منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   الاسلام ديننا و حياتنا (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb4/)
-   -   تائب إختصمت فيه ملائكة السماء .. (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb31781/)

عبد الله الصالح 11-13-2013 07:49 PM

تائب إختصمت فيه ملائكة السماء ..
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
***
رجل ظلم وتجاوزالحدّ في الظُّلم أسرفَ على نفسِه أساء وتعدّى وظلم .
قد أحاطت به خطيئتُه قلبُه يهزأُ بالصخر قساوةً .
ومحاجِرُه قد تحجّرتْ فلا قلبُه يَخشع ولا عينُه تدمع .
وقد استعاذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من قلبٍ لا يخشع .
أما الرجل صاحب القصة فرجلٌ من بني إسرائيل .
خطيئتُه كُبرى وجريمتُه نُكراء ..فما خطيئتُه ؟ وأيُّ ذنبٍ ارتكبَه ؟
وأيّ جُرمٍ أتى به ؟
لقد سَفَكَ الدّمَ الحرام بغير حِلِّه وأزهق أنفُساً بريئة .
أتُرونَهُ قتلَ نفساً ؟ لا قتلَ عشراً ؟ لا .
لا والله بل قتلَ تسعةً وتسعينَ نفساً .
ما أبشعـه من جُرم ! وما أعظمها من خطيئة !
لكنّه أحسَّ بالنّدم وشَعَرَ بخطورةِ الأمر وبفَدَاحةِ الخَطْب فردّدَ :
هلْ لي من توبة تساءل وكـرّرَ السؤال .
فدُلَّ على غيرِ دليل على عابدٍ ما استنار بنور العِلم فتعاظمَ الخطيئةَ وحَجّرَ
واسعاً ، فحجّر رحمة الله التي وسعت كلّ شيء فقال : لا .
أبعدَ قتلِ تسعةً وتسعينَ نفسا ليس لك من توبة .
فما كان منهُ إلا أن استلَّ سيفَه وأطاحَ برأسِه فأتمَّ به المائة .
غير أن السّؤالَ ما زالَ يترددُ صَدَاه ، ويهتفُ به .
فأعادَ السؤال وكرّره : هل لي من توبة ؟
فدُلَّ على عالمٍ قد أنارَ اللهُ بصيرتَه قد استنار بنورِالعِلم .
فقال العالِم : نَعَمْ .
وقد كان هذا الجواب كافياً إذ هو على قدر سؤاله .
ولكن كعادة العلماء الربانييين يُشخّصون الداء ويصفون الدواء ويُفْتُون
السائل ويُرشِدون الضال فقال له : نعم وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التّوْبَةِ ؟
ثم زاده في الدلالة والإرشاد فقَال لـهُ : انْطَلِقْ إِلَىَ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنّ بِهَا
أُنَاساً يَعْبُدُونَ اللّهَ فَاعْبُدِ اللّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِـعْ إِلَىَ أَرْضِكَ فَإِنّهَا أَرْضُ سَوْءٍ .
فانطلق الرَّجُل لا يلوي على شيء تحمِلُه النِّجاد وتحطُّه الوِهاد يُسارعُ الخُطى
ويحُثُّ السيريُريد أرضَ الخير .
فلما انَتَصَفَ الطّرِيقُ دنا الأجل وأَحسَّ بالْمَوْتِ فنأى بِصَدْرِهِ شوقاً لتلك الدِّيار
التي سمِع بـها ولم يَرَها غيرَ أن الأجلَ كان أسرع فوافته المنيّة .
فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ :
جَاءَ تَائِباً مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَىَ اللّهِ وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ : إِنّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْراً قَطّ .
فأوحى الله إلى هذه أن تقـرّبي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي
صُورَةِ آدَمِيَ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَىَ أَيّتِهِمَا كَانَ أَدْنَىَ ،
فَهُوَ لَهُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَىَ إِلَىَ الأَرْضِ الّتِي أَرَادَ بمسافة شبرواحد .
فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ لقد أقبلَ على الله فأقبلَ اللهُ عليه .
أيُّ قُربةٍ تقرّبَ بـها ذلك الرَّجُل ؟ وما العملُ الذي قدَّمه ؟
لقد تقرّبَ إلى الله بتوبةٍ نصُوح .
أتَرونَ اللهَ يفرحُ بتوبةِ عبده وهو سبحانه الغني عن العالمين .
وعباده هم الفقراء إليه ؟
قال عليه الصلاة والسلام : للهُ أشد فرحا ًبتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم
كان على راحلته بأرضِ فلاةٍ فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فآيس (يأس) منها ،
فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد آيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بـها قائمةً
عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ
من شدة الفرح..
رواه مسلم .
فأيُّ فضلٍ يتفضّلُ به ملِكُ الملوك على عبدٍ أساء وبالغَ في الإساءة ثم أقبل
فأقبلَ اللهُ عليه .
أما هذه القِصّةُ فأصلُها في الصحيحين من حديثِ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه .
م/ ن


بيحان 11-13-2013 11:29 PM

رد : تائب إختصمت فيه ملائكة السماء ..
 
جزاك الله خيراً على خير المنقول


عيون الليل 11-14-2013 07:05 AM

رد : تائب إختصمت فيه ملائكة السماء ..
 
عافاااااااااااااك ربي ابو شموخ
تسلم يدااااااااااك
تحياتي

عبد الله الصالح 11-17-2013 09:08 AM

رد : تائب إختصمت فيه ملائكة السماء ..
 
الأخوين الكريمين بيحان وعيون الليل جزاكم الله خير على المرور


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:07 AM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66