إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيم
أما بعد ...
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلىالله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
اتحدث معكم اخوتي في الله عن انواع الهدايه فأن الهدايه نوعان ..
النوع الأول : هدايه توفيق وهي لله عز وجل لا يتدخل معه اي حد وهنا ينطبق او يتحقق اسم الله وصفته في اسم ( الهادي )
اما النوع الثاني : من انواع الهدايه فهو هدايه الدلاله وهذه تكون لرسول او احد الصالحين وبعض الناس



اولا هدايه الدلاله : ودليلها هو قول الله تعال "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " فلهدايه هنا هدايه دلاله ومعناها

انها الهدايه التي يستطيع عليها العبد فهي هدايه الى الارشاد وفي الايه توضيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهدي هدايه توفيق فهدايه التوفيق لله وحده .

اما هدايه التوفيق كما سبق وتحدثنا هي لله وحده لا يتدخل معه حد لا ملك من السماء ولا بشر ولو كان رسولا ولا جني ولا احد من خلق الله فهوا الخالق وكلنا مخلوقين لعبادته ودليل هدايه التوفيق يتحقق في قول الله تعال :" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين".

تدل الايه ان اذا كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدايه لهدى عمه ابو طالب لكان رسول الله يهدي هدايه دلاله فقط كما شرحنا في نوع هدايه الدلاله وجميعنا او الكثير منا يعلم ان عم الرسول ابو طالب مات وهوا كافر وفي القصه المشهوره عندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات موته وقال له يا عماه قل لا اله الا الله اشهد لك بها عند ربي فأبى ابو طالب ومات على كفره وهذا الحديث يدل على صحه هذه القصه روى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك، فأنزل الله عز وجل: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين). وايضا لو كان لاحد من البشر هدايه التوفيق لهدى ابراهيم خليل الله اباه ازر فقد مات ايضا ازر ابا ابراهيم عليه السلام وهوا كافر ونعلم قصته ايضا عندما ياتي ابراهيم عليه السلام الله ربه عز وجل يوم القيامه ويقول له يا ربي اغفر لابي او ادخله الجنه فيقول الله عز وجل يا ابراهيم اني حرمت الجنه على الكافرين ولاكن من رحمه الله على خليله ابراهيم عليه السلام يسخط الله اباه ويقول له يا ابراهيم انظر تحت قدمك فينظر ابراهيم فيرى ان اباه قد سخط في صوره ذكر ضباغ وهذه رحمه من الله حتى لا يرى ابراهيم اباه فيتألم لعذاب والده وهذا هوا دليل هذه الروايه
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ وهو ذكر الضباع ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار
وغيرهم احبتي في الله من الانبياء الذين لم يقدروا على هدايه البعض من اهلهم مثل نوح عليه السلام ونعلم قصه زوجته وابنه ويونس والكثير من الانبياء فأن جميع الرسل هم يبلغو رساله ربهم ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور ومن الجهل الى العلم ومن طريق الباطل الي طريق الحق وليهدوهم ( دلاله ) ويدلوهم ويرشدوهم الى عباده الله وحده لا شريك له اله واحدا دون ان يعبدوا غيره من الطواغيت او هؤلاء الذين يعبدون الشمس وغيرهم الذين يعبدوا الاصنام واشياء كثيره من دون الله
فالخالق هوا الله والدين عند الله دين الاسلام اي يدعوهم الى التوحيد وهذا ما كان يدعو اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالله عز وجل وضح في جميع الكتب وخاصه القراءن الكريم انه هوا الهادي اذا من ظن او خيل له او زعم انه يهدي او انه هدى فلانا او ان هناك طريقا اخر للهدايه فهذا قد ضال ومبتدع فالتوفيق والالهام من الله عزوجل
بارك الله فيكم احبتي في الله وهذا كان اختصارا شديد لهدايه التوفيق وهدايه الدلاله فسامحوني ان اخطأت فهذا ما استطعت ان اكتبه واعلم انه اقل من القليل جدا فان كان من صواب فمن الله وان كان من خطأ فمني ومن الشيطان ولكن احبتي في الله فهذا هوا الحق فالرب رب والعبد عبد
اسأل الله ان يوفقنا واياكم الى طريق الحق وان يجعل خير اعمالنا ختامها وان يجمعنا واياكم في الفردوس الاعلى مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم