الأسد في قلب المعركة : 5 سيناريوهات لمستقبل سوريا

لمستقبل , الأسد , المعركة , سيناريوهات , سوريا , في , قلب

الأسد في قلب المعركة : 5 سيناريوهات لمستقبل سوريا

الصراع المرير الحاصل في سوريا اليوم يهدد مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية الرئيسية، لكنّه يترك لواشنطن عدة خيارات متاحة لحماية هذه المصالح ونفوذها في هذا البلد بحسب ورقة أعدها مركز الأمن الأميركي الجديد الذي طرح 5 سيناريوهات لما سيجري في سوريا كالتالي:
السيناريو الأول: وفاة مفاجئة للأسد
مثل هذا السيناريو يبدأ باغتيال المعارضة السورية أو تنظيم القاعدة الرئيس السوري بشار الأسد. أما التطورات الرئيسية التي ستحصل عندها فستتألف من:
- بقاء عناصر النظام في السلطة وسيطرتهم على معظم مؤسسات الدولة، لكنّ وفاة الأسد ستسمح للمعارضةبتحدي النظام بشكل متزايد. كما ستكون السيطرة النظامية على الأسلحة الكيماوية أضعف.
- ستزعم المعارضة السورية أنّها حققت النصر بعد وفاة الأسد لكنّها ستفتقد للإستراتيجية المحكمة لمرحلة انتقالية في أعقاب هذا الموت.
- من جانبها ستنال المجموعات المرتبطة بالقاعدة الفرصة خلال فترة عدم الإتزان في النظام، وستكسب هذه الجماعات مساحات جديدة تسيطر عليها في المناطق الحضرية وتنفذ هجمات ضد الموالين للنظام.
ويشير التقرير إلى أنّ موت الأسد لن ينهي الصراع في سوريا بسرعة، فقد تمتد الحرب الأهلية هناك لعدة سنوات إضافية. وقد يختار بعض عناصر النظام الإنشقاق عنه. وعلى الرغم من أنّ السنّة المنتمين إلى النظام سيتناقصون، فإنّ غيرهم لن يستغنوا عن السلطة بسرعة.
السيناريو الثاني: مرحلة انتقالية مدبرة
وفي هذا السيناريو يعمد الأسد ودائرته المقربة إلى مغادرة البلاد، أما التطورات الرئيسية بعد ذلك فستتمثل في:
- معظم بنية الدولة ستبقى كما هي، لكن قدرتها ومصداقيتها ستضعف شيئاً فشيئاً مع الزمن.
- بوجود التمويل الدولي والمساعدة فإنّ "الجيش السوري الحر" وباقي الميليشيات المعارضة ستهزم الجيش السوري في حلب ودمشق، وتعزز مكاسبها في غيرها من التجمعات السكانية.
- سيتحد قادة المعارضة المسلحة مع المنشقين ومسؤولي النظام من أصحاب الرتب المنخفضة لتشكيل حكومة انتقالية.
- سيتم تهميش المجموعات المرتبطة بالقاعدة بسبب اتحاد المعارضة ووجود استراتيجية سياسية لديها تلحظ وجوداً صريحاً للأقليات وعناصر النظام السابقين.
- ستبسط الحكومة السورية الإنتقالية سيطرتها على مخزونات الأسلحة الكيماوية بمساعدة ودعم واستشارة دولية.
- ستستمر الإشتباكات الخفيفة لعدة سنوات حتى تتمكن المعارضة من تحقيق الإنتقال السياسي المستدام. كما سيتضاءل تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، وسيعودون تدريجياً إلى سوريا مع تحسن الأمن.
السيناريو الثالث: المعارضة تعزل الأسد في نهاية المطاف وتسيطر على معظم سوريا
في هذا السيناريو ستتزايد حدة العنف والطائفية في الحرب الأهلية السورية. وبعد عام على ذلك وإذا ما تدخلت الولايات المتحدة أو أحد حلفائها بشكل مباشر في سعي لاستقرار سوريا بعد خلع الأسد، فإنّ فرص الهجمات العسكرية ضد المصالح والكيانات الأميركية أو الحليفة ستتزايد. وفي هذا السيناريو سيقتل أو يفر الكثير من أفراد النظام. أما التطورات الرئيسية فستتمثل في:
- يحافظ الموالون للنظام على سيطرة نسبية على الدولة، رغم المنافسة المتزايدة من جانب المعارضة لهم.
- ستضعف السيطرة النظامية على الأسلحة الكيماوية مع انخراط كلّ العناصر العسكرية في المعارك والقتال. وسيحاول الأسد نقل الأسلحة الكيماوية مجدداً إلى أماكن آمنة لاستغلالها في ردع التدخل الخارجي.
- ستسيطر المعارضة تدريجياً على دمشق وحلب وتكسب معظم مساحة البلاد، ولو أنّ مجموعات المعارضة المسلحة ستظل في تنافس محموم على السيطرة الميدانية والسلطة.
- لن تصمد مؤسسات الدولة مع استمرار الحرب الأهلية.
- تدفق اللاجئين إلى العراق، ولبنان، وتركيا، والأردن سيتزايد بشكل يفوق قدرة هذه البلدان على استيعابهم.
- ستتنافس الولايات المتحدة مع إيران على النفوذ في سوريا حول النظام الجديد كما هو حاصل في العراق ولبنان.
السيناريو الرابع: الأسد يحافظ على السلطة بعد حرب أهلية طويلة الامد
وفي هذا السيناريو تلف حرب أهلية سوريا طيلة العام المقبل وربما أكثر. ويسيطر الأسد مجدداً على كامل السلطة بدعم من روسيا وإيران، لكن تضعف سيطرته على الدولة بمؤسساتها. أما التطورات الرئيسية في هذا السيناريو فستكون كالتالي:
- تسيطر المعارضة المسلحة على مساحات هامشية في مناطق نائية، ويعمد الأسد إلى سحق المعارضة في حملة تتضمن مجازر جماعية، وإعدامات، وتعذيب للمسلحين والمتعاطفين من المدنيين.
- ستكون الأسلحة الكيماوية السورية تحت الخطر خلال الحرب الأهلية لكنّها ستبقى تحت سيطرة النظام.
- تدفق اللاجئين سيزداد مع متابعة الأسد ملاحقة المعارضة المسلحة.
- ستضاعف إيران جهودها لتعزيز ودعم الأسد في ما بعد تمكنه من القضاء على المعارضة.
- صمود الأسد سيمحو مصداقية الولايات المتحدة وباقي الدول التي دعت لإسقاطه ويكسر هيبتها.
- حزب الله سيزداد دوره أهمية في أعقاب انتصار حليفه.
- سيتعزز نفوذ إيران ما سيجعلها أقل رغبة في التعاون بخصوص ملفها النووي.
- كما قد تعزز إيران بدورها من دعمها لحزب الله والحركات الفلسطينية.
- سيفتح الأسد معركة على المجموعات المرتبطة بالقاعدة التي يمكن أن تشكل خطراً على نظامه.
السيناريو الخامس: تقسيم سوريا طائفياً أو مناطقياً
في هذا السيناريو تنجر سوريا إلى حرب أهلية مستمرة طيلة عدة سنوات تدمر بنية الدولة. وسيتزايد الصراع الطائفي والقتل على الهوية والأعمال الإنتقامية. اما بقايا النظام فستتحول إلى ميليشيا لا أكثر. وبالنسبة للتطورات الرئيسية في هذا السيناريو فهي:
- تفشل المعارضة في التماسك سياسياً، ويتزايد عمل المجموعات المسلحة كلّ وحدها.
- المجموعات المسلحة لن تهاجم عناصر النظام فقط بل ستقاتل بعضها بعضاً مع الصراع حول السلطة والسيطرة.
- سيكون للمجموعات المعارضة سيطرة على جيوب متفرقة من سوريا، بينما سيسيطر الموالون للنظام على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى الحدود مع لبنان وعلى العاصمة دمشق.
- الأسلحة الكيماوية ستكون في خطر كبير جداً من وقوعها في أيدي الميليشيات. وستقود الولايات المتحدة تدخلاً دولياً لتأمين هذه الأسلحة أو تدميرها.
- تدفق اللاجئين والمقاتلين سيزداد بقوة شديدة.