منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,254
عدد  مرات الظهور : 27,987,429

عدد مرات النقر : 4,100
عدد  مرات الظهور : 72,007,786
عدد  مرات الظهور : 67,723,755
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,279
عدد  مرات الظهور : 72,008,588مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,927
عدد  مرات الظهور : 68,224,515
آخر 10 مشاركات
ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 787 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 41 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 104 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 25 - الوقت: 06:45 AM - التاريخ: 03-17-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2379 - المشاهدات : 164995 - الوقت: 05:12 AM - التاريخ: 03-15-2024)           »          بقايا الذكريات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 18 - المشاهدات : 454 - الوقت: 06:13 AM - التاريخ: 03-10-2024)           »          بيت شعر تهديه لمن يعز عليك (( (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1316 - المشاهدات : 109993 - الوقت: 02:18 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          سجل حضورك بأجمل بيت شعر يروق لك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1602 - المشاهدات : 161804 - الوقت: 02:15 AM - التاريخ: 03-04-2024)           »          الحمدلله عدنا والعود أحمد بعد غياب طويل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 71 - الوقت: 04:35 AM - التاريخ: 02-26-2024)           »          التصعيد في المنطقه (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 71 - الوقت: 12:05 PM - التاريخ: 02-24-2024)


الإهداءات




ديوان الشاعر مهيار الديلمي


موضوع مغلق
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 07-06-2013, 10:55 PM   #21


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



إمَّا تقومونَ كذا أو فاقعدوا ما كلّ من رام السماءَ يَصعدُ
نامَ على الهُونِ الذليلُ ودرَى جفنُ العزيزِ لِمَ بات يَسهَدُ
أخفُّكم سعياً إلى سودَدِه أحقُّكم بأن يقالَ سيِّدُ
عن تعبٍ أُورِدَ ساقٌ أوّلاً ومَسحَتْ غرَّةَ سَبَّاقٍ يدُ
لو شرُفَ الإنسان وهو وادعٌ لقطعَ الصمصامُ وهو مغمَدُ
هيهات أبصرتَ العلاءَ وعشَواً عنه فضلُّوا سُبلَه وتَجِدُ
يا عمدةَ الملكِ وأيُّ شرفٍ طالَ ولم ترفعه منكم عَمَدُ
للّه هذا اليومُ يوماً أنجز ال دهرُ به ما كان فيه يَعِدُ
لما طَلعتَ البدرَ من ثَنِيَّةٍ تُجلَى بها عينٌ وعَينٌ تَرمَدُ
من شَفَقِ الشمسِ يُسَدَّى ثوبُها وتُلحَمُ الجوزاءَ أو تُعَمَّدُ
دقَّ وجلَّ فهو إن لامستَهُ سَبْطٌ وإن مارسته مُجَعَّدُ
متوَّجاً عمامةً وإنما عمامةُ الفارس تاجٌ يُعقدُ
ممتطياً أتلعَ لو حبستَهُ تحتك قيل فَدَنٌ مُشَيَّدُ
مناقلاً بأربعٍ كأنّما يلاطم الجليدَ منها جَلْمَدُ
وقَّرها خوفُك فهو مطلَقٌ يَنقُلُها كأنّه مقيَّدُ
خَفَّ بطبع عِتقِه وآده ثِقلُ الحُلَى فمشيهُ تأوُّدُ
مقلَّداً مهنّداً ما ضمَّه قبلَك إلا خافه مقَلَّدُ
أبيض لا يعطيك عهداً مثلُه إذا أخوك حالَ عمّا تَعهَدُ
إذا ادرعتَ في الدجى فقَبَسٌ وإن توسّدتَ الثرى فعضُدُ
ما اعتدتَ كسبَ العزِّ إلا مَعَهُ والمرء مَشَّاءٌ وما يُعَوَّدُ
ما زال فخر المُلك في أمثالها يرشُدُ في آرائه ويسعدُ
فكيف لا وأنت من فؤاده عزّاً وعينيه المكانُ الأسودُ
ولو ركبتُ أرحلاً لكان لي فيك بُراقٌ بالمنى مزوَّدُ
أنت الذي جمعتَني من معشرٍ شملُ العلاء بينهم مبدَّدُ
كأنني آخذُ ما أُعطيهُمُ من مِدَحي إذا نطقتُ أُنشِدُ
أبحتَني مجدَك إذ أرحتني ممّن أذمُّ منهُمُ وأحمَدُ



 


