منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان

منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان (https://www.hreeb-bihan.com/vb/)
-   دواوين الشعراء العرب (https://www.hreeb-bihan.com/vb/forums/hreeb62/)
-   -   ديوان الشاعر محمود سامي البارودي (https://www.hreeb-bihan.com/vb/threads/hreeb21377/)

صدى الوجدان 03-07-2013 07:17 PM

هنيئاً لريَّا ما تضمُّ الجوانح
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]
هنيئاً لريَّا ما تضمُّ الجوانحَ
وإن طوَّحت بى فى هواها الطوائِحُ
فَتاة ٌ لَها فِي مَنْصِبِ الْحُسْنِ سُورَة ٌ
تقصِّرُ عنها الغِيدُ وهى رواجحُ
أحاطَ على مثلِ الكثيبِ إزارها
ودَارَتْ عَلَى مِثْلِ الْقَناة ِ الْوَشائِحُ
ففى الغصنِ منها إن تثنَّت مشابِهٌ
وفى البدرِ منها إن تجلَّت ملامحُ
مَحاسِنُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ كَثِيرَة ٌ
ولكنَّها إن وازنتها مقابحُ
كأنَّ اهتزاز القرطِ فى صفحِ جيدها
سنا كوكبٍ فى مطلعِ الفجرِ لائحُ
لها ذُكْرَة ٌ عِنْدِي وَطَيْفٌ، كِلاهُمَا
بِتِمْثَالِها غادٍ عَليَّ ورائِحُ
عَجِبْتُ لِعَيْنِي كَيْفَ تَظْمَأُ دُونَها
وإنسانها فى لجَّة ِ الماءِ سابحُ
أَحِنُّ لَها شَوْقاً، ودُونَ مَزارِهَا
مسالِكُ يأويها الرَّدى ومنادحُ
فيافٍ يضِلُّ النجمَ فى قُذُفاتها
وتَظْلَعُ فيها النَّائِجَاتُ الْبَوَارِحُ
وَلُجَّة ُ بَحْرٍ كُلَّما هَبَّ عاصِفٌ
مِنَ الرِّيحِ، دَوَّى مَوْجُهَا المُتَنَاطِحُ
فقلبى تحتَ السَّرد كالنارِ لافحٌ
ودَمْعِيَ فَوْقَ الْخَدِّ كالْمَاءِ سافِحُ
ولَوْ كُنْتُ مَطْلُوقَ الْعِنانِ لمَا ثَنَتْ
هواى َ الفيافى والبحارُالطَّوافحُ
ولَكِنَّنِي في جَحْفَلٍ لَيْسَ دُونَهُ
بَراحٌ لِذِي عُذْرٍ، وَلاَ عَنْهُ بَارِحُ
يكافحنى شوقى إذا اللَّيلُ جنَّنى
وأغدو على جمعِ العدا فأكافحُ
خصيمانِ : هذا بالفؤادِ مخيِّمٌ
وذلكَ عَنْ مَرْمَى الْقَذِيفَة ِ نازِحُ
ومَا بيَ ما أَخْشاهُ مِنْ صَوْلَة ِ الْعِدَا
لَوَ انَّ الْهَوَى يُولِي يَداً، أَوْ يُسامِحُ
فَيَا «رَوْضَة َ الْمِقْيَاسِ» حَيَّاكِ عارِضٌ
مِنَ الْمُزْنِ خَفَّاقُ الْجَنَاحَيْنِ دَالِحُ
ضَحُوكُ ثَنايَا الْبَرْقِ، تَجْرِي عُيُونُهُ
بودقٍ بهِ تحيا الرُبى والصحاصحُ
تحوكُ بخيطِ المزنِ منهُ يدُ الصبا
لَها حُلَّة ً تَخْتَالُ فِيهَا الأَبَاطِحُ
منازلُ حلَّ الدهرُ فيها تمائمى
وصافحنى فيها القنا والصفائِحُ
وإنَّ أحقَّ الأرضِ بالشكرِ منزلٌ
يكونُ بهِ للمرءِ خلٌّ مناصِحُ
فهل ترجعُ الأيامُ فيهِ بما مضَتْ
ويَجْرِي بِوَصْلٍ مِنْ «أُمَيْمَة َ» سانِحُ؟
لعمرى لقد طالَ النَّوى ، وتقاذفَتْ
مَهامِهُ دُونَ الْمُلْتَقَى ومَطاوِحُ
وأَصْبَحْتُ في أَرْضٍ يَحَارُ بها الْقَطا
وترهَبُها الجِنَّانُ وهى سّوارِحُ
بَعِيدَة ُ أَقْطَارِ الدَّيامِيمِ، لَوْ عَدا
«سُلَيْكٌ» بها شَأْواً قَضَى وَهْوَ رازِحُ
تصيحُ بها الأصداءُ فى غسَقُ الدجى
صِياحَ الثكالى هيَّجتها النوائحُ
تَرَدَّتْ بِسَمُّورِ الْغَمَامِ جِبالُها
وماجت بتيَّارِ السيولِ البطائحُ
فأَنْجادُها لِلْكَاسِراتِ مَعَاقِلٌ
وأغوارها للعاسلاتِ مسارحُ
مهالكُ ينسى المرءُ فيها خليلهُ
وَيَنْذُرُ عَنْ سَوْمِ الْعُلا مَن يُنافِحُ
فَلاَ جَوَّ إِلاَّ سَمْهَرِيٌّ وقاضِبٌ
ولا أرضَ إلا شمرى ٌّ وسابحُ
ترانا بها كالأُسدِ نرصدُ غارة ً
يطيرُ بها فتقٌ منَ الصبحِ لامحُ
مَدافِعُنَا نُصْبُ الْعِدَا، ومُشاتُنَا
قِيَامٌ، تَلِيها الصَّافِناتُ الْقَوارِحُ
ثلاثة ُ أصنافٍ تقيهنَّ ساقة ٌ
صيالَ العدا إن صاحَ بالشَّرِّ صائحُ
فَلَسْتَ تَرَى إِلاَّ كُماة ً بَوَاسِلاً
وجُرْداً تَخْوضُ الْمَوْتَ وَهْيَ ضَوابِحُ
نُغيرُ على الأبطالِ والصبحُ باسمٌ
ونأوى ِ إلى الأدغالِ واللَّيلُ جانحُ
بَكَى صاحِبِي لَمَّا رَأَى الْحَرْبَ أَقْبَلَتْ
بأبنائها ،واليومُ أغبرُ كالحُ
ولَمْ يَكُ مَبْكَاهُ لِخَوْفٍ، وإِنَّمَا
تَوَهَّمَ أَنِّي في الْكَرِيهَة ِ طَائِحُ
فقال اتَّئد قبلَ الصيالِ ، ولاتكن
لنَفسكَ حرباً ، إنَّنى لكَ ناصحُ
أَلَمْ تَرَ مَعْقُودَ الدُّخانِ، كَأَنَّمَا
عَلَى عَاتِقِ الْجَوْزاءِ مِنْهُ سَرائِحُ؟
وقَدْ نَشَأَتْ لِلْحَرْبِ مُزْنَة ُ قَسْطَلٍ
لَهَا مُسْتَهلٌّ بِالْمَنِيَّة ِ راشِحُ
فلا رأى إلاَّ أن تكونَ بنجوة ٍ
فإنكَ مقصودُ المكانة ِ واضحُ
فقلتُ تعلَّم أنما هى خطَّة
يَطُولُ بها مَجْدٌ، وتُخْشَى فَضَائِحُ
فَمَا كُلُّ ما تَرجُو مِنَ الأَمْرِ ناجعٌ
ولا كُلُّ مَا تَخْشَى مِنَ الْخَطْبِ فَادِحُ
فقدْ يهلكُ الرعديدُ فى عقرِ دارهِ
ويَنْجُو مِنَ الحَتْفِ الْكَمِيُّ الْمُشَايِحُ
وكلُّ امرئٍ يوماً ملاقٍ حِمامهُ
وإن عار فى أرسانهِ وهو جامحُ
فما بارحٌ إلاَّ معَ الخيرِ سانِحٌ
ولا سَانِحٌ إِلاَّ مَعَ الشَّرِّ بارِحُ
فَإِنْ عِشْتُ صافَحْتُ الثُّرَيَّا، وإِنْ أَمُتْ
فأنَّ كريماً منْ تضمُّ الصفائحُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:20 PM

وَذِي حَدَبٍ يَلْتَجُّ بِالسُّفْنِ كُلَّمَا
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]
وَذِي حَدَبٍ يَلْتَجُّ بِالسُّفْنِ كُلَّمَا
زَفَتْهُ نَئُوجٌ؛ فَهْوَ يَعْلُو وَيَسْفُلُ
كأنَّ اطرادَ الموجِ فوقَ سراتهِ
نعائمُ في عرض السماوة ِ جفلُ
إِذَا شَاغَبَتْهُ الرِّيحُ جَاشَ عُبَابُهُ
وظلَّ أعالي موجهِ يتجفلُ
يهيجُ؛ فيرغو، أوْ يعجُّ، كأنما
تَخَبَّطَهُ مِنْ أَوْلَقِ الضِّغْنِ أَزْفَلُ
تَقَسَّمَهُ خُلْقَانِ: لِينٌ، وَشِدَّة ٌ
بِعَصْفَة ِ رِيحٍ، فَهْوَ دَاهٍ؛ وَأَرْفَلُ
علونا مطاهُ وهوَ ساجٍ، فما انبرتْ
لَهُ الرِّيحُ حَتَّى ظَلَّ يَهْفُو، وَيَرْفُلُ
كأنا على أرجوحةٍ، كلما ونتْ
أحالَ عليها قائمٌ، ليسَ يغفلُ
فَطَوْراً لَنَا في غَمْرَةِ اللُّجِّ مَسْبَحٌ
وَطَوْراً لَنَا بَيْنَ السِّمَاكَيْنِ مَحْفِلُ
فَلاَ هُوَ إِنْ رُعْنَاهُ بِالْجِدِّ يَرْعَوِي
ولاَ إنْ سألناهُ الهوادة َ يحفلُ
عرونا - فأبخلناهُ - فضلَ حبائهِ
ومنْ عجبٍ إمساكهُ وهوَ نوفلُ
قَلِيلٌ عَلى عَهْدِ الإِخَاءِ ثَبَاتُهُ
فَأَسْفَلُهُ عَالٍ، وَعَالِيهِ سَافِلُ
إذا حركتهُ غضبة ٌ ماتَ حلمهُ
وَظَلَّ عَلَى أَضْيَافِهِ يَتَأَفَّلُ
شَدِيدُ الْحُمَيَّا؛ يَرْهَبُ النَّاسُ بَطْشَهُ
وَلَكِنَّهُ مِنْ نَفْخَةِ الرِّيحِ يُجْفِلُ
كَأَنَّ أَعَالِي الْمَوْجِ عِهْنٌ مُشَعَّثٌ
بِهِ، وَانْحِدَارَ السَّيْحِ شَعْرٌ مُفَلْفَلُ
ذَكَرْنَا بِهِ مَا قَدْ مَضَى مِنْ ذُنُوبِنَا
وَفِي النَّاسِ إِنْ لَمْ يَرْحَمِ اللَّهُ غُفَّلُ
وَكَيْفَ تُرَانَا صَانِعِينَ، وَكُلُّنَا
بِقَارُورَة ٍ صَمَّاءَ، وَالْبَابُ مُقْفَلُ؟
فلا تبتئسْ إنْ فاتَ حظٌّ، فربما
أضاءتْ مصابيحُ الدجى وهيَ أفل
فَقَدْ يَبْرَأُ الدَّاءُ الْعُضَالُ، وَيَنْجَلِي
ضَبَابُ الرَّزَايَا، وَالْمُسَافِرُ يَقْفِلُ
وَكَيْفَ يَخَافُ الْمَرْءُ حَيْفاً، وَرَبُّهُ
بِأَحْسَنِ ما يَرْجُو مِنَ الرِّزْقِ يَكْفُلُ؟

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:22 PM

وَذِى نَعَرَاتٍ يَقْطَعُ الأَرْضَ سَارياً
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center]
وَذِى نَعَرَاتٍ يَقْطَعُ الأَرْضَ سَارياً
عَلى غَيْرِ سَاقٍ وهو بِالأرضِ أَعْرَفُ
لَهُ فَوْقَ أَعْنَاقِ للرِياحِ سَبَائِبُ
مُحَبَّرَة ٌ، مِنْهَا قَصِيرٌ وَمُسْدَفُ
كَأَنْ سُليْمَانَ بْن دَاوُدَ فَوْقَهُ
عَلَى عَرْشِهِ، وَالْجِنُّ بِالْجِنِّ تَعْزِفُ
يَجدُّ بنا فى اَمْرِهِ وهوَ لاَعِبٌ
وَ يَضْحَكُ أَحْيَاناً وعَيْنَاهُ تذْرِفُ
تلَهّبُ فِيه النَارُ والمَاءُ سَافِحٌ
فلاَ الْمَاءُ يُطفِيها ، ولاَ النَارُ تضُعفُ
إِذا سَارَ عنْ أَرض غَدَتْ وهى جَنّة ٌ
وَإِنْ حَلَّ أُخْرَى عَمَّهَا مِنْهُ زُخْرُفُ
يَكونُ حَيَاة ً لِلنفوس ، ورُبما
ضَبَتْ مِنْهُ نَارٌ، أَوْ سَطَا مِنْهُ مُرْهَفُ
لَهُ زَفْرَة ٌ تَتْرَى ، وَعَيْنٌ سَخِيَّة ٌ
وَقَلْبٌ كَزَهْرَاءِ الْمَصَابِيحِ يَرْجُفُ
يَسِيرُ عَلى مَتنِ الْهواءِ ، وتارَة ً
يُخَضْخِضُ سَجْلاً فِي الْبِحَارِ فَيَغْرِفُ
أَضَرَّ بِأَعْنَاقِ النَّعَائِمِ حَمْلُهُ
فَأَلْقَتْ بِهِ عَنْ ظَهْرِهَا، فَهْوَ يَرْسُفُ
لَهُ هَيْدَبٌ مِلءُ الفَضَاءِ ، كَأَنّهُ
مَنَاكِبُ أَطْوَادٍ عَلَى الأَرْضِ تَزْحَفُ
فَزِعنا إليهِ ، نَحسبُ الجونَ عَسكراً
يَسيرُ ، فَشِمنا بِرقَهُ وهوَ يَخطَفُ
فَقُلْنَا: سَحَابٌ، يَا سَقَى اللَّه أَرْضَنَا
بِهِ، وَرَوَانَا، فَهْوَ بِالنّاسِ أَرْأَفُ
فما تمَّ أن سارَت بهِ الرِيحُ سَيرَة ً
إلينا ، ووافى رائدُ الحَى َّ يَحلِفُ
فَقُمنا إليهِ واثِقينَ بِجودهِ
نَسِيرُ، وَيَعْرُونَا السُّرُورُ فَنَهْتِفُ
دَنا ، فتناولنا خَياشِيمَ مُزنهِ
قُعُوداً، فَظَلَّتْ وَهْيَ بِالْمَاءِ تَرْعُفُ
وطافَت بهِ الوِلدانُ يَخلِجنَ ماءَ
هُ بِأكوابِها ، والهِمُّ يَدنو فَيغرِفُ
فَلأياً بِلأى ٍ ما تولَّتْ حُداءهُ
مُزَمْجِرَة ٌ هَوْجَاءُ بِالْقَاعِ تَعْصِفُ
فَأْبْقَى لَنَا أَثْراً حَمِيداً، وَنْعْمَة ً
لَهَا مَسْحَبٌ نَضْرٌ، وَجَيْبٌ مُفَوَّفُ
كَذَلِكَ، مَا كُنَّا لِنَكْفُرَ صُنْعَهُ
على أنَّ بَعضَ الناسِ بالشرِّ أكلَفُ


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:25 PM

ومرتبعٍ لُذنا بهِ غبَّ سُحرة
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]

ومرتبعٍ لُذنا بهِ غبَّ سُحرة
وللصُّبحِ أنفاسٌ تَزيدُ وتنقُصُ
وقد مالَ للغربِ الهلالُ ، كأنَّهُ
بِمِنْقَارِهِ عَنْ حَبَّة ِ النَّجْمِ يَفْحَصُ
رَقِيقِ حَوَاشِي النَّبْتِ، أَمَّا غُصُونُهُ
فَريَّا ، وأمَّا زهرهُ فمنصَّصُ
إِذَا عَبَتْ أَفْنَانَهُ الرِّيحُ خِلْتَهَا
سَلاسِلَ تُلْوَى ، أَوْ غَدَائِرَ تُعْقَصُ
كأنَّ صِحافَ الزَّهرِ والطَّلُّ ذائبٌ
عُيُونٌ يَسِيلُ الدَّمْعُ مِنْهَا وَتَشْخَصُ
يَكَادُ نَسِيمُ الْفَجْرِ إِنْ مرَّ سُحْرَة ً
بساحَتهِ الشَّجراءِ لا يتخلَّصُ
كأنَّ شُعاعَ الشَّمسِ والرِّيحُ رَهوة ٌ
إذا رُدَّ فيهِ سارِقٌ يتربَّصُ
يَمُدُّ يَداً دُونَ الثِّمارِ، كَأَنَّمَا
يُحاولُ مِنها غاية ً ، ثمَّ يَنكصُ
عَطفنا إليهِ الخيلَ فلَّ مسيرة ٍ
وللقومِ طَرفٌ من أذى السُهدِ أخوصُ
فَمَا أَبْصَرَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى تَمَطَّرَتْ
بِفُرسانِها ، واستتلَعت كيفَ تخلصُ
مَدى لحظَة ٍ حتَّى أتتهُ وماؤهُ
عَلَى زَهْرِهِ، والظِّلُّ لاَ يَتَقَلَّصُ
فَمدَّت بهِ الأعناقَ تَعطو وتختلى
نِهاباً ، وتُغلى فى النباتِ وتُرخِصُ
أقمنا بهِ شمسَ النهار ، وكُلُّنا
عَلَى مَا بهِ مِنْ شِدَّة ِ الْعُجْبِ يَحْرِصُ
فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الشَّمْسَ جُنْحٌ مِنَ الدُّجَى
وأعرضَ تيهورٌ منَ الَّليلِ أعوصُ
دعونا بأسماءِ الجيادِ ، فأقبلت
لَواعبَ فى أرسانِها تترقَّصُ
وَقُمْنَا، وَكُلٌّ بَعْدَ مَا كَانَ لاَهِياً
بِأظلالهِ كُرهَ الرَّحيلِ مُنغَّصُ
يَودُّ الفتى ألاَّ يزالَ بِنِعمة
وليسَ لهُ من صولة ِ الدَهرِ مَخلَصُ
فللَّهِ عينَا من رأى مِثلَ حُسنهِ
وما أنا فيما قُلتهُ أتخرَّصُ
ظَفِرتُ بهِ فى حَقبة ٍ ، فقنصتهُ
على غِرَّة ِ الأيَّامِ ، واللَّهوُ يُقنَصُ

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:27 PM

مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove firebrick;"][cell="filter:;"][align=center]
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي
تَبْلَى النُّفُوسُ وَلاَ يَبْلَى الْجَدِيدَانِ
قَدْ كُنْتُ فِي غِرَّة ٍ، حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ
أَبْقَتْ تَبَارِيحَ لاَ تَنْفَكُّ تَغْشَانِي
وَ شيبة ً كلسانِ الفجرِ ناطقة ً
بما طواهُ عنِ الإفشاءِ كتماني
أضحتْ قذى لعيونِ الغانياتِ ، وَ قدْ
كَانَتْ حِبَالَة َ أَبْصَارٍ وَأَذْهَانِ
كأنني لمْ أقدْ شعواءَ جافلة ً
وَلَمْ أَبِتْ بَيْنَ دَارَاتٍ وَنُدْمَانِ
وَلَمْ أَقُمْ فِي مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَة ٍ
شَتَّى الْهَوَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ وَلاَ وَانِي
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَيْفِي بمُنْصَلِتٍ
على َ العدوَّ ، وَ لاَ قوسى بمرنانِ
لاَ أَذْكُرُ اللَّهْوَ إِلاَّ أَنْ تُذَكِّرَنِي
ورقاءَ تدعو هديلاً بينَ أغصانِ
إِنَّ الثَّلاَثِينَ وَالْخَمْسَ الَّتِي عَرَضَتْ
ثَنَتْ قُوَايَ وَفَلَّتْ غَرْبَ أَشْجَانِي
وَ خلفتني على ما كانَ منْ طربٍ
بَادِي الأَسَافَة ِ فِي قَوْمِي وَجِيرَانِي
وَكَانَ يَحْزُنُنِي شَيْبِي فَصِرْتُ أَرَى
أنَّ الذي بعدهُ أولى يإحزاني
وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتَى
وَ إنْ تملأ منْ ماءِ الصبا فاني
يَا نَفْسُ لاَ تَذْهَبِي يَأْسَاً بِمَا كَسَبَتْ
يداكِ ؛ فاللهُ ذو منًّ وَ غفراني
يَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ حَتَّى يَسْتَوِي كَرَماً
لديهِ ذو العملِِ المبررِ وَ الجاني
هوَ الذي جعلَ الأفلاكَ دائرة ً
وَ صورَ الخلقِ منْ إنس وَ من جانِ
و قدرَ الشمسَ تجرى في منازلها
وَ النجمَ وَ القمرَ الساري بحسبان
وَأَرْسَلَ الْغَيْثَ أَرْسَالاً بِرَحْمَتِهِ
وَأَنْبَتَ الأَرْضَ مِنْ حَبٍّ وَرَيْحَانِ
سبحانهُ ، جلَّ عنْ وصفٍ يحيطُ بهِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ وَصْفَ الدَّائِمِ الْفَانِي؟
لقدْ تفردَ في لاهوتِ قدرتهِ
فما لها أبداً في ملكهِ ثاني
وٌنما نحنُ نظريه كما سبقت
بهٍ الإرادة منْ وصفٍ وتبيانِ
كُلٌّ يَقُولُ عَلَى مِقْدَارِ فِطْنَتِه
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْقَاصِي وَبِالدَّانِي
تَبَارَكَ اللَّهُ عَمَّا قِيلَ وابْتُدِعَتْ
في ذاتهِ منْ أضاليلٍ وَ بهتانِ
قدْ لفقوها أساطيراً محبرة ً
بِحِكْمَة ٍ ذَاتِ أَشْكَالٍ وَأَلْوَانِ
كأنهمْ قدْ أصابوا طرفة ً عجباً
أوْ جاءهمْ نبأٌ صدقٌ ببرهانِ
وَلَوْ تَكَشَّفَ هَذَا الأَمْرُ لاَرْتَدَعَت
مَعَاشِرٌ خَلَطُوا كُفْراً بِإِيمَانِ
يا ربَّ ؛ إنكَ ذو منٍّ وَ مغفرة ٍ
فَاسْتُرْ بِعَفْوِكَ زَلاَّتِي وَعِصْيَانِي
وَ لاَ تكلني إلى ما كانَ منْ عملى
فإنهُ سببٌ يفضي لحرماني


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:40 PM

مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center]

مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ
وفى كلِّ يومٍ راحلٌ ليسَ يَرجِعُ ؟
نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظِلِّ مُزْنَة ٍ
لَهَا بَارِقٌ فِيهِ الْمَنِيَّة ُ تَلْمَعُ
وكيفَ يَطيبُ العيشُ والمرءُ قائمٌ
على حذَرٍ مِنْ هَولِ ما يتَوقَّعُ ؟
بِنَا كُلَّ يَوْمٍ لِلْحَوَادِثِ وَقْعَة ٌ
تَسيلُ لَها مِنَّا نُفوسٌ وأدمعُ
فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّدٌ
وأرواحُنا فى مَسرحِ الجَوِّ رُتَّعُ
ومِنْ عَجَبٍ أنَّا نُساءُ ونَرتضِى
ونُدرِكُ أسبابَ الفَناءِ ونَطمَعُ
وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ عُقْبانَ أَمْرِهِ
لَهانَ عليهِ ما يَسُرُّ ويَفجَعُ
تَسِيرُ بِنَا الأَيَّامُ، وَالْمَوْتُ مَوْعِدٌ
وَتَدْفَعُنَا الأَرْحَامُ، والأَرْضُ تَبْلَعُ
عفاءٌ على الدُّنيا ، فما لِعِداتِها
وَفَاءٌ، وَلاَ في عَيْشِهَا مُتَمَتَّعُ
أبَعدَ سميرِ الفضلِ " أحمدَ فارسٍ "
تَقِرُّ جُنُوبٌ، أَوْ يُلائِمُ مَضْجعُ؟
كَفى حَزناً أنَّ النَوى َ صَدَعَتْ بهِ
فؤاداً مِنَ الحِدثانِ لا يَتَصدَّعُ
وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً، وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى
إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصبُّرُ يَجْزَعُ
فَقدناهُ فِقدانَ الشَّرابِ على الظما
فَفى كُلِّ قَلبٍ غُلَّة ٌ ليسَ تُنقَعُ
وأى ُّ فُؤادٍ لمْ يَبِتْ لِمُصابهِ
عَلَى لَوْعَة ٍ، أَوْ مُقْلَة ٍ لَيْسَ تَدْمَعُ؟
إذا لَم يَكنْ لِلدَمعِ فى الخَدِّ مَسربٌ
رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِعُ
مَضَى ، وَوَرِثْنَاهُ عُلُوماً غَزِيرَة ً
تَظلُّ بِها هِيمُ الخَواطِرِ تَشرَعُ
إذا تُليَتْ آياتُها فى مَقامة
تَنافَسَ قَلبٌ فى هَواها ومِسمَعُ
سَقى جَدَثاً فى أرضِ " لُبنانَ " عارِضٌ
مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَدَاوِلِ مُتْرَعُ
فَإِنَّ بهِ لِلْمَكْرُمَاتِ حُشَاشَة ً
طَوَاهَا الرَّدَى ، فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ
فَإِنْ يَكُنِ «الشِّدْيَاقُ» خَلَّى مَكَانَهُ
فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَة ِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ
وما ماتَ مَن أبقى عَلى الدَهرِ فاضِلاً
يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَعَالِي وَيَجْمَعُ
رَزينُ حَصاة ِ الحِلمِ ، لا يَستخِفهُ
إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ، فَهْوَ بالْجِدِّ مُولَعُ
تَلوحُ عَليهِ من أبيهِ شَمائلٌ
تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِلاَلِ، وَتَنْزِعُ
فَصبراً جَميلاً " يا سليمُ " فإنَّما
يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْرِ مَا يَتَجَرَّعُ
إذا المرءُ لَمْ يَصبِر على ما أصابهُ
فماذا تُراهُ فى المُقَدَّرِ يَصنَعُ ؟
وَمِثْلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُورَ بِعَقْلِهِ
وَأَدْرَكَ مِنْهَا مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
فَلاَ تُعْطِيَنَّ الْحُزْنَ قَلْبَكَ، وَاسْتَعِنْ
عَليهِ بِصبرٍ ، فَهوَ فى الحُزنِ أنجَعُ
وَهَاكَ عَلَى بُعْدِ الْمَزَارِ قَرِيبَة ً
إِلَى النَّفْسِ، يَدْعُوهَا الْوَفَاءُ فَتَتْبَعُ
رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلى النَّوَى
ولِلحَقِّ فى حُكمِ البَصيرة ِ مَقطَعُ


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:46 PM

فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]

فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ
وَعَيْنٌ عَلَى إِثْرِ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
وَشَوْقٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ، لَوْ شِمْتُ حَدَّهُ
على بطلٍ لانقدَّ مِنهُ المُقَنَّعُ
أحاولُ كِتمانَ الهوَى ، فتشى بهِ
غُروبٌ منَ العينِ القريحة ِ تهمعُ
وما الحبُّ إلاَّ نفثة ٌ بابليَّة ٌ
يكادُ الصفا مِنْ مَسِّها يَتَصدَّعُ
خَليلى َّ ! هل بعدَ الصَبابة ِ سَلوة ٌ ؟
وهل لِشبابٍ فاتَ بالأمسِ مَرجِعُ ؟
أبيتُ أُمنِّى النفسَ طَوراً فَترعوِى
وَأَتْلُو عَلَيْهَا الْيَأْسَ طَوْراً فَتَجْزَعُ
وما ذِكرُ ريعانِ الصِبا غَيرُ حَسرة ٍ
تَذِلُّ لَها نَفسُ العزيزِ وتَخضعُ
فلا رَحِمَ اللهُ المشيبَ وعَصرهُ
وإن كانَ فى أثنائهِ الحِلمُ أجمعُ
نَهارُ مشيبٍ ساءنِى وهوَ أبيضٌ
وَلَيْلُ شَبَابٍ سَرَّنِي وَهْوَ أَسْفَعُ
إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ شَابَ فُؤَادُهُ
وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ لِلْبَشَاشَة ِ مَوْضِعُ
وأى ُّ نَعيمٍ فى مَشيبٍ وراءهُ
هُمومٌ إذا مرَّتْ على القلبِ يَفزَعُ ؟
لِيَبْكِ الصِّبَا قَلْبِي وَطَرْفِي كِلاَهُمَا
وَقَلَّ لَهُ مِنِّي نَجِيعٌ وَأَدْمُعُ
زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَابِ ذُكْرَة ٍ
إذا خَطرتْ كادَتْ لها النَفسُ تُنزَعُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:48 PM

قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]

قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ
يأبى لى َ الغىَّ لا يميلُ بهِ
عَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة ً
عنْ غرة ِ النصرِ، لا بالبيضِ في الكللِ
وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ
في لذة ِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ
كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمةٍٍ
وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
لولا التفاوتُ بينَ الخلقِ ما ظهرتْ
لَمْ يَخْطُ فِيهَا امْرُؤٌ إِلاَّ عَلَى زَلَلِ
فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً
فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ
ودعْ منَ الأمرِ أدناهُ لأبعدهِ
في لجة ِ البحرِ ما يغنى عنِ الوشلِ
قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ
وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ
وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ، فَرُبَّ فَتىً
ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَ الوجلِ
وَ لا يغرنكَ بشرٌ منْ أخى ملقٍ
فرونقُ الآلِ لا يشفى منَ الغللِ
لوْ يعلمُ ما في الناس منْ دخنٍ
لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ
فالكحلُ أشبهُ في العينينِ بالكحلِ
وَاخْشَ النَّمِيمَة َ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا
يصليكَ منْ حرهاَ ناراً بلاَ شعلِ
كمْ فرية ٍ صدعتْ أركانَ مملكةٍ
وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ
فاقبلْ وصاتي، وَ لا تصرفكَ لاغية ٌ
عنى؛ فما كلُّ رامٍ منْ بنى ثعل
إني امرؤٌ كفنى حلمي، وأدبني
كرُّ الجديدينِ منْ ماضٍ وَ مقتبلِ
فَمَا سَرَيْتُ قِنَاعَ الْحِلْمِ عَنْ سَفَهٍ
وَلاَ مَسَحْتُ جَبِينَ الْعِزِّ مِنْ خَجَلِ
حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربة ً
وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ
فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَة ً
أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّة ِ الْعَمَلِ
لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ
أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَة ِ الْخَمَلِ
قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفة
أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ
منْ كلَّ وغدٍ يكادُ الدستُ يدفعهُ
بُغْضاً، وَيَلْفِظُهُ الدِّيوانُ مِنْ مَلَلِ
ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ، واضْطَرَبَتْ
قواعدُ الملكِ، حتى ظلَّ في خللِ
وَأَصْبَحَتْ دَوْلَة ُ «الْفُسْطَاطِ» خَاضِعَة ً
بَعْدَ الإِباءِ، وَكَانَتْ زَهْرَة َ الدُّوَلِ
قومٌ إذا أبصروني مقبلاً وجموا
غَيْظاً، وَأَكْبَادُهُمْ تَنْقَدُّ مِنْ دَغَلِ
فَالشَّمْسُ وَهْيَ ضِيَاءٌ آفَة ُ الْمُقَلِ
نزهتُ نفسيَ عما يدنيونَ بهِ
وَ نخلة ُ الروضِ تأبى شيمة َ الجعلِ
بئسَ العشيرُ، وبئستْ مصرُ منْ بلدٍ
أضحتْ مناخاً لأهلِ الزورِ والخطلِ
أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ، وانقذفتْ
صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ
وَ أصبحَ الناسُ في عمياءَ مظلمة ٍ
لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ
بَعْدَ الْمِراسِ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ
أَصَوَّحَتْ شَجَرَاتُ الْمَجْدِ، أَمْ نَضَبَتْ
غدرُ الحميةِ حتى ليسَ منْ رجلِ؟
لاَ يدفعونَ يداعنهمْ، وَلوْ بلغتْ
مسَّ العفافةِ منْ جبنٍ، وَمنْ خزلِ
خَافُوا الْمَنِيَّة َ، فَاحْتَالُوا، وَمَا عَلِمُوا
أنَّ المنية َ لاَ ترتدُّ بالحيلِ
فَفِيمَ يَتَّهِمُ الإِنْسَانُ خالِقَهُ
وَكلُّ نفسٍ لها قيدٌ منَ الأجلِ؟
هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلدُّ بهِ
مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ
فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ
وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ؟
وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا
لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ
قومٌ أقروا عمادَ الحقَّ وامتلكوا
أَزِمَّة َ الْخَلْقِ مِنْ حَافٍ وَمُنْتَعِلِ
جَنَوْا ثِمَارَ الْعُلاَ بِالْبِيضِ، وَاقْتَطَفُوا
منْ بينِ شوكِ العوالي زهرة َ الأملِ
فَأَصْبَحَتْ مِصْرُ تَزْهُو بَعْدَ كُدْرَتِهَا
فِي يَانِعٍ مِنْ أَسَاكِيبِ النَّدَى خَضِلِ
لَمْ تَنْبُتِ الأَرْضُ إِلاَّ بَعْدَمَا اخْتَمَرَتْ
أقطارها بدمِ الأعناقِ وَالقللِ
شَنُّوا بِهَا غَارَة ً أَلْقَتْ بِرَوْعَتِهَا
أمناً يولفُ بينَ الذئبِ وَالحملِ
حَتَّى إِذَا أَصْبَحَتْ فِي مَعْقِلٍ أَشِبٍ
يردُّ عنها يدَ العادي منَ المللِ
أخنى الزمانُ على فرسانها، فغدتْ
منْ بعدِ منعتها مطروقة َ السبلِ
فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على
ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زحلِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ
فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ
فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ، وانتزعوا
شِكَالَة َ الرَّيْثِ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ
وَ قلدوا أمركمْ شهماً أخا ثقةٍ
يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ
ماضي البصيرةِ، غلابٌ، إذا اشتبهتْ
مسالكُ الرأي صادَ البازَ بالحجلِ
إنْ قالَ برَّ، وَإنْ ناداهُ منتصرٌ
لَبَّى، وإِنْ هَمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِلا نَفَلِ
يجلو البديهة َ باللفظِ الوجيزِ إذا
عزَّ الخطابُ، وَطاشتْ أسهمُ الجدلِ
وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُمْ
إنَّ اللجاجة َ مدعاة ٌ إلى الفشلِ
قدْ يدركُ المرءُ بالتدبيرِ ما عجزتْ
عَنْهُ الْكُمَاة ُ، وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى بَطَلِ
هَيْهَاتَ، مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّة ِ، بَلْ
بقوةِِ الرأي تمضي شوكة ُالأسلِ
وَطَالِبُوا بِحُقُوقٍ أَصْبَحَتْ غَرَضاً
لِكُلِّ مُنْتَزِعٍ سَهْماً، وَمُخْتَتِلِ
وَ لاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ
فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ
عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة
وَالموتُ في العز فخرُ السادةِ النبلِ
لا تتركوا الجدَّ أوْ يبدو اليقينُ لكمْ
فالجدُّ مفتاحُ بابِ المطلبِ العضلِ
طوراً عراكاً، وأحيانا مياسرة ً
رياضة ُالمهرِ بينَ العنفِ وَالمهلِ
حتى تعودَ سماءُ الأمنِ ضاحية ً
وَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِي ضَافٍ مِنَ الْحُلَلِ
هذِي نَصِيحَة ُ مَنْ لاَ يَبْتَغِي بَدَلاً
بِكُمْ، وهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ؟
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَةٍ
مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ
كالبرقِ في عجلٍ، والرعدِ في زجلٍ
وَالْغَيثِ فِي هَلَلٍ، وَالسَّيْلِ في هَمَلِ
غَرَّاءُ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ
وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ
حَوْلِيَّة ٌ، صَاغَهَا فكْرٌ أَقَرَّ لهُ
بِالْمُعْجِزَاتِ قَبِيلُ الإِنْسِ وَالْخَبَلِ
تلوحُ أبياتها شطرينِ في نسقٍ
كالمرفية ِ قدْ سلتْ منَ الخللِ
إِنْ أَخْلَقَتْ جِدَّة ُالأَشْعَارِ أَثَّلَهَا
لَفْظٌ أَصِيلٌ، ومَعْنى ً غَيْرُ مُنْتَحَلِ
تفنى النفوسُ، وَتبقى وَهيَ ناضرة ٌ
على الدُّهُورِ بَقَاءَ السَّبْعَة ِ الطُوَلِ

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:50 PM

قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove orange;"][cell="filter:;"][align=center]
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
فلا تَحفَل بِقربٍ أو بِعادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ في اللَّيَالِي
فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ في فُؤَادِ؟
وَمنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْباً نَقِيًّا
ولمَّا يَخلُ قلبٌ مِن سوادِ ؟
فلا تَبذل هواكَ إلى خليلٍ
تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ، وَلاَ تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطاً في كُلِّ حَالٍ
لِتأمنَ ما تخافُ مِنَ العِنادِ
مُدَارَاة ُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً
على الإنسانِ مِن حَربِ الفسادِ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَحْبُوباً إِذَا ما
نَحا فى سَيرهِ قَصدَ السَّدادِ
وما الدُّنيا سوى عَجزٍ وحِرصٍ
هُمَا أَصْلُ الْخَلِيقَة ِ في الْعِبَادِ
فَلَوْلاَ الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي
وَلَوْلاَ الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي
وما عقَدَ الرِّجالُ الوُدَّ إلاَّ
لِنَفعٍ ، أو لِمنعٍ مِن تعادى
وما كانَ العِداءُ يَخفُّ لولا
أذَى السُّلطانِ ، أو خوفُ المَعادَ
فيابنَ أَبى ! ولستَ بهِ ، ولكِن
كِلاَنَا زَرْعُ أَرْضٍ لِلْحَصَادِ
تَأَمَّلْ، هَلْ تَرَى أَثَراً؟ فَإِنِّي
أرى الآثارَ تَذهبُ كالرَّماد
حَيَاة ُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ
وَعَاقِبَة ُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبَى لاِْمرِىء ٍ، غَلَبَتْ هَوَاهُ
بَصيرتُهُ ؛ فباتَ على رَشادِ


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

صدى الوجدان 03-07-2013 07:55 PM

عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.hreeb-bihan.com/vb/backgrounds/17.gif');border:10px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
وَفَاضَتِ الْغُدْرَانُ وَالْمَنَاهِلُ
وَازَّيَّنَتْ بِنَوْرِهَا الْخَمَائِلُ
وغردتْ في أيكها البلابلُ
وَ شملَ البقاعَ خيرٌ شاملُ
فصفحة ُ الأرضِ نباتٌ خائلُ
وَجَبْهَة ُ الْجَوِّ غَمَامٌ حَافِلُ
وبينَ هذينِ نسيمٌ جائلُ
تندى بهِ الأسحارُ والأصائلُ
كأنما النباتُ بحرٌ هائلُ
وَلَيْسَ إِلاَّ الأَكَمَاتِ سَاحِلُ
وشامخُ الدوحِ سفينٌ جافلُ
مُعْتَدِلٌ طَوْراً، وَطَوْراً مَائِلُ
تهفو بهِ الجنوبُ والشمائلُ
وَالْبَاسِقَاتُ الشُّمَّخُ الْحَوَامِلُ
مشمورة ٌ عنْ سوقها الذلاذلُ
ملوية ٌ في جيدها العثاكلُ
معقودة ٌ في رأسها الفلائلُ
للبسرِ فيها قانئٌ وَ ناصلُ
مُخَضَّبٌ، كَأَنَّهُ الأَنَامِلُ
كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ قَنَادِلُ
منَ العراجينِ لها سلاسلُ
للمجنونِ بينها أزاملُ
تخالها محزونة ً تسائلُ
لَهَا دُمُوعٌ ذُرَّفٌ هَوَامِلُ
كأنها أمُّ بنينَ ثاكلُ
فِي جِيدِهَا مِنْ ضَفْرِهَا حَبَائِلُ
منَ القواديسِ، لها جلاجلُ
تَدُورُ كَالشُّهْبِ لَهَا مَنَازِلُ
فَصَاعِدٌ، وَدَافِقٌ، وَنَازِلُ
والماءُ ما بينَ الغياض سائلُ
تحنو على شطانهِ الغياطلُ
كَأَنَّهَا حَوَائِمُ نَوَاهِلُ
والطَّيْرُ فِي أَفْنَانِهَا هَوَادِلُ
تزهو بها الأسحارُ والأصائلُ
فانهض إلى نيلِ المنى يا غافلُ
وانعمْ، فأيامُ الصبا قلائلُ
والمرءُ في الدنيا خيالٌ زائلُ
والدهرُ للإنسانِ يوماً آكلُ
وكلُّ شيءٍ في الزمانِ باطلُ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 04:04 PM.

.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
.


Search Engine Friendly URLs by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66