منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - كـــــــــــــا بـــــــوس

بعد يوم مضني من العمل الجاد , حافل بالعطاء والإنجاز خلدت إلى فراشي لأنال قسط من الراحة والنوم العميق من أجل الإستيقاظ في الصباح الباكر لمواجهة الحياة والكفاح من أجل البقاء ، وأداء ما علي من فروض لخالقي وأعمال صالحة أقدمها لآخرتي ، لم تمر بضع دقائق إلا وأنا أغط في نوم عميق قدر لعقلي الباطن أن يعيش فيه مثل كل ليلة أضغاث أحلام وكوابيس ورؤية أشخاص أعزاء أخذهم منا هادم اللذات ومفرق الجماعات رحمهم الله وما أجمل لحظة رؤيتي لمن فقدتهم من أحبتي ومجاذبتي معهم أطراف الحديث لحظات لا تنسى أتمنى عند إستيقاظي إني لم أصحو وأغفو من جديد لكنهم لا يعودون ، في هذه الليلة كانت الرؤيا مختلفة رأيت في المنام اني أسير في طريق مظلم موحش بداية هذا الطريق كانت جبلية وعرة وبعدها صحراء تغوص أقدامي فيها ثم غابة أسمع نعيق البوم فيها وفحيح الآفاعي وأتخيل الأشجار أشباح كلما هبت الرياح واهتزت الأغصان ألتفت ناحية الصوت خشية أن يكون هناك خطر يتربص بي أو عدو يترصدني بعد الغابة دخلت مدينة مهجورة مدمرة منازلها خرابة بقايا مدينة مظلمة وعلى شوارعها علقت لافتات وأسهم كتب عليها إلى المحكمة مشيت في هذا الطريق أتبع الأسهم إلى أن وصلت إلى قاعة كبيرة فيها مدرجات مليئة بالناس الغاضبين وكانت على كل مدرج لافته تحدد فئة الجالسين المدرج الأول كتب عليه المغتربين والثاني الفقراء والثالث العاطلين عن العمل والرابع المتسولين وفي وسط هذه القاعة صالة تشبة المسرح على اليمين شاب جميل وقف وحيداً يرتدي ملابس خضراء يحمل على صدره اسمه ( الوطن ) وعلى اليسار أربعة أشخاص أحدهم يحمل على صدره شعار مندوب المغتربين والآخر مندوب الفقراء والثالث مندوب العاطلين عن العمل والرابع مندوب المتسولين حين رأوني قالو لي أنت الحكم في قضية العصر قلت لهم أحكم بين من ومن وما هي قضيتكم قالوا بيننا وبين الوطن ،، وقف مندوب المغتربين وقال وهو يشير باصبعه هذا الوطن نفانا فرق بيننا وبين أهلنا لم يعطينا ما نأكله فهاجرنا بحثاً عن العمل والحياة الكريمة لإعالة أسرنا فوجدنا أنفسنا في الغربة مستعبدين منبوذين مكروهين لحملنا إسم هذا الوطن لم تفارقنا لعنته حتى في الخارج ، ثم وقف الثلاثة المندوبين وهم يرتدون ثياب ممزقة ويصرخون والقات يتطاير من افواههم ويقولون إلى متى سنظل فقراء متى ستسمح لنا بأخذ ثروتنا لماذا تمنعنا وتحرمنا من أبسط حقوقنا ، بعد ان أكملوا شكواهم وقف الوطن وبداء بالحديث وقال بصوت واثق ونبرة حزينة أيها المغتربون أيها الفقراء أيها العاطلون أيها المتسولين أنا لم أنفيكم ولم أمنعكم من ثروتكم أنتم يا مغتربون لو تعملون في وطنكم نصف الساعات التي تعملونها خارج وطنكم لما احتجتم للهجرة وأنتم بالمثل أيها الفقراء والعاطلين والمتسولين إستبدلتم شجرة البن بآفة القات واخترتم الجلوس واستجرار القات كالتيوس على الكد والعمل واستخراج كنوزكم ، ثم التفت الو طن إلى المدرجات ونادى أين باقي الجماعات وممثليها أين العملاء وقطاع الطرق والمرتشين والفاسدين أين مندوب الحوثيين أين مندوب أنصار الشريعة أين كلفوت ومفجرين أنابيب النفط ومخربين الكهرباء أين الخونة من حماة الوطن قاتلكم الله من شعب ليس له مبدأ ولا ضمير جينات توارثتموها من أجدادكم جاءكم الأحباش ورحبتهم بهم وبدوسهم على ثراي ومن أجل إخراجهم استعنتم بالمجوس الذين دنسوا طهر أرضي رضيتم بحكم النساء لكم وخلتم أنفسكم أقوياء ورددتم الأمر إليهن بطرتوا بجناني وخيراتي طلبتم من الله أن يباعد بين أسفاركم كل الذي يحصل لكم خطيئتكم وخطيئة من سبقكم ، كلما جاءتكم ديانة سا رعتم بالدخول إليها جاءتكم اليهودية دخلتموها وجاءت النصرانية فتنصرتم ، وقبلها عبدتم الشمس إلى ان أكرمكم الله بالإسلام كل جيل منكم يقول سيصلح اليمن على رؤوس أبنائي كيف يصلح وأنتم بلا مبدأ كل من أعطاكم حفنة من المال دنتم له بالولاء والسمع والطاعة أشرت إلى الوطن بالسكوت وقلت له يكفي فقد بلغ السيل الزبا فلم يسلم من لسانك الأحياء ولا الأموات قال يا بني اسمح لي أن أدافع عن نفسي وثق بأن لوكان لي لسان لدعوت الله أن يبدلني بشعب غير هذا الشعب وفجأة سمعت أصوات تصرخ الله أكبر الموت لأمريكا النصر للإسلام اللعنة على اليهود وإذا الحوثيين يقتحمون المكان من جهة يرفعون علم الصرخة الكاذبة وأنصار الشريعة يهجمون من الجهة الأخرى بملابسهم السوداء يرفعون راية الحق لا إله إلا الله محمد رسول الله راية حق يرفعها مبطلون تلطخت أيديهم بدماء المسلمين ، وأقبل الفاسدين من المسؤولين الحكوميين يرافقهم شيوخ الهمجيين كل هؤلاء هجموا على الوطن يمزقون ملا بسه الخضراء وينهشونه وهو مبتسم وانقضوا على الذين في المدرجات يقتلونهم لم يسلم منهم غير المغتربين الذين ظهرت لهم أجنحة وفرو محلقين ورؤوسهم مطئطئة إلى الأسفل لرؤية ما يجري تحتهم ،،ظلت كلمات دعوة الوطن ترن في أذني (لو كان لي لسان لدعوت الله أن يبدلني بشعب غير هذا الشعب ) وأنا أسد آذاني كي لا اسمعها ورنينها يزداد إلى أن كاد أن يفجر رأسي عندها صحوت من النوم وإذا الرنين ينبعث من منبه الساعة التي كانت تشير إلى الخامسة صباحاً عندها تعوذت من الشيطان وحمدت الله أن ليس للوطن لسان