قديم 07-06-2013, 11:51 PM   #22


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أخْلقَ الدهرُ لِمتى وأجّدا شعَراتٍ أرينني الأمرَ جِدَّا
لم يزلْ بي واشي اللياي إلى سم ع معير الشباب حتى استردّا
صِبغةٌ كانت الحياةَ فما أف رُقُ أوَدى دهري بها أو أردَ
يا بياض المشيب بِعْنِي بأيّا مك ليلاً نضوتَه مسوَدَّا
يا لها سرحةً تَصاوَحُ تَنّو ماً وعهدي بها تَفاوَحُ رَندا
لم أقل قبلها لسوداءَ عطفاً واقتراباً ولا لبيضاءَ بُعدا
عدَّتِ الأربعون سنَّ تمامي وهي حلّت عُرايَ عَقداً فعَقدا
بَانَ نَقْصِي بأن كَملتث وأحسس ضُعفي لمّا بلغتُ الأشُدّا
رجعتْ عنّيَ العيون كما تر جعُ عن حاجب الغزالة رُمْدا
ليت بيتاً بالخَيْفِ أمسِ استضفنا قَرانَا ولو غَراما ووَجْدا
وسقاةً على القليب احتساباً عوّضونا اللّمى شِفاءً وبَرْدا
راح صحبي بفوزة الحجِّ يحدو ن وعَنسي باسم البخيلةِ تُحدَى
ولحاظي مقيَّداتٌ بسلعٍ فكأنّي أضللتُ فيه المَجْدَا
ربَّ ليلٍ بين المُحصَّب والخَيْ ف لبسناه للخلاعةِ بُرْدا
وخيامٍ بسَفح أُحْدٍ على الأُق مار تُبْنَى فحيِّ يا رب أُحْدَا
لا عدا الرَّوْحُ في تِهامةَ أنفَا ساً إذا استُروِحتْ تمنَّيتُ نجدا
وأعان الرقادُ حَيْرةَ طَرفٍ لم يجِدْ في الطّلاب يقظانَ رُشْدا
نمتُ أرجو هنداً فكلَّ مثالٍ خَيَّلَتْ لي الأحلامُ إلاّ هندا
عَجباً لي ولابتغائي مَودّا تِ ليالٍ طباعُها لِيَ أعدَا
نطَقَتْ في نفوسها وتعفَّف تُ فما وُدُّ من يَرَى بك صدّا
أجلبتْ جِلدتي عريكةُ دهري فرمَى بي وقام أملسَ جِلْدا
كلّ يومٍ أقولُ ذمّاً لعيشي فإذا فاتني غداً قلتُ حَمْدا
زفراتٌ على الزمان إذا استب ردتُ منها تنفُّساً زدن وَقْدا
يا لَحَظِّي الأعَمى أما يتلقَّى قائداً يبتغِي الثوابَ فيُهْدَى
يا زمانَ النفاقِ مالك زاد اللّهُ بيني وبن أهلك بُعدا
مَن عذيري من صحبة الناس ما أخ فَرَها ذمّةً وأخبثَ عهدا
كم أخٍ حائم معي واصلٍ لي فإذا خَلَّفتْ به الحالُ صدَّا
وصديقٍ سَبْطٍ وأيّامه وُسْ طَى فلمّا انتهتْ تقلَصَ جَعْدا
ليته غيرَ منصِفٍ لِيَ إسعا داً على الدهر منصفٌ لِيَ وُدّا
وإذا لم تَجِدْ من الصبر بُدَّاً فتعزَّلْ وَجِدْ من الناس بُدَّا
يدفع اللّهُ لي ويَحمي عن الصا حِبِ فَرداً كما وَفَى لِيَ فردا
أَجِنَتْ أوجهُ الرجالِ فما أن كَرتُ من بِشر وجههِ العذبِ وِرْدا
كيفما خالَفتْ عِطاشُ أماني نا إليه كان النميرَ العِدَّا
مَلَكَ الجودُ أمرَهُ فحديث ال مال عن راحتيه أعطَى وأجدَى
زد لجاجاً إذا سألتَ وإلحا حاً عليه يزِدْك صبراً ورِفْدا
لا تَرَى والمياهُ تُعطى وتُكدِى حافراً قطّ في ثراه أكدَى
كلما عرَّضَتْ له رغبةُ الدن يا توانى عنها عَفافاً وزُهدا
كثَّر الناسٌُ مالَها واقتناها سِيَراً تَشرف الحديثَ وحَمْدا
لحقتْه بغاية المجد نفسٌ لم تحدِّد فضلاً فتبلغ حدّا
عدَّت الفقر في المكارم مُلكاً وفَناءَ الأيّام في العزّ خُلدا
وأبٌ حَطَّ في السماء ولو شا ء تخَطّى مكانَها وتعدَّى
من بهاليلَ أنبتوا ريشة الأر ضِ وربُّوا عِظامَها والجِلْدا
أرضعتْها أيديهمُ دِرَّة الخِص ب فروَّت تِلاعَها والوُهْدا
بين جَمٍّ منهُمُ وسابورَ أقيا لٌ يعدُّون مَولد الدهر عَدَّا
لهمُ حاضرُ الممالك إن فا خر قومٌ منها بقَفرٍ ومَبدَى
أخذوا عُذرةَ الزمان وسدُّوا فُرَجَ الغِيلِ يقنصون الأُسْدا
سيَرُ العدلِ في مآثرهم تُر وَى وحسنُ التدبير عنهم يؤدَّى
وإذا اغبّرتِ السنونَ وأبدَى شَعثُ الأرض وجهَها المُربَدَّا
طردوا الأَزْلَ بالثراء وقاموا أَثر المحلِ يخلُفون الأَنْدَا
تُوِّجوا مُضغةً وساد كهولَ ال ناس أبناؤهم شباباً ومُردا
عدَّد الدهرُ سيّداً سيّداً من هم وعدَّ الحسينُ جَدَّاً فجدَّا
حَبَسَ الناسَ أن يُجاروك في السؤ دُدِ تعريجُهم وسَيْرُك قَصدا
ووقَى المُلكَ زَلّةَ الرأي أن صر تَ بتدبير أمرِهِ مستبِدّا
لك يومٌ عنه مِرَاسٌ مع الحر بِ يردُّ السوابقَ الشُّعْرَ جُرْدا
تركبُ الدهرَ فيه ظَهْراً إلى النص ر وتستصحبُ الليالِيَ جُندا
وجدالٌ يوماً تَرَى منك فيه فِقَرُ الوافدين خَصْماً ألدَّا
كلّ عَوصاءَ يسبِق الكَلِمُ الهدَّ ارُ في شوطها الجوادَ النَّهُدا
أنا ذاك الحرُّ الذي صيَّرتْه لك أخلاقُك السواحرُ عبدا
مُعلِقٌ من هواك كفِّي بحبلٍ لم يزده البعادُ إلا عَقْدا
مَلكَ الشوقُ أمرَ قلبي عليه مذ غد البينُ بيننا ممتدَّا
أشتكي البعدَ وهو ظلمٌ ولولا لذّة القربِ ما أَلمِتُ البُعدا
ليت من يحملُ الضعيفَ على الأخ طارِ ألقَى رَحلي إليك وأدَّى
فتروّت عيني ولو ساعةً من ك فإني من بعدها لا أَصْدَى
وعلى النأيِ فالقوافي تحيّا تُك منّي تسري مَراحا ومَغْذَى
كلّ عذراء تفضَح الشمسَ في الصب ح وتُورِي في فحمة الليل زَندا
لم تُدنَّس باللمس جسماً ولم تَص بُغْ لها غَضّةُ اللواحظِ خدَّا
أَرِجاتُ الأعطاف مُهدىً جَناها لك يُهدِي إلى الربيع الوَردْا
فتلقَّ السلامَ والشوقَ منها ذاك يُشْكَى وذا يطيبُ فيُهدَى
واحْبُ جيدَ النيروز منها بطوقي ن وفصِّل لليلة العيدِ عِقْدا
وتسلَّم من الحوادث ما ك رّ على عَقْبه الزمانُ وردَّا
ما أبالي إذا وجدتُك مَنْ تَف قِدُ عيني لا أبصرتْ لك فَقدَا



 


قديم 07-07-2013, 12:06 AM   #23


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أمِنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ خيالٌ كلّما بخلَتْ يجودُ
طوَى طيَّ البرودِ بِعراصَ نجدٍ وزار كما تأرَّجتِ البرودُ
يشقُّ الليلَ والأعداءَ فرداً شجاعاً وهو يذعَرُه الوليدُ
مواقِد عامرٍ وسروح طيٍّ وما قطعت برملتها زرودُ
له ما للبدورِ من الدياجي فأرَّقَني وأصحابي هُجودُ
فقمتُ له أطوِّقه عِناقاً يداً ضعُفتْ وباعثُها شديدُ
يدُ القنَّاصِ تخفُقُ أين مُدَّتْ حِبالتهُ فتَضبِطُ ما تصيدُ
فيا لكِ سُحرةً سُرِقتْ لو اني غداً فيها يتمّ لِيَ الجُحودُ
وكيف وتُربُ بابلَ سَلْخَ شهرٍ وأرداني بريَّاها شُهودُ
أَمَا ومشعشِعين بذاتِ عِرقٍ صَلاً يَقْرِي العِراقَ له عمودُ
ورامٍ سهمَ عينيه بسَلعٍ وبالزوراء يقتُلُ مَن يريدُ
لَمَا وفّتِ الصوارمُ والعوالي بما جنتِ المحاجرُ والقدودُ
وكم يأوِي المشقَّرَ من غزالٍ تحاذر من كَناسَتِه الأسودُ
تُقلِّمُ حولَه الأظفارَ عَيْنٌ ويُهْتِمُ دونَه الأنيابَ جيدُ
وأبيضَ من نجوم بني هلالٍ وجوهُ العيش بعد نواه سودُ
هوِيتُ له الذي يهواه حتّى حلا إعراضُه لي والصدودُ
نفضن الحبَّ أسمالاً وعندي لهنّ على القلى حُبٌّ جديدُ
ورُحنَ وقد سفكنَ دماً حراماً تصيح به الأناملُ والخدودُ
أما تنهاك عن عيدِ التصابي مواضٍ من شبابك لا تعودُ
وقادحةٌ لها في كلّ يومٍ ذبولٌ من نشاطك أو خمودُ
طوالع في عذارك لا الأحاظي قَسَمْنَ طلوعَهنّ ولا السعودُ
وقالوا حلَّمتْكَ فقلت شوقاً متى مبدى الخلاعةِ لي يعيدُ
يَحُرُّ عَلَيَّ أبيضُها خمولاً وكنت بجاهِ أَسْوَدِها أَسودُ
ولم أر كالبياض مذمَّمَّاً في مواطنَ وهو في أخرى حميدُ
فتلحاه العوارضُ والمَفَالي وترضاه الترائبُ والنهودُ
عدمتُ مكارم الأيّام مَنْ ذا الش قيُّ بها ومَنْ فيها السعيدُ
مع الفضل الخصاصةُ والتمنِّي وحولَ العجزِ تزدحم الجدودُ
تُقامُ على الفقير وما جناها إذا وجَبتْ على المثرِي الحدودُ
وما لك من أخٍ في الدهر إلا أخوك طريفُ مالكِ والتليدُ
مَحَضْتُ الناسَ مختبراً فكلٌّ بكىءٌ دون زُبدته زهيدُ
هُمُ حولي مع النُّعمى قيامٌ وهم عنّي مع الجُلَّى قُعودُ
توقَّ تحيةَ ابن العمِّ يوماً فربَّ فمٍ بقُبلته يكيدُ
ولا تخدعْك مسحةُ ظهرِ أفعَى فتحتَ لثاتهِ نابٌ حديدُ
وأغلبُ ما أتاك الشرُّ ممّن تذبّ الشرَّ عنه أو تذودُ
وحَولك من قبيلك من تكون ال قليلَ به وإن كثر العديدُ
مُداجٍ أو مُبادٍ أو حسودٌ وشرُّهُمُ على النِّعمِ الحسودُ
ومولىً عرشهُ بك مشمخرٌّ بطول الحفر يَهدِمُ ما تشيدُ
نصحْتُ لمارقٍ من آل عوف لو أنّ النصحَ يبلغ ما أريدُ
وقلتُ له قناتَك لا تدعها تُوصَّمْ بالعقوق ولا تميدُ
وبيتَك لا تبدّلْ فيه غدراً فإنّ عليك ما يَجني النُّدودُ
ولا تعبَثْ بعزٍّ مَزيَديٍّ لتَنقُصَه وأنت به تزيدُ
هم التحموك معروقاً وضمُّوا عزيبَك وهو منتحِسٌ طريدُ
ومدّوا ضَبْعَك المغمورَ حتى سما بك بعد مهبطهِ صعودُ
إلى نادٍ تفوه به وتغشَى وسامرةٍ يُشَبُّ لها وَقودُ
عُنُوا بثراك واغترسوك حتّى بسقتَ على العِضاةِ وأنت عودُ
وربُّوا نعمةً لك لا يغطِّي عليها السترَ غَمطُك والجُحودُ
فما غَنِيَ المبصَّرُ وهو باغٍ بما تُجدِي المَشُورةُ أو تُفيدُ
وقام يقودُها سُوقاً عجافاً أعزُّ من القيام بها القعودُ
يَلوثُ جبينَه منها بعارٍ تبيد المخزياتُ ولا يبيدُ
فكيف وأنت طير البغي فيها جرت لك بالتي عنها تحيدُ
نزلتَ لها بدار الهُون جاراً لأقوامٍ تُضامُ وهم شهودُ
صديقَ العجزِ أسلمك الأداني بجُرمك واستراب بك البعيدُ
تَقَاذَفُك المهامهُ والفيافي وتُنكرك التهائمُ والنُّجودُ
فما لك لا وَألتَ وأنتَ حُرٌّ يُجيريك من عشيرتك العبيدُ
وأن الجارَ لا حيّ عزيزٌ بأسرته ولا مَيْتٌ فقيدُ
ولو بأبي الأغرِّ صرختَ فاءتْ عليك فضولُ رأفته تعودُ
إذن لأثرتَ عاطفةً وحِلماً تموتُ له الضغائنُ والحُقودُ
وكان الصفحُ أبردَ في حشاه إذا التهبتْ من الحَنَقِ الكُبودُ
وعاد أبرَّ بالأنساب منكم وبالقربَى لو انك تستعيدُ
نتجتَ من المنى بطناً عقيماً نَمَى بك والمنى أمٌّ ولودُ
أتنشُدُ ما أضلَّ الحزمُ منها أطِلْ أسفاً فليس لها وجودُ
وتوعدُه وذلك ذلُّ جارٍ متى اجتمع المذلةُ والوعيدُ
تريدون الرءوسَ وقد خُلِقتم ذُنابَى لا انتفاعَ بأن تريدوا
ويأبى اللّهُ إلا مَزْيَدِيّا على أسَدٍ يؤمَّرُ أو يسودُ
فدعْها للذي جفَلتْ إليه وسلْه العفوَ فهو به يجودُ
دَعُوا قوماً يخاصم في علاهم رقابَكُم المواثقُ والعهودُ
بأيّ سلاحكم قارعتموهم أبَى الماضي الشبا ونبا الحديدُ
وإنّ سيوفَكم لتكون فيهم مَكاوىَ لا تَنُشُّ لها الجلودُ
ففخراً يا خُزَيْمُ فكلُّ فخرٍ إلى أنواركم أعمى بليدُ
لكم نار القِرى وندَى العشايا وفرسانُ الصباح وَعَوْا فَنُودوا
وأنديةٌ وألسنةٌ هُبوبٌ إذا انتُضيتْ وأحلامٌ رُكودُ
ومنكم كلُّ وَلاَّجٍ خروجٍ وذو حَزْمَيْن صدّارٌ وَرودُ
موقَّرُ ما أقلَّ السرجُ ثَبْتٌ إذا مالت من الرَّهَج اللُّبودُ
إذا مُضَرٌ تَطَامَنَ كلُّ بيتٍ لها وعلا بربوتها الصعيدُ
وكانت جمرةَ الناسِ اجتببتم وفيكم عزُّ سورتها العتيدُ
بَنَى لَكُمُ أبو المظفارِ مجداً على موت الزمان له خلودُ
وقدّمكم على الناس اضطراراً مقاماتٌ وأيامٌ شُهودُ
إجارةُ حاتمٍ ودمٌ شريقٌ به لبّاتُ حُجْرٍ والوريدُ
وطعنةُ حاتم وطَرٌ قَديمٌ قضى مَروانُ فيها ما يريدُ
وصاحتْ باسم صامتَ نفسُ حرٍّ ربيعُ المقترين بها يجودُ
وصخرٌ ذابَ صخرُ على قناكم ولان لكم به الحجر الشديدُ
ويومُ عُتَيْبةٍ عَلَمٌ عريضٌ تَبَاشره المواسمُ والوفودُ
كرائمُ من دماء بارداتٍ لديكم لا دِيَاتِ ولا مَقيدُ
وإنّ ببابلٍ منكم لبحراً لو أنّ البحرَ جاد كما يجودُ
إذا الوادي جرى مِلحاً أُجاجاً ترقرق ماؤه العذبُ البَرودُ
فتيُّ السنِّ مكتهلٌ حجاهُ طريفُ الملك سؤدُده تليدُ
إذا اشتبهتْ كواكبهم طلوعاً فنور الدولة القمرُ الوحيدُ
أناف به وقدَّمه عليكم أبٌ كَرَمٌ أناف به الجدودُ
أغرُّ قَسِيمُهُ السيفُ المحلَّى ومسحبُ ذيله الروضُ المجودُ
يعود إذا تغرَّب في العطايا ويُقلع في الهَناتِ فلا يعودُ
بليلُ الريقِ من كَلِمٍ سديدٍ يقوم بنصره رمحٌ سديدُ
تراغتْ حول قَّبته بِكارٌ شفار الجازرين لها قُتودُ
تراه الخيلُ أفرسَ من تمطَّتْ به والجيشُ أشجعَ من يقودُ
ويَغنَى ثم يُفقِرُ راحتيه مقالُ المادحين الفقرُ جودُ
مَن الغادي ينقِّلُه حِصانٌ مفدَّى السبق أو عَنْسٌ وَخُودُ
إذا ركب الطريقَ وفَى بشرطِي أخٌ منه على أربى عقيدُ
إذا بلّغتُ عن إِنسانَ ينزو وراء ضلوعه قلبٌ عميدُ
يرى المرعى الخصيبَ يصدّ عنه ويظمأُ وهو يمكنه الوُرودُ
فقل لأمير هذا الحيِّ عني أيُجمَعُ لي بك الأملُ البديدُ
أحِنُّ إلى لقائك والليالي عليّ مع العوائق لي جُنودُ
وتجذبني نوازعُ موقظاتٌ إليك وراءها قَدَرٌ رَقُودُ
وكم وعَدتْ بك الآمالُ نفسي ويقضي الدهر أن تُلْوىَ الوُعودُ
فهل من عطفةٍ بالود إني على شحط النوى خِلّ ودودُ
محبٌّ بالصفاتِ ولم أشاهِدْ كأني من نجيِّكُمُ شهيدُ
وكم مَلكٍ سواكم مدّ نحوي يديه فقصَّر الباعُ المديدُ
ومعصوبٍ بذكرِي أو بشعِرِي أحوِّل عنه شعري أو أحيدُ
أحاذر أن تَبَدَّلَني أكفٌّ سوائمُ صانني عنها الغُمودُ
لعلّ علاكُمُ وندى يديكم سيُنهِضُني بمُثقِلةٍ تؤودُ
ومُجتمعٍ عليها القولُ أَنَّي بها والقولُ مشترك فريدُ
من الغرّ الغرائبِ لم يَعِبْها ال كلامُ الوغدُ ولمعنى الرديدُ
نوادر تلقط الأسماعُ منها على الأفواه ما نَثَرَ النشيدُ
تَسير بوصفكم وتُقيم فيكم خوالدَ فهي قاطنةٌ شرودُ
وليس يَضُرُّ راجيكم لِرفدٍ تَلوُّمُهُ إذا قصَدَ القصيدُ



 


قديم 07-07-2013, 12:08 AM   #24


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



حرِّم عليها نُزُهاتِ الوادي وولِّها جوانبَ البلادِ
وغنِّها إنْ طرِبَتْ لصافرٍ آذانُها برَهَجِ الجِلادِ
واسبِقْ بها إلى العلا شوطَ الصَّبا لعلّها تُعَدُّ في الجِيادِ
قد لفظتْكَ هاجداً وقاعداً مَكاسرُ البيتِ وحَجْرُ النادي
كم التمادي تطلب العفوَ به قد بلغَ الجهدَ بك التمادي
لابد إن عفت تخاليطَ القذَى أن تُخلَطَ الأرجُلُ بالهوادي
ما العزُّ بين الحُجُراتِ كامناً ولا الغنَى في الطُّنْبِ والعِمادِ
تفسَّحي يا نفسُ أو تطوَّحي إمّا الردى أو دَرَكُ المُرادِ
إن النفوس فاعلمي إن حُمِلتْ مسجونةٌ في هذه الأجسادِ
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى أَن أنفُضَ الأرضَ بغير زادِ
قد ملَّني حتَّى أخي وأنكرتْ كلابُ بيتي في الدجى سَوادي
كم أحملُ الناسَ على عِلاَّتهم قد جُلِبَ الظهرُ وجُبَّ الهادي
في كل دارٍ ناعقٌ يخبِطُ في جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي
وحالمٌ لي فإذا استسعدتهُ في يوم رَوعٍ مال بالرقاد
يُعجبُه قربي لغير حاجةٍ فإن عرَتْ طارَ مع البعادِ
إذا عدمتُ عُدَدي ضحكتُ من تبجُّحي بكثرةِ الأعدادِ
أُنساً على ما خَيَّلَتْ وخَلَبتْ بروقُها بوحشةِ انفرادي
ما أنا والحزمُ معي بآمنٍ شريحَتيْ صدرِي على فؤادي
قد شَمِتَ النُّقصان بالفضلِ وقد تَسلَّط العجزُ على السَّدادِ
فاجفُ الوُصولَ واهجُ من مدحتَهُ فربّما تُصلِحُ بالفسادِ
ولا تخلْ ودَّ العميد مِنحةً سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ
لكنّها جوهرةٌ يتيمةٌ تقذِفها البحارُ في الآحادِ
جاءت بها والوالدات عُقُمٌ مُقْبلةٌ غريبةُ الولادِ
خلِّ له الناسَ وبِعْهم غانياً به على كثرتهم وفادِ
وحَكِّم المجدَ التليد فيهمُ وفيه واسأل ألسنَ الرُّوّادِ
بالأقربِينَ الحاضرين منهُمُ ما غاب من ذاك البعيدُ النادي
وحبّذا بين بيوتِ أَسَدٍ بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي
أَتلعُ طال كَرماً ما حولَه تَشرُّفَ الربْوِ على الوِهادِ
مُوضَحةٌ على ثلاثٍ نارُهُ إن سَرِفوا النيرانَ في الرَّمادِ
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى ممهَّد المجلسِ رَخصُ الزادِ
إنْ قوَّضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ طُنِّبَ بالآباءِ والأجدادِ
تُرفَعُ عن محمدٍ سُجوفُهُ جوانبَ الظلماءِ عن زنادِ
أبلج يُورِي في الدجى جبينُه على خبوّ الكوكب الوقَّادِ
ساد وما حُلَّتْ عُرَى تميمه بالأطيَبيْن النفسِ والميلادِ
وجاد حتى صاحت المزنُ به أَكْرمتَ يا مُبخِّلَ الأجوادِ
من غِلمةٍ تحاشدوا على الندَى تحاشُدَ الإبْلِ على الأورادِ
ودبَّروا المجدَ فسدُّوا ما وَلُوا سدَّ السيوف ثُغَرَ الأغمادِ
مشَوا على الدارِس من طُرْق العلا ويَقتفي الرائحُ إثرَ الغادِي
يعتقبون دَرَجاً ذروتَها تعاقُبَ العقودِ في الصّعادِ
مَثنَىً ووُحداناً إلى أن أحدقوا بهالةِ البدرِ على ميعادِ
للكَلمِ المعتاصِ من سلطانهم عليه ما للجحفل المنقادِ
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما هُمُ إن خَطَبوا ألسنةُ الأَعوادِ
هل راكبٌ وضَمِنَتْ حاجتَهُ غضبَى القِماصِ سَمحةُ القيادِ
مُطلَقةُ الباعِ إذا تقيَّدتْ من الكَلالِ السُّوقُ بالأعضادِ
تدرُّ قبل البوّ أو تَطرَبُ من مَراحها قبل غِناء الحادي
لا يُتهِمُ الليلُ عليها فجرَهُ ولا يَخافُ عدوةَ العوادي
لها من الجوّ العريض ما اشتهتْ همَّك في السرعةِ والإبعادِ
تَصدُقُها واللَّحظاتُ كُذُبٌ عينَا قُطامِيٍّ على مِرصادِ
بلّغ وفي عتابك الخيرُ إذَن تحيةً من كَلِفِ الفؤادِ
ينفُثُ فيها شجوَه كما اشتفى ال مدنَفُ بالشكوى إلى العُوّادِ
قُلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ والطَّفِّ جادت ربعَك الغوادي
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا بقلقي بتَّ ولا سهادي
أشرقَني الشوقُ إليك ظامئاً بالعذْب من أحبابيَ البِرادِ
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ إلا اعترضتُ فثنَى وسادي
ولا نَسمتُ البانَ تفليه الصَّبا إلا تضوّعتُك من أبرادي
والبدرُ يحكيك فيشقَى ناظري حتى كأنّ بِيضه دآدى
فهل على ماء اللقاءِ بِلَّةٌ يُرْوَى بها هذا النزاعُ الصادي
مالك لا تسمحُ بالقربِ كما تسمحُ بالمالِ وبالإِرفادِ
أنت جوادٌ والنوى مَبخَلَةٌ ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ
ملَكتَني بالودّ والرفدِ معاً والرفدُ من جوالبِ الودادِ
وقاد عُنْقي لك خُلْقٌ سلِسُ ال حبل على صُعوبة انقيادي
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختِها بكاهلٍ لا يحمِل الأيادي
ولم يكن قبلَك من مآربي لمسُ يدِ المُجدي ولا من عادي
مَواقفاً أعطيتَ فيها مسرفاً والبحرُ يعطيني على اقتصادِ
فما أذمَّ الحظَّ إلا قمتَ لي بمنّةٍ تكسبه أَحمادي
ولا أنادي الناسَ إلا خِلتُني إياك من بينهِمُ أنادي
ولم تكن كَخُلَّبيٍّ برقُهُ لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ
يجلِبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ مع النفاق ويدٍ جَمادِ
ما عرَفَتْ فيه الندى طيٌّ ولا أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ
يدخُلُ في مجدِ الكرام زائداً غبينةَ الأنسابِ في زيادِ
تسلَّطَ البخلُ على جنَابِهِ تسلُّطَ الخُلْفِ على الميعادِ
لَتَعلَمنّي شاكراً مجتهداً إن هو كافى عفوك اجتهادي
بكلِّ مغبوطٍ بها سامعُها كثيرة الأحبابِ والحسّادِ
مصمَّت لها النديُّ واسع نصيبَها الضخمَ فمُ الإنشادِ
غريبة حتى كأَنْ ما طُبِعَتْ من طِيبِ هذا الكَلمِ المُعتادِ
ترفَعُها عنايتي عن كُلْفة ال لفظِ ومعنى الغارة المُعادِ
تغشاك إما بالتهاني بالعلا أو التهادي بُكرةَ الأعيادِ



 


قديم 07-07-2013, 12:15 AM   #25


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أمكَنَتِ العاذلَ من قِيادِها فانتزع الرحمةَ من فؤادِها
ولوَّنت أخلاقَها فقد غدا بياضُها يشِفُّ عن سوادِها
والغانياتُ عَطفةً وصدْفَةً يُجنَى لك الحنظلُ من شِهادها
لا يملِكُ الراقدُ من أحلامِهِ إلا كما يملك من ودادِها
أعلَقُ ما كنت بها طماعةً أَنصلُ ما تكونُ من إسعادِها
متى تُكلَّفْ من وفاء شيمةً تعدْ إلى شيمتها وعادِها
آهِ على الرقَّةِ في خدودها لو أنها تسري إلى فؤادِها
بالبان لي دَيْنٌ على ماطلةٍ يميس غصنُ البان في أَبرادِها
سلَّطتِ الوجدَ على جوانحي تسلُّطَ الخُلفِ على ميعادِها
يا طَرَباً لنفحةٍ نجديّةٍ أعدِلُ حرَّ القلبِ باستبرادِها
وما الصَّبا ريحيَ لولا أنها إذا جرت هبَّتْ على بلادِها
قل لمُخِيضِ العيسِ أغباسَ السُّرَى تأكلُ عَرضَ البيدِ في إسآدِها
موائراً ترى السَّلامَ رمَضاً بينَ سُلاماها إلى أعضادِها
ذُبالُها تحت الدجى عيونُها لا تستشير النجمَ في رَشادِها
تبغِي الندَى وأين من مُرادِه طيُّ الفلا وأين من مُرادِها
عِندَكَ روضٌ وسحابٌ مغدِقٌ إن صدَقَتْ عينُك في ارتيادِها
أيدي بني عبدِ الرحيم أبحرٌ أعذبَها اللّهُ على وُرَّادِها
أيدٍ تَساوَى الجودُ فيها فاكتفَى أَن يسأل المُعتْامُ عن أجوادِها
سلالةٌ من طينةٍ واحدةٍ مجموعُها يوجَدُ في آحادِها
اِرْمِ بهم على الليالي تَنتصِفْ بهِمْ على ضعفِك من شِدادِها
وشِمْهُمُ على الخطوب تَنْتضِلْ بيضَ السُّرَيْجِيّاتِ من أغمادِها
اُنظرْ إليهم في سماواتِ العلا مرفوعةً منهم على عِمادِها
ترَ النجومَ الزُّهرَ من وجوههم ثابتةَ السعودِ في أوتادِها
لهم سناها ثمّ ما ضرّهُمُ نقصانُ ما يَكثُر من أعدادِها
أسرةُ مجدٍ شهدَ الفضلُ لما عُقِّبَ عنها بِعُلا أشهادِها
حسبُك من آياتها دلالةً أن كمالَ الملك من أولادِها
حَيِّ وقرِّبْ غُرّةً أبيّةً كان النوى يألَمُ من بعادِها
ما سكَنتْ أرضٌ إلى حضورِها إلا بكتْ أخرى على افتقادِها
تودُّ حبّاتُ القلوب أنها ما سافَرتْ تكون من أرفادِها
عاد إلى الدولة ظلُّ عزّها وقرّت الأرواحُ في أجسادِها
وامتلأتْ من شُهبها أفلاكُها وضُمّت الغيلُ على آسادِها
يخطبُها قومٌ وفي حِبالكم نكاحُها وهم بنو سفادِها
يا عَجزَ من يطمعُ في قنيصِها والليثُ جثَّامٌ على مرصادِها
أنت لها بعدَ أبيك ثُغرةٌ غيرُك لا يكون من سِدادِها
وجهُك في ظلمائها سراجُها وكفُّك الذائبُ في جَمادِها
صدعت بالفضلِ وكنتَ معجِزاً تُطيعُك النفوسُ باجتهادِها
وأذعنتْ طائعةً مختارةً بميلها إليك وانقيادِها
إن ضلَّت الآراءُ باجتماعها كفَتْك آراؤك بانفرادِها
أو عُبِدَتْ أموالُ قومٍ شَرُفَتْ نفسُكَ أن تكون من عُبَّادِها
كفتْكَ كسبَ العزّ نفسٌ حرةٌ أحرزتِ العزّةَ من ميلادِها
وقدّمتك فاجتُبيتَ سيِّداً أرومةٌ طرفُك من تلادِها
تُعدِي معاليها إلى أبنائها على زمان هودِها وعادِها
لكم قُدامَى الأرضِ أو سُلافُها كنتم رُبىً والناسُ في وهادِها
وجمّةُ الملك تجِمُّ لكُمُ ما طاب واستَغَزَرَ من أورادِها
إذا نطقتم سكتَ الناسُ لكم على قُوَى الأنفاسِ وامتدادِها
كأنما ألسنُكم لهاذمٌ على القنا تُشرَع في صِعادِها
ميمونةُ النُّقْبة أين وُجِّهَتْ حَلّلتِ المزنُ عُرى مزادِها
وإن سُئلتم لم تَرَوا أموالَكم ناميةً إلا على نفادِها
هَنَا المعالي منك يا خيرَ أبٍ يُكنَى بها جمعُك من بدادِها
ذاك وسلْ مذ غبتَ عن نفسي وعن ضراعةٍ لم تكُ في اعتيادِها
ونَبوَةِ الأعين عنّي فيكُمُ كأنني صُيِّرتُ من سُهادِها
أخَّرتُ نفسي بل قعدتُ حَجْرةً مزمِّلاً بالذلّ في بِجادِها
مخفِّضاً قولي متى قيل صَهٍ خشعتُ بينَ هائها وصادها
بينَ رجال كمَنتْ فضائلي عنهم كُمون النار في زنادِها
لم أرجُهُم وليتني لم أخشَهم قلوبُهم تئنُّ من أحقادِها
تسلُقني باللوم فيكم ألسنٌ أقوالُها تصغرُ في اعتقادِها
فكيفَ معْ قناعتي ظنُّك بي هل كان إلا المصُّ من ثمادِها
خلَّفتني جوهرةً ضائعةً بقلّةِ الخبرةِ من نُقَّادِها
لا حظَّ لي أرجوه عند غيركم من عُدَّةِ الدنيا ولا عَتادِها
تسكُنُ أحشائي إلى حِفاظكم سكونَ أجفاني إلى رقادِها
أنتم لنفسي في الحياة وبكم انتظر العَونَ على مَعادِها
فأين كان صبرُكم على النوى من عَركها الصبرَ ومن جهادِها
وهل وقد أمرضها بعادكم كنتم بعَطفِ الذِّكْر من عُوّادِها
بلى لقد واصلَها ما بلَّها من عَون أيديكم ومن إرفادِها
وقمتُمُ على النوى بلفتةٍ من نصرها شيئاً ومن إنجادِها
فاغتنموا الآنَ تلافِي نَقصِها في سَعةِ الأيّام وازديادِها
وعند نعماك لها إن قُضِيتْ دَينٌ عليه جُملةُ اعتمادِها
مؤجَّلاً قبل النوى وبعدَها من طارف الرسوم أو تِلادِها
فوكِّل الجودَ على نفسك في قضائها ومُرْهُ بافتقادِها
واعلم بأن الحالَ في تسويفها تَضيقُ حتى الوعد في إبعادها
واسلم لها واسع بها سوائراً بعفوها منك وباجتهادِها
لك الطويلُ الشوط من خيولها فليس تَرضى لك باقتصادِها
لها بطونُ الأرض بل ظهورُها تصوَّبَتْ أو هي في إصعادِها
رَجْلَى ولا يعلَقُها ركبُ الفلا بإبلِ البيدِ ولا جِيادِها
تَسترقِصُ الأسماعَ أو تخالَني أستخلفُ الغريضَ في إنشادِها
كأنّها على الطروس أنجمٌ لألأتِ الخضراء باتقادِها
يكاد أن يبيضَّ من نُصوعها ما سوَّد الكاتبُ من مدادِها
تنفَّسُ الأيّامُ عن صوابِها في وصف نُعماكم وفي رشادِها
ما دمتُمُ حَلْياً لمهرجانها فينا وتيجاناً على أعيادِها



 


قديم 07-07-2013, 12:17 AM   #26


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أنذرَتْني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا دونها ينهَدُ لي بالشَّرِّ نَهْدَا
غَيرةً أن تسمعَ الشَّربَ تُغنِّي باسمها في الشِّعر والأظعانَ تُحدَى
قلت يا لَلحبِّ من ظبيٍ رخيم صدتُه فاهتجتُ ذؤباناً وأُسْدا
ما على قومِكِ أن صار لهم أحدُ الأحرار من أجلكِ عبدا
وعلى ذي نظرةٍ غائرةٍ بعثتْ سُقماً إلى القلب تعدَّى
قَتلتْ حين أصابت خطأً وقِصاصُ القتلِ للقاتلِ عمدا
أتُراني طائعاً أضرمتُها حُرَقاً تأكلُ أضلاعي ووجدا
سبّبتْ لي فيكِ أضغانَ العدا نظرةٌ أرسلتُها تطلبُ ودّا
وعلى ما صفحوا أو نَقموا ما أرى لي منكِ يا ظبيةُ بُدَّا
أَجتلى البدرَ فلا أنساكِ وجهاً وأرى الغصنَ فلا أسلاكِ قدّا
فإذا هبَّتْ صَبَا أرضكمُ حَملتْ تُربَ الغضا باناً ورَندا
لامَ في نجدٍ وما استنصحتهُ بابليٌّ لا أراه اللّه نجدا
لو تصدَّى رشأُ السَّفحِ له لم يلُم فيه ولو جارَ وصدّا
يصلُ الحولُ على العهد وما أَنكرَ التَّذكارُ من قلبِيَ عهدا
أفَيروَى عندكم ذو غُلّةٍ عدِمَ الظَّلْمَ فما يشربُ بَرْدا
رُدَّ لي يوماً على كاظمةٍ إن قضى اللّه لأمرٍ فات ردّا
وحماني من زمانٍ خابطٍ أبداً في عَطَني شَلّاً وطردا
كلَّما أبصر لي تامكةً كدَّها أو ردّها عظماً وجِلدا
يصطفي الأكرمَ فالأكرمَ من نُخَبي أنفسَ ما كنتُ مُعِدّا
كلّما شُدّتْ بظهري هَجمةٌ ركب الشرَّ لها ركضاً وشدّا
واقعاً في كلّ مَن كثّرني بيدٍ خرقاءَ أو أصبحتُ فردا
أُكلَةَ الصُّعلوكِ لا أُسنِدُ ظهراً في الملمّاتِ ولا أَشتَدُّ عَضْدا
غاب أنصاري فمن شاء اتقاني حذَر الإثمِ ومن شاء تعدَّى
شَقِيتْ من بعدهم نفسي وهم أيّ برجٍ نزلوه كان سعدا
قل لأملاكٍ نأَى عنّي بهم ناقلُ الأقمار قُرباً ثُمَّ بُعدا
يا سيوفي يوم لا أملِك عزّاً وعيوني يوم لا أُورَدُ عِدَّا
وشبابي إن دنوتم كان غَضَّاً وإذا رحتم مع البين استُرِدَّا
عجباً لي كيف أبقى بعدكم غير أن قد خُلِقَ الإنسان جَلْدا
غلبَ الشوقُ فما أحمِلُ صبراً وجفا الناسُ فما أسألُ رِفدا
أنا من أغراسكم فانتصروا لي قبل أن تهشِمَني الأيام حصدا
يا رسولي ومتى تَبلُغْ فقلْ خيرَ ما حُمِّل مأمونٌ فأدَّى
يا كمالَ الملكِ يا أكرمَ مَن يمَّمَتْه ظُعُنُ الآمالِ تُحدَى
يا شهاباً كلَّما قال العدا كاد يخبو زاده الرحمنُ وقدا
يا حساماً كلَّما ثلّمه ال ضربُ راق العينَ إرهافاً وحَدَّا
ما براك اللّهُ إلا آيةً فَتن الناسَ بها غَيَّاً ورُشْدا
وثَبَاتُ الليثِ إن أُنكِر في شَدَّةٍ كان مع الأخرى أشَدَّا
كلّما عاند فيها حاسدٌ ظهرتْ باهرةً مَن يتحدّى
ولَكَمْ أنشرتَ إعجازاً بها من فِعالٍ طُوِيتْ لحداً فلحدا
وبخيلٍ خاملٍ أعديتَه كرماً نال به الحمدَ ومجدا
وزليقٍ منتَهى شاهقةٍ حيثُ لا يصعَد إلا مَن تردَّى
طَأْمنَ الجوُّ لها وانحدرت قُلل الأجبال حتى كنّ وُهْدا
حَرَصَ الكوكبُ أن يطلُعَها فهوَى عنها وما سدّ مَسدَّا
وإذا الكيدُ مشَى يَسْمُتُها طامعاً عاد وقد خاب وأكدى
خفَّ من خطوك فيها ناهضٌ لم يسرْ في التيه إلا سار قصدا
يأخذ المجلسَ من ذِروتِها مالكاً تدبيرَها حَلّاً وعَقْدا
طرتَ فيها والعدا واقعةٌ تأكل الأيدي لها غيظاً وحِقدا
يُلعَنُ الناسُ على عجزهمُ وتُحيَّا بالمساعي وتُفَدَّى
فَرَّعَت للمجد منكم دوحةٌ كنتَ من أنضرها عُوداً وأندَى
تربةٌ بورك في صَلصالها أنجبَتكم والداً طاب ووُلْدا
طينةٌ أعجِبْ بها مجبولةٌ أخرجتْ سَلْمى وثَهْلانَ وأُحْدا
يا عيونَ الدهرِ لا زالتْ بكم قَذِياتٍ أعينُ الحسّاد رُمدا
وتقاضَى الملكُ عنكم بسيوفٍ منذ سُلَّتْ لم تكن تشتاقُ غَمدا
كلَّما سُونِد منكم بأخيهِ صارمٌ صَمَّمَ أمضىَ وأَحَدَّا
وبَقِيتم لبقايا كَرمٍ بكُمُ يُلْحَمُ في الناس ويُسدَى
لم تكن لولاكُمُ أرماقُها أثراً يَخفَى ولا عيناً تَبدَّى
يا نجومِي لا يَرُعْنِي منكُمُ غائرٌ باخَ ولا حَيدانُ ندَّا
نوِّروا لي واسرجوا في طُرُقي أقطعِ الأرضَ بكم جَمْزاً ووَخْدا
أَجمع الحصباء في مدحكُمُ بلساني وأعدُّ الرمل عَدّا
وكما أَرْغمتُ من قبلُ بكم آنُفاً آبِيةً أجدعُ بَعْدا
أبداً أنصُبُ نفسي دونكم عَلَماً فرْداً وخَصَّاماً ألدَّا
غير أني منك يا بحرَ الندى أشتكي حظّي فقد خاب وأكدَى
عادةٌ تُمنَعُ أو تُقطَع بتَّاً وحقوقٌ وَجبتْ تُهملُ جِدَّا
ووعودٌ يجمحُ المطلُ بها أن يرَى ميقاتُها عندك حدَّا
بعد أن قد كنتَ أحفاهم وفاءً لي وأوفاهم لما أسلفتَ عهدا
حاش للسُّحبِ التي عُوِّدتُها منك أن يَروى بها الناسُ وأصدَى
نفثةٌ من مذكِرٍ لم يألُ في ال صبر للحاجةِ والأوطارِ جهدا
بعث النيروزُ يستعجلكم سائلاً في الوعد أن يُجعلَ نقدا
وهُوَ اليومُ الذي من بعده سوف تُفْنون مدى الأيام مدّا
فاقبلوه شافعاً وارضوا به زائراً عنِّيَ بالشعرِ ووفدا
أنتُمُ أكرمُ من يُهدَى له والقوافي خيرُ ما يُحبَى ويُهدَى



 


قديم 07-07-2013, 12:21 AM   #27


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ تُروِي رِضاعاً وهي بِكرٌ لم تلدْ
تبسِمُ عن عَذب الرُّضابِ باردٍ لولا دمٌ يصبُغه قلت بَرَدْ
أعجِبْ به ماءً زُلالاً شَبِماً تجمعُه في أُهُبٍ نارٌ تقِدْ
يا حسنَها مجموعةَ الشملِ ويا أضعافَ ما تَحسُنُ والشملُ بددْ



 


قديم 07-07-2013, 12:23 AM   #28


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



ترنَّمتْ ترنُّم الأسيرِ وَرْقَاءُ فوقَ وَرَقٍ نضيرِ
تنطِقُ عن قلبٍ لها مكسورِ كأنها تُخبِرُ عن ضميري
لبَّيكِ يا حزينةَ الصفيرِ إِن استجرتِ فبمستجيرِ
مثلكِ في تبلُّدِ المهجورِ قَصَّ جَناحي زمني فطيري
لكِ الخيارُ أنجدي أو غوري وحيثما صار هواكِ صيري
وإن أردتِ الأمنَ أن تجوري فيمِّمي بغدادَ ثمَّ سِيري
أو حَوِّمي بربعها المعمورِ مذ غاب فيه قمري بالنورِ
عسى تقولين لأهل الحُورِ وَاوَحْشتِي بعدك للسرورِ



 


قديم 07-07-2013, 12:24 AM   #29


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



فَكاكُك أيّها القلبُ الأسيرُ غداً لو قال حادي الركبِ سِيروا
عسى الأظعانُ تُطلِعُ إن أثاروا هلالاً كان تكفُره الخدورُ
وإن أخذوك أنتَ وخلَّفوني فسِرْ معهم فذاك لهم يَسيرُ
تَعلَّقْهم عساهم أن يُذِمُّوا عليك من الصبابة أو يُجيروا
لِمَن شَدَنِيّةٌ سبقتْ عِجالاً فما تدري أتقصِدُ أم تجورُ
يخوض الليلَ سائقُها أنيساً بآيةِ لاحَ بين يديهِ نورُ
وكيف يَخاف تِيهَ الليلِ رَكبٌ تَطلَّعُ من هوادجه البدورُ
يناجزُ في الوَداعِ معاتباتٍ لهنَّ كبودُنا ولنا الزفيرُ
أكنتَ معي بعينٍ أم بقلبٍ برامةَ والعيونُ إليَّ صُورُ
غداةَ أقولُ وابتهجتْ جِبَاهٌ عطفنَ عليّ وابتسمت ثغورُ
أَمَا من قُبلةٍ في اللّه قالوا متى حَلَّتْ لشاربها الخمورُ
وقارَكَ والتفتْ تَرَهُنَّ بِيضاً كَبِرتَ فقلتُ مِسكينُ الكبيرُ
ألاَ يا صاحبيَّ تملَّياني أطاعَ إِبايَ واعتدلَ النُّفورُ
أرى كبدي وقد بَردتْ قليلاً أمات الهمُّ أم عاش السرورُ
أم الأيامُ خافتني لأنّي بفخر الملك منها أستجيرُ
ذراني عاد إملاحي نمِيراً ويُفعَمُ بعد ما نضبَ الغديرُ
طغَى أملي وطال قصيرُ باعي ويَنمْي الشيءُ أوّلُه حقيرُ
ولا تتعجّبا من خِصب رَبْعي فرَبعي بعضُ ما جاد الوزيرُ
ولكن بايِعاهُ عن لساني فإنّي حين أَعجِزُ أستشيرُ
ظهورُك آيةٌ للّه صحَّتْ بها الأديانُ واشتفت الصدورُ
وزالت شُبهةُ المرتابِ في أن تُكشِّفَ عن ضمائرها القبورُ
رآك وميِّتُ الآمال حيٌّ بجودك والندَى الأعمى بصيرُ
فآمنَ بالمسيح وآيتيه وأَنْ نشأتْ من الطِّين الطُّيورُ
وأيقنَ أن موسى شقَّ بحراً بأن شُقَّت بكفّيك البحورُ
ولمّا أن أتيتَ على فتورٍ وبابُ ضلالةِ الأمم الفتورُ
وأَبصرَ قبلك الماضين مَرُّوا ولمّا تنتظِمْ بهمُ الأمورُ
صبا لمحمّدٍ وأطاع فيه وقال الرُّسْلُ خيرهم الأخيرُ
أقول بمعجزاتك لا غُلوَّاً وكاتمُ نعمةِ المعطي كَفورُ
إذا الأسماء أُلزمتِ المعاني فأنت الحقُّ والوزراءُ زورُ
رأيناهم وكلُّهُمُ شُكولٌ مُصلِّيهم لسابقهم نظيرُ
بِكَ انتصر الملوكُ وأنتَ فيما دَعوْك لنصره نِعمَ النصيرُ
فأنت الليلةُ القَمراءُ بانت على الأخَواتِ واليومُ المطيرُ
حميتَ كبيرَهم إذ حُمَّ وقتٌ تحوطُ به وقد كَبِرَ الكبيرُ
وماتت دولةٌ فأقمت أَخرَى فلا موتٌ عصاك ولا نشورُ
وباشرتَ الخلافةَ فاطمأنَّتْ على أمرٍ ومطلبُه عسيرُ
ويومَ العهدِ والوافي قليلٌ أطاعك مِنبراها والسريرُ
أُلينَ عليك مُعجَمُها المُعاصِي وخَفَّ إليك مجلسُها الوقورُ
درَى الفِهريُّ حين أسفَّ قومٌ وطِرتَ بأيّ قادمةٍ تطيرُ
رآك بهَدْيِهِ فجزاك خيراً وقد يتفرَّسُ الرجلُ البصيرُ
وأعطاك التي نشزتْ قديماً وإن هي أُغليتْ فيها المهورُ
وأَفرشك الكرامةَ لم يدُسْها جبانٌ في الملوك ولا جسورُ
مقالاً في اصطفائك واعتقاداً يُحيلُ على اللسان به الضميرُ
وقلَّد سيفَه بيدَيْه سيفاً طويلُ نجادِهِ عنه قصيرُ
حساماً كان للمنصور حِصناً ولم يك للمدينة بعدُ سورُ
وصاحَبَ بعده الخلفاءُ تِرْباً رفيقاً حين يجلِسُ أو يثورُ
تذلُّ له المنابرُ يرتقيها وتألفُه المناكبُ والحجورُ
وما كفؤٌ له لولاك كفؤاً ولكنّ الذُّكورَ لها الذُّكورُ
أميرُ المؤمنينَ يقول خذْهُ فإنّك في تقلُّده الأميرُ
ولو عَقلتْ عُقَيْلٌ شاورتني فكنتُ برأي ناصِحها أشيرُ
فررتِ مكانَ لم تَجِدِي ثباتاً ويقتُلُ ذِكرَهُ البطلُ الفَرورُ
إذنْ فتزحزحي عن دارِ مُلْكٍ لغيرِك ضَرعُها ولكِ الدُّرورُ
أغرَّكِ بالجزيرةِ ما أغرنا نظارِ فقربَ ما ارتجع المغيرُ
فلا تتوهَّمي بالشرِّ ليناً فقد يتألَّقُ النَّصلُ الطريرُ
تخطَّتْها وإن وسِعتْكَ مَرعىً فكم دارٍ تُبيرُ كما تُميرُ
ويَقطَعُ عُضوَه المرء اضطراراً وإن أَلِفَتْ مَنابتَها الشُّعورُ
سمعتَ بشائرَ الظفَرِ استمعْ لي أُعِدْ خبَراً وأنت به خبيرُ
أنا المولى صنعتَ إليه نُعمَى أخي فيها حسودٌ أو غيورُ
جذبتَ من القُنوع بها ذراعي فطارت دون أخمَصِيَ النسورُ
نفائسُ لم ينلْهنَّ اقتراحُ ال مُنَى فيما تُسَدِّى أو تُنيرُ
بَرَدْتَ على الزمان بها فؤادي وكان عليه مِرجلُه يفورُ
وها هي نالت الأيّامُ منها فجدِّدْ أَخلَقَ الظِّلَ الدُّثورُ
يزور المهرجانُ برسم قومٍ ولي رسمٌ يشوق ولا يزورُ
وقوم يكرمون على الأَسَامِي فتُرخَى الحُجْبُ عنهم والستورُ
يقول الشعرُ إن حضَروا وغبنا فدَى الغُيَّاب ما قال الحُضورُ
يكرِّرُ غابرٌ ما قال ماضٍ وقِدْماً أخلقَ المعنَى الكُرُورُ
تطَبَّعتِ القرائحُ واطمأنَّتْ فَلِمْ يتكفؤونك يا صبورُ
بهذا الحكمُ حين تحالباها نقائضَ حاز زُبدتَها جريرُ



