منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

جثوت أمامها متوسلاً بأن تمنحني إبنها كي أجعل منه رفيقاً لدربي ، أستعين به على عوائد الزمان ، واستخدمه كعصا اهُش به على أحزاني التي تجتاحني ، ويكون لي بسمة أرسمها مُتصنّعاً كي يفرح بها غيري ...

باءت مُحاولاتي بالفشل ، ولم تنفع معها حيلتي بتاتاً ، أتخذت لي مخدعاً يقابل هيكلها وما إن يخلو ذلك الهيكل مِن مَن يدخلون عليها لتمنحهم نفسها فيُنكلِّون بها حتى أبُادر بالدخول إليها في هيكلها لأجدها عارية تماماً إلا من الحياء الذي تقابلني به والتمنُّع الذي القاه منها ...

جميع من تهبهم نفسها يصفونها بالإغراء والإغواء ليقولون عنها عاهرة بعد أن يعيثون في جسدها خراباً ، كُل ذلك يحدث بعد توسلاتهم الحمقاء لترضخ لتلك التوسلات بدافع الشفقة ...

في كُل ولوج لي لهيكلها مُستمتعاً بذلك العُري الذي أشتهيه دائماً ، أجثو أمامها باكياً لتغرق معي في نهر من الدموع ، اقوم بلثم قدميها تقبيلاً لتجثو أمامي في مُحاولة يائسة لرفع رأسي لترى ذلك النهر المُتدفق من الدموع الذي يلتقي بنزيف قلبي ...
تتشابك الأيدي لتتعانق الأرواح بتعانق الأجساد ، كان ذلك الإبن يرقبنا من خلف أحد الأبواب ، علاقتي بها لا تُشبه تلك العلاقات التي تُمارسها مع الغير ، ولذا كان الإبن يتوق لمُرافقتي لثقته أن علاقتي مع امُه علاقة لاتشوبها شائبة ، ولا يُعكّر صفوها هاجس من تلك الهواجس التي ترواد الكثير مِن مَن تقع نظراتهم عليها لأول وهلة ...

أول مرّة أراها تبكي ، أدركت أن ذلك البُكاء يعني الفُراق ، صوّتت لذلك الإبن الذي يقف خلف الباب ليأتي صوبنا وبدلاً من الإرتماء في أحضان امُه إذا به يعانقني ويتعلق في عنقي بعد أن نهضت من ركوعي أمام امُه ...

هو لك وأوصيك به خيراً ، أثق بك وفيك بأنك لن تقسو عليه أبداً ، وسوف يكون لك عبداً مُطيعاً مادمت تستخدمه إستخداماً لا يُسيئ إلى أحد ، ولا يساعد في هدم حياة الغير ، فهو لك ...

كانت تلك كلماتها لي ...

غادرتُ هيكلها صوب مخدعي لأحزم فيه امتعتي لتبدأ رحلتي برفقة ذلك الإبن , وفي كل مكان ننزل به نجد آثاراً لتلك الأم ونّشْتم عبقها في كل مكان نذهب إليه ...

هل عرفتم من تكون تلك المرأة وذلك الإبن ؟؟؟

إنها الكلمة والحرف هو ذلك الإبن ...

7 /4/2011م

>> من إرشيفي <<