منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - جنوب اليمن مسرح للتنافس وعرضه للفتن ...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جنوب اليمن مسرح للتنافس وعرضه للفتن :

سنتطرق في بداية هاذا المقال لتوضيح بعض اوجه التنافس الاقليمي في المنطقه العربية ومدى تأثير ذالك التنافس على البلدان التي كانت وما زالت اراضيها مسرحا له ,
فلا يخفى على احدا التنافس السعودي الايراني في المنطقه وما تمخض عن ذالك التنافس من اثر بليغ وخطير جدا على التركيبة الاجتماعية والتوجهات السياسية والتبعية المذهبية للشعوب وانضمت تلك البلدان التي كانت مسرحا لهاذا التنافس,

ونذكر هنا اهم تلك المسارح وأكثرها تأثرا بهاذا التنافس :

1: المسرح البناني : لبنان من اكثر البلدان العربية التي انكوت بنار هاذا التنافس وذاقت مرارته على كافة الاصعده والمستويات ,وانعكس ذالك على الفرقاء السياسيين في هاذا البلد فبدل ان يكون همهم الاول لبنان والنهوض بالاقتصاد ألبناني , انشغلوا بخوض غمار ذالك التنافس الذي لم يجلب لهم سوى الفرقه والدمار , ومع هاذا تجد كل طرف يسخر كل طاقاته للترويج لاحد اطراف التنافس الاقليمي على الاراضي البنانيه ,
2: المسرح العراقي : بعد سقوط النظام العراقي على يد القوات الامريكية الغازية ودخول عدد من رموز المعارضة العراقية مع تلك القوات الذين تبواو مناصب مهمة وحساسة في دولة العراق الجديد والتي كان لها الاثر البالغ في ترجيح كفة الطرف الايراني على الطرف السعودي في هاذا البلد,وبالرغم من ميلان تلك الكفة للصالح الايراني الا ان الطرف السعودي حاول وبشتا الوسائل المنافسة على هاذا المسرح فقدم الدعم للإطراف السنية العراقية وحاول في اكثر من مناسبة تقريب وجهات النضر في ما بينهم , ونتج عن ذالك التنافس اتفاقيات دبلوماسيه افضت الى تمثيل سنة العراق بمنصب نائب رئيس الجمهورية الذي شغله طارق الهاشمي ,وبعد فتره فر اثر توجيه تهمة اليه الى الجاره تركيا وصدر في حقه حكم,وضلت كفة التنافس في هاذا البلد مائلة لصالح احد الاطراف,ولا زال العراق ينزف جرا ذالك التنافس الى يومنا هاذا,
3 : المسرح السوري : بالرغم من ان طابع الصراع السوري حضي بغطاء دولي غير مسبوق من قبل الدول الكبرى في ألعالم : الا ان التنافس الاقليمي من اهم الركائز التي يرتكز عليها هاذا الصراع الدموي الا انساني ,فلكل طرف من اطراف التنافس الاقليمي طرف يتبعه في الداخل السوري ,كما ان كل طرف من اطراف الصراع والتنافس الاقليمي يتبع احد الاطراف المؤثره على المستوى العالمي وهكذا والبلدان والشعوب العربية من يدفع ضريبة ذالك التنافس والصراع ,
4 : المسرح اليمني : الشق الاول : شمال الشمال صعده : بالرغم من حداثة هاذا المسرح كبارة للتنافس والصراع الاقليمي الا انه اكتسب شهره سريعة على المستوى الوطني والإقليمي وتم غض الطرف عنه على المستوى العالمي للأسباب وحسابات في معادلة الكبار,وكان هاذا التنافس في بداياته تنافس مذهبي تعليمي فقط , وما لبث حتى تحول الى صراع دموي استمر عدت سنوات في الداخل اليمني , ولحسم ذالك الصراع وللقضاء عليه في المهد تدخلت القوات السعودية تدخل عسكري وبضو اخضر من الحكومة اليمنية بذريعة انه قد تم الاعتداء على حدودها وإفرادها فلم يحقق ذالك الاهداف التي رسمت له , فلجأت السلطات السعودية الى اتباع الطريقة الكلاسيكيه القديمه التي كانت وما زالت تستخدمها ضد الكثير من القوى المؤثره على الساحة اليمنية , وتم الاستعانة بمشايخ القبائل والدين للتحريض ابنا القبائل السنه للمقاتلة تنظيم انصار الله ( الحوثيين ) في صعده وحصلت اثر ذالك بعض المناوشات والاشتباكات ولأكنها لم تطول
فتوقفت : وكان هاذا التنظيم محصور في محافظة صعده وبعض المناطق المحاده لها من المحافظات المجاوره الا انه وبعد قيام الثورة الشبابية في اليمن انتشر انتشار ملحوظ حتى بلغ اغلب المحافظات ان لم يكن كلها ,

نأتي الى موضوع عنوان هاذا المقال : جنوب اليمن مسرح للتنافس وعرضت للفتن :

بعد ان تطرقنا لتوضيح اهم المسارح للتنافس الاقليمي في المنطقة العربية وان باختصار شديد جدا , نأتي الى الشق الثاني من المسرح اليمني وهو ( ارض الجنوب ) فبعد توقف الحرب بين شطري اليمن في صيف العام 1994م والتي حافظ الشمال من خلالها على الوحدة اليمنية وان بسفك للدماء وتشريد وتسريح الالاف من ابنا هاذا الشطر الا ان الظرف الدولي خدمه انا ذاك , وبالرغم من ان السعودية والى جانبها دول الخليج كانت من اكبر الداعمين للقضية انفصال الجنوب عن الشمال اثنا الحرب , الا انها نست او تناست هاذه القضية وجعلتها هامشيه على طاولة دبلوماسيتها الاقليمية ,لا وذهبت الى ابعد من ذالك في الآونة الاخيرة في مطالبتها واضهار رغبتها في بقاء الجنوب ضمن الوحدة اليمنية ارضا وأنسانا , فكان ثمن سكوتها في المرة الاولى وتهمشيها للقضية الجنوبية اتفاقية الحدود التي وقعت بين النظام اليمني والسلطات السعودية , وما دفعها في اضهار رغبتها في بقاء اليمن موحد رغم انها كانت من اكبر داعمي انفصاله هو تبني ايران للقضية الجنوبية وانتشار انصاره ومؤيديه بين اطياف شرائح المجتمع الجنوبي , وكذالك ما ينقل لها من خلال اعينها في الداخل اليمني عن التقارب والتواد بين ( الحركيين ) في الجنوب وأنصار الله ( الحوثيين ) في صعده,
فيتضح للمتابع ان هاذا الشطر مرشح للمعترك التنافس الاقليمي , والعمل جاري على اراضيه على قدما وساق للإعداد لذالك ولإيجاد الارضية المناسبة لكل من اطراف هاذا الصراع التنافسي , فلا يزال هاذا التنافس والصراع في اطواره التكوينية الاولى والتي تتركز في جانبيها السياسي والدبلوماسي والانتشار المذهبي لكلا الطرفين , ولان كليهما يدرك ان الوضع في الداخل اليمني بالإضافة الى بعض المؤثرات الاخرى قد يفضي الى اعطاء الجنوب حكم ذاتي قد ينتهي مستقبلا بالانفصال عن الشمال فقد اهتم كل منهم بالتواجد والتأثير على ارض ذالك الحيز الجغرافي لما له من اهمية كبرى تخدم مصالح كل طرف منهم,
ولان التركيبة الاجتماعية الجنوبية تركيبة تنافرية وفي ما مضى من تاريخ هاذا الشطر وصراعاته اكبر دليل على ذالك , فسيكون لها اكبر دور في تسهيل بنا المكون الاجتماعي والمذهبي الذي يسعى كل طرف من اطراف الصراع الاقليمي الى بنائه على ارض الجنوب , وفي حال حصل الجنوب على حكم ذاتي او انفصال فسيكون للمكونين بالغ الاثر على التركيبة الحكومية وتوجهاتها السياسية في الداخل والخارج , وسيرتهن كل مكون الى الخارج الاقليمي المؤثر عليه تأثير مباشر وسينعكس ذالك بدوره على الدوله على كافة الاصعده والمستويات , كما هو الحال في المسرح البناني ,
وقد يتمخض عن ذالك مستقبلا وجود اقليم ذو استقلاليه شبه كأمله على ارض الجنوب لا يخضع لدوله المركزيه في عدن وستكون رقعته الجغرافية ومركز التاثير فيه الحدود الشماليه لأرض الجنوب اليمني ,

بقلم : الكمكازي...
25 – 12 – 2012م