 


قديم 07-07-2013, 12:26 AM   #30


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



لعلَّ لها مع النَّسريْن سِرَّاً فدعها طائراتٍ أن تَمُرَّا
ركائب واثقين من الأماني وأظهُرِها بما قتلَتْه خُبْرا
تلوح خواطفاً فتظُنُّ أمراً بها في السير وهي تُريد أمرا
سواءٌ عند أعينها سِراراً قطعنَ الشهرَ أو سايرن بدرا
ولولا أن يخضن مع الدرارِي سوادَ الليل لم يُخْلَقنَ حُمرا
يُحَطُّ المَيْسُ منها عن جُنوبٍ محلَّقَةٍ وكنَّ رحَلنَ شُعْرَا
إذا أرسِلنَ في الحاجات خَطْباً حَبَوْنَك ثيِّباً منها وبِكرا
يَكُنَّ إلى فَوارِكها شفيعاً يُقرُّ نِفارَها ويكُنَّ مَهْرا
وراءَ العزّ نطلبُهُ فإما وصلنا أو بلغنا فيه عُذرا
وماء تُحبَسُ الأنفاسُ منه وتُستشرَى به اللَّهَوَاتُ حَرَّا
وردت مع القطا الكُدريِّ منه أَجُوناً من بقايا الصَّيف كَدْرا
أسيغُ شرابهُ المكروهَ حلواً إذا قايستُهُ بالذلِّ مُرَّا
وبيتِ قِرىً تشرَّف ساكنوه يَفاعاً يَقسِرون العيشَ قَسْرا
نزلتُ به وفيه غِنىً لقوم وسرتُ بجودهم وتركتُ فَقرا
وكالمُهَراتِ في فَتَياتِ حيٍّ حَكيْنَ رماحَه فخطَرنَ سُمرا
يُردن الخيرَ إلا أنَّ قولاً يُظِنُّ المستريبَ بهنَّ شَرَّا
خلوتُ بنومهنَّ فلم أوسِّدْ يدِي جنباً ولا جنبيَّ نُكْرا
ورحتُ وقد ملاتُ الودَّ عيناً بما أودعتُها وملأتُ صدرا
وقافيةٍ على الراوي لَجوجٍ خدعتُ نِفارَها حتى استَقرَّا
تموتُ بموتِ قائلها القوافي وتبقَى لي وللممدوحِ ذِكْرا
فصُحتُ ليعرُبٍ فيها كأنّي عَجُمتُ ببابلٍ فنَفَثْتُ سِحْرا
طلبتُ لها من الفتيان فَذَّاً يكون لِعقدها المنظومِ نَحرا
فلم يَعْدُ ابنَ أيّوبَ اختياري وقد عمَّقتُ في ذا الناسِ سَبْرا
وما طوَّفت في الآفاق إلا وجدتُك أنتَ أينَ طلبتُ حُرّا
جنَبتُ بك الهوى كهلاً كأني جنبتُ يدِي الشبابَ المسبَكرَّا
وعلَّقتُ المودّةَ منك كفِّي على زِلقٍ متينِ الفتلِ شَزْرا
دعوتُك والحوادثُ ذاهباتٌ بسَرحِ تصوُّني طرداً وطَرَّا
وقد طَلَقَتْ بناتُ الصبرِ منّي كأني لم أكن للصّبر صِهرا
فكنتَ أخي هوىً وأَبى حُنُوَّاً ونفسي نُصرةً وبُنيَّ بِرَّا
حملتَ حمالةَ الأيّامِ عنّي قُلُوصاً فكَّني منها وكَرَّا
مغارمُ أَشكَلَتْ أقضَيْتَ حقَّ ال مودّةِ أم قضَيْتَ بهنَّ نَذْرا
أشرتُ إلى يديك فصُبتَ عفواً وقد أتعبت أيدي المزن غَفْرا
ولما ثَلَّمت منّي الليالي أريتُك خَلَّةً فسددتَ عَشْرا
مَكارمُ لم تُسابَقْ في مداها وقد حَرصَتْ عليها الرِيحُ حَصْرا
وأخلاقٌ صفت من كلِّ غِشٍّ سكرتُ بها وما عوطيت خمرا
ملكتَ حسابَها إرثاً حلالاً فصرنَ لديك حقَّاً مستَقرَّا
أباً فأباً من الأعلام فيها نعدّهُمُ إليك هلمَّ جرَّا
لَعَمْرُ الحاسديك وهل يُبَقِّي لهم حَسَدُ الكمالِ عليك عَمْرا
لقد ليموا بما نقموا وإني لأوسعُهم بما حسدوك عُذرا
أقِلْني العجزَ إن قَصَّرتُ وصفاً لِما أوليتَ أو قَصَّرتُ شكرا
فإنَّ عليّ جَهْدَ الفكرِ قولاً وليس عليَّ عند الغيثِ قَطْرا
على أنّ القوافي الغُرَّ عني كوافلُ بالذي أَرضَى وسَرَّا
تروح عليك أو تغدو التهاني بهنّ حوافلَ الأخلافِ غُزْرا
إذا مَطَرَتْ ترى الأحسابَ بيضاً بما يُثنِينَ والأعراضَ خُضْرا
كأن لطيمةً منها أُنيختْ ببابك فارتدعْ ما شئتَ عِطرا
تعدّ الدهرَ نيروزاً وعيداً وصوماً راجعاً أبداً وفِطرا
فتصحَبُه بأنفذَ منه أمراً على الدنيا وأطولَ فيه عُمرا


 


موضوع مغلق

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مهيار , الديلمي , الشاعر , ديوان


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 
خيارات الموضوع

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


تصميم وتوزيع وتركيب  &الجنوبيه&♥ طموح ديزاين♥


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 11:23 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO