منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - صبراً دماج إن مع العُسر يُسرا

يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل :

((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) الحج

وقال تعالى :

(( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ )) الشورى

مرت سنة منذ أن عُقد الصلح بين أهل دماج ومن معهم من حلف النصرة في جبهة كتاف وبين عصابات الحوثي التي فرضت حصاراً على طلبة العلم في دماج وما جاورها من مناطق أهل السنة في محافظة صعدة التي باتت اليوم محافظة محتلة من قبل عصابات تدين بالولاء للولي الفقيه في طهران ومراجع الأثنى عشرية في قم الإيرانية والنجف العراقية

وبين ما يجري على صعيد الثورة السورية المباركة من تصعيد من قبل النظام النصيري وبين ما يجري في دماج من بغي وعدوان حوثي خيط رفيع يعطينا إشارات بأن الغوطة الشرقية وما تعرضت له من قصف بالأسلحة الكيميائية وبين ما تتعرض له دماج وأهلها من حصار ومنع لدخول الغذاء والدواء وإسعاف الجرحى ودفن القتلى كله يأتي في سياق الحملة الصفوية التي تقودها إيران وأذنابها في بلادنا العربية والإسلامية لإشعال المنطقة وإدخالها في أتون صراعات هي بالأساس في غنى عنها

ما يحدث اليوم في دماج أمر مؤسف ووصمة عار ستطال كل من تهاون في نصرتهم ومدهم بسبل الصمود والثبات في وجه هذه الهجمة الشرسة التي لا تعني دماج لوحدها بل إن عصابات الحوثي تُعد العدة لفرض سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء وقد وردت تقارير عدة تؤكد على أن عصابات الحوثي تجمع وتكدس الأسلحة في أحياء عدة في صنعاء ومع ذلك نجد حالة من الصمت المطبق تخيم على صناع القرار السياسي في اليمن
وكأن الأمر لا يعنيهم وكأن ما يحدث في صعدة يحدث في ولاية إيرانية ولا يحدث على أرض يمنية

إن وفود الوساطة التي ترسلها حكومة الوفاق لمحاولة إيقاف إعتداءات الحوثي على دماج وغيرها من مناطق اليمن كالرضمة في محافظة إب وحجور في حجة والعصيمات في عمران لن تسمن ولن تغني من جوع بل إن تلك الوفود تتعرض للضرب بالنار من قبل عصابات الحوثي بل وتم طردها أكثر من مرة مما يدلل على النية مبيته لدى عصابات الحوثي في التصعيد تجاه المناطق التي تحدث فيها الإشتباكات والمواجهات والتي رفضت أن تنطوي تحت إمرة الـ سي دي ورفضت أن تكون تابعة للولي الفقيه في طهران

إن التصعيد تجاه القرى والمحافظات اليمنية التي يقوم به الحوثي وعصاباته إنما هو نتاج تعليمات وأوامر قد صدرت من طهران لأذنابها في المنطقة العربية للقيام بالدور المنوط بهم في إحداث القلاقل والإضطرابات داخل الدول العربية والإسلامية لتخفيف الضغط على حليفهم النصيري بشار الذي أصبح يعاني ووصل إلى درجة الجنون دفعته لإستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعب أعزل جرمه الوحيد أن نادى بحريته وكرامته

ولا أدل على ذلك مما يحصل في الشقيقة البحرين من جهود حثيثة للمطايا الإيرانية والتي تقودها جمعية النفاق لإحداث الفوضى داخل البحرين والمساهمة الضمنية في الإعتداءات على رجال الأمن والمرافق الحكومية وأملاك المواطنين وغير ذلك من الإعتداءات التي جاءت الأوامر بتنفيذها من الدولة الصفوية في طهران كما أن ما يفعله حزب الشيطان في لبنان لم يعد يخفى على أحد فها هو زعيمه حسن نصر إبليس يبدي إستعداده شخصياً للذهاب إلى سوريا وقتل الشعب السوري تحت راية النصيري بشار وعجباً لحال دجال المقاومة ففي الوقت الذي لا يستطيع فيه مخاطبة جماهيره إلا عبر شاشة بلازما نراه يتوعد بالذهاب بنفسه إلى سوريا ولو خرج من سردابه لمخاطبة جماهيره لصدقنا تلك الشجاعة المزيفة التي يتبجح بها ويهدد عبرها الشعب السوري العظيم

إن ما يجري في دماج هو حلقة من حلقات الإعتداء الإيراني الرافضي الإثنى عشري على أمة الإسلام وهو إعتداء صارخ على أناس كل جرمهم أنهم يدرسون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وينشرون عقيدة التوحيد الصافية الخالية من أي شوائب شركية يسعى الأخرون لإدخالها في الدين الإسلامي خابوا وخسروا متجاهلين تعهد الله عز وجل بحفظ هذا الدين وحفظ كتابه الكريم على مر الأزمان والعصور

إن أكثر من عشرين ألف مسلم ومسلمة بين رجل وإمراة وطفل ومسن هم اليوم محاصرون في دماج مُنع عنهم الأكل والشراب والدواء وقل الناصر لهم إلا من رحم الله فهل سيتداعى أهل اليمن الغيارى النشامى لنصرة المظلوم كما كان عهدهم دائما وأبدا فالمصاب مصاب الجميع والهجمة لن تستثني أحد وعصابات الحوثي بدأت بزرع خلايا لها في أكثر من محافظة وما يجري اليوم في دماج من عدوان حوثي رافضي ربما سنجد مثله في الغد في مناطق أخرى فتوكلوا على الله يا أهل اليمن وأستعينوا به وأدوا واجب النصرة لإخوانكم في دماج فإن جبهة كتاف قائمة والوفود والرجال تأتي إليها من كل حدب وصوب نصرةً للمظلوم ورفعاً للظلم وإحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل

وإلى أهل دماج نقول إصبروا وصابروا ورابطوا فإن بعد العسر يسرا وقد خصكم الله بفضلين عظيمين إجتمعا لكم ألا وهما فضل العلم وفضل الجهاد فاحمدوا الله على ما أنتم فيه فإن غيركم يحسدكم ويطلب ما عندكم فاثبتوا ولا تنتظروا الفرج إلا من ربكم عز وجل فهو ناصركم ومعينكم واقطعوا الأمل في تحرك الحكومة اليمنية فقد أسلمتكم بيدها إلى عصابات الحوثي وهاهو اليوم يضربكم ويقصفكم بأسلحة الحكومة السيادية ومع ذلك فلم نسمع تحرك جدي من هذه الحكومة سوى إرسال بعثات الوساطة التي لا تقدم ولا تؤخر بل تعطي الوقت لعصابات الحوثي لممارسة المزيد من القتل والتدمير بحق صعدة وأهلها

ولا أدل على ذلك أكثر من تقديم الإعتذار لتلك العصابات على الحروب الستة أو التمثيليات الستة إن صح التعبير وكان الأولى بها كحكومة لكل اليمنيين أن تطلب إعتذاراً من عصابات الحوثي لأهل صعدة المهجرين المشردين من ديارهم ولأهالي وأبناء القتلى من أبناء القوات المسلحة الذين قضوا وهم يسطرون الأمجاد في مواجهة البغي والعدوان الحوثي الرافضي

يا أهل دماج كونوا مع الله يكن الله معكم ولا تركنوا لأحد غيره فإن من اتكل على الله كفاه وهو حسبه وناصره نعم المولى ونعم النصير

والحمد لله رب العالمين