منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - أمة واحدة .. ولسان واحد

أمة واحدة .. ولسان واحد

https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...76506600_n.jpg

من شتى البلدان من الشرق والغرب جاءوا إلى مكان معلوم من أجل هدف معلوم وقفوا على صعيد واحد ، في لبس واحد ، يهتفون بصوت واحد: (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ) تهتز عروش اليهود والنصارى لهذا الحدث العظيم لإدراكهم بعظمة أهمية الوحدة الإسلامية إذا تحققت في حياتنا وعلى ساحاتنا ، ولكن نحن المسلمون لا ندرك ذالك فأصبحنا نتعامل مع هذا الحدث العظيم وكأنه فقط الذهاب إلى بيت الله وتأيدة المشاعر والعودة إلى الوطن بدون أن نأخذ العظة والعبرة حتى حولنا الفرائض إلى طقوس وعادات وأعمال جوفاء بلا روح خالية من المقصد والمراد الذي جاءت من أجله ، فما معنى الحج وما معنى أن نجتمع على صعيد واحد في لبس واحد وفي لسان واحد إلا توكيداً لوحدة الأمة الإسلامية ولكن لم نشعر يوماً بهذا الهدف العظيم ولم نتساءل يوماً لماذا نجتمع على صعيد واحد من أجل هدف واحد في وقت واحد ونهتف بصوت واحد ثم نتفرق بعد هذا الجمع العظيم وتحول بيننا حدود وحواجز لماذا ونحن يجمعنا هدف واحد؟! هذا ما يخشاه الغرب ويخافه فالغرب لا يخشى أن نؤدي شعيرة الحج ونجتمع على صعيد واحد بل يخشى أن نفهم لماذا نؤدي فريضة الحج ولماذا نجتمع هذا ما يخافه ويخشاه الغرب فالله سبحانه وتعالى فرض الحج على من أستطاع وذالك لتوكيد واستمرار الوحدة وليس سياحة ذهاب وإياب كما هو اليوم ، وأتعجب من كثير المسلمين الذين يرون بأن النظام السعودي قام بواجبه تجاه المقدسات الإسلامية وحافظ عليها ويخدمها ويشكرون له ذلك صحيح أن النظام السعودي يخدم المقدسات وذلك من أجل البقاء في الحكم ولكنه في نفس الوقت يحارب ويدمر المقصد والهدف الذي من أجله وجدت المقدسات وفريضة الحج وهي توحيد الصف الإسلامي حيث يلعبون دوراً كبيراً في تفريق الصف الإسلامي وتدمير حياة الشعوب العربية وانشغالها بواقعها الذي يدمر من قبلهم فالنظام السعودي هو أول نظام عربي وأقدم نظام عربي وأكبر نظام يخدم ويؤيد وينصر المشروع الصهيوني في المنطقة وذالك من خلال قمع هويات الشعوب وإبعاد العلماء أصحاب الأفكار الإسلامية السلمية الذين يشعرون بواجبهم تجاه أمتهم ودينهم فلوا رجعنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن النظام السعودي في بداية قيامه تحالف مع بريطانيا على محاربة الدولة العثملنية وتعاون مع الأعداء لإسقاط هذه الدولة الإسلامية وهو من قام بتدمير القطار العثماني الذي كان ينقل الحجاج من تركيا وبلاد الشام إلى المملكة.
لذا فالحج ليس ذهاباً واياباً من وإلى بيت الله الحرام فقط فلا بد علينا أن نجسد هذه الوحدة في حياتنا وعلى واقعنا ولا بد أن نسعى جاهدين إلى تحقيق الهدف الذي فرض الحج من أجله ولا نكتفي بالذهاب والإياب سياحة لإنها عبادة بلا روح ، ولكي لا نذهب بعيداً لا بد أن نتأمل جيداً في هذا المشهد العظيم وهذا الحدث المهيب ونتفكر لماذا نجتمع على صعيد عرفات من أجل هدف واحد أليس الأحرى بنا أن نتوحد دام أن الهدف واحد والدين واحد فكيف توحد الغرب رغم اختلاف الديانات واختلاف الأصول والمذاهب واختلاف وتعدد اللغات .
في أقصى المغرب العربي صرخ الشعب :(الشعب يريد إسقاط النظام) وكذالك في القطر العربي والشمال العربي صرخ الشعب العربي بصوت واحد من لسان واحد بالحرف الواحد مطالب بمطلب واحد فماذا يعني هذا ؟! أليس الشعوب العربية جسد واحد؟ أليس الأصل واحد؟ ولسان واحد؟ ولكن لماذا نقول هذا مغربي وهذا شامي وهذا يمني وهذا مصري وهذا خليجي وهذا عراقي ونحن نتحدث بلسان واحد فلماذ لا نتأمل في هذه الحقيقة ؟ ومن الذي سعى إلى تفريقنا والتمييز بيننا فرقنا الطغاة الذي هتفنا بأسفاطهم وقد كذبوا علينا بوحدة في جامعة فرقتنا فبطغيانهم أجتمعنا وتوحدنا في هدفنا ومطلبنا وشعرنا بأننا جسد واحد أذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائير الجسد بالسهر والحمى . فبما أن الحكام هم من سعى إلى تفريقنا والتمييز بيننا وذالك أرضاءً للغرب فبفضل الله جمعتنا الثورة العربية عليهم وبهذا لابد أن نشعر بهذه الوحدة العظيمه دام أن الأصل واحد واللسان واحد والدين والهدف واحد . ولكن يبقى السؤال من ألأولى بالوحدة ، نحن أم دول أوربا ؟! الإتحاد الأوربي الذي جمع دول قارة بأكملها في عملة واحده وفي جيش واحد رغم اختلاف الأديان واللغات والمبادئ والصفات فمن المستفيد من وراء تمزق الوطن العربي ؟ ولماذا لايتوحد السان العربي الواحد؟. فكفا تمزقاً وتفرقاً عسى أن تعود للإ نسان العربي هيبته وعزته كما كان بعد فجر الإسلام وليس كما كان في عصر الجاهلية حفاة عراة يتسولون على أبواب الفرس والروم كما كان حاصلاً في عهد هذه الأنظمة المتداعيهة التي جعلت من الإنسان العربي لا قيمة له نتمنا من هذا الربيع العربي الذي رفع هموم ومعانات الشعوب العربية أن يكون موسم وفصل أول في وحدة الجسد العربي الواحد وخطوة أولى على درب الوحدة العربية ومن وحدة الشعب إلى وحدة الأمة.