منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

بسم الله الرحمن الرحيم

هي وقفات سوف أقفها عند كل جديد لحالات تلاحظ من الجميع و لكن على مستويات و رؤى قد نتخلف في أمرها و ذاك ليس بعيب .. بل العيب يبقى في جمودنا و حراكنا الباهت الذي لا أجد له مبررا يليق و يصلح جوابا و اعترافا..
و قد نتساءل جميعنا عن سر التراجع الكبير للمقروئية ..ومنها الكتابة فهما صنوان لا يحيد أحدهما عن الآخر بقدر المقروء تجد المكتوب . و العكس صحيح . فتحليل واقع ليس سهلا لأن به تداخل لمعطيات أفرزتها أشياء و مفاهيم جديدة أو مستجدة ..
فهذا الواقع المزري الرابض على صدور نفوس أنزوت و بعدت عن عالم القراءة و التأليف و حتى الكتابة لأسطر قد ينتفع بها آخرون إن لم تكن تنفع نفسها أولا .. و أنت ترى بمجموعات التواصل التي تقدم المعلومة أو المفهومة مجانا فلمَ هذا الابتعاد و النكران لفتح صفحات ومعرفة ما بها ..؟ .
فلعلها تحمل حكمة أو علما مستجدا أو طارئ لا تعرف له حدوثا .. و أتساءل كغيري عن الدعاوي و عن صحتها أن كانت تحمل صحيحا .. و لا أذهب بعيدا لأمور بها تخصص بل أكتب هذا لمتوسط الثقافة و المشارك بصفحات لا يعرف إلا نظرا أو توقيعا بنعم .. و غرضي أنها لم توضع لنرى بها استحسان مزيف لكون هذا من مجموعتي و ذاك ليس منها.. و الحال أن الثقافة و العلم له عنوان موحد هو المعرفة و الاطلاع على تراث قلمي أو فني من صور و رسومات و أحاديث تجرى على أجهزة الفيديو يأخذ منها المستمع ما يأخذ معرفة و تمحصا و ليس شيئا آخر ..
و أنت ترى الكثير من المشتركين فتقول لأول وهلة هذه بشارة خير فالعلم بهذا الميدان يعيش أوجه عصره ونهوضه .. و تشترك كسائر المشتركين لعلك تجعل من نفسك مفيدا و مستفيدا و تمر أيام و شهور ترقب الوضع و مما يسوده .. و لكن لن تجد ما يشبع نهمك .. فرفعك لكتاب لقراءته كان لك أنفع من تواصل تقول إن هناك من قرأ و منها أجاد على من لم يطلع بشيء مما كسب ..
و كم تكون المهزلة كبيرة و كم يكون شؤمك اكبرا.. فلا أنت استفدت و لا أنت أفدت .. فكتابتك لا تجد لها مطالع و كتابتهم إن كانت .. كانت أدعية الجميع يعرفها .. يجرونا عليها بنعم.. و تهاني الزفاف و عزاء الأموات و غيرها من اللهو بكلمات لا تصبو مصاف عبارات تفهم وأبيات شعر لا تدري لها تصنيفا .. و الجميع لا يعبأ لقضايا تثار من قبل أناس تفكر فلا أحد يقرأها و لا أحد يعقب عليها.. و أقول ترى أين تلاقح الأفكار ..؟ و أين نوادي التعارف و التبادل لما يحدث بالعالم الآخر .. ؟ فهل صحيح أن الذي قدّم لنا هذا كان يريد أن نكون على سراع في التقدم أكثرا ..؟ أم أن الأمر لا يغدو تجارة مربحة لشركة ( الفايسبوك) .. و لهم الحق في احتكار صوتك و معارفك في تدفق ضئيل يأخذ منك وقتا طويلا .. فلا أنت أوصلت معلومتك و لا أنت انشغلت بأمر آخر و الأمور كثيرة ومتنوعة و لسوف أتطرق إليها في مواضيع أخرى ..
منها كيف نسير هذه الصفحات .. و كيف نجعل منها ذات مغزى .. بتخصص و تقنية و توصيل للفهم .. و من يكون لهم الحق في المشاركة .. و كيف تكون نافعة بإجراء برامج مستحدثة .. بكل حين و توجيه الباحث عن المعلومة إلى الصفحة التي يبحث عنها .. و غيرها كثير عدّه.. يحتاج إلى مهارات و أشخاص لها من التخطيط و التوصيل شيئا ..
و قبل الخلاصة أقول أنني لا أريد إطالة لا يستحبها الجميع لأمر نعرفه و هو اكتفاءنا باليسير لأننا أمة مقتصدة .. !!! مقتصدة في علوم ...و مبذرة بأشياء أخرى ..
الكاتب/ عبد العزيز الأعلى .