منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

مكة وبكة. معنى الكلمتين في اللغة، ووجه الخلاف،والفرق بينهما،ومدى التمايز بينهما.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
-ذكرهما في القرآن الكريم:
مكة
يقول المولى عز وجل في سورة الفتح الآية24:"وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا"
بكة
يقول تعالى في سورة آل عمران الآية96:"إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"
فمكة يطلق عليها بكة للتخصيص،ومكة اسم لموضع البيت أو محل البلاد.
إذا:
*مكة:الحرم كله وموضع البلاد.
*بكة:ما يجاورها من حجر إبراهيم وموضع البيت.

-اقتران البركه:
في القرآن الكريم اقترنت البركة ببكة ولم تقترن بمكة!
يقول العلماء في هذا الشأن:إنّ كل بكٍّ لاأجر فيه ولاثواب إلاّ بك مكة.

-معنى الكلمتين في اللغة:
*مكة:كلها حرم وهنا اتفقت الكلمة وموضع البيت ببكة ويشمل حجر اسماعيل والطواف.وهذا قول البعض.
*بكة:
البك في اللغة هو ضرب العنق وجمعها أعناق أي ضرب أعناق الإبل.

-لماذا سميت ببكة؟:
في هذا ثلاث معانٍ سواء عند العرب أو في المعاجم:
1-سميت بكة للأنها موضعٌ تُبَكُّ به أعناق الإبل في الهَدْي.
2-يقال أنها سميت بكة لأنها موضع تبك فيه ر}وس الجبابرة الذين أرادوا السوء بالمكان، كما حدث في حادثة الفيل.
وسميت بكة لأنها مقام عظيم وبيت الله الحرام.لايقلع شجرها ولايقتل ولا يسفك فيها الدمكما قال محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن أراد بها السوء تبك رقبته،وهذا قول ذهب إليه الإمام السرخسي وغيره من العلماء.
والبك هو الهلكة .
3-البك كما جاء في معجم العين للفراهيدي والصحاح -الشدة .
ومنها قول العرب:
البكبكة اي الإزدحام الشديد والتدافع،فنقول مثلا:تباكينا في الحج.أي تدافعنا ،؟ ونقول :تباكى القوم .أي تدافعوا.
فسميت بكة لتَباك أهلها في الزحام.

أخيرا:
*ملاحظه: لاترجيح في هذه المعاني الثلاث
كيف ولماذا؟
عند تساوي معاني الكلمات في اللغة ننظر إلى المعنى الأقوى الذي توارد تكلم به العرب
"أي القول الأقوى والأرجح"
فلا راجح ولا مرجوح لأن جميعها فصيحة.
ويدل التوارد بمعنى واحد في القوة على عظم الكلمة وبالتالي هلى عظم المسمى.

تحياتي:إِلهام مِصباح