - شئون يمنية -

مازالت مشاهد الجريمة البشعة التي حملتها أيادٍ خسيسة وحاقدة إلى مستشفى مجمع الدفاع بصنعاء في الخامس من شهر ديسمبر 2013 عالقة في ذاكرة اليمنيين، ومازال وجع المأساة يسكن قلوبهم, رغم إيمانهم بأن بشاعة الإرهاب لن تنتصر أبداً ولن تطغى إرادته , هكذا يقرأ المهتمون والمتابعون للشأن اليمني كلما أطل وجه الإرهاب القبيح في أي حي أو مدينة أو محافظة.
لم يتمكن القتلة المجرمون الذين توزعوا في أروقة المستشفى ومكاتبه وغرف عمليات الجراحة وأسرة المرضى بعد اقتحامه مدججين بالأسلحة والقبح من التفكير بأن للقتل أخلاقاً وللانتصار معاركه الخاصة بعيداً عن أجساد المرضى ومن يعملون ليل نهار في خدمتهم, هكذا كانت ردود الأفعال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي, بعد أن تمدد الموت كالأخطبوط فوق أجساد الجميع دون وازع أو ضمير.
مر عام على الجريمة التي أودت بحياة العشرات من الأطباء والمرضى ومرتادي المستشفى ولاقت استنكاراً واسعاً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي, غير أنها لم تتمكن من النيل من عزيمة اليمنيين وإصرارهم على مواجهة القبح بكل صوره والانتصار على الشر, وهذه هي خياراتهم المثلى لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم وهو ما أكدته ملاحم الاصطفاف الشعبي التي أعقبت حادثة الاقتحام وفق ما يراه المراقبون للشأن اليمني.
يتحدث الكثير من المهتمين أن مشاهد القتل البشعة التي نفذتها عناصر الحقد والإرهاب في مستشفى العرضي كانت تحمل في طياتها أبعاداً ومرامي خبيثة, حيث إنها تجاوزت كل القيم والأخلاق الإنسانية, خصوصاً بعد أن تكشفت للجميع تفاصيلها المروعة التي أسهمت في زيادة الغليان الشعبي على الإرهاب وقواه الانتقامية.
وأشاروا إلى أن مشاهد القتل التي ظهرت بتلك الصورة البشعة وامتدت للأطباء والمرضى لم تكن سوى جزء من مخطط كبير كان يستهدف اليمن ككل والجهود التي تبذل في سبيل إخراجه إلى بر الأمان، مؤكدين أنه ورغم فداحة المشهد لم يتخل الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن مسؤولياته, حيث كان في قلب الحدث يشرف على كل تفاصيل عملية القضاء على الإرهابيين القتلة وإسعاف الضحايا.
مشيرين إلى أن اليمنيين والمتابعين للأوضاع في اليمن بما في ذلك المجتمع الدولي قدروا كثيراً القرار الحاسم لرئيس الجمهورية في الحضور إلى قلب الحدث وعدم اكتراثه بكل المحاذير الأمنية, فكان كبيراً بحجم الحدث وحاملاً أميناً لهموم شعبه ووطنه.
صحيفة الجمهورية