منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - **قصص واقعية**لأعضاء منتدانا ((متجدد))

اهلا همس الايام .. كثيرة القصص في حياة كل واحد فينا .. ولكن عندما نستدعيها لنكتبها تهرب وكأن لم يمر عليك شيء ، خاصة وانا كثيرا ما انسى ^_^
عموما سأكتب مواقف متداخله مع بعضها استذكر فيها شخص صعب على النسيان ان يطويه بداخلي وهو اعز اصدقائي .. (سلطان) رحمة الله تغشاه

في صباح كانت السماء تمطر تراب يحجب الرؤية ويخنق الانفاس كنت امشيء فيه ببطء وكلي هموم متوجه الى المدرسة التي هي في المدينة وتبعد عن قريتنا حدود العشرة كيلو متر وكان اليوم هو اختبار الكيمياء المادة التي لم احضر فيها سوى حصتين او ثلاث ، ورغم كوني متفوق نوعا ما في دراستي الا ان مصدر همي كان بسبب تغيبي عن الدراسه طوال العام بسبب سفري للعلاج من مرض بالقلب بقي ملازمني طوال الوقت .. وبالقرب من ساحة المدرسة كنت اطالع في الجميع ابحث عن سلطان كنت بحاجة ان اشاهد في عيونه المحبة والعاطفة الصادقة لي علها تعينني في اختبار اليوم ، كالعادة كان هو ايضاً يبحث عني وبمجرد ما وقعت عيني عليه جريت اليه ورغم انه في سني وفي نفس الفصل معي الا انه كان يعاملني وكأنني طفل وهو الرجل الكبير الذي اعتمد عليه واشعر بجنبه بالامان .. نظر الي وهو مبتسم وعيونه مفتوحه اكثر من اي وقت كان يعرف ماذا يهمني بدون ان ابلغه بشيء وقال لي انا هنا من الصباح الباكر من اجلك وقد تواصلت مع احد الاشخاص في المدرسة والذي شرح لمدرس الكيمياء وضعي المرضي والذي قد كان يعرفه المدرس سابقا .. الا ان الجديد الذي ابلغني اياه سلطان ان المدرس ابلغهم بشكل سري جدا انه سيساهم في نجاحي في المادة اذا انضميت الى الحزب الذي يعتبر المدرس احد اعضاءه الناشطين وهو حزب يتلبس بلبوس الدين وغايته السلطة .. وقيل لي ان علي ان اقرر قبل دخولي قاعة الامتحان .. كانت عيون سلطان تشير لي ان اوافق ، اشرت لهم بالموافقة ، في غضون دقائق تم ابلاغ المدرس بقبولي الانظمام الى الحزب ، ابلغهم المدرس انه يشترط ان يتم تصويري لاجل بطاقة الحزب قبل دخول الامتحان وافقت لهم كوني اعرف ان المدرس يريد ان يتأكد من قبولي الحقيقي لانني من اسرة وقبيلة لا يوجد فيها اي فرد منظم الى هذا الحزب ههههه ذهبت الى خلف المدرسه وتم تصويري هناك لازالت صورة البطاقة ذكرى لذلك اليوم بكمية التراب على وجهي وشعري ههههه
بعدها دخلنا للامتحان انا وسلطان وخرجنا سوية وجلسنا في مكاننا المعتاد بجوار الجبل المطل على المدرسة ، تحدثنا قليل عن ما جرى بقاعة الامتحان ، وبعدها قال لي اننا اليوم نستحق ان نذهب الى المطعم لم يكن معنا اي فلوس ولكن واثقين ان (قاسم) صاحب اقرب مطعم للمدرسه لن يرجعنا بسبب الفلوس .. دخلنا المطعم وطلبنا واحد فول مع التميس كان قاسم يقابلنا بابتسامته المعهودة ، قاسم هذا في عز شبابه شاب ملتحي ظاهر عليه الالتزام الديني وليس من منطقتنا ولا تهمه الفلوس نضطر كل مره ان نحلف كي يأخذ فلوس الفطور الذي تديناه منه قبل ايام ولقاسم هذا قصة معي قد اوردها لاحقاً كونه شخص غير عادي فقد اصبح اليوم الشخص الاول في تنظيم القاعدة في اليمن وهو المسئول المباشر عن عمليات تفجير كان ضحية احداها احد اصدقائي ، وبعد تناول الفطور خرجنا واذا بالمدرس ينتظرنا بجوار المطعم ويتأكد بنفسه هذه المره من موافقتي ويشرح لي اهداف الحزب وبرنامجه وما يجب علي ان اخذه من محاضرات في كل يوم خميس بمقر احدى الجمعيات .. كنت اردد في نفسي انني تورطت فأنا لم اخرج في حياتي من قريتي سوى للمدرسة واميل للعزله .. ذهب المدرس وانا افكر كيف سأتي لهذه اللقاءات الاسبوعية وسلطان ليس معي ، قطع علي سلطان تفكيري وقال علينا الذهاب بالقرب من سوق القات لنشاهد اي سيارة من قريتنا او القرى المجاورة لنركب معهم للذهاب للبيت ، وهناك وجدنا احدى سيارات من قرية مجاورة لنا وركبنا معه وانظم الينا مجموعة اخرى من الطلبة من قريتنا وتحركت السيارة بنا ومع مرورها باحدى القرى تعرضت السيارة لاطلاق نار وضرب كثيف من ثلاثه اتجاهات كان الرصاص يخترق السيارة ونحن نتحسس اجسادنا خصوصا ان الرصاص كان يمر بقربنا وجنبنا نحس بهواء طلقات الرصاص وازيزها كانت تخترق ملابس بعضنا ، توقفت السيارة جرينا بعيدا عنها كان سلطان يشير لنا ان نختبئ خلف احد شجر الاراك وطالبني بالجلوس تحتها انا ومن معي وذهب هو بقرب صاحب السيارة الذي يتبادل اطلاق النار معا من يضربه .. جرى الطلاب بعيدا وانا لم اصبر وذهبت بالقرب من سلطان وجلسنا نتفرج على مصادر اطلاق النار والتي توسعت عن ذي قبل لازلت اتذكر سلطان وهو يطالب احد اصحاب السيارة باعطائه البندق ليقوم هو باطلاق النار ولا زلت اتذكر شعوري البليد وقتها والرصاص يسقط بجنبنا ونحن مكشوفين لهم ونحن نتفرج وكأننا لسنا معنيين او ان الرصاص لن يخترقنا .. مرت نص ساعة واتت الناس واوقفت الضرب رجعت الى البيت وبعد الغداء ذهبت الى بيت سلطان في القرية المجاورة وكانت هذه اول مرة ازور سلطان ببيتهم قيل لي انه في المزرعه ذهبت ووجدته بجوار بئر الماء ما ان شاهدني حتى كانت علامات الاستغراب بادية على وجهه وبادرني بالقول غريب انت تخرج من بيتكم ، وانا اذهب الى قريتكم اغلب الايام لالعب الكرة وابحث عنك ولا اجدك .. مزحت معه وقلت انا اتيتك اليوم كي انسق معك لاجل تذهب معي كل عصر خميس لحضور اللقاءات في حزبي الجديد الذي انظميت له لم يتركني وقال لي في كل عصر خميس سأنتظرك على قارعة الطريق لنذهب سوية مرت شهور ونحن نذهب سوياً كانت من اجمل لحظات عمري ..

وبعد فترة طلعت مع والدي صنعاء والتي كانت تبعد عن منطقتنا بحدود اربعمئة كيلو متر
في اليوم الخامس ناداني ولد صاحب البقالة التي بجوارنا وقال لك اتصال على التلفون الثابت تعال جاوب ذهبت ووجدت سلطان على الخط كانت فرحتي لا توصف عندما اخبرني انه احتمال بعد يومين سيكون بصنعاء وسنلتقي .. في الليلة الثالثة في الليل بصنعاء كان الشباب بحدود العشرة اشخاص ومن ضمنهم خال سلطان يلعبون بلوت وانا اشاهد التلفاز بجوارهم ظهر لنا والدي من النافذة التي تطل على حوش البيت وطالبنا بالخروج للذهاب لاحدى المستشفيات لان هناك احدى الشخصيات الاجتماعيه بمنطقتنا والذي اصبح لاحقاً مسئول حكومي كبير تعرض لحادث سير ومعه سلطان ، خرج الجميع يجرون خلفه ليركبوا السيارة وبقيت انا وحدي على التلفاز لم اتوقع ان يكون سلطان هو صديقي ، لاحظ والدي في السيارة انني غير موجود رجع الى البيت مسرعاً وبادرني في تعجب لماذا لا تأتي انه سلطان زميلك سيأتي بعد ساعه الى المستشفى بين حياة وموت .. خرجت لاركب السيارة معهم وانا في ذهول لا اريد ان اسأل احد لا اريد ان اصدق ان هناك حادث جرى على سلطان لا اريد ان اتكلم لا اريد ان يشاهد احد دموعي وهي تتساقط رغماً عني كنت ارتعش ارتجف اتمنى بداخلي ان يكون هناك غلط في الاسماء لأن هناك شخص اخر بنفس اسم سلطان وابيه غير صديقي ، كان لسااني يلهج بالدعاء له بالسلامه على باب المستشفى كنا ننتظر وصول الاسعاف الذي بداخله سلطان والذي تأكد لي على باب المستشفى انه زميلي .. لم استطع ايقاف دموعي حتى امام والدي ومن كانوا متجمعين على باب المستشفى وهم بالعشرات .. وصل الاسعاف جرينا خلفه لم اكن الاول الذي يجري ولا اريد ان اكووون .. خرج الشخص المسعف من السيارة وقال سلطان ميت لقد مات علينا في الطريق .. كانت اكبر فاجعة تنزل علي واسأل الله ان لا يفجعكم في من تحبوون .

عذراً همس الايام ولكل الاخوة والاخوات لأن المطلوب كان ربما قصة سعيدة ..

الا انني في معرض ذاكرتي لم استذكر غير سلطان وبعده تأتي الذكريات الاخرى ،

اختار بعدي الاخ سهير الطرف