منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - الحوثيون والجيش يعدان لمهاجمة مأرب

تلوح جماعة الحوثي الشيعية باقتراب مهاجمة محافظة مأرب الغنية بالنفط بذريعة أنها اصبحت مرتعا للتكفيريين وتجمعات القاعدة في وقت يستعد فيه الجيش اليمني للنزول الى نفس المحافظة واستعادة العتاد العسكري من أيدي القبائل.

وقال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام ان ملسحو الجماعة ليس لديهم خوف من خوض معركة في محافظ مارب. مؤكدا أنه هناك تجمعات للقاعدة والتكفيريين في مأرب بدعم من قيادة حزب "الإصلاح" (إخوان اليمن) ولديهم معسكرات للتدريب.

وفي سياق متصل كشفت مصادر عسكرية عن استعدادات كبيرة، تقوم بها قوات الاحتياط التابعة لوزارة الدفاع اليمنية لمهاجمة قبائل مأرب واستعادة الأسلحة التي سيطر عليها رجال القبائل بعد اعتراضهم كتيبة عسكرية كانت في طريقها الى العاصمة صنعاء.

وافاد عبدالسلام في تصريح لصحيفة السياسة الكويتية "نحن حاليا نناقش مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة في القيام بواجبها في إزالة هذه البؤر الإرهابية، وإلا فإن المواجهة مع تلك العناصر ستكون ممكنة وليس لدينا خوف من خوض معركة ضدها لكن بلادنا بحاجة إلى تحرك وطني واسع للقضاء على الإرهاب في أي مكان من اليمن".

ويرى مراقبون ان جماعة أنصار الله تحاول لهب ورقة مكافحة الارهاب واستشراء وجود تنظيم القاعدة في مأرب للدخزل بقوة السلاح والاستفادة من الثروات النفطية للمحافظة، الى جانب التنسيق مع الرئاسة اليمنية والجيش لبدء الهجوم واستعادة العتاد المنهوب.

وأصدرت اللجنة الأمنية العليا، والتي يرأسها هادي، في وقت سابق بيانا شديد اللهجة تجاه قبائل مأرب التي اعترضت احدى كتائب الجيش اليمني واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة، مهددة باستخدام القوة لاستعادة السلاح.

ومن جانبه هدد زعيم ميليشيا انصار الله الشيعية اليمنية عبدالملك الحوثي باجتياح محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يرغب انصاره بالسيطرة عليها منذ السيطرة على العاصمة قبل اكثر من ثلاثة أشهر.

وقال عبدالملك الحوثي "حرصنا على عدم ارسال اللجان الشعبية الى مأرب ووقعنا اتفاقا لكن لم تلتزم الدولة بمهامها ولم تلتزم القوى السياسية التي وقعنا معها بمسؤليتها".

وكانت قبائل مأرب قد كشفت في بيان لها عقب اعتراضها للكتيبة العسكرية، إن هناك تنسيق بين قوات الجيش وجماعة الحوثيين للسيطرة على محافظة مأرب النفطية والغازية التي تحشد الجماعة إلى تخومها منذ ثلاثة أشهر لاقتحام المحافظة.

وقال خبراء إن موقع محافظة مأرب اليمنية، وتربعها على العرش النفطي، شرقي البلاد، أوقعها في فخ أطماع جماعة الحوثي، التي تسعى جاهدة الى بسط هيمنتها لكن في انتظار الساعة الصفر والتنسيق مع الجيش للهجوم.

وأكد هؤلاء أن رضوخ الرئيس اليمين لاملاءات الحوثيين أضعف مؤسسات الدولة المتراخية امام مد أنصار الله، وقزم من دور المؤسسة العسكرية.

وأعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تعيين ضابط موالٍ للحوثيين العقيد الركن زكريا يحيى محمد الشامي في منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني، في خطوة وصفها مراقبون بأنها سترفع من قدرة أنصار الله على الوصول إلى مناصب النفوذ داخل أجهزة الدولة.

ويرى متابعون أن التماسك القبلي في مأرب حال دون سيطرة الحوثيين على الأرض، وشكل تمركز القبائل، حاجزا قويا في وجه تغوّل جماعة أنصار الله، وقطع الطريق عليها، خاصة أنه من بين من بين مبررات سيطرتها على المدن هي حمايتها في ظل ضعف تواجد الدولة.