منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - عدن العاصمه الحضاريه والتنوع البشري منذو القدم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبداء عودتنا من العاصمه الحضاريه والمدنيه العاصمة الجميله 🌹عدن 🌹
ذكريات ايام زمان
*▪ وديني عدن ساني▪ ***********
كانت السيارات او( البوابير) في عدن عام. 1930م قليلة جداً. وكان كل من يملك سيارة "بابور" كمن يملك عمارة

وكان لكل بابور "دريول"
(تصحيف لكلمة driver الانجليزية)
وتعني سائق او سواق
وجيرش بوي( garage boy)
وهو المعاون الذي يقوم بتصفية السيارة
والاعتناء بها وغسلها يومياً وعمل (السيرفس) شهرياً

*كانت الحارات ترابية حينها ودخل" الدامر" (الاسفلت ) الى عدن في عام 1950م وبدأ تدفق السيارات إلى عدن..*

في البداية كانت السيارات تشترى كاش (نقدا)
وبعدها أدخل التاجر المعروف في عدن
*(بيكاجي_قهوجي) نظام "الهفته"*
اي (التقسيط لقيمة السيارة) إلى لحج وأبين و عدن....

كان الناس يشترون سيارات التاكسي
*هفته (اي بالتقسيط) من بيكاجي*
ويذهب الموشجي (وهو مندوب التاجر بيكاجي)
في نهاية كل شهر إلى لحج وأبين ليستلم دفعات مالية شهرية ..فيما يخص درويلات لحج
فقد خلد الأمير العبدلي القمندان هذا الحدث بواقعة تاريخيه ، وذلك عند استضافته لمندوب الشركة ( الموشجي) .

كان بعض الدريولات الذين لا يستطيعون
توفير الاقساط (الهفته) لتسديد ماعليهم
بمجرد سماعهم دخول الموشجي إلى لحج
يهربون إلى الحسيني
فيقوم الموشجي بالبحث عنهم في شوارع لحج
وحينما ييأس يذهب إلى قصر السلطان ليشتكي بهم ، فيضحك السلطان ويقول له :
في هذا الشهر العمل والحركة ضعيفة جدا...
ثم يقوم الأمير بعمل عزومة فاخرة للموشجي
مع إحضار أجود انواع القات...
عندئذ ينسي الموشجي ما جاء من أجله
بسبب روعة العزومة والمقيل الفاخر والبوري العامر ،
ثم يحضروا للموشجي صندوق (أبو الصناديق)
ليحمل هدايا السلطان من الفل والكاذي والحنون
مع البخور والحلوى اللحجي والقرمش وبامضروب الى التاجر بيكاجي وللموشجي..

*في منتصف 1950 تم استيراد عدد كبير من السيارات*
مما زاد عدد السيارات الخاصة في مدينة عدن ،
منها: *#بيجو_404، #هيلمان*
*و #رينج_روفر ، #بونتياك ،*
*#تونيس ، #مرسيدس ، #جاكور ،*
*#الفا_روميو ، #فيات ، #فولفو ،*
*#فورد ، #فولكس_واجن*

*أخيراً جاء الأوبل وكان في غاية الإبداع الصناعي*
وبألوان جذابة حتى قام احد الظرفاء في حارة القاضي
بعدن وقال قولا مأثورا صار مثلا شعبيا يتداوله الناس آنذاك : " باع الوريثه وأشترى أوبل ".

وتجدر الإشارة فقد رافقت تلك الموضة الحديثه ( دخول المركبات إلى المدينة ) إنتشار وذيوع رائعة الدحيف ( سرى الليل وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه ) و تمت محاكاة موضة السيارات ببيت شعري جميل على نفس المنوال :
تعبنا وكسرنا بوابيرنا
والعشق ماهو لنا
لاهل الخدود النديه .

