منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - مستوطنون يحرقون مسجد "النورين" في الضفة

أضرم مستوطنون اسرائيليون متطرفون النار امس الاثنين، بمسجد قرية قصرة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد ان حطموا محتوياته وكتبوا على جدرانه شعارات مناوئة للعرب، فيما عمد جنود الاحتلال الى اقتلاع عشرات الأشجار المثمرة لبناء مقطع من جدار الفصل العنصري.
وقالت مصادر فلسطينية ان عددا من المستوطنين الاسرائيليين اقتحموا مسجد النورين في قرية قصرة جنوب نابلس، وحطموا الزجاج الخارجي للمسجد، واشعلوا النار في عدد من الاطارات داخل المسجد، ما ادى الى اشتعال النار في عدد كبير من محتويات المسجد .
وقال مسؤول ملف مقاومة الاستطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس "ان هذا ليس الاعتداء الاول الذى يرتكبه المستوطنون ضد المساجد"، داعيا اللجنة الرباعية بالتدخل لوضع حد لهذه الاعمال .
كما اقدم عشرات المستوطنين على رشق مركبات الفلسطينيين بالقرب من مستوطنة ايتسهار على طريق حوارة ـ نابلس بالحجارة، ما ادى الى تحطيم زجاج عدد من المركبات عرف من بينها باص تابع لشركة باصات بيتا.
وكان مسؤول ملف العمليات الميدانية في منظمة "حاخامين لحقوق الإنسان"، وهي منظمة إسرائيلية حقوقية تراقب اعتداءات المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، قد حذر فجرا عبر رسائل الهواتف المحمولة القصيرة من إمكانية قيام المستوطنين بردود فعل انتقامية بعد قيام جيش الاحتلال بهدم عدة مبان في البؤرة الاستيطانية "مجرون" جنوب شرق رام الله.
وعقب رئيس مجلس المستوطنات داني ديان عقب على هدم المباني بالقول: "ان هذه الفعلة تعتبر وصمة عار على جبين الحكومة قامت بهدم هذه المباني دون صدور امر ملزم من محكمة العدل العليا".
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أدان "التصعيد الاستيطاني" في الضفة الغربية، وقال "إنه يهدف لإحباط التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة فيها".
وأوضح أن "ما قام به المستوطنون من حرق مسجد النورين في قرية قصرة بمحافظة نابلس، وتوسيع مستوطنتي رمات شلومو وراخس شعفاط، واستمرار العمل لإقامة مستوطنة في موقع قصر المفتي (فندق شيبرد) بالقدس، إنما يدل على التصعيد الإسرائيلي الرافض للسلام."
ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المخالفة للقانون الدولي.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، في بيان "ندين وبشدة هذا العمل الإرهابي، وما قام به المستوطنون بإحراقهم مسجد القرية". وحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه "الأعمال الإرهابية" بسبب عدم ملاحقتها لمرتكبي مثل هذه الأعمال في المرات السابقة ومحاسبتهم، وقال"هذه الاعتداءات تؤكد مدى استهتار إسرائيل، وهي القوة المحتلة، بقواعد القانون الدولي".
وأدانت وزارة الخارجية المصرية إحراق مسجد النورين، واصفة العمل بـ"الإجرامي". ونقل الناطق الرسمي باسم الوزارة عمرو رشدي، في تصريح للصحافيين امس، عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو قوله: "إن تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية دون تدخل حاسم من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنعها يمثِّل دليلاً جديداً على مدى استهتارها بالحقوق الثقافية والاجتماعية للفلسطينيين". وأضاف رشدي ان الوزير عمرو حمَّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن توفير الحماية الكاملة لجميع المنشآت الدينية وللمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضمان حقهم في أداء شعائرهم الدينية بحرية تامة.
في الاعتداءات ايضا، اقتلعت قوات الاحتلال الاسرائيلي العديد من أشجار الزيتون في قرية الولجة قضاء بيت لحم. وأفاد شاهد عيان بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل القرية وتمنع دخول أول خروج أي أحد منها، وأعلنتها منطقة أمنية .
وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا أعطت قوات الاحتلال الضوء الاخضر لاستئناف بناء الجدار على أراضي قرية الولجة، رافضة الالتماس الذي تقدم به أهالي القرية، وذلك بحجة أن الضرر الذي يلحقه بأراضي الفلسطينيين ضررا معقولا قياسا بالفائدة "الأمنية" لبناء الجدار.
وقد جاء ذلك رغم صدور بيان عن بعثة الاتحاد الاوروبي الى ان بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله تعبر عن قلقها العميق من الآثار الإنسانية والتبعات السياسية المترتبة على المسار المخطط لجدار الفصل في قرية الولجة.
الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة فلسطينيين من بلدة السموع جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، واقتحمت عدداً من بلدات محافظة الخليل.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الاحتلال داهمت بلدة دورا جنوب الخليل، وفتشت منزل المواطن خالد محمود غنام، وعبثت في محتوياته.
ونصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية، على مدخل مدينه الخليل الشمالي، ومدخل بلدة يطا جنوب المحافظة، وعلى الطريق الرئيس لبلدتي نوبا وبيت كاحل شمال غرب الخليل، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات ركابها.
كما أغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي مداخل بلدتي سوان جنوب القدس المحتلة وبلدة شوفة شرقي مدينة طولكرم ومنعت الاهالي من مغادرة البلدتين او الدخول اليهما، كما قامت بتفتيش السيارات الفلسطينيين.
في غضون ذلك، ينتاب بدو عرب الجهالين الخوف والترقب مع بدء العام الدراسي في الضفة الغربية بعد ان اصدرت السلطات الاسرائيلية امرا بهدم مدرستهم الوحيدة التي تضم نحو 90 تلميذا في منطقة شبه صحراوية بين القدس واريحا بحجة انها تقع في المنطقة الخاضعة لسيطرتها وبنيت بدون ترخيص.
وبنيت مدرسة خان الاحمر الاساسية المهددة بالهدم من الطين واطارات السيارات بمساعدة جمعية الارض الايطالية والبدو وفيها ستة صفوف ووضعت عليها لافتة "السلطة الفلسطينية وزارة التربية والتعليم".
لكن المدرسة والتجمعات البدوية تقع في المنطقة الخاضعة لسيطرة اسرائيل الكاملة (المنطقة جيم) وبالتالي امرت الادارة المدنية والمحكمة الاسرائيلية بهدمها وقد ينفذ الامر "في اي يوم من الايام المقبلة".
وقد بدأ التلاميذ في الضفة الغربية وقطاع غزة الاحد عامهم الدراسي الجديد.
وتكمن مشكلة عرب الجهالين الذين يتكونون من نحو 270 عائلة انهم باتوا يقعون بين فكي كماشة المستوطنات الاسرائيلية التي تزحف نحوهم والتهديدات بازالة تجمعاتهم بعد صدور قرارات من الادارة المدنية والمحكمة الاسرائيلية في هذا الصدد.
وبيوت بدو عرب الجهالين مؤلفة من صفيح ويعيشون في خمس تجمعات منفصلة يبعد كل تجمع عن الاخر نحو 2 كيلومتر ويمر الاطفال عبر قنوات ماء تحت الجسر للوصول الى التجمع المقابل في الجهة الاخرى من الشارع او يضطرون للانتقال مسافة طويلة بالسيارة