منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   الأخبار العربية والعالمية (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb6/)
-   -   قصة استرداد عاصمة الدولة على لسان المؤسس عبدالعزيز ال سعود (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb29899/)

جار القمر 09-22-2013 10:26 PM

قصة استرداد عاصمة الدولة على لسان المؤسس عبدالعزيز ال سعود
 
[align=center]




صحيفة المرصد:

بعد محاولة لم يكتب لها النجاح عام 1901 لاسترداد الرياض من قبل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، حيث إنه منذ غادر الرياض عام 1890 ظل يفكر ويخطط للعودة إليها وإعادة تأسيس الدولة السعودية، فإن هذه المحاولة زادته إصرارا على العودة مرة أخرى، حيث قاد الملك عبد العزيز عام 1902 مجموعة من أفراد أسرته ورجاله متجها بهم من الكويت إلى أطراف الأحساء، وقام بعدد من التحركات الناجحة بقصد تكوين قوة كافية لاسترداد الرياض، وانضم إليه أثناءها بعض من أفراد القبائل في المنطقة تجاوز عددهم الألفين خلال فترة امتدت لنحو أربعة أشهر. إلا أنه نظرا لمضايقة الدولة العثمانية له ولأتباعه انفض عنه الكثير منهم، ولم يبق معه إلا ثلاثة وستون رجلا من أقربائه ورجاله الذين خرجوا معه من الكويت، ومجموعة مخلصة أخرى انضمت إليه خلال تحركاته التي قام بها أثناء المسيرة التي سبقت دخول الرياض، وانتحى بهذه المجموعة إلى جهات يبرين في سرية تامة استعدادا للزحف إلى الرياض واستردادها. يقول الملك عبد العزيز «تشاورنا مع ربعنا في ما نعمل، فاتفق الرأي على السطو على الرياض، فلربما حصلت لنا فرصة في القلعة نأخذها بسياسة، لأنه في الظاهر كان علينا جواسيس».

وفي هذه الأثناء وصلت الملك عبد العزيز رسالة من والده يدعوه فيها إلى العودة وعدم إكمال مهمته التي ربما تكون خطرا عليه، فقرأ الملك عبد العزيز رسالة والده ثم نظر إلى أتباعه ورفقاء طريقه وجمعهم حوله، في مشورة انبلج شعاعها منذ بداية الطريق، وقرأ عليهم رسالة والده، ثم قال «لا أزيدكم علما بما نحن فيه (إشارة إلى المعاناة)، وهذا كتاب والدي يدعونا للعودة إلى الكويت قرأته عليكم، أنتم أحرار في ما تتخذونه لأنفسكم، فمن أراد الراحة ولقاء أهله فإلى يساري إلى يساري»، لكن رفقاء الطريق جميعهم تواثبوا إلى يمينه، وأعلنوا قرارهم التاريخي بأن يصحبوه حتى يتحقق الأمر الذي يقصده، وعندئذ التفت الملك عبد العزيز إلى مبعوث والده، وقال «سلم على الإمام وخبره بما رأيت، واسأله الدعاء لنا، وقل له موعدنا إن شاء الله في الرياض».

اضطر الملك عبد العزيز نتيجة لمضايقة الدولة العثمانية والمخاطر التي أحدقت به أن يتبع سياسة التخفي، وأن يقيم مع رجاله الثلاثة والستين في أطراف الربع الخالي حتى تنصرف الأنظار عنه وعن مهمته. يقول الملك عبد العزيز «أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي، ولم يدر أحد عنا أين كنا، فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان، ثم سرنا إلى العارض».

بدأ الملك عبد العزيز في تنفيذ خطته لاسترداد الرياض في الحادي والعشرين من شهر رمضان، ووصل مع رجاله إلى مورد «أبو جفان» يوم عيد الفطر، ثم ساروا منه في الثالث من شوال متجهين إلى الرياض، حيث وصلوا ضلع الشقيب (وهو ضلع يقع بجبل أبي غارب جنوب الرياض)، وذلك في الرابع من شوال عام 1319هـ/ الثالث عشر من يناير (كانون الثاني) 1902، وأبقى الملك عبد العزيز بعض رجاله عند الإبل والأمتعة لحراستها، وليكونوا مددا وعونا له لو احتاج إليهم، وزودهم بالتعليمات والأوامر، وكان من تعليماته التي ألقاها إليهم «إذا ارتفعت الشمس - شمس الغد - ولم يأتكم خبرنا فعودوا إلى الكويت وكونوا رسل النعي إلى أبي، وإذا أكرمنا الله بالنصر فسأرسل لكم فارسا يلوح لكم بثوبه إشارة إلى الظفر، ثم تأتوننا».

سار الملك عبد العزيز مع بقية رجاله إلى الرياض على الأقدام.. يقول الملك عبد العزيز «مشينا حتى وصلنا محلا اسمه ضلع الشقيب يبعد عن البلد ساعة ونصف الساعة للرجلى.. هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا، وتركنا عشرين رجلا عند الجيش، والأربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولا غايتنا، ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق». وعلى مشارف الرياض قسم الملك عبد العزيز جيشه إلى قسمين، أبقى القسم الأول بقيادة أخيه الأمير محمد ومعه ثلاثة وثلاثون رجلا في بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض، وتسلل الملك عبد العزيز مع ستة من رجاله للوصول إلى بيت عامل ابن رشيد (عجلان).

كانت خطة الملك عبد العزيز مبنية على مهاجمة عجلان في منزله من دون أن يتعرض الأهالي في المدينة إلى أي أذى، إلا أن الملك عبد العزيز فوجئ بما لم يكن في حسبانه، عندما علم من زوجة عجلان أنه يبيت في حصن المصمك ولا يخرج منه إلا في الصباح، عندها أرسل الملك عبد العزيز في طلب أخيه محمد ورجاله الذين كانوا معه للتشاور في ما يمكن عمله، فتسللوا إلى بيت عجلان واجتمعوا مع الملك عبد العزيز، حيث تشاوروا في تنفيذ خطة الهجوم على المصمك.

وما أبداه الملك عبد العزيز من سرعة بديهة وتغيير في خطة الهجوم والعمل على اقتحام المصمك كشف عن مواهبه وقدراته على التخطيط والتفكير كقائد محنك، وعن عبقرية فذة، وما اتسم به من شجاعة وقوة وعزيمة وحسن تدبير. يقول الملك عبد العزيز «سألتها (أي زوجة عجلان) عن وقت خروج زوجها من الحصن.. قالت إنه لا يخرج إلا بعد ارتفاع الشمس بثلاثة رماح. أخذناها وأبقيناها مع الخدم، ثم أحدثنا فتحة بيننا وبين الدار التي فيها أخي محمد، ودخلوا علينا. كان الليل عندئذ الساعة التاسعة والنصف، والفجر يطلع على الحادية عشرة، فلما اجتمعنا في المحل استقربنا وأكلنا من تمر معنا ونمنا قليلا ثم صلينا الصبح، وجلسنا نفكر ماذا نعمل. قمنا وسألنا الحريم من الذي يفتح الباب للأمير إذا جاء؟ قلن فلانة.. فعرفنا طولها، فألبسنا رجلا منا لباس الحرمة التي تفتح الباب، وقلنا له: استقم عند الباب فإذا دق عجلان فافتح له ليدخل علينا. رتبنا هذا وصعدنا إلى فوق في غرفة فيها فتحة نرى منها باب القصر، وبعد طلوع الشمس فتحوا باب القلعة، وخرج الخدام على العادة إلى أهلهم لأنهم كما ذكرنا أصبحوا حذرين من يوم سطوتنا (هجومنا) الأولى، ثم فتح باب القلعة، وأخرجوا خيولهم وربطوها في مكان واسع، ولما رأينا باب القلعة مفتوحا نزلنا لأجل أن نركض للقلعة وندخل القصر بعد فتح الباب، وبنزولنا خرج الأمير ومعه خدمه قدر عشرة رجاجيل قاصدا بيته الذي نحن فيه، وبعد خروجه أقفل البواب بابه وراح لأسفل القصر وترك الفتحة، وأبقينا نحن عند نزولنا أربعة بواردية، وقلنا: إذا رأيتمونا راكضين فأطلقوا النار على الذين عند باب القصر. فلما ركضنا كان عجلان واقفا عند الخيل، فالتفت إلينا مع رفاقه، ولكن هؤلاء الرفاق ما ثبتوا بل هربوا للقصر، وحينما وصلنا إليه كان الجميع دخلوا ما عدا الأمير عجلان هو وحده، أما أنا فلم يكن معي غير بندقية وهو معه سيفه. رد لي السيف وهو يومئ بالسيف، ووجه السيف ما هو طيب. غطيت وجهي وهجمت بالبندقية فثارت طيحة (سقوط) السيف في الأرض، ويظهر أن البندق أصابت عجلان لكنها لم تقض عليه، فدخل من الفتحة لكني مسكت رجليه فمسك بيديه من داخل ورجلاه بيدي، أما جماعته فقاموا يرموننا بالنار ويضربوننا بالحصى. أيضا ضربني عجلان برجله على شاكلتي (خاصرتي) ضربة قوية، ويظهر أنني غشيت (أغمي علي) من الضربة فأطلقت رجليه فدخل. بغيت (أردت) أن أدخل فأبى عليّ أخوياي (رجالي)، ثم دخل عبد الله بن جلوي والنار تنصب عليه، ثم دخل العشرة الآخرون، وفتحنا الباب على مصراعيه». ودخل الملك عبد العزيز المصمك، واستقبله أهالي الرياض مبايعين له ومسرورين بعودته.

وكان استرداد الرياض اللبنة الأولى في تأسيس المملكة العربية السعودية على مبادئ الشريعة السمحة، وأساسا لما وصلت إليه هذه البلاد من عز وتمكين، وما أفاء الله به عليها من أمن واستقرار.

وإنفاذا لتوجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، فقد قامت الدارة بالعمل على توثيق أسماء الرجال الذين صحبوا الملك عبد العزيز في مسيرته المظفرة لاسترداد الرياض 1902 والتعريف بهم، ونظمت الدارة زيارات ميدانية لعدد من الأسر ذات العلاقة لجمع المعلومات اللازمة، ودراسة ومراجعة المصادر كافة التي ذكرت أسماء الرجال الذين رافقوا الملك عبد العزيز لدخول الرياض سنة 1319هـ، والتي تمثلت في عدد من المصادر المخطوطة والمطبوعة والشفهية.

وفي الثاني والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1999، وخلال احتفال السعودية بمرور مائة عام على دخول الملك عبد العزيز الرياض وانطلاق تأسيس السعودية، وتكريما لهؤلاء الرجال ووفاء لما قاموا به من جهود تاريخية، وجه الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بتكريم هؤلاء الرواد الثلاثة والستين ومنحهم وساما خاصا باسم وسام الرواد يسلم لأسرهم في هذه المناسبة المباركة التي تحتفل فيها البلاد بمرور مائة عام على تأسيسها، وفي ضوء ذلك عملت الدارة على إعداد سيرهم
[/align]


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:16 AM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66