منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - لن تفوز الانا وتسقط اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم

من نافلة القول ان النفس تنزع دائما نحو اناها وهذا الانا له ثلاثة اوجه اما انا متلهف لاشباع نهمه الفردي بكل الطرق والتي قد تصل بعض حين الى مستوى غير مسئول لا تلتزم باي حدود عقلية او اخلاقية او حتى نفعية ذات مستويات مختلفة من الضرورات وثانيها الانا الايثارية والتي لاتهمل الاخر في عين الوقت الذي تهتم فيه بشئونها ورغباتها وهذه الانا هي مرتكز البناء المجتمعي الذي ينشد ديمومة البناء والاستقرار وتخطي مواطن الضعف البشري المتمثل في الميل الى الانفراد والتفرد في الوجاهات والتملك وربما العنف والانا الثالثة هي تلك الانا السابحة مع اتجاهات الاخر كيفما هبت ريحه اعتلتها وهذه انا اقل خطورة من الاولى ولكن عدم وجودها انفع

في اليمن نحن مبتلون بكل تلك الانوات الثلاث واضعفها هي تلك الانا الايثارية خاصة في ظل تحلل وتلاشي مفهوم القانون وسلطاته الحامية له مما حدا بتلك الانا الملتوية كل يوم اكثر على ذاتها ورامية بكل مسؤلياتها الوطنية والاخلاقية وحتى الوجودية خلف ظهر الجحيم اي انها تحمل هتافات هذا لي والطوفان من بعدي تلك الانا التي تفتق اسنانها بشدة لنهش اي عارض يعترضها لم تخضع ذاتها لحظة واحدة لتقييم الحال ولم تعبأ قط بمئات الاف بل ملايين النفوس الادمية الاخرى والتي ينتظرها مصير لم ولن تتضح معالمه في القريب ولم تتريث قط في لحظة حوار مع العقل والدين والتاريخ لتستدرك حقائق غير مجهرية بل انها حقائق تناهز جبال اليمن طولا وتنده كل ذي لب بان اليمن اسمه جنوب الجزيرة العربي تماشيا مع شمالها العدناني المسمى اليوم سعودية وماجاورها

وانهم حين يتقولون بلفظة الجنوب العربي تمييزا لجزء من ذلك الوطن اليمني الكبير فانهم لم ينطقوها وهم ذوي ارادة مستقلة نازعة نحو الانعتاق من خبث المحتل البريطاني القبيح والذي ارسى دعائم التشطير الوهمي كما هي عادته بتشطير فلسطين وكل ارض عربية جثم بسلوكه وافعاله الحيوانية عليها وهو من اطلق تلك التسمية الجوفاء والتي لامدلول لها سوى غايات استعمارية بحتة بعد احتلاله عدن الابية ونحن نعلم بان كل محاولات البريطاني لم تفلح في سلخ وجه الحقيقة الراسخة بان المواطن اليمني هو صورة واحدة وان اختلف البرواز او مكان تواجدها داخل اليمن الكبير

ومن هنا ياتي رفض التسمية فحتى لو اصر بعض الاخوان الاعزاء على ان يرفعوا شعاراتهم الانانية التي تنطلق من فكرة مادية بحتة وغاية مادية بحتة تتمثل في ثروات واراضي ومناصب فان ذلك لايعطيهم اي مبرر لتكرار مصطلح الجنوب العربي لانهم بتكراره يكرسون بقاءهم تحت اجواء التبعية ويرسخون فكرة لاتتناسب مع مكانتهم الوطنية بانهم يؤكدون عودتهم الى ماقبل الجلاء وربما وبطريق الخطا يهتفون لليزابيث

ان اخواني الكرام الذين يتعاملون مع قضية وطن واحد وكانهم لا يعني لهم ماسيكون عليه الحال وان ماتت الالاف بمئات ومئات وان كان هناك استنزاف لانهاية له وان كان هناك صراعات دموية ستحل في ارجاء البلاد وان كانت هناك ملايين ستهجر وحقوق ستنهب انهم بهكذا حالة لاتفكيرية ابدا ومع شديد وفائق احترامي لهم ليسوا بمقيمين اركان وطن

ولن يكونوا على قدر من المسؤولية تجاه اي قضية تحمل مسمى عربي اشمل وقد عجزوا عن استيعاب وطنهم ارضا وشعبا واستسلموا لارهاصات الظروف المؤقتة التي مرت وتمر بها اليمن وبدات تخطو نحو التعافي لذا ادعوهم ومن كل جوارحي الى الانعتاق من بريق الانا الضيقة جدا والتي لاتاخذ بصاحبها لابعد من التفكير بالعيش الرغيد الموعود ولو على جثة وطن وامة واحدة منذ انبثقت ارض اسمها جنوب جزيرة العرب وظلت تحمل الاسم اليمني الواحد منذ سكنها الانسان العربي الاول والى اليوم .

وحدويون خلقنا وسنظل خير من اؤتمن