منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة حقيقية- كيبوردية

كان زوجها متغيبا في عمل له خارج البلاد.. فدعتها زوجة خاله للعشاء عندها، ودعت معها والدته وأخته.. وكما هي عادة النساء بدأن يتحدثن في مواضيع متفرقة. وكان أن بدأت أخته حديثا عن أميرة إنجليزية.. وتحدثن عن وفاتها المأساوية.. فقالت زوجته.. قتلتها حماتها. وتحدثن في مواضيع أخرى ثم تعشين وانصرفن.

ومرت أيام وعاد الزوج كعادته مستبقا بوالدته ليسلم عليها.. ثم عاد لبيته وهو مكفهر الوجه على غير عادته عند حضوره من سفره.. فقد تعودت منه على ظهور شوقه لها ولأبنائه. ولم تستطع تحمل تلك النظرة التي لم تعتدها منه. وبعد سؤال وإلحاح قال لها.. أنا أمي تقتلك؟ أنا أمي ظالمة؟ أنا أمي كذا وكذا؟ وهي تنظر إليه في تعجب شديد لا تكاد تصدق ما يقول.. فكلاهما يفطن لعلاقتها بحماتها.. فهي تقدرها وتحترمها.. وحماتها تعاملها باحترام وعطف شديدين.

أصرت بشدة على أن هذا الكلام إما مختلق منه أو أن شخصا ثالثا زرعه في رأسه.. لأن أمه يستحيل أن تقوله أو تختلقه.. فحلف لها أنه كلام أمه وأنها لم تقله فقط بل شكتها له وأنها تطلب بحقها كحماة لها الحق في التوقير والاحترام. صرخت الزوجة وهي تقسم أنها لم تقل شيئا من ذلك أبدا.. فراجعها بنظرة خبيثة وهو يقول: "كنت تتحدثين عن تلك الأميرة.. ولسان حالك يقول أنك أنت الأميرة وأن حماتها هي حماتك" فبهتت لا تكاد تصدق أن حجم تفكيره وأمه يمكن أن يصل لتلك الدناءة.. وهي من يعرفها الجميع بكلامها المباشر وعدم خوفها أو تنميقها للحق.. ثم غشاها الضحك لا شعوريا.. وقالت:: "لا لا أنا لا أحتاج لأن أفعل ذلك.. لو أردت أن أقول شيئا قلته.. تلك ليست من أساليبي.. غير أن الموقف وطريقة التحوير والتشبيهات مضحكة وأيضا غبية.. وبناء عليه فلن أعتذر عما لم أقم به."

مر أكثر من أسبوعين والرجل لا يريد أن يصدق زوجته.. ومصر على أن يسيء لها في كل حركة وسكنة.. يدخل البيت فلا يسلم عليها.. يأمرها بزجر وينظر إليها باحتقار. وهي مكتفيه بـ "حسبي الله ونعم الوكيل" وبدأ شهر رمضان.. وهو مستمر في الاساءة لها ورافض تماما لاقترابها وتوددها.. حتى فاض بها ففتحت باب بيتها وتوجهت بكلها للسماء وهو يسمع ويرى "رب إنك تعلم أنني مظلومة وهاهو الشهر الفضيل يدخل علي بعيدة عن أهلي ولا كلمة طيبة من زوجي في غربيتي هذه.. رب إني أسألك أن تضع جانب من ظلمني فلا يكاد يقدر على رفعه من الأرض" وبكت وانصرفت لحجرتها.

مر أقل من أسبوعين على تلك الدعوة.. وجاءها يبكي ويرتمي في حضنها وهو يقول "أمي أصيبت بشلل نصفي.. أمي حبيبتي.. أمي ترقد في العناية المركزة نتيجة جلطة في المخ افقدتها نصف جسدها"

"اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"