لا يستطع الاطفال ان يعبروا عن ذواتهم وعن تداعياتهم الحرة بالكلام لعدم قدرتهم على ايجاد الصياغة اللغوية المناسبة للتعبير عن حقيقة المشاعر وتوصيفها .ولكتهم يعبرون عنها من خلال نشاطهم الحركي ومن خلال اللعب وقواعده .حيث تعكس طريقة تعاملهم مع الدمى او المكعبات في الفك والتركيب او البناء والتحطيم .مشاعرهم وانفعالاتهم ومشكلاتهم مع الوسط الذي يعيشون فيه ...اسرة ..اقران ...مدرسة ..مجموعة. ....
وتعد ملاحظة اللعب عند الاطفال وسيلة تشخيصية مهمة وكذلك الرسم لانها تكشف لنا عن دلالات عديدة ومهمة وعلى المرشد او المعالج او الاهل ان يلحظوا سلوك الاطفال التلقائي ونشاطهم الحر الذي يعيرون فيه عن مشاعرهم وميولهم وحاجاتهم .وعلى المرشد ان يلاحظ التناقضات التي قد تظهر بين مايقوله الكبار بشكل لفظي عن الطفل وبين مايعبر عنه الاطفال في سلوكياتهم غير اللفظية .....كأن يقول اب قد طلق زوجته للمعالج ان ابنتي قد نسيت امها تماما فانا الاب والام ولكن من خلال ملاحظة لعب الطفلة بمجموعة من الدمى وعندما نسالها عن الشخصيات لهذه الدمى ستقول هذه ماما وهذه بابا...والعكس ايضا عندما تقول ام مطلقة ابنتي نسيت اباها فهي لاتسالني عنه ولاتذكره ولكن نجد في رسمها او لعبهامايرمز للدمى الذكرية او رسم الرجل ولو تم سؤالها من هذا ستجيب انه ابي وعندما يعود سيحضر لي هدايا ....اللعب عند الطفل هو بمثابة التداعي الحر عند الكبار وهو حاجة لنمو الطفل بطريقة سوية لذلك يجب الحرص من قبل المشرفين والقائمين على تربية الطفل ...توفير مساحة من اللعب والرسم والمحادثة للطفل ....ليتم النمو الانفعالي بطريقة صحيحة وعندنا ينضج الطفل انفعاليا لا خوف عليه....النضج الانفعالي لايقل اهمية عن النضج العقلي والجسمي .......

د.فتاة صقر