فن الدحيف من اشهر الرقصات الفولكلورية الشعبيه موطنها الأصلي شقره م / أبين ولها طقوس آسرة وخلابه .. وقد انتقل إلينا هذا الموروث الشهير من شقره عن طريق تاجر البز والقماش ( دلال البز والويلات النسائيه الكانيبو ) ويدعى ( محمد بازقه ) وهو دائم الحضور للسهرات الدحيفيه وممن يحفظون المساجلات الشعريه ، المتنقل بين بندر عدن والعاصمة الفضليه شقره .
وتعد الفنانه العدنيه فطوم ناصر من أوائل ممن تغنى بتلك الرائعه الدحيفيه ( سرى الليل وانايم على البحر ماشي فايده في منام الليل حل السريه ) في الزواجات النسائيه في عدن ، ولكنها نالت شهرة واسعه بصوت العندليب الفنان الرائع محمد صالح عزاني وذلك عند تسجيله لتلك الرائعه في إذاعة عدن بعد افتتاحها عام 1954 م .
كما تغنى بتلك الرائعه كثير من المطربين و الفنانين ومنهم محمد سعد عبدالله وفيصل علوي وعوض دحان والفنان السعودي محمد عبده .

اول شركة طيران اسسها الاخوان باهارون في عدن وكانت رحلاتها بين لندن والهند وبعض العواصم الافريقيه

*ظهور السيارات اليابانية*

وتزداد عدن عظمة وشموخا بعيون المحبين عند مواكبتها لايقاع التطور وتسابقها لأحدث التقليعات والموديلات العالميه حيث كانت تسمى ( بيروت الشرق ) وام الدنيا والمساكين لاحتضانها كافة الأجناس والاطياف البشريه بتنوع مشاربهم .

في مطلع الستينيات ومع دخول الصناعه اليابانيه للسيارات اشتهرت في الريف اغنية شعبية وتحديداً على ضفاف دلتا تبن ، ودلتا بنا وحسان ومنها المقطع الشهير :

يا بابور جباني لانته تباني
وديني عدن ساني
قطفت ورده
ويعد الفنان احمد عمر عوذلي اول فنان يقوم بطبعها على أسطوانات الجرامافون عبر أستوديو أول ضابط ومهندس صوت على مستوى الجزيرة والخليج الأستاذ ( علي حيدره العزاني ) والذي تتلمذ على يديه مهندس الصوت الفنان سليمان بركات .
وقد نالت تلك الرائعه شهرة واسعة على مستوى المنطقه .

حيث تأتي على وزن الرقصة الشهيره على الإيقاع الشرحي وتسمى رقصة الرزحه ( اللوعه ) حيث لها قاعدة عريضه من الجمهور المفتون بذلك الموروث الشعبي .. يرقصون على اياقاعاته بشغف وهوس وحب وجنون .. في حوطتنا المحروسه لحج العبادل ومسيمير أبين والكود وزنجبار وشقره وحصن بن عطيه ويرامس .
وتأتي على منوالها على الإيقاع الشرحي أيضاً رقصة ( الدرجه ) مع اختلاف بسيط في الضرب على الايقاع وضغوطاته .

إن العظمة في عدن هو أن الناس
تشارك بالحدث وتسجله في أغنية أو مثل شعبي.
وبظهور السيارات أختفت الى حد ما جواري الخيل ، والجواري التي تساق باليد والقوة العضلية ، واختفت معها جواري الحمير والجمال .

وأصبح بمقدور المواطن السفر بالتاكسي أو الباصات بكل يسر
متى شاء وفي أي ساعة

وهنا لن ننسى الشيخ العدني الجليل :
*سالم علي عبده أول من أدخل الباصات الكبيرة*
إلى عدن ، وكانت حركتها بين المدن منظمة ومريحة
ورخيصة الاجرة.

الوطن تراث وفن...

عدن أم العالم أجمع..
*والرائع دائما رائع*
منقوووووول لحضراتكم .