منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   الاسلام ديننا و حياتنا (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb4/)
-   -   حالنا مع الصلاة (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb49810/)

منار 06-20-2016 02:09 PM

حالنا مع الصلاة
 
حالنا مع الصلاة


الخطبة الأولى
أحبُّ وأعظم ما يَتقرب به العبد إلى ربه، الفرائض، وخاصة ما كان منها غيرَ مرتبطٍ بموسم، ولا موقوفاً على مناسبة، ولكن ما كان في اليوم والليلة خمس مرات.

وإن أحبَّ وأعظم الفرائض إلى الله، الفريضةُ العظيمة التي فُرضت على كل مكلف من المسلمين، يستوي فيها الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، المرضى والأصحاء.

إنها الصلاة التي هي ركن الدين وعموده.

إنها أول ما فُرض على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الفرائض، وآخر فريضة أوصى بها عليه الصلاة والسلام أمته وهو في وداع من الدنيا حيث قال: (الصلاةَ الصلاة وما ملكت أيمانكم).

وإنها أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من العمل، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر.

إنها الصلاة، فمن حفِظها وحافظ عليها فقد حفِظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، بل من ترك صلاة مكتوبة متعمدا برأت منه ذمة الله.
إنها الصلاةُ شِيَم الأنبياء وشعار الأولياء، قال ربنا: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].
إنها الصلاة، عهد وميثاق: ﴿ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103] إنها الصلاة، ناهيةٌ عن الفحشاء والمنكر: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].
إنها الصلاة، عونٌ وسبب للإعانة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ﴾ [البقرة: 153].
إنها الصلاة، نور في الوجه، وانشراح للصدر، وصلاح للبدن، وتطهير للذنب ومصدر للقوة ومجلبة للرزق والبركة.
إنها الصلاة، المَفْزَع والملجأ إذا حزَب الأمر ونزلت المصائب: (أرحنا بها يا بلال).
إنها الصلاةُ قرة عينِ الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: (وجُعلت قرة عيني في الصلاة).

عبد الله، إذا أردت أن تعرف قدر رغبتك في الإسلام، وحبك للإسلام واعتزازك بالإسلام، ففتش عن رغبتك في الصلاة وحبك للصلاة.. إذا أردت أن تقيس إيمانك، فانظر إلى مدى تعظيمك للصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أرادَ أنْ يعَلَمَ مَا لَهُ عندَ اللهِ، فلْيَنظُرْ ما للهِ عندَهُ).

فالصلاة أيها العبد وسيلةٌ عظمى تستأنس بها لتعرف ما الذي هو مُدخر لك عند الله عز وجل، فإذا أردت أن تعرف منزلتك أو ثوابك، أو حتى عقابك عند الله، فانظر ما لله عندك، انظر كيف تتفاعل مع الفرائض، انظر كيف حالك في الواجبات، كيف حالك مع سائر حقوق الله جل وعلا! فإن الجزاء من جنس العمل.

عن الحسن قال: يا ابن آدم! أي شيء يَعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك؟!
لأنه من هانت عليه الصلاة، لا يمكن أن يَعز عليه شيء.

من هانت عليه الصلاة، فهو إنسان لا خير فيه.. ولماذا هذا الإنسان لا خير فيه؟ لأنه مُضيع حق ربه، لأنه قد خان أول منعم عليه وهو الله جل وعلا، وضيع أهم وأعظمَ عبادة في الإسلام.. فمن كان هذا صنيعه مع الله فهل يُؤمن أن يكون فيه الخير؟!

بل من هانت عليه الصلاة فهو لا ثقة به ولا أمان فيه أبدا، لأن من خان أمانة وحق رب العباد، حقيق به أن يخون أمانة العباد ولا يفي بالحقوق.

فالإنسان يوم يتهاون بالصلاة ويستخف بها، أو يتركُها، يصبح هذا الإنسان لا قدر له ولا حرمة له ولا مكانة له ولا وزن.

حدثوني وقولوا لي بربكم، أي إسلام وأي دين لهذا الإنسان حين يترك الصلاة، ما معنى شهادةُ أن لا إله إلا الله لرجل تؤخره تجارته، أو وظيفته، أو عملُه، أو منصبُه، أو اجتماعه عن الصلاة؟

ما معنى الانتسابُ للإسلام بغير صلاة؟ يقولون: مسلمون، ولكن لا يصلون، أو يتهاونون بالصلاة ويضيعونها.

ألم يعلم هؤلاء أن العهد الذي بين الإنسان وبين ربه الصلاة؟ ألم يعلموا أنه من لا صلاة له لا صلة له.

ألم يعلموا أن من ترك الصلاة، أو تهاون بها، أدركه الخذلان والشقاء وانقطع عنه المدد من رب الأرض والسماء؟.

معاشر العباد: إن من أسباب السعادة، وحفظ الله لنا، ودوام رغد العيش الذي نعيشه، أن نحافظ على عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها أولادنا.

الصلاة يا أيها المؤمنون، جعلها الله قرَّة عين لأحبابه، فهي الصلة التي بها يتَّصل المخلوق بخالقه.

الله سبحانه وهبنا وهيأ لنا الوقوف بين يديه خَمس مرَّات في كلِّ يوم، فهي إجْلال لذي الجلال، وتكبير للكبير المتعال، هي خشوع وإنابة وخضوع، يَبوح فيها المؤمن بهمومِه لخالقِه، يرجوه الرضا والمغفرة كما يرجوه العون والمساعدة، وهو السَّميع العليم، وهو القريب والمُجيب القائل سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].. ولكن مع قُربه وسَمعه وعِلْمه، ومع رِضْوانه وغفرانه، فهو شديد العِقاب أليم العذاب، أعدَّ لمن عصى أمره نارًا، حذَّرنا الله من شدَّة هولها وحرِّها؛ فقال جلَّ جلاله: ﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾[الليل:14- 16].

لننظُر في صلاتنا: أين نصلّيها، وكيْف نصلِّيها، ومتَى نصلِّيها؟ لننظُر في صلاتنا، هل هي تؤثِّر في حياتِنا أم أنَّ حياتَنا المؤثِّرةُ فيها؟ لينظُر كل واحد إلى حاله مع الصلاة وفي الصلاة.

فلا بدَّ---أن نقِف وقفةَ تأمُّل مع الصَّلاة التي هي عِماد الدين، حتَّى نقيمَها كما يحب الله ويرضى، في خشوع وخضوع وإقبال وإنابة، نُقيمَها في بيوت أذِن الله أن تُرفع ويُذْكَر فيها اسمه، في المساجد.

فالصَّلاة حياتُنا، والصلاة نجاتنا، والصَّلاة نورُنا في الدنيا والآخرة.

الخطبة الثانية
في شريعة ربنا السمحاء، يُمكن أن يُعفى المرء من بعض الفرائض، كما يمكن له أن يؤجَّلها، فلا زكاة لِمَن لم يبلغ مالُه النِّصاب، ولا صومَ على المريض والمسافر، ولا حجَّ إلاَّ على المستطيع، أمَّا الصَّلاة فإن لم يستطِع المسلم القيام جلس، وإن لَم يستطع الجلوس فمِن رقود، ولذلك وصف الله أولي الألباب بقولِه جلَّ وعلا: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 191] ، فهي واجبة في السَّفر والحضر، وفي السِّلْم والحرب، في المرض والصحة في القوة والضعف في الفقر والغنى، وهي أمانةُ الله عند كلِّ مسلم ثذكر أو أنثى، أمانة في كيفيَّة أدائها، وأمانة في وقتِها، يقولُ الله جلَّ وعلا: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ﴾ [النساء: 103].




وردة الامل 06-21-2016 10:42 AM

رد : حالنا مع الصلاة
 




جزاك الله خير على العطاء القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمتي ب حفظ الرحمن ورعايته
http://s01.arab.sh/i/00052/8q82ads4ei6u.gif

الكمكازي 06-22-2016 10:30 PM

رد : حالنا مع الصلاة
 
احسنتي اختي الكريمة احسن الله اليك دنيا واخرة..

منار 06-23-2016 06:59 PM

رد : حالنا مع الصلاة
 
اهلا بكم

شكرا لمروركم الكريم

عذب المعاني 06-24-2016 12:22 AM

رد : حالنا مع الصلاة
 
روعة عبير ما طرحتي هنا فائدة تعم الجميع شكرا لك ويعطيك العافيه

شارقة 06-28-2016 05:23 PM

رد : حالنا مع الصلاة
 
تقدبري لكم بارك بكم الله

احماد 06-29-2016 03:26 PM

رد : حالنا مع الصلاة
 
سلم الله قلمكم ويمينكم

النواعم 07-03-2016 04:34 PM

رد : حالنا مع الصلاة
 
بارك الله على جهدكم الواضح لخدمىة المنتدى و القراء


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 01:57 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66