منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   أخبار اليمن السعيد (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb5/)
-   -   ملوك حمير (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb37873/)

ابو الحسين الطاهري 05-18-2014 10:18 PM

ملوك حمير
 
ملوك اليمن
قال أبو محمد: كان يعرب بن قحطان صار إلى*اليمن*في ولده وأقام بها وهو أول من نطق بالعربية من ولد آدم وأول من حياه ولده بتحية الملوك: "أبيت اللعن وأنعم صباحاً"، واليمن كلها من ولده. وولد ليعرب يشجب بن يعرب وولد ليشجب سبأ بن يشجب، وكانت الملوك في ولده، ويقال: إنه سمي سبأ لأنه أول من سبى السبي من ولد قحطان، فأول الملوك من ولده*حمير*بن سبأ ملك حتى مات هرماً، ولم يزل الملك في ولد*حمير*لا يعد وملكهم*اليمن*ولا يغزو أحد منهم حتى مضت قرون وصار الملك إلى الحرث الرايش.
الحرث الرايش
وكان الحرث أول من غزا منهم وأصاب الغنائم وادخلها اليمن، وبين الرايش وبين*حمير*خمسة عشر أبا فيما يقال، وسمي الرايش لأنه أدخل*اليمن*الغنائم والأموال والسبى فراش الناس، وفي عصره مات لقمان صاحب النسور، ولقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إلى الحرم ليستسقي لها، فخير بقاء سبع بقرات سمر من أظب أو عفر في جبل وعر لا يحسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك منها نسر خلف من بعده نسر، فاختار أعمار النسور، فكان آخر نسوره لبد وقد ذكرته الشعراء، قال النابغة:

أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا * أخنى عليها الذي أخنى على لبد.


وقال لبيد بن ربيعة العامري:

لما رأى لبد النسور تطايرت * رفع القوادم كالفقير الأعزل.



والشعراء تنسبه إلى عاد، ويقال إنه عمر ألفي سنة وأربعمائة ونيفاً وخمسين سنسة، وكان أقصى أثر الرايش في غزوته الأول الهند، ثم غزا بعد ذلك الترك بأذربيجان وما يليها وسبى الذرية، ثم أقبل وقد ذكر الرايش نبينا صلى الله عليه وسلم في شعر له ذكر فيه من يملك منهم ومن غيرهم، فقال:

ويملك بعدهم رجل عظيم * نبي لا يرخص في الحرام.



يسمى أحمداً يا ليت أني * أعمر بعد مخرجه بعام.


وكان ملكه مائة سنة وخمسا وعشرين سنة.

أبرهة بن الرايش
ثم ملك بعده ابنه أبرهة بن الرايش، وكان يقال له: ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع وكان ملكه مائة وثلاثاً وثمانين سنة.
أفريقيس بن أبرهة
ثم ملك بعده ابنه أفرقيس بن أبرهة بن الرايش، فغزا نحو المغرب في أرض بربر حتى انتهى إلى طنجة، ونقل البربر من أرض فلسطين ومصر والساحل إلى مساكنهم اليوم وكانت البربر بقية من قتل يوشع بن نون، وأفريقيس هو الذي بنى أفريقية وبه سميت، وكان ملكه مائة وأربعاً وستين سنة.

العبد بن أبرهة
ثم ملك بعده أخوه العبد بن أبرهة وهو ذو الأذعار سمي بذلك لأنه غزا بلاد النسناس، فقتل منهم مقتلة عظيمة ورجع إلى*اليمن*من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم، فذعر الناس منهم فسمي ذا الأذعار، وكان هذا في حياة أبيه، فلما ملك أصابه الفالج فذهب شقه قبل غزوه، وكان ملكه خمساً وعشرين سنة.

هداد بن شرحبيل
ثم ملك بعده هداد بن شرحبيل بن عمرو بن الرايش، وهو أبو بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام، ويقال: إنه نكح امرأة من الجن فولدت له بلقيس، فلم يلبث إلا يسيراً حتى هلك، فلما حضرته الوفاة جعل الملك لها بعده.

بلقيس
فلما ملكت بلقيس وكانت من أجمل الناس في زمانها وأعقلهم وأحزمهم، فكان من أمرها وأمر سليمان عليه السلام ما قصه الله عز وجل في كتابه ويقال: إن سليمان تزوجها فولدت له داود بن سليمان ومات في حياة أبيه، ويقال: بل تزوجها رجل من المقاول وسرحها إلى ملكها، وكان يأتي*بلدها في كل شهر، ويقال: إن مدة سليمان كانت في ملكه أربعين سنة، ويقال: أربعاً وعشرين سنة، وماتت بلقيس بعده بمدة يسيرة.

ياسر بن عمرو
ثم ملك بعدها ياسر بن عمرو بن يعفر بن عمرو بن شرحبيل، ويعرف بياسر النعم لإنعامه على الناس ورد الملك إليهم بعد سليمان عليه السلام، وكان شديد السلطان قوياً في أمره، وخرج غازياً نحو المغرب حتى أتى وادي الرمل الجاري، فوجه جيشاً في الرمل فهلكوا فيه ولم يعد منهم أحد فأمر بصنم نحاس فعمل وكتب عليه بالمسند: ليس ورائي مذهب ورجع، وكان ملكه خمساً وثمانين سنة.

شمر بن أفريقيس
ثم ملك بعده شمر بن أفريقيس بن أبرهة بن الرايش، وهو الذي يدعي شمر يرعش وذلك لارتعاش كان به، وخرج في جيش عظيم حتى دخل أرض العراق ثم توجه يريد الصين، فأخذ على طريق فارس وسجستان خراسان فافتتح المدائن والقلاع وقتل وسبى ودخل مدينة الصغد فهدمها فسميت شمركند أي شمر أخربها وأعربها الناس فقالوا: سمرقند، ثم عاد وكان ملكه مائة وسبعاً وثلاثين سنة.

الأقرن بن شمر
ثم ملك بعده ابنه الأقرن بن شمر يرعش فغزا بلاد الروم وكان أهلها يومئذ يعبدون الأوثان ووغل فيها حتى بلغ وادي الياقوت فمات قبل أن يدخله، ودفن هناك وكان ملكه ثلاثاً وخمسين سنة.

تبع بن الأقرن

ثم ملك بعده ابنه تبع بن الأقرن بن شمر يرعش وهو تبع الأكبر، وأول التبابعة، فأقام عشرين سنة لا يغزو، وأتاه عن الترك ما كرهه فسار إليهم على جبلي طيء ثم على الأنبار، وهو الطريق الذي سلكه الرايش فلقيهم في حد أذربيجان فهزمهم وسبى ورجع، ثم غزا الصين ثم رجع، وخلف بالتبت جيشاً عظيماً فأعقابهم بالتبت يعرفون ذلك، وتبع هذا هو القائل:

منع البقاء تقلب الشمس * وطلوعها من حيث لا تمسي.



وطلوعها بيضاء صافية * وغروبها صفراء كالورس.



تجري على كبد السماء كما * يجري حمام الموت في النفس.



اليوم نعلم ما يجيء به * ومضى بفصل قضائه أمس.


وبعض الرواة يذكرون أن هذا الشعر لأسقف نجران، وكان ملكه مائة وستين سنة.

كليكرب بن تبع الأكبر

ثم ملك بعده كليكرب بن تبع الأكبر، وكان ضعيفاً صغير الهمة لم يغز حتى مات، وكان ملكه خمساً وثلاثين سنة.

تبع بن كليكرب
ثم ملك بعده ولده تبع بن كليكرب وهو أسعد أبو كرب وهو تبع الأوسط، فأكثر الغزو ولم يدع سلكه آباؤه إلا سلكه، وكان يغزو بالنجوم ويسير بها ويمضي أموره بدلالتها، وطالت مدته واشتدت وطأته وملته*حمير*وثقل عليهم ما كان يأخذهم به من الغزو، فسألوا ابنه حسان بن تبع أن يمالئهم على قتله ويملكوه فأبى ذلك عليهم فقتلوه ثم ندموا على قتله، فاختلفوا فيمن يملكون بعده حتى اضطرتهم الأمور إلى أن يملكوا ابنه حساناً، فملكوه وأخذوا عليه موثقاً أن لا يؤاخذهم بما كان منهم في أبيه، ويقال: إن تبعاً هذا هو الذي آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:

شهدت على أحمد أنه * رسول من الله باري النسم.



فلو مد عمري إلى عمره * لكنت وزيراً له وابن عم.


وأنه هو كسا البيت ويقال بل تبع الآخر فعل ذلك، وكان ملك تبع الأوسط ثلاثمائة وعشرين سنة.

حسان بن تبع
ثم تبع ملك ابنه حستن بن تبع وهو الذي بعث إلى جديس باليمامة فأبادها، وكانت طسم وجديس تنزل اليمامة، وكان لها ملك من طسم قد ساءت سيرته وكانوا لا يزوجون امرأة من جديس إلا بعث بها إليه ليلة إهدائها، فافترعها قبل زوجها، فوثبت جديس على طسم وهي غارة، فقتلت منها مقتلة عظيمة وقتلت ذلك الملك، ومضى رجل من طمس إلى حسان بن تبع يستصرخه فوجه حسان جيشاً إلى اليمامة، واسم اليمامة يومئذ جو وبها امرأة قال لها اليمامة تبصر الركب من مسيرة ثلاثة أيام وباسمها سميت جو اليمامة، فلما خافوا أن تبصرهم قطعوا الشجر وجعل كل رجل منهم بين يديه شجرة، فنظرت اليمامة فقالت: يا معشر جديس، لقد سار إليكم الشجر ولقد أتتكم حمير! قالوا: ما ذاك? قالت: أرى في الشجر رجلاً معه كتف يأكلها أو نعل يخصمها فكذبوها فصبحتمحمير*و أوقعت بهم وقعة أفنتهم. إلا يسيراً، وقد ذكرت الشعراء قصة المرأة، قال الأعشى:

ما نظرت ذات أسفار كما نظرت * يوماً ولا نظر الدبي إذ شجعا.



قالت أرى رجلاً في كفه كتف * أو يخصف النعل لهفي إنه صنعا.



فكذبوها بما قالت فصبحهم * ذو آل حسان يزجي السم والسلعا.



فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم * وهدموا يافع البنيان فاتضعا.


ولم يزل حسان بن تبع يتجنى على قتلة أبيه فقتلهم واحداً واحداً وأخذهم بالغزو واشتد عليهم، فأتوا أخاه عمرو بن تبع فبايعهم وبايعوه على قتل أخيه وتمليكه بعده خلا رجلاً من أشرافهم يقال*له ذو رعين فإنه نهاه عن ذلك وحذره سوء العاقبة. وأعلمه أنه إن فعل ذلك منع منه النوم، فلم يقبل منه، فقتل أخاه حساناً.

عمرو بن تبع
وملك عمرو بن تبع فمنع منه النوم فشكا ذلك فقيل له إن النوم لا يأتيك أو تقتل قتلة أخيك، فنادى في جميع أهل مملكته، إن الملك يريد أن يعهد عهداً غداً، فاجتمعوا وأقام لهم الرجال وقعد في مجلس الملك، ثم أمرهم أن يدخلوا خمسة خمسة وعشرة عشرة، فغذا دخلوا عدل بهم فقتلوا حتى أتى على عامة القوم، وأدخل ذو رعين فلما رآه أذكره ما كان قال له أنشد شعراً له يقول فيه:

ألا من يشتري سهراً بنوم * سعيد من يبيت قرير عين.



فإن تك*حمير*غدرت وخانت * فمعذرة الإله لذي رعين.


فأمر بتخليته وأكرمه وقربه واختصه، فاضطربت عليه أموره وترك الغزو فسمي موثبان لقعوده، والوثاب: الفراش، أرادوا به لزم الفراش. وفي ملكه تزوج عمرو بن حجر الكندي جد امرئ القيس الشاعر بنت حسان بن تبع فولدت له الحرث بن عمرو بن حجر، وكان عمرو بن حجر سيد كندة وكان يخدم أباها حسان بن تبع، وفي زمانه انتقل عمرو بن عامر مزيقياء وولده ومن اتبعه من أرضاليمن*حين أحس بسيل العرم، وعمرو بن عامر أخو خزاعة وأبو الأوس والخزرج، وكان ملكه ثلاثاً وثلاثين سنة.

عبد كلال بن مثوب
ثم ملك بعده عبد كلال بن مثوب، وكان مؤمناً على دين عيسى عليه السلام، ويسر إيمانه، وكان ملكه أربعاً وسبعين سنة.

تبع بن حسان

ثم ملك بعده تبع بن حسان بن تبع بن كليكرب بن تبع بن الأقرن، وهو تبع الأصغر آخر التبابعة وكان مهيباً فبعث ابن أخته الحرث بن عمرو بن حجر الكندي وهو جد امرئ القيس الشاعر إلى معد وملكه عليهم، وسار إلى الشام وملوكها غسان فأعطته المقادة واعتذروا من دخولهم إلى النصرانية، وصاروا إلى ابن أخته الحرث بن عمرو وهو بالمشقر من ناحية هجر فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى يثرب ممن خرج مع عمرو بن عامر مزيقياء، وخالفوا اليهود بيثرب فشكوا اليهود وذكروا سوء مجاورتهم لهم ونقضهم الشرط الذي شرطوه لهم عند نزولهم ومتوا إليه بالرحم، فأحفظه ذلك فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد وبعث إلى اليهود، فقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلاً صبراً، وأراد إخرابها فقال إليه رجل من اليهود قد أتت له مائتان وخمسون سنة فقال له: أيها الملك لا تقبل على الغضب ولا تقبل قول الزور، وامرك أعظم من أن يطير برق أو تسرع بك لجاج، وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية، قال: ولم? قال: لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل يخرج من عند هذه البنية يعني البيت الحرام فكف تبع عن ذلك ومضى يريد مكة ومعه هذا اليهودي ورجل آخر من اليهود عالم وهما: الحبران فأتى مكة وكسا البيت وأطعم الناس وهو القائل:

فكسونا البيت الذي حرم الله * ملاء معضدا وبرودا.


ويقول قوم: إن قائل هذا هو تبع الأوسط، ثم رجع إلى*اليمن*ومعه الحبران وقد دان بدينهما وآمن بموسى وما نزل في التوراة، وبلغ ذلك أهل*اليمن*فاختلفوا عيه وامتنعوا من متابعته على دينه فحاكمهم إلى النار بأن دخلها الحبران وقوم منهم فأحرقتهم، وسلم الحبران والتوراة فانقادوا له وتابعوه، فبذلك دخلت اليهودية اليمن. وتبع هذا هو الذي عقد الحلف بين*اليمن*وربيعة وكان ملكه ثمانياً وسبعين سنة.

مرئد بن عبد كلال
وهو أخو تبع لأمه وكان ذا رأي وبأس وجود، وبعد فرق ملك*حمير*فلم يعد ملكهم*اليمن*وأهلها وكان ملكه إحدى وأربعين سنة.

وليعة بن مرثد
ثم ملك بعده ولده وليعة بن مرثد، وكان عاقلاً حسن التدبير وكان ملكه سبعاً وثلاثين سنة.

أبرهة بن الصباح
ثم ملك أبرهة بن الصباح وكان عالماً جواداً، وكان يعلم أن الملك كائن في بني النضر بن كنانة، وكان يكرم معداً، وملك ثلاثاً وسبعين سنة.

حسان بن عمرو بن تبع
ثم ملك حسان بن عمرو، وهو الذي أتاه خالد بن جعفر بن كلاب العامري في أسارى قومه، فأطلقهم ومدحه خالد وكان ملكه سبعاً وخمسين سنة.

ذو شناتر
ثم ملك بعده رجل ليس من أهل بيت الملك، ولكنه من أبناء المقاول يقال له: ذو شناتر، وكان غليظاً فظاً قتالاً ولا يسمع بغلام قد نشأ من أبناء الملوك إلا بعث إليه فأفسده، وأنه بعث إلى غلام منهم يقال له: ذو نواس، وكانت له ذؤابتان تنوسان على عاتقه بها سمي ذا نواس فأدخل عليه ومعه سكين لطيفة فلما دنا منه يريده على الفاحشة شق بطنه واحتز رأسه، وكان ملك ذي شناتر سبعاً وعشرين سنة.
ذو نواس
ولما بلغ*حمير*ما فعل ذو نواس قالوا: ما نرى أحداً هو أحمق بهذا الأمر منه، إذ أراحنا منه، فملكوا ذا نواس وهو صاحب الأخدود الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وكان على اليهودية، فبلغه عن أهل نجران أنهم قد دخلوا في النصرانية برجل أتاهم من قبل آل جفنة*ملوك*غسان، فعلمهم إياها فسار إليهم بنفسه حتى عرضهم على أخاديد احتفرها في الأرض وملأها جمراً فمن تابعه على دينه خلى عنه ومن أقام على النصرانية قذفه فيها، حتى أتى بامرأة معها صبي له سبعة أشهر فقال لها: يا أمت امضي علي دينك فلا نار بعدها فرمى بالمرأة وابنها في النار وكف.

ومضى رجل من*اليمن*يقال له ذو ثعلبان في البحر إلى ملك الحبشة وهو على النصرانية فخبره بما فعل ذو نواس بأهل دينه، فكتب ملك الحبشة إلى قيصر يعلمه ذلك ويستأذنه في التوجه إلى اليمن، فكتب إليه يأمره بأن يسير إليها وأعلمه أنه سيظهر عليها وأمره أن يولي ذا ثعلبان أمر قومه ويقيم له ذو نواس وحاربهم فهزموه وقتلوا بشراً كثيراً من أصحابه ومضى منهزماً وهو في أثره حتى أتى البحر فاقتحم فيه فغرق هو وبقية أصحابه، وكان آخر العهد ثم أقام مكانه ذو جدن الحميري فقاتلوه وهزموه أيضاً حتى ألجؤه إلى البحر فاقتحم فيه فغرق ومن تبعه من أصحابه وكان ملك ذي نواس ثمانياً وستين سنة.

ملك الحبشة باليمن
وأقامت الحبشة باليمن مع أبرهة الأشرم وهو الذي أراد هدم الكعبة، فسار إليها ومعه الفيل فأهلك الله جيشه بالطير الأبابيل، ووقعت في جسده الأكلة فحمل إلى*اليمن*فهلك بها، وفي ذلك العصر ولد النبي صلى الله عليه وسلم.

يكسوم بن أبرهة
وملك بعده يكسوم بن أبرهة، وساءت سيرة الحبشة في*اليمن*وركبوا منهم العظائم، فخرج سيف بن ذي يزن حتى أتى كسرى أنوشروان بن قباذ في آخر أيام ملكه، هكذا تقول الأعاجم في سيرها. وأنا أحسبه هرمز بن أنوشروان على ما وجدت في التاريخ. فشكا إليه ما هم فيه من الحبشة وسأله أن يبعث معه جنداً لمحاربتهم، فوجه معه قائداً يقال له وهرز في سبعة آلاف وخمسمائة رجل، فساروا نحوهم في البحر، وسمع أهل*اليمن*بمسيرتهم فأتاهم منهم خلق كثير فحاربوا الحبشة فهزموهم وقتلوهم ومزقوهم، ولم يرجع منهم أحد إلى أرضهم وسبوا نساءهم وذراريهم، واختلفوا في مكث الحبشة في*اليمن*اختلافاً متفاوتاً.

سيف بن ذي يزن
فأقام سيف ملكاً من قبل كسرى يكاتبه ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل، وكان سبب قتله أنه كان اتخذ من أولئك الحبشة خدماً، فخلوا به يوماً وهو في متصيد له فزرقوه بحرابهم فقتلوه، وهربوا في رؤوس الجبال وطلبهم أصحابه فقتلوهم جميعاً، وانتشر الأمر باليمن ولم يملكوا أحداً، غير أن أهل كل ناحية ملكوا عليهم رجلاً من*حمير*فكانوا*ملوك*الطوائف حتى أتى الله بالإسلام، ويقال إنها لم تزل في أيدي*ملوك*فارس، وإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث وباذان عامل أبرويز عليها ومعه قائدان من قواد أبرويز يقال لهما فيروز وذادويه فأسلموا.


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 02:28 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66