تكليف رياض حجاب رئيس وزرء
 

دمشق - كلف الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء وزير الزراعة رياض حجاب بتشكيل حكومة جديدة، بحسب التلفزيون السوري الرسمي.
وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل "اصدر الرئيس الاسد مرسوما بتكليف الدكتور رياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة".
وسيشكل حجاب حكومة خلفا للحكومة الحالية برئاسة عادل سفر الذي شكل حكومته في نيسان/ابريل 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري.
وياتي تشكيل الحكومة بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في السابع من ايار/مايو بحسب الدستور الجديد الذي اقر في استفتاء واصبح نافذا اعتبارا من 27 شباط/فبراير.
وحجاب الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة سفر من مواليد محافظة دير الزور (شرق) العام 1966 وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية.
وشغل حجاب منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008 وكان محافظا للقنيطرة من 2008 حتى شباط 2011 ومحافظا للاذقية حتى تكليفة بوزراة الزراعة في 2011.
ويأتي تكليف الأسد لحجاب ليطرح جملة من الأسئلة حول شكل الحكومة الجديدة في وقت أعلن فيه الأسد عن استعداده لمحاورة المعارضة رغم تبنيه موقفا متشددا إزاء ما أسماه "المعارضة المسلحة".
وأكد الأسد في خطابه الأخير قبل أيام أن سوريا لا تواجه "مشكلة سياسية" بل "مشروع فتنة اساسه الارهاب" و"حربا حقيقية" من الخارج.
وأضاف "علينا اذن ان نكافح الارهاب لكي يشفي الوطن. لا مبرر للارهاب تحت اي ذريعة او عنوان ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه ولا تسامح الا مع من تخلي عنه وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تلوث يداه بالدماء".
ويرى مراقبون أن تكليف وجه بعثي قديم وعضو في الحكومة السابقة بتشكيل حكومة جديدة يؤكد على عدم جدية نظام الأسد بإيجاد حل للعنف المستمر في البلاد منذ عام ونصف.
ويقول محلل سوري "أعتقد أن الأسد يحاول كسب مزيد من الوقت للاستمرار بسحق الاحتجاجات المتواصلة في البلاد، ويبدو أنه تخلى سريعا عن التزاماته بالأمس حول محاورة المعارضة".
وترى المعارضة السورية ان الاسد يحاول اخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري.
ووصف المجلس الوطني السوري خطاب الأسد الأخير بأنه "اعلان لاستمرار الحل الدموي، ولقمع الثورة بأي ثمن".
غير أن بعض "المتفائلين" يؤكدون أن الخطوة الأخيرة تهدف لتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" تضم عددا من المعارضين، في مسعى أخير لوضع حل للأزمة ومحاولة لإنقاذ خطة أنان التي تتجه للفشل.
ويرى هؤلاء أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يشكل "الفرصة الأخيرة" للأسد لإقناع موسكو بالاستمرار بدعمه في ظل حديث البعض عن "صفقة روسية أميركية" لاستبدال الأسد بشخصية توافقية وفق النموذج اليمني.
وأعلنت موسكو الثلاثاء أنها لا تعتبر بقاء الاسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف "لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية" في سوريا.
لكن بوغدانوف نفى في الوقت نفسه صحة تقارير تحدثت عن أن روسيا تتباحث مع الولايات المتحدة بشأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، فيما يتوجه وفد من وزارة الخارجية الأميركية الى موسكو هذا الأسبوع لمناقشة الأزمة في سوريا.