زراع الجمال رحل الجمال من الغابة باكياً بعدما قطع تجار الأخشاب ما تبقى فيها من أشجار ، وبعد سير طويل وصل إلى الشاطئ .. وهناك جلس حزيناً يفكر .. وبينما هو كدلك رأته حورية البحر من بعيد .. فاقتربت منه وألقت عليه التحية ، ثم سألته : لم أنت حزين أيها الجمال ؟ أجاب الجمال لأن بعض الناس يؤدونني .. فهم يشوهون صورتي بتلويث البحار والأنهار .. حتى الهواء لم يسلم من أداهم فهم يلوثونه بالدخان السام . قالت الحورية : أتدكر هؤلاء وتنسى الدين يحبونك ويبدلون قصارى جهدهم للمحافظة عليك ؟ قال الجمال : كيف أنساهم وهم الدين يزيدون هدا العالم جمالاً بجمال قلوبهم العامرة بالخير ، ولكنني أخشى أن يتعبوا يوماً ما فيتخلوا عني وحينئدٍ سأصبح فريسة سهلة للقبح وهدا يحزنني كثيراً . قالت الحورية : هم لن يتخلوا عنك أبداً لأنه بدونك ستموت أرواحهم عطشاً في صحراء القبح القاحلة .. فأنت تسقيهم بعدوبتك ، وتظلهم بظلالك الوارفة ، وتعطر حياتهم بشداك الفواح . كان لكلام الحورية أثر طيب في نفس الجمال .. فقد أدهب حزنه ، وأعاد إليه ثقته في الناس الدين يحبهم بأنه كان وسيبقى دا منزلة كبيرة في نفوسهم وهدا يكفيه .. فلسان حاله يقول : أهل الخير من دا يوازيهم بطيب فعالهم وجميل أمانيهم سكبت الأزاهير شداها عليهم وصافحت قطرات الندى أياديهم يزرعون الجمال بكل درب فليس غير الجمال يرضيهم |
جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 05:19 AM. |
.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.