منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   النقاش السياسي والمقالات السياسية (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb25/)
-   -   الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي! (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb46107/)

أمطار شبوة 08-24-2015 01:04 PM

الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي!
 



فتحت حرب اليمن أعيننا على مسألة في غاية الأهمية وتتل باستغلال الانتساب للنبي صلى الله عليه وسلم، كطريق للهيمنة، وتذليل الرقاب، بل ونيل شرف لمن هم بلا شرف.

وفي كل بلد عربي بل ومسلم يوجد أناس يسمون (الأشراف) وهؤلاء حباهم الله بنسب تحبه العرب ويحبه المسلمون، ولكنه ليس مبررا للتعالي والتكبر على الناس!..

وهناك انتساب للبيت العلوي بشقيه الحسني والحسيني، وهناك هاشميون آخرون غير البيت العلوي، كبني العباس، وبقية أبناء أو أحفاد عبدالمطلب بن هاشم، وهناك قرشيون بالمجمل، وكلهم كنسب وأصل، نعدهم من السادة وعلى الراس، ومثلهم سادتنا الكرام من الصحابة الأوائل، أهل بدر، والسابقون الأولون أصحاب البيعات، والذين حوصروا في الشعاب، والمبشرون بالجنة، وخلق كثير، هم من آمن بالرسالة وأعطاها المجد بعد أن أتمها النبي الأمين، فما عادت بحاجة لمن يكملهان أو يضيف حتى حرفا عليها، فقد جمعتها دفتا كتاب مبين، بلسان عربي قويم، ورفدتها سنة صحيحة مطهرة، من دون إفراط وتفريط.

على أن هذا الانتساب الشريف، لا وجود لأي نص في الكتاب الذي لم يفرط الله سبحانه فيه من شيء، يفيد بأن يحكمنا هؤلاء الأشراف، أو يكونون قيمين علينا، أو لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات، ما يزيد أو ينقص عن سائر الناس.

وليس لأحد من هؤلاء أن يقول بل يتقول زورا وبهتانا بأنه من أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبقا لما يفيده القول الكريم: "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 40، فالنص جلي واضح لا يحتاج إلى تجلية، لأنه لا ينفي صفة الأبوة للنبي على أي رجل، ولكنه يحدد أيضا أنه فيما يعنينا كمنتمين إلى رسالته (رسول الله وخاتم النبيين).. وهو ما ينسجم مع الواقع ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس أبا لأحد، ذلك أنه لم يكن له صلى الله عليه وسلم أبناء من الذكور ينجبون فتكون لهم ذرية من الأبناء والحفدة!.. فالموجودون من بعده كانوا أسباطا وليسوا من الأحفاد أو الذرية.

على أن المسألة كما أسلفت موجودة في كل بلد تقريبا في منحاها الخاص بالانتماء لذرية هاشم والتي منها النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا في اليمن مختلف كثيرا!..

ففي اليمن عقلية تقسم المجتمع بين قناديل مضيئة، وزنابيل تحظى بإضاءة هذه القناديل.. بل بلغ التغول بهؤلاء حد عدم الشراكة مع العوام (الزنابيل) بالمقابر!..

وقد أصابني الذهول وأنا أستمع لروايات عن وقائع تتصل بالتمدد الحوثي باعتبار أن هؤلاء اعتمدوا في كل المدن على من يسمون الأشراف فأعانوهم!..

وقد استدعى هذا النبش في الخلفية التاريخية لهذه المسألة والعودة إلى ما كتبه باحثون يمنيون في الموضوع ومنهم أستاذ كبير ومهم هو الدكتور أمين الصلاحي، لأن فهم الخلفية التاريخية عن الهاشمية السياسية، يحدد لك الأسس التي قامت عليها نكبة اليمنيين منذ قرون بعيدة، وصولا إلى المأساة التي جرت في الختام قبل عاصفة الحزم السعودية عبر تحالف الزيدوية بجناحيها الإمامي المتخلف، والجمهوري الفاسد!

فهناك معلومات كثيرة نجهلها كعرب، وربما يجهلها جيل الوحدة اليمنية أيضا بشقيه شمالا وجنوبا، وقد جاء الوقت لمعرفتها بينما هذا المشروع (الإمامي) المدعوم من إيران الملالي يلاقي الخيبة والخسران.

وليس من غرض بالتهجم على الزيدية، فاليمن بعون الله بعيد عن الطائفية..

معاذ الله.. فالمراد هو إنصاف الزيدية التي ظلمت هي الأخرى، والغاية هي كشف الفرق بينها وبين "الزيدوية" المتغولة الضالة والإرهابية.

والواقع أن التساؤلات كانت طوال الحرب كثيرة، فهل هي مذهبية، أم مناطقية، أم مجرد حرب سياسية بين متنافسين أم أنها خليط من كل ذلك.

أما السؤال الأعظم فهو عن سر هذا التحالف الذي جمع بين علي عبدالله صالح وحرسه الجمهوري، وبين عبدالملك الحوثي ومليشياته الإمامية.. ومن وراء الجانبين إيران، على الرغم من أن صالح من حلفاء صدام حسين، وإيران تكره كل حليف لصدام إلا إذا انقلب إلى معها!

فعلا.. ما الذي يدفع قوات الحرس الجمهوري ومليشيات الحوثي إلى شن الحرب الدموية على المحافظات الوسطى والجنوبية؟

ما الذي يجعل هؤلاء يستيمتون إلى هذا الحد في حرب يعرف الطفل الصغير أنها خاسرة!؟

ولماذا شهدنا هذه الاستهانة بحياة شبابهم الغض اليافع!؟

إن العودة إلى التاريخ وحدها تتكفل بفك "شيفرة" الحروب التي تشن منذ قرون من الهضبة الشمالية ــ معقل الزيدية - على كل أبناء اليمن خارج هذه الهضبة.

في القرن الثالث الهجري حين قدم أول أئمة الزيدية وهو الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي (284 - 298هـ) من الحجاز، حمل معه فكرة حصر الإمامة في البطنين، ويقصد بهما (ذرية الحسن والحسين)، فهو المؤسس للمذهب الهادوي الزيدي باليمن، مخالفا الإمام زيد في أمور شتى، وأهم هذه (المخالفات) حصر الإمامة في "البطنين"، وهو ما لم يقل به الإمام زيد رحمه الله، فأصبحت أصلا من أصول الهادوية، يتمسكون به حتى اليوم، ليمتد التمييز العنصري إلى عمق الأشراف أنفسهم، بين بطنين أو ثلاث فقط تستحق شرف الانتماء الفعلي إلى البطنين!..

وقد أطلق تبّع الهادي هذا على أنفسهم اسم (الزيدية الهادوية)، فضروري التمييز لأن الهادوية عبر هؤلاء تختطف المذهب الزيدي برمته بعيدا عن أصله الأول!

وقد قضى الهادي غير المهدي هذا، حياته في حروب مع القبائل لأنه أراد من البدء للسيطرة على اليمن عبر تأسيس جيش عقائدي لا يعرف غير الولاء الأعمى ودون تمييز.

فالهادي الذي ما هداه الله هذا (يمتطي) التمذهب للغرض السياسي تماما كما فعل في إيران ملوك الصفوية، بتخليق حشد عقائدي بهدف الوصول إلى السلطة في بلادهم تركية.. وقد حدث مثل هذا كثير في تاريخ الإسلام، وأعظم تجلياته في العصر الحاضر حلف إيران مع العلوية النصيرية في سورية مع ما بين المذهبين من بحور ومحيطات وفوارق تصل حد التكفير والإنكار.

وكما تحرق النار من يلعب بها فإن الأمر لم يكن وبالا على قبائل اليمن ومواطنيها خارج (الهضبة الزيدية) الهادوية فقط، بل إن النار أصابت أطراف الثوب الزيدي نفسه، وهذه عبر التاريخ صفة كل الشموليات العقائدية والسياسية والتمذهبية، فهي على مقدار ما تتسبب بالأذى للآخرين فإنها بالمنتهى تحرق أهلها وتدمرهم!

وكان ذلك طبيعيا في اليمن.

إذ لم يتقبل كل أهل الزيدية مبادئ الهادوية، وكان في الطليعة من عرفوا بـ (المطرفية) الذين يقولون بالشورى وأن الإمامة تصح في كل مسلم، وهذا أصل العقيدة الزيدية بين الأفضل والمفضول، والنأي عن السب للشيوخ أبو بكر وعمر وعثمان، وإغضاب أهل السنة الذي هم غالبية الأمة على الإطلاق.

وطبيعي هنا أن يحصل التصادم، فالعقل الشمولي يرى في كل مخالفة له خيانة، ولذا تعرضت (المطرفية) للقمع من الطاغية عبدالله بن حمزة ونكّل بهم، ليكون هذا مدخلا لمخاطبة كل يمني بألا ينظر لأبناء (هضبة الشمال) بعين جمعية لا تميز بين الظالم والمظلوم، والمستباح والمستبيح، وحتى يدرك أن الإنصاف حق وواجب.

إن أبناء الهضبة الزيدية لم يسلموا من جرائم وطغيان الهاشمية السياسية، وليسوا كلهم يعتنقون الأفكار الكهنوتية السلالية المتدثرة بالمذهب الزيدي، فمن هؤلاء أحرار منصفون بعيدون عن الطائفية المقيتة، وليس لهم من غرض غير وطن يتساوى فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وبكل إنصاف.

ولذا فإن المطلوب هو إعمال العقل في اليمن للتمييز بين (الزيدية) كمذهب عملت الهاشمية السياسية على استغلاله وتوظيفه، وبين الزيدوية المستغلة، فالزيدية واقع جغرافي واجتماعي وثقافي متنوع، وجزء أصيل من الشعب اليمني، والزيدوية فكرة عصبوية تؤمن بالعنف والاستحواذ واختطاف السلطة.

وقد وقع المأزق جراء تداخل قضايا المنطقة، فإيران تشجع (تشئيب) الأقليات عن مجتمعاتها، فتكون شاذة كالشوائب، ضارة تقبل على الفتن والمصاعب، وواضح لكل من يراقب المشهد أن هذه الإيران تقبل التعاون حتى مع الشيطان شرط أن يكون غير سني المذاهب!

ولهذا رأينا إيران تهتم بالزيدوية وتحرفها أكثر باتجاهها على الرغم من التناقض المذهبي الهائل بينهما، وهو نفس ما تفعله مع العلويين في سورية، وما تفعله في العراق العربي المختلف تشيعه عن التشيع الإيراني الصفوي المتسيس، والمتجحفل بالتكفير والإرهاب.

وقد أخطأ العالم العربي كثيرا عندما أفسح هذه المساحات للطغمة الإيرانية، فليس أسهل من استغلال الشقوق والشروخ بالبنيان الداخلي من أجل الفتنة، والجميع يدرك الآن أنه لو تم وضع حد للتغول الإيراني مبكرا لما اضطررنا لدغع هذه الأثمان الباهظة لاحقا.

في حال اليمن (الخاص) استفادت الهاشمية السياسية من الزيدوية، لتبسط دورا متغولا وترسخ نفوذا زائدا، وجرى التخادم بين الجانبين سياسيا وماديا، ففي مقابل خدمات أبناء القبائل المتحالفين مع الهاشمية السياسية، وبذلهم لأرواحهم في سبيل اخضاع أبناء اليمن لحكم (السيد) الإمامي، كان هذا (السيد) يصدر الفتاوى التي تحلل لأبناء القبائل نهب وسلب أموال المخالفين في المذهب بحجة أنهم كفار ولا يؤمنون بالعقيدة الصحيحة!.

لقد شجعت الهاشمية السياسية على الجهل والتوحش، والاستغراق في عادات قبلية بالية، فهؤلاء في نظر (ابن النبي) – صلى الله عليه وسلم - مجرد كائنات دونية لا قيمة لها، فأسفر هذا الضلال المبين عن تغيير بنيوي في تركيبة مجتمع الهضبة الشمالية، لينتقل من مجتمع زراعي قديم راسخ التقاليد الودودة المستقرة ومنذ آلاف السنين، إلى تقاليد تمجد الفتونة والسلب والنهب والترويع وعدم الثبات في الإقامة!..

ولعل يفسر ما نراه من ضيق أبناء عدن ومدن الجنوب والوسط عامة من مهن يمتهنها أبناء (الهضبة) كالباعة المتجولين وما شابه فهم هجروا مهنتهم الأصلية الكريمة، وتعلقوا بمهن أقرب لحمل ما خف حمله وغلا ثمنه ثم الفرار بعد القتل والدمار!

إن خلف هذا الهوام عن الاستقرار والكد الشريف، هو دفع (السيد) لهؤلاء بذريعة أن كل ما يفعلوه بأسفل ووسط اليمن جهاد في سبيل الله ضد الكفار، ولهذا تاريخ طويل ومرير ودامٍ، فأحد الأئمة المعتوهين ويدعى المتوكل إسماعيل أصدر فتوى أسماها: (إرشاد السامع إلى جواز أخذ أموال الشوافع)!

كانت تلك أرضية لحروب زيدية ضد أبناء تهامة وتعز، وإب، ويافع، ولحج، وعدن وصولا حتى حضرموت وغيرها من المناطق الخارجة عن الهضبة الزيدية، وقد لا يصدق كثيرون فظائع الحروب الزيدوية، وستجد إذا بحثت أن العلامة الشوكاني يحدثنا عن قتل للنساء والأطفال وعن بقرٍ لبطون الحوامل، أما العلامة المؤرخ زبارة فيحدث عن الآذان التي كانت تقطع طمعا في الخرص (القرط) الذي عليها، وعن أذانٍ بيعت في صنعاء بأخراصها!..

ويذكر العلامة ابن الأمير الصنعاني عن طوفان من الإجرام والتوحش كان يعصف بالمناطق الخارجة عن الهضبة الشمالية وجنوح غلاتها للإجرام تصح معه هذه القصيدة المعبرة له:
هل في القلوبِ بيومِ الحشرِ إيمانُ
وهل بما قالهُ الرحمنُ إيمانُ
وهل علمتم بأن اللهَ سائلُكم
عما قريبٍ وللأعمالِ ديانُ
يا ساكني السفحَ من صنعاءَ هل سفحت
لكم على ما جرى في الدينِ أجفانُ
عن (اللحية) هل وافاكمُ خبرٌ
تفيضُ منهُ من الأعيانِ أعيانُ
تجمعت نحوها من كلِ طائفةٍ
طوائفُ حاشدٍ منها وسفيانُ
وذو حسينٍ وقاضيها وقائدها
درب الصفا وقشنونٌ وجشمانُ

نعم فهؤلاء كانوا مدمني بردقان (الشمة) ومتعاطي حشيش وشاربي خمر، فكل فعل مشين يغسله قتل الكفرة المخالفين والإمام يضمن لهم الجنة!

وهذه مسألة في غاية الغرابة، إذا أن استمرار الطمطمة على تغول الأقليات أسفر عن مذابح ومجازر لا يمكن بل من العار السكوت عنها بعد اليوم، وقد تنبه العلماء قديما لهذا الأمر الغريب، فما أن تتاح فرصة لهؤلاء حتى يعملوا القتل بالأمة من دون وازع، وهم في الأصل يتذمرون ويندبون مما يزعمون أن الظلم والتجاوز عليهم.

يقول العلامة ابن الأمير الصنعاني:
أتيتم بأصنافِ الضلالاتِ كلِها
وجئتم بأنواعِ الأمورِ المنَاكرِ
وأما الجزاءات التي كل ليلةٍ
تسمى سياراً وهي إحدى الفواقرِ
ففي (بردقانٍ) أُنفقت وحشيشةٍ
وخمرٍ لخمارٍ ولهوٍ لسامرِ

لقد غرست الزيديوية الهادوية بهؤلاء الاستعلاء الفارغ، فجعلتهم يحتقرون مهن أجدادهم في الزراعة والصنعة والتجارة، وكان هذا متعمدا من الإمام، فذلك السبيل الوحيد الذي يمده بجيش لا نهاية له من العاطلين عن العمل تصبح حرفتهم الوحيدة هي القتل والنهب والسلب في سبيل التمكين لإمامته!..

وهكذا صارت الحروب عادة..

بل صارت جزءً أصيلا من ثقافة (الهضبة الشمالية) فحرموا تاريخيا من نعم التعليم والهدوء والهناء وحسن البقاء..
استنادا لهذا التاريخ استبشر اليمنيون بثورة 26 سبتمبر 1962 كمغادرة لفكرة الكهنوت المتخلف هذا وللتخلص من الهاشمية السياسية، لكن اليمن بعد أكثر من نصف قرن ظهر أنه لم يتخلص من الزيدوية بل إنها تغلغلت وصارت هي المتحكمة بالنظام الجمهوري وبقوة، فبقيت الزيدوية الاستعلائية رافضة التعايش مع الآخر إلا أن يكون تابعا ومحكوما للهضبة الشمالية، مع إبقاء خيار الحرب قائما كل الوقت!

وهكذا انخرطت الزيدوية بالجمهورية التي تمنحها السلطة والنفوذ والثروة، أما زعماء القبائل فأصبحوا يحبون بقرة الجمهورية في عهد صالح، بينما ظلت الهاشمية السياسية تتميز غيظا، كلما رأت تلك المنافع والامتيازات السلطوية تصب في مصلحة أطراف خلقهم الله ليكونوا تابعين لها بوصفها الثمرة الأحق بالانتفاع كونها (أبناء رسول الله)!..

كانت الزيدوية فكت ارتباطها بالهاشمية السياسية، وذاقت حلاوة الاستفراد والاستئثار بالسلطة فلم لتلفت إلى الهاشمية إلا كماض كان وانقضى، ولهذا كانت حروب صعدة الستة بين الزيدوية الجمهورية والحوثية الإمامية مؤشرا على أن الصراع بين الطرفين بلغ حدا لا عودة بعده.

لكن ثورة 2011 أحدثت مفاجأة صاعقة على الطرفين، وهددتهما في الصميم، فسارعت الزيدوية دون تمهل أو انتظار إلى التحالف مع الهاشمية السياسية، وبنسخة رديئة من الإمامية الجانحة نحو إيران.

وهكذا تجدد التاريخ، فعوضا عن محاربة الكفرة الشوافع جرى توضيب الحرب على الجميع باعتبارهم دواعش إرهابيين، ومطلوب أن يعودوا إلى الحظيرة صاغرين!

وهكذا نشأ الموقف الصادم لأبناء اليمن، فها هي الزيدوية التي كانت تتغنى بالجمهورية، تخذلهم فتتحالف مع الملكيين الإماميين الرعاة الأصليين للغلو والسيطرة!

والتقطت إيران الإشارة فورا، فالعقل الحاكم في إيران له قرون استشعار فائقة الحساسية نحو كل أمر من شأنه تخريب نسيج أي بلد عربي ولسبب واحد، وهو أن إيران هذه ليس لديها مشروع يمكن قبوله أو ترويجه في العالم العربي، فلا العرب فرس، ولا هم في غالبيتهم الكاسحة من تمذهبها الصفوي الخاص، وبالتالي فليس أمامها من هدف أمام هذه الحالة العربية العصية غير إضعاف البلدان العربية وتقسيمها ونشر العنف فيها فيكون التعامل وع أشلاء ممزقة وغير خطرة.

وكانت البذرة جرى زرعها ناحية إيران بإرادة علي عبدالله صالح عندما وقف موقفه الخاطئ مع صدام حسين، فتأخر الخليج عن مصالحته، فانفتح على إيران كخيار بديل وأطلق للحوثيين فرصة بناء علاقات عقائدية متغلفة بجنوح مذهبي شجعه الملالي بحماس بالغ، لتعود الزيدوية، ليس فقط بعقيدة (البطنين) ولكن متدثرة بالفارسية الإمامية، يملؤها الخبث، ليعطي نكهة أشد شراسة على النسخة اليمنية القديمة المتخلفة، فيتسلح بعقيدة تبغض العرب خيرا وشرا ولها أغراض من النبش في اليمن بغية خلخلة العمق الاستراتيجي للمنطقة كلها.

وعلى هذه الأرضية توحدت الزيدوية بجناحيها الإمامي والجمهوري، وأطاحت بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وفعلت كل ما فعلت ضد المؤسسات والشرعية والشعب في كل مدنه ومحافظاته.

هنا تدخلت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتوقف العبث والبغي فكانت صدمة قوية للزيدوية، لم تعتدها من قبل ولم تتوقعها.

وقد كان المشهد غريبا..

فطالما أن الزيدوية تتغنى بالوطنية فلماذا لا توقف العدوان على المدن اليمنية وتتفرغ لما تسميه العدوان الخارجي!؟
لم يحدث هذا مع أن الشعار كاذب، لأن الزيدوية تقوم على عقيدة جهل مطبق، فهي لا تفرق بين هؤلاء وهؤلاء مع أن السعودية ليست عدوا لليمن.. لكن الجميع عند هؤلاء كافر.. شوافع ووهابية!

وكان هذا قريب من صلب الحالة الإيرانية التي تشكو من التكفير بينما هي لا تكفر فقط بل تبيح قتل المخالفين وتحلل دماءهم ثم تشكو من التكفير، وفي هذا ذروة التناقض المدهش فالتمذهب الإيراني وكل عقائد الغلو لا تكفر المسلمين عموما ولكنها تكفر حتى رموزهم من الصحابة وزوجات النبي، حيث تفرش بهذا أرضية خصبة للحقد والبغضاء، بل وتحلل قتل هؤلاء المخالفين الذين يتبعون عقيدة يتعين استئصالها من الجذور العميقة لبداية الإسلام!

ولهذا كان غريبا مثلا هذا التغول الحوثي ضد حزب الإصلاح مع أنه حاول الجنوح للتفاهم والمهادنة بل وانسجم حينا من الوقت اتقاء لهدر الدماء، لكن ذلك لم ينفع (الإصلاح) ولم يشفع له، فهو خطر على (الزيدوية) كونه اجتذب إلى صفوفه كثيرين من أبناء المناطق التي تدين بالزيدية فوجبت محاربته، فلا شيء يؤرق الزيدوية أكثر من الوعي والثقافة والأحزاب السياسية التي اخترقت المحمية الخاصة، وبالتالي فلا حل إلا بحرب استئصال ومهما كلفت!
هكذا تقمص عبدالملك الحوثي شخصية (الإمام) عبدالله بن حمزة الذي أباد (المطرفية)، وأعلن أن الإصلاح وغيره نبتا شيطانيا يتوجب استئصاله تماما.

لكن الزيدوية لم تباغتها عاصفة الحزم فقط، وإنما أذهلها أكثر استبسال أبناء المناطق المستهدفة خارج الهضبة.. كان استبسالا لا يقبل عودة الماضي إطلاقا!

ولأول مرة في التاريخ يمس الزيدوية هذا القتل، فقد اعتادت أن تقتل ولا تُقتل، أن تحرق ولا يتم إطفاء نيرانها، وها هي جثثهم تملأ أرض اليمن، حيث لقنت الزيدوية درسا قاسيا ودفعت ثمن عدوانها، فأبناؤها لم يعودوا بالغنائم كما أجدادهم، بل عادوا جثثا هامدة، وبعضهم حتى جثته لم تعد!

جراء ذلك ومع استمرار الضربات القاصمة من عاصفة الحزم بدأت القبائل في ترفض إرسال أبنائها للقتال في تعز وعدن والبيضاء ومأرب والضالع وغيرها، ولهذا بدأنا نسمع من الهاشمية السياسية من يقول: أهل إب، وأهل تعز، وأهل الحديدة، والجنوبيين، لم يعودوا الرعية حق العادة السابقة، واليمن لن يحكم بعد اليوم إلا بالديمقراطية فقط، فلابد من عدالة اجتماعية للجميع، وإلا لن تستقر الأوضاع أبدا!..
لقد انتهى عهد الاستفراد وقتل اليمنيين..
انتهى زمن الجرائم الزيديوية..
هل تريد مثالا!؟

في أحد معارك الإمام المتوكل يحيى شرف الدين، وبتاريخ 965 هـ أسر ألفي رجل أمر المتوكل بقطع رأس ألف منهم، وأن يحمل كل من الألف الباقين رأس قتيل ثم ما لبث أن أمر بقطع رؤوسهم!..

لقد أيقظت عاصفة الحزم الزيدوية من غيها وتجبرها، بل غبائها، وهي من سيضع اليمن على الطريق الصحيح بعد استئصال هذا الوباء من أرض اليمن، وهكذا فالحثالة المتمذهبة بالفتنة الإيرانية، الواهمة بأحلام ماض منقرض، لفظت آخر أنفاسها الأخيرة لينفتح لليمن مستقبل مشرق زاهر وجميل.

إنه تحول تاريخي لن يتعايش فيه مع أرض اليمن الجديد هذا التخلف، بل الوباء، فقد انتهت العنصرية المتعالية بتأديب غير مسبوق أو متوقع.

وإن هذا هو العلاج الوحيد للتطرف والغلو، فهو لا يفهم غير لغة القوة، فعندما يدفع الثمن بعد أن اعتاد رخص أرواح الأعداء فإنه لن يعود للبغي ثانية.



يوسف علاونة

طاش 08-24-2015 06:56 PM

رد : الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي!
 
بالمقابل ماذا قدم الشوافع لأنفسهم وللجنوب اليمني ,, بعد خروج المحتل البريطاني تقاتلو الشوافع في مابينهم على السلطه وهجرو الجنوب من أهله ,,

الوطنيه لاعلاقلة لها بالمذهب ,, الدين والمذاهب وسيلة للوصول للسلطه

الدين لله والوطن للجميع ,,,

اليمامه 08-24-2015 07:36 PM

رد : الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي!
 
مشكور ع طرح

عاشق الصحراء 08-25-2015 11:50 AM

رد : الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي!
 
مقال طويل وليسة هناك وحده موضوعيه فيه للتعليق لحيث اول الموضوع هجوم على الاشراف
بطريقه غبيه انكار نسبهم برسول وهو يدعي انه سني والسنه بعشرات الاحاديث
في البخاري ومسلم لامجال هنا لايرادها الموضوع طويل وايضاً اية المباهله في القرأن انتهي !!

وهناك ربط سياسي واخر تاريخي ولكنه مزور ! وايضا هناك دعوى للطائفيه
مع احترمي وتقديري لشخصك امطار شيوه لاتوجد وحده موضوعيه او حتى فأده


شكراً

ابو حسين 08-25-2015 11:15 PM

رد : الإمامية والزيدوية الهادوية وإيران.. وأبناء النبي!
 
اصلا الموضوع هدفه واضح
ولاكن مهما قيل ومهما كتبتو لايمكن تطمسو الانساب


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 08:59 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66