منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - فصام الشخصيه " الشيزوفرينيا "

من الأمراض المعروفة منذ وقت غير قصير وأغلب الناس لايعرفون تسمية(فصام الشخصية)،بل
ولكون تصرفات المصاب به غير متوازنة وعشوائية وفيها الشرود الذهني وردود أفعال منها عدوانية لذا نعتوا هؤلاء المرضى بـ (المجانيبن)، فالناس تعرف هذا مجنون، بينما في حقيقة الأمر هو مصاب بفصام الشخصية.
والمرض هو أضطراب ذهني نفسي يسبب خلل في وظائف العقل وأظهرت الدراسات أصابة شخص واحد من كل مئة شخص في كل أنحاء العالم وبنسب متساوية من الرجال والنساء ،والمرض حينما يصيب الذكور يكون أبكر بالعمر مقارنة بأصابته للأناث،ومن الممكن أن تظهر أعراض المرض تدريجياً وربما تكون فجأة.
الأسباب غير محددة وهناك العديد من النظريات منها:ـ
• النظرية الأجتماعية/ ترى أن السبب يكمن في الظروف والأمور الأجتماعية وضغوطات الحياة والصدمات المتتالية.
• النظرية البايو ـ كيمياوية / ترى السبب هو في حصول تغيرات بمادة (الدوبامين) المعقدة والموجودة في الجهاز العصبي.
• النظرية الوراثية/تؤكد أن العامل الوراثي وراء الأصابة بالمرض.
• النظرية العضوية/وهذا ما يؤكده العلماء الأستراليون الذين أعلنوا مؤخراً أنهم أكتشفوا ترقرق المادة السنجابية في أدمغة المصابين.
المرض يمتاز بأضطرابات وجدانية وسلوكية والميل الى الأبتعاد عن الواقع وعدم التناغم بالأنفعالات مع أضطراب في مجرى التفكير وردود الأفعال.
والمصابين بهذا المرض يعتقدون أن أفكارهم خاضعة لشخص أخر أو أي شئ أخر غيره.
يمتاز المرض بـ :ـ
أولاً ـ أضطراب التفكير/
ـ فقدان القدرة على التفكير بوضوح ومنطق وترابط.
ـ الأقتناع بأفكارغير صحيحة وغريبة كتحكم أشخاص من الفضاء بتصرفاته أو هناك أناس يقرأون أفكاره ..الخ.
ثانياً ـ أضطراب المشاعر/
عدم التناسب الوجداني مع الناس على شكل خلل بالتفاعل العاطفي(بليد،غير مبالي،الأنفعال المعاكس لموقف عاطفي بالحزن أو الفرح).
ثالثاً ـ ضعف الأدراك(الهلوسة)/
سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة ،وبالتالي سيتعامل مع أوهام الصوت والصورة هذه ويدخل بنقاشات وأحاديث منعكسة عن أقتناعه بوجود هؤلاء الناس أو الأشياء.
رابعاً ـ تباين السلوك /
يتخذ المريض أوضاع غريبة ،يغير من تعابير وجهه ، القيام بحركات لامعنى لها وبشكل متكرر أو مستمر.
خامساً ـ اللغة والكلام /
يعاني المريض من أضطرابات في سياقات اللغة والنطق بها والتحدث بكلام يصعب فهمه وغير مترابط وغير منطقي.
ويمكن تلخيص الأعراض بـ :ـ
1. سماع أصوات وهمية.
2. الشعور بالعظَمَة .
3. الأيمان بمعتقدات غير منطقية ومقبولة من المجتمع.
4. الأنعزال، وعدم الأهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي .
5. التحدث بأفكار غير مترابطة(أطلق العلماء عليه"طيران الأفكار")
6. فقدان التركيز وتشويش الذاكرة وعدم تنسيق المعلومات .
7. ردود أفعال غير ملائمة والشعور بوجود أناس متآمرين عليه أو يكرهونه ويكيدون له المكائد.
8. الهلوسة البصرية والسمعية.
9. التصرفات الغريبة كالمشي لمسافات طويلة أو الموقوف لوقت طويل أو أرتداء ملابس غير مناسبة.
هذه الأعراض أما أن تكون على شكل نوبات منفصلة أو ملازمة للمصاب بأستمرار،وليس بالضرورة ظهورها جميعاً في مريض واحد،بل بعضاً منها.
أن العلماء يؤكدون أنه لايوجد أحد محمي من الأصابة بهذا المرض المؤلم أجتماعياً حقاً، ولكن هناك أناس يكونون أكثر عرضة للأصابة من غيرهم:ـ
1. من لهم مصاب بالمرض وبالدرجة الأولى من القرابة.
2. متعاطو المخدرات.
3. الأضطراب الأسري والتفكك العائلي.
4. المواليد ممن تعرضوا الى مضاعفات الولادة.
التشخيص/طبيب الأمراض النفسية وطبيب الأمراض العصبية هما اللذان يشخصان الحالة من خلال:ـ
1.التأريخ المرضي والفحص السريري.
2. الفحوصات االدماغية المتطورة.
أن مرض الفصام له درجات متفاوتة من الشدّة فبعض المرضى(وهم قليلون) يعانون منه على شكل هجمة وبالعلاج يعودون الى وضعهم الطبيعي، وبعض المرضى يعودون الى وضعهم بشكل تقريبي ولكنهم يُفضلون العزلة ،وهناك نسبة أخرى من المرضى تتدهور حالتهم نحو الأسوأ مما نضطر ألى أدخالهم المستشفى .
يحتاج المصابون بالمرض الى الرعاية المنتظمة ربما تطول وثبت أن رعاية العائلة والأصدقاء لمريضهم يعطي نتائج ممتازة كتقليل التوتر والقلق.
عدد غير قليل من المصابين تستمر معهم الحالة فترات طويلة ولكن نسبة 20% من المرضى فيعانون من الحالة مرة واحدة بعدها تزول تماماً .
أن أغلب العلاجات تشمل مضادات الـ (ذُهان) والتي تساعد على التحكم بالأثار الجانبية ، ولكن الأستخدام الطويل لمثل هذه العلاجات يؤدي الى الرعاش مثلاً .
هناك ثورة حديثة في مجال العلاجات الخاصة بالفصام وتعطي نتائج ممتازة خلال فترة وجيزة ولا تسبب أعراض جانبية ذات خطورة ولا تسبب الأدمان ومنها دواء(Abilify )وهو من مجموعة مضادات الهوس والوسواس، ويأمل الباحثون المزيد من المعلومات التي تسبب المرض مع دراسة كافة التغيرات الدماغية التي تحصل ليتم التوصل الى الحلقات التي ينفذون من خلالها لأستنباط جيل من العلاجات التي تشفي من المرض.
في مجتمعاتنا وبسبب التخلف والجهل وأشاعة الخرافات والمتاجرة بالمعتقدات ، يلجأ ذوي المصابين الى الشعوذة والدجل على أيدي محترفي هذه التجارة السيئة.