آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
الاسلام ديننا و حياتنا واحة إسلامية لحصد الحسنات وتكفير السيئات |
| LinkBack | خيارات الموضوع |
07-19-2019, 04:51 PM | #1 |
| لماذا كل هذا الحزن؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحزن هو أحد صور المشاعر الإنسانية الفطرية، وهو الذي يخطف منا كل ألوان الحياة الجميلة، وهو العاطفة الإنسانية الوحيدة التي تتساقط عنها كل الأقنