ببطء وتوسل تمتد رجاءات الوجوه المسافرة على قيثارة الحياة عازفة لحن الخشوع بين ذؤابتَي يأس الرجوع ورمادية المرتحَل
فارشة غزْل المشاعر على ارض الوداع وذارفة ازلية الخطى على بُسُط المغيب تمارس التجديف على امواج كينونتها الغاربة
في عمق سديم النشأة الاولى تلك الصعقة العُليا التي نزفت على مهلها تاريخنا الارضي ونبتت على فيضانها معالم الاسراء في
هيكل الكون وقافية الاصغاء لترنيمة الوجود فتنبثق فحولة الزمن في صلب الحياة ويولد مسخٌ يقيم على منابر الاسفار حديث
الفصول ليستمطر الاوراق من غابة الاهات المتثائبة في انتظار مرور قطار الفجر واسراب نوارس تحمل انباء عن ديمومة الاحتضار..

وعلى نهر من الانجراف نحو انكسارات الانا تبدلت في مساقطها تراتيل مياه الارتواء ليدندن العطش بروية في مآتم الاتقياء وتسير
في صمتها نسائم المنفى عاشقة توحدها تمارس نظرة مختلسة على دماء الحرف المنثور على جسد المساء...

ذينك الليل الذي عبر تحت جنح القمر العاري وخجل النجوم تراقصه ابتسامات السماء كان حلما متهالك الاضلاع كخيمة
الفقراء في غضب العراء لم يواري العري في حفلة المشاعر الجانحة في خطيئتها منذ انشقاق الارض عن حضن السماء
ومنذ تاه آدم عن حبيبته وحتى قبل انفجار دموع اللقاء ولكنه ورغما عن مكابرته غاصت على استحياء في بركة الاحزان
قدماه واسلم لماساتي مقاليده لتهب بعد خشوعه صلوات مرتحلي الى مغارة الوجدان الصدئة لطول هجر وصد مفتعل من فاعلة
تحمل لقب البركان الآثم تمتهن افاعيل البحر الهادئ ، اغراء في العمق ومنفى ابدي على الشاطئ ، وخاتمة مدفونة تحت
رمال الحب المصلوب على اطراف جدائلها..



****************



سام