الشيخ اللحيدان ينتقد الملك السعودي ويقول انه لم يشاورهم في القرارات الاخيرة !
 

http://www.middle-east-online.com/me...rs/caption.gifhttp://www.middle-east-online.com/me...8256_saudi.jpgاللحيدان يدشن مرحلة جديدة عنوانها: الصراع
http://www.middle-east-online.com/me...s/captionb.gif

الرياض ـ وجه الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء انتقاداً نادراً للعاهل السعودي عقب قراره منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية وحق التعيين في مجلس الشورى.
ونفى اللحيدان لقناة "المجد" الفضائية علمه بقرار الملك عبدالله قبل صدوره، قائلاً "كان بودي لو أن ولي الأمر لم يقل إنه شاور هيئة كبار العلماء أو بعضهم".
وأضاف إنه كان الأولى بالملك أن يقدم قراره على أنه رأيه هو وأن يطالب من يرى التحريم حجته لا أن ينسب القرار إلى رأي أحد من كبار العلماء.
وأكد اللحيدان إنه أقدم عضو في الهيئة ورغم ذلك فإنه لم يستشر بخصوص توجهات الملك الجديدة على الإطلاق.
وقال "بالنسبة لي لم أعلم بأي شيء يتعلق بقرار الملك قبل سماعي لكلمته" التي أعلن فيها القرار.
ويعارض اللحيدان انتخابات مجلس الشورى من حيث المبدأ ويقول إنها تعني "الانتقاص من أهلية ولي الأمر للولاية".
ويقول إن الشورى هي من صلاحيات الملك ولا تكون بترشيح من الناس.
ويتابع "الأصل أن ولي الأمر لا يفرض عليه أناس يستشيرهم ولا يحل ذلك، فإذا كان وضع ولي الأمر أنه يحتاج إلى من يفرض عليه فمعنى ذلك أنه ليس أهلاً للولاية".
ويرى مراقبون إن تصريحات اللحيدان تعني تدشين مرحلة جديدة في العلاقة بين المؤسسة الدينية السعودية والسلطة عنوانها الصراع.
ويتوقع المراقبون أن يؤدي غضب القصر من انتقادات اللحيدان إلى مجموعة من القرارات الهادفة إلى الإطاحة برموز المؤسسة الدينية وإنهاء نفوذها الواسع في الدولة والمجتمع.
وكانت "ميدل ايست أونلاين" توقعت تفجر العلاقة بين الأجنحة المتشددة في النظام والخط الإصلاحي المنفتح الذي يقوده الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأشارت "ميدل ايست أونلاين" في تقرير لها الخميس إلى ان هناك امتعاضاً في أوساط القضاة الإسلاميين المتشددين من خطط الملك عبد الله لمنح المرأة المزيد من الحقوق.
وكان الملك عبد الله أعلن عن منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية التي بدأت انتخاباتها الخميس وكذلك التعيين في مجلس الشورى.
ويرى الكثير من السعوديين ان ذلك القرار سيدعم موقف المرأة في حصولها على حق قيادة السيارة والعمل في مجالات مختلفة تعاني من اقصائها منها.
لكن حكماً بجلد فتاة عشرينية لقيادتها السيارة، أثار القلق مجدداً من أن داخل المؤسسات الدينية من يريد تعطيل الخطط الملكية.
ولم يخفف تدخل العاهل السعودي لايقاف هذا الحكم واعادته للنقض من تساؤلات قطاعات كبيرة داخل المجتمع.
ويعرب كثيرون عن قلقهم من أن يقلب تعنت التيارات الإسلامية المتشددة القرارات الملكية الجديدة المنحازة للتحديث إلى قرارات تقصي المرأة عن المشاركة في الحكم.
وأثار قرار القاضي عبد المجيد اللحيدان بجلد الفتاة الغضب في الشارع السعودي.
وطرح سعوديون في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك تساؤلات حول مغزى صدور أحكام قاسية تستدعي تدخل الملك لتصحيحها، كما حصل في قضية فتاة القطيف او تفريق الأزواج في شمال المملكة او قضية شيماء جستنية في جدة وغيرها من الأحكام التي أثارت استياء الرأي العام. وينتظر السعوديون ان تسارع الحكومة السعودية بمعونة من مجلس الشورى إلى تمرير مشاريع قانونية تسمح بقيادة المرأة للسيارة. كما يأمل السعوديون في أن يسهم حضور المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية في الجهود المبذولة لرفع سقف الحريات في المملكة.

بقلم: عبدالعزيز الخميس

حينما يتحرك رجل الدين ومعه اقتناعه بأنه الذي يقرر مصائر البشر وحياتهم وتفاصيل عيشهم. حينها يتسلل الخوف اليك لأن شعور رجل الدين بأنه على حق ومخالفيه على باطل هو الذي ادى ويؤدي الى نكسات تصيب الأمم. ورجل الدين المتسامح المطلع على حاجات شعبه ومرافق لتطلعاته هو من يتربع في قلوب مواطنيه لا المصادم لهم في حقوقهم.
في داخل بعض رجال الدين ديكتاتور يلبس قناعا مقدسا يعتقد انه يرى ما لا يراه غيره. ويستغرب حين يخالفه أحد فهو اقرب منك للنص المقدس وانت ابعد منه عن الحقيقة المطلقة.
وما يزيد خشيتك ورعبك هو ان رجل الدين هذا لا يرى فيك ندا له في الرأي، ولا تستحق عنده سوى ان تقاد حسب قراره. وان كان يخشى من السياسي فهو يستعمل عصاه ويندهش انه لم يشرك في القرار معتمدا على ان الدولة شركة يملك فيها ما يملك السياسي، لذا يخرج الشيخ صالح اللحيدان وعلامات التعجب تملأ وجهه: لماذا لم يستشار في مشاركة المرأة في الحياة السياسية السعودية (ان كان هناك حياة كاملة).
ينسى الرجل انه ان استشير فجوابه معروف وهو اعادة البلاد الى الوراء. ينسى ان لنا ذاكرة فهو من حرض على عدم دمج تعليم البنات والبنين في وزارة واحدة.
ان استشير ابن لحيدان فماذا سيقول، اكاد اجزم اننا جميعا نعرف ما سيقول وهو الشخص الوحيد في السعودية الذي لن تعمل عقلك في معرفة رأيه. المرأة لديه مكانها المنزل. وكأن نسائنا تائهات في الشوارع. لا يريد لها العمل ولا المساهمة في الحياة السياسية التي تبدو قاصرة والسبب هي فتاواه واحكامه القاسية في الستينات والسبعينات حينما اطيح برؤوس لأنها معارضة.
لو ازاح ابن لحيدان هيبته الدينية وعصاه الفقهية ووقف دون ان تكون قيدومه لاءه الصارمة وتحدث مع امرأة سعودية تحتاج ان تعمل او ان توصل ابنائها لمدرسة او مستشفى، هل سيشعر بحاجة نساء وطنه. أشك في ذلك. فالمرأة عليها ان تقر في بيتها في انتظار الرجل. هذا الرجل المسكين الذي لم يعد قوته اليومي يكفي عائلته فبادرت امرأته لمساعدته.
لماذا يقف بعض رجال الدين ومنهم اللحيدان امام التقدم ضمن الاطر الدينية السمحة السامية. السبب في رأيي وبصراحة ودون وجل او خوف من ابناء تنظيمه من قضاة وهيئات ورموز، ان المرأة لو خرجت لتمارس شؤونها كما كانت في وقت المصطفى صلى الله عليه وسلم لفقد تنظيمه الديني سطوته ولخسر اخر اوراقه التي يكافح ويناضل هو وجماعته بها ضد السياسي والمواطن، ألا وهي المرأة وحقوقها.
سيشعر الشعب انه وبقبوله بحريات ناقصة قد غدر به من قبل محتكري الحقيقة.
عقود من التأجيل والرفض لوجود الأم والأخت والابنة في موقعها الطبيعي. ليس موقع الاسفاف والفساد الاخلاقي، بل موقع المرأة حرة المشاركة في بناء وطنها والتي لا يلهيها القشور التي يصبغها الديني المأزوم كي يمارس عليها سلطته.
حينما يقع المجتمع رهينة بين رجل دين متطرف ليس عن قناعة بل عن حاجة، وبين سياسي يساعده رجل الدين في احكام السيطرة، فأن مثل هذا المجتمع لن يتطور.
وحين بدأ السياسي في تقديم اقل الايمان لنساء شعبه لأنه يعرف حجم التناقضات والغليان الشعبي، يتوجه الديني المأزوم لتأزيم الوضع ويبحث عن نقاط يكسبها بعد خسارته الكبيرة، فيصدر ابن لحيدان اخر حكما بجلد فتاة دون ان يراعي ان الجلد يطبق في حالات معينة. لكن ماذا عن استنهاض التنظيم ونصرة الرفاق؟
حان الوقت لازاحة التنظيم "اللحيداني" عن الطريق الوطني. يحق لهذا التنظيم ان يتحدث وبحرية ويقول رأيه وينادي بما يريد ضمن قانون يسمح لغيره من التيارات في ان تشارك في صياغة حياة سياسية حرة يختار فيها الشعب السعودي ما يريد دون ان ينتظر كليبات اية الله صالح اللحيدان كما انتظر الشعب الايراني كاسيتات الخميني ودفع ثمنها حريات كثيرة.
السعودية اليوم ليست حكرا على رأي واحد لو نظر اللحيدان الى من حوله لوجد شباب وشابات لديهم نظرة مختلفة عنه. فلماذا يقف امامهم بآرائه التي تحتكر حقهم في بلد أجمل متعدد الثقافات مصون الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولكي يبقى السياسي عليه ان يعلم جيدا ان الزمن الجديد وبعد الربيع العربي لا ينتظر ولن يقبل بخريف مأزوم متطرف يصادر الحريات ويستأثر بالرأي ويبخس الشعب حقوقه الكاملة.
هذا الوطن ليس ملكا لرجل الدين ولا للسياسي هو ملك للشعب الذي يحق له ان يقرر مستقبله دون انتظار هذا او ذاك. عبد العزيز الخميس على تويتر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