منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - بلحارث وعبيده في العقل والنقل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وصلاة وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ... أما بعد ...

...الحمد لله أولاً وأخيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...

أولاً : في هذا المقام أتقدم بخالص العزاء لقبيلتي بلحارث في قتلاها السبعة وسبب هذه التعزية المتأخرة هو أن هذا الجرح لا يطويه الليل ولا النهار فكأنه يتكرر علينا في كل عام فأقول : أحسن الله عزائنا في إخواننا الأبطال الذين قتلوا في حادثة العرق .

ثانياً : أحسن الله عزاء آل غريب آل شبوان في قتلاهم ،،، وتعزيتي لآل شبوان هي واجب المسلم على أخيه المسلم وهي من عادات الرجال الشجعان الأوفياء الذين تلبسوا رداء المروءة والشهامة مهما علا الخلاف أو
إشتد ..

ثالثاً : هذه القضية زاد الكلام فيها وكثر الخلط وتكلم الرويبضة والجاهل والمتحمس والحاقد والحاسد وأصناف البشر على إختلاف عقولهم وعلومهم ومقاصدهم .. ومنهم من يتكلم بإسم الإسلام والدين وإقامة الحدود الشرعية في هذه القضية بالذات وهو لا يحمل عقلاً ولا علماً ..

رابعاً : أحببت بهذه المشاركة وهي الأولى لي أن أطرح المسألة طرحاً موضوعياً واقعياً بحسب معطيات الواقع وما حدث فيها وأبينها بياناً شرعياً عقلياً وافياً كافياً شافياً بإذن الله تعالى ..

فأقول : بعد توفيق الله تعالى : لو رجعنا إلى الوراء ونظرنا لما حدث في العرق وفصلناه تفصيلاً واضحاً وسبرنا أغواره لإتضح لنا ما نحن عنه غافلون وهو ما يمسى عند العلماء ( بقرائن الحال ) ... وهنا نبسط القضية كما كانت على أرض الواقع بسطاً يوضح الحقيقة لمن جهلها .. وهذا البسط على شكل مشهد ودليلٌ عليه :

المشهد الأول : إن قبيلة بلحارث في هية العرق لم تكن تنوي القتل أبداً وهناك أدلة وشواهد من واقع الحال وإنما كانت تريد دفع القوم قدر المستطاع حتى قال بعض من حضرها من شجعان الرجال ولا أريد تسميته قال : ( يا رجال أرفعوا بنادقكم للسماء ولا شي يجي عبيده ) حملته مروءته وحق الجوار وصلة الأرحام لأن لا يقتل أحداٌ من عبيده ... فلم تتراجع عبيدة وأصروا التقدم للعمل في أطراف الحدود المختلف عليها وحاول رجال من عبيدة من كباراتهم رد سفائهم ولكنهم أبوا إلا الوقوع في الظلم والعدوان .. قد يقول قائل من أين لك هذا أن كبارهم حاولوا رد سفهائهم فلم يرجعوا ..

الدليل : يقول أحد كبارات آل معيلي من مشائخهم وكان يخاطب إبن غريب الذي كان سائقاً للدركتر أتصل عليه شخصياً وقال له ( أرجعوا ولا تسببوا فتنة بيننا وبين بلحارث ) فرد عليه الرجل_ مستهزئً ( الدركترات ما تعرف تلف لا يسار ولا يمين ما تسير إلا قدم ) فضربه أحد رجال بلحارث في رأسه وهو يقود هذا الدركتر متوجهاً لحد الحارثي ..

المشهد الثاني : إن قبيلة عبيدة استعجلت في النكف ولم تتريث حتى تتعقل القضية وإنما حملتها الحمية لرجالها ولم يتأكدوا من الثمانية الذين جاءوا مصوبين من الميدان عند محطة حسن بن ناجي بن معيلي هل هم قتلى أم جرحى ... وإنما تجمعوا على صياح آل غريب وضربهم بالثقيل في وسط وادي عبيده ..

الدليل : أن علي بن سعيد بن معيلي يقول والله إننا ما أردنا القتل وإنما جينا على الضرب الذي في وسط الوادي وعندما شفنا الرجال مطرحين في ثيابهم ظنناهم قتلى ، فهذا يدل على أن القوم لم يحكموا عقولهم ولا دينهم ولم يتحققوا من القضية وهذا جهلٌ في التصرف بالمقام الأول ..

المشهد الثالث : عندما حدث ما حدث وعلمت عبيده أم هناك ( 7 ) قتلى إختلفوا فيما بينهم وأعلن كلُ أحداً أنه بريء من القضية وإن دل هذا على شيء عند العقلاء فإنما يدل على أنهم يعلمون يقيناً أن ما فعلوه كان ظلماً وعدواناً وجهلاً مظلماً تجاه جيرانهم وصهراهم قبيلة بلحارث ..

الدليل : إن أول من إنصرف من العرق ( حسن بن ناجي بن معيلي ) ومعه بعض طقوم آل معيلي وقال ( اف ذه خمه بصرهم فيها ) .. وثم قال ( علي بن سعيد بن معيلي ) لأحد كباراتهم وأظنه الشبواني ( شل قسمك منها في خيشه ) إلخ ... من الإعترافات بالخطيئة وتلطخهم بالجريمة النكراء ..

المشهد الرابع : أن فخائذ عبيده بينها البين لم تمد أصابع الإتهام للجناة المجرمين مع أنهم إختلفوا في صف المقام في الصلوب وإنما حاولوا بأسلوبٍ سياسي تحميل احد دون أحد من دم الحارثي من دون إشارة صريحه حتى لا يوزل كلاٌ منهم على الآخر ... وجاءتهم الواسطات من كل أرض من رؤوس القبائل لمحاولة التسوية وتوضيح الأمر وعدم جر القبيلتين إلى صراعٍ دموي مستقبلي فلم تكن قبيلة عبيدة على المستوى المطلوب في التعامل مع أبعاد القضية وحاول كل فخذاٍ أن يتنصل منها وهذا بشهادة كل الواسطات على رأسهم ابن كعلان والعكيمي ... وبينما هم كذلك صبرت قبيلة بلحارث ما يقارب أسبوعين في طارف الحد في الحر والرياح العاتية مع وجود الحزن والألم الشديدين على ما جرى لهم ظلماً وعتوا ... ضربوا أروع الأمثلة في حقن دماء المسلمين وإحترام سادات العرب من أبناء قبائل اليمن الذين جاؤوا سعياً في القضية ، كل هذا نبلاً وشهامةً منهم وديانةً لله ... دارت الأيام الأولى ولم تتعامل عبيده مع بلحارث لا بالإسلام ولا بالأسلاف والأعراف ولكنهم تخاذلوا فيما بينهم وخذلوا الواسطات وخذلوا بلحارث الذين تركوا النكف وممارسات الجاهليين القديمة تقديساً للإسلام وتعظيماً للحرمات وصيانة للأعراض والابرياء ..

الدليل : أن القضية إلى اليوم الذي اكتب فيه هذه الكلمات أخذت مدة ( سنة وتسعة اشهر ) وبلحارث لم تحرك ساكناً تجاه غير الجناة من عبيده عدلاً وإنصافاً للأبرياء والضعفاء ... وفي نفس الوقت عبيده لم تبين من المتهم بالقتل ...

المشهد الخامس : إن قبيلة بلحارث لو أرادت أخذ الثأر في أي إنسان من قبيلة عبيده مهما كانت منزلته وبراءته أو تهمته لأخذته في أقل من هذه الفترة بكثير وقد وجدوا أناس كثير وصنعاء تشهد بكثير من اللقاءات وعبيدة يشهدون بهذا وتركوهم وهم أسهل من صيد القطا خوفاً من الظلم وقتل الأبرياء وهذا ( بكلام أهل الدم )... وقبيلة بلحارث أعرف الناس بمداخل وادي عبيده ومخارجه والعلاقات أقوى من أن تذكر في هذا البحث ولكن بلحارث أبت أن يقتل بريء بفعل الجاني وصبرت على جرحٍ عميق أليم قل من يصبر عليه من أبناء القبائل في ظل ظروف ضياع السيطرة الأمنية للدولة على اليمن ..

المشهد السادس : يتردد على ألسنة البعض وهو حق وعدل ، أن الحكم لله هو الواجب في كل القضايا في الدنيا ولا يجوز تحكيم الأسلاف والأعراف في دماء الناس ولا اموالهم ... نقول هذا حق ورب الكعبة ولا يجوز لبلحارث ولا عبيده أن يتحاكموا للأسلاف والأعراف والشرع قائم يحكم وتنفذ أحكامه بقوة السلطان ..

( ولكن ) وضعوا تحت ( ولكن ) ألف خطٍ أحمر : أين القضاء العادل في اليمن أين القاضي الشرعي العالم الذي يشار إليه بالبنان بأنه صالحاٌ في دينه صادعاٌ بالحق وعادل في أحكامه في بلاد اليمن فإن وجد هذا القاضي ، أين ولي الأمر الذي سيلقي القبض على المجرمين وسيحاكمهم في القضاء بميزان الشريعة الإسلامية في اليمن ،،

من قال : يوجد في اليمن محاكم شرعية تحكم بالعدل وتنفذ أحاكمها على الجميع .

نقول له : كذبت ثم كذبت ثم كذبت .

هنا سؤال : هل بلحارث كانت ستقبل لو قبلت قبيلة عبيده التحاكم إلى الشريعة الإسلامية ؟؟؟

الجواب : نعم ..

الدليل : هنا دليل واضحاٌ وضوح الشمس لمن أراد الحقيقة ،،، وهو : أن الشيخ حسين بن علوي إبن جريبه حفظه الله عندما تكلم من الرئيس المخلوع ( علي عبدالله صالح ) أراد الرئيس منه أن يحضر عنده في صنعاء فسأله الشيخ حسين جزاه الله خير الجزاء الذي وضع هذا الرئيس في زاوية الكذب والضعف : هل تريد منا أن نتخالص في القضية ؟؟

قال الرئيس : نعم

قال الشيخ حسين : إذن خذ سبعة من عبيده وضعهم في السجن ليتقدموا للعدالة والحكم بالشريعة الإسلامية ونفذ القصاص فيهم ..

قال : هيا ما اقدر .. وين أحكم الشريعة في اليمن .. ( هذه حجة على الجميع ) ..

هذا رد على كل من يشكك في أن بلحارث رافضة لحكم الإسلام فهذا ولي أمر المسلمين في اليمن وهو الحاكم الشرعي للدولة لن يقيم حد القتل في قبيلة عبيدة ... فهل نلام بعد ذلك ...

أجيبوا أيها العقلاء ..

ماذا عن قتلة آل حصيان : قتلة ( آل حصيان ) لآل غريب كانت بمنزلة أخذ القصاص من القتلة في بلداٍ لم ولن تحكم فيه الشريعة الإسلامية , وكما تعلمون جيداً آن آل غريب هم سبب المشكلة أولاً وأخيراً وعبيده تعلم هذا زين والعجيب كل العجب أن عبيدة تقول الآن وبخفية من آل غريب حياءً وتأثراً منهم إن بلحارث أخذوا القصاص في المسببه وهذا الكلام موثق عندي من مشايخ من عبيده وهم راضين بلي وقع في آل غريب ويوضح لك هذا أكثر إنهم مختلفين من قبل أمس آل شبوان يبون النكف على بيحان وعبيده رافضين على رأسهم محسن بن علي بن معيلي وإبن جلال وإبن وهيط وأما العراده فلم يحضر الملقى أبداٌ ... يظهر لك جلياً أن القوم عارفين زين قبح الفعل الذي فعلوه وأنهم في قرارة أنفسهم أن قتلة آل حصيان في آل غريب أنها قضاء وليست عدوان ...

هنا أمر : يتباكى آل شبوان وبعض عبيده يتباكون على هؤلاء القتلى أنهم من أسرة واحده وقالوا حرامٌ هذا في الدين والعقل والمنطق ولا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين ... (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ( 49 )أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ( 50 ) وهذا عجيب والله وهم في نفس الوقت لم يتباكوا على قتلى آل حصيان أنهم من بيتٍ واحد يتناسون إن آل حسين بن حصيان القتلى منهم من بيت واحد وهم يعلمون هذا جيداً ... سبحان الله ( اليوم هذا لا يرضي الله وبالأمس الله اعلم بما في قلوبهم )

... ( رمتني بداءها وأنسلت ) ... ( هذا المثل لمن يعير صاحبه بشيء وهو فيه )

المشهد السادس : قد يقول البعض : هل هؤلاء الذين قتلوا من آل غريب حضروا هية العرق أم لا ؟
نقول هم أساس الشر والفتنة ..

الدليل : أن علي بن سعيد إبن غريب البشواني وهو المقتول في صنعاء : يقول لعبيده يوم إختلفوا من شان بلحارث ( ليا بلحارث كايدتنكم فأنا عندي 3 من رجالهم ) ما يسمى مثل هذا التحدي السافر هل يكون هذا بريئاً في ميزان العقل والنقل .
وإذا قيل الذين معه قد يكونون أبرياء ، نقول ألم يحضروا الهيه في العرق ، ألم يشاركوا ..

بل هناك إقراراٌ وإعتراف من عبيدة أنفسهم اليوم في إجتماعهم مع آل شبوان وكان المتحدث بهذا الإقرار وهذا الإعتراف هو الشيخ إبن وهيط حيث قال بمحضر من كل كبارات مشايخ عبيده قال : ( يا عبيده قلتوا للحارثي دمك من صيعمة لما الفلج ) ولم ينكروا هذا الكلام عليه عبيده بل سكتوا دلك هذا على أنهم أجمعوا جميعاً على أن من قتل بين المنطقتين فهو القضاء حضر أو ل يحضر هبة العرق ..

ومعلوم شرعاً للمتمسحة بأحكام الإسلام أن الإقرار أعلى درجات الإعتراف في القضاء الإسلامي وتقام بموجبه الحدود الشرعية بمجرد الإعتراف ..

في نهاية المطاف نصيحة صادقه :

إن العدل والصدق مع الخصوم أثقل من الجبال ولا يحتمله إلا أصحاب النفوس الشريفة العالية فيا آل شبوان إرضوا بالقصاص فهو عدل عند الله ورسوله وعند المؤمنين ولا بد منه يوماً وإن طال وإن لجأتم إلى القتل مرة أخرى فستفتحون باباً أخشى أن لا يغلق ما بقي الليل والنهار .. وتأكدوا يقيناً أن بلحارث تغلي صدورها مما حدث في العرق ولا زال الطلب في ظهوركم ولن يتركوكم حتى تضع الحرب أوزارها ..

وأقول للجميع عظموا الله جل جلاله وخذوا بالقرآن وقدسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الحياة إلى الفناء ويبقى الحساب ثم الجنة أو النار ..

... هذا وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

،،، ( منقول عن كاتبه ) ،،،

الفاروق