منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - شهية دوت كوم .. جمهورية الاطباق الطائرة .

منذ انطلاقته قبل عام ونيف، بدا موقع "شهية" كأنه يدشّن مرحلة جديدة في المطبخ الشرقي الذي دخل "عصر الانترنت" من بوابته التفاعلية التي تقدّم للمهتمين بعالم الطبخ مساحة واسعة للحصول على وصفات متنوعة، بالإضافة إلى النصح الغذائي.
واذا كان "شهية" حجز لنفسه على مدى الاشهر الأخيرة مكانة مهمة كأول موقع تفاعلي يعنى بالمطبخ الشرقي ويتواصل من خلاله كل محبّي الطهو فيقدّمون وصفات "شغل اليدين" تحت إشراف كارول مخول هاني، اختصاصية التغذية المجازة من "هارفرد"، ومعها هالة لبكي ودانيال نوويرث، فإن شهية قام بـ"نقلة" نوعية جديدة واكب عبرها "عصر التحميل" حيث أطلق خدمته على جهاز الـ"آي فون" فبات بامكان كل مستخدم تحميل هذه الخدمة التي تسهل عليه، وهو في الأسواق، العودة الى صفحته على الموقع اختيار أي وصفة مع موادها ومقاديرها لشرائها.
وتلاقي هذه الخدمة الجديدة منذ إطلاقها الرواج الأكبر في دولة الكويت التي يتابع مواطنوها والمقيمون فيها آخر صيحات التكنولوجيا ويعمدون الى الاستفادة العملية منها في يومياتهم يما يتيح لهم تحسين نوعية حياتهم.
ويأتي تحميل "شهية" عبر الـ"آي فون" ليكمّل "مهمة" هذا الموقع الذي ساهم في تكوين ما يشبه "المجتمع المطبخي" الذي يتفاعل أفراده بين بعضهم البعض و"يغذون" ثقافتهم الشخصية على مستوييْ الطهو والتغذية، ولا سيما ان الوصفات التي تُنشر تخضع الى معايير صارمة فتُرفض المنسوخة منها التي يمكن إيجادها على مواقع أخرى، ولا يُقبل الا بالوصفة شخصية التي يكون صاحبها طبّقها صاحبها أولاً، والتي يتأكد منها الفريق المتخصص التابع للموقع، قبل عرضها على بقية المستخدمين.
ومع ترسيخ "شهية" موقعه في العالم العربي، سرعان ما اكتشف القائمون عليه ان دورهم أبعد من تقديم وصفات عربية لمن يحتاجها وباتوا يدركون ان جزءاً من رسالتهم يكمن، من خلال تدوين الوصفات و"تخزينها"، في صون التراث العربي وحمايته من الاندثار أمام زحف المأكولات الغربية الطابع، اضافة الى حماية الهوية العربية من بوابة المطبخ العربي الذي شهد عدة عمليات "قرصنة" لأطباق تُعتبر من ركيزة مائدته وهي شرقية "اباً عن جدّ".
ويساعد تبويب الموقع في تحقيق هذه "الغاية" ولا سيما من خلال القسم الأكبر والخاص بوصفات الطهو.
وفي هذا الباب تتبع الوصفات تصنيفات عدة، فهي أولاً تأتي بحسب نوع المطبخ (خليجي، لبناني، مغربي، فرنسي...).ثم بحسب نوع الطبق: مقبلات، شوربات، أطباق رئيسية، حلويات.بعدها تأتي التصنيفات الثانوية مثل المعجنات، اليخاني، اطباق الدجاج وسواها.
ويختار المستخدم التصنيف الذي يريده فيجد المعلومات الكافية حول مجمل الوصفات التي فيه.
وفي قسم المعلومات الغذائية، يُعتبر "شهية" الموقع العربي الوحيد الذي يقدم معلومات كاملة عن كل وصفة منشورة عليه، بحيث يتم احتساب نسبة الدهون فيها مثلاً، والكوليسترول والسعرات الحرارية، وغيرها من المعلومات القيمة التي تفيد القارئ، وكل من يستخدم الوصفة.
وهو يعتمد على برنامج "اف دي ايه" في احتساب القيمة الغذائية لكل مكون، وأدخل الكثير من المكونات العربية التي أشرفت كارول مخول هاني على درس قيمتها الغذائية.
كما تشمل الابواب المنتدى أو الفوروم الذي يسمح لكل مستخدمي الموقع بالتواصل حول شؤون متصلة بالتغذية والأكل.
وصار المنتدى، بحسب القيمين عليه يجذب الكثيرين للمشاركة فيه "حيث نشأت بين الزوار الدائمين صداقات عن بُعد نتيجة تبادُل الآراء والخبرات التي يتم أحياناً كثيرة "ضبطها" من خلال ما يشبه "مقص الرقابة" الذي يتولاه فريق عمل "شهية" للتأكد من الالتزام بأدبيات المجتمع العربي وأصول التواصل.
وضمن خانة "ريجيم وصحة"، يقدّم شهية خدمة مؤشر الكتلة الجسمية الذي يحدد نسبة البدانة لدى المستخدم والوزن المثالي الذي يجب أن يكون عليه.
والمميز في هذا الإطار ان الموقع وضع المؤشر الخاص بالأطفال من عمر سنتين الى 16 سنة، وهو يختلف عن مؤشر الكبار ويتيح للأهل معرفة أين يقف أولادهم من السمنة وبالتالي الوقاية منها ومحاربتها باكراً، وهذا امر غير موجود على أي موقع آخر.

باختصار، أصبح شهية أشبه بـ "دليل" من "المطبخ" وعنه يقدّم "صحوناً طائرة" تجوب البلدان بلا جوازات سفر، ويكاد يشكّل "جمهورية إلكترونية" للطبخ باتت، عبر إطلاق الخدمة على الـ "آي فون"، في "جيْب" المستخدمين.