منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - قداسة قيم الحق والصدق والعدل .

فى مسيرتنا الحياتيه تصادفناء الكثير والكثير من الغرائب والعجائب بل ولا يخلون احدنا حتى من الحسد هذا الحسد الذى امرنا ان نتعوذ منه قال تعالى (ومن شر حاسد اذا حسد) صدق الله العظيم هذا المرض الذي ابتلينا به فى كل الامكنه والازمنه وما اكثر ضحاياه من الطيبين والعاقلين , اذا نطقت خيرا شكك فى نطقك بل وفى خيرك واذا كشفت حقيقتا اعابك وهاجمك واذا ادليت براين انابك وجعل فيه منحنيات ومنحدرات , اولائك لايرون الخشب فى عيونهم ويعيبون على غيرهم القذى فى العين عند الاسيقاض صباحا .. انك تزعجهم إذا امتدحت الورد ,إن لم يرق لهم ذالك فيجادلونك انك على خطاء وإن احدههم نخزته شوكه حينما مد يده ليقتطف الوردة , فكيف تتحدث هكذاء عن الورد ؟
إنهم يريدون منك أن تنحدر بقداسة قيم الحق والصدق والعدل إلى دناسة الباطل والكذب والظلم وهذا بالنسبة لك غير ممكن لأنه يعني ببساطة انهيار منظومتك الأخلاقية بل منظومة المجتمع الأخلاقية بكاملها.فهل يحق لبائعة الهوى أن تقيِّم العفة والشرف ,وللجاهل أن يقيِّم العاقل ,وللأمي أن يقيِّم المثقف ....!!!
أليست هذه دروساً نواجهها في الحياة كل يوم ؟ألسنا نواجه الحساد والحمقى في أي مكان ولا يرتاحون ويشفون من "مرضهم" إلا عندما تزول أسباب الحسد أيا كانت ويتلذذون بالشماتة؟
هؤلاء بتقديري هم من قال عنهم الإمام علي (رضي الله عنه) : "الغوغاء إذا اجتمعوا ضروا
ولكن إذا وجدت نفسك في هكذا مناخ رغماً عنك فما عساك فاعلاً؟ بالتأكيد ستردد مع الشاعر قوله:
ألا لايجــــــــهلن أحد علينا **** فنجهل فوق جهل الجـــــــاهلينا
( ألا لايجــــــــهلن أحد علينا **** فنجهل فوق جهل الجـــــــاهلينا)
وتقرر, ولو لبعض الوقت أن, تنفصل عن ذاتك وتتعامل معهم بطريقتهم كي تضع حداً لشرورهم .وربما أمثال هؤلاء هو ما دفع احد الحكماء بان يوصي :" لا يخرجن احد من بيته إلا وقد اخذ في حجره قيراطين من جهل".

فهل نلوم الأحنف بن قيس عندما قال:" ما قل سفهاء قوم إلا ذلوا".
وقال الخليفة عمر "ليس بعزيز,من ليس في قومه سفيه".
فرحم الله ذاك الشاعر حينما قال:

( فان كنت محتاجاً إلى الحلم إنني **** إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج)

فهل سنردد مع القائلين أن :" الجاهل من لا جاهل له"(أي من لا سفيه له يدفع عنه) ,أم نرفع أيدينا للمولى متضرعين مرددين :" اللهم إنا نعوذ بك أن نجهل ,أو يجهل علينا برحمتك يا ارحم الراحمين". ثم بعدئذ نعزي أنفسنا بقول (جعفر بن الفراء)

( إن الرياح إذا اشتدت عواصفها **** فليس ترمي سوى العالي من الشجر )

ولكن إذا صبرنا على حسد الحساد وصغر عقولهم مؤمنين بان الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة, ورددنا مع "محي الدين بن العربي "شعره (أدين بدين الحب ,أنى توجهتْ ركائبه فالحب ديني وإيماني ) فكيف سنردع هؤلاء قبل أن يقضوا على كل شجرة مثمرة..؟ وشكرا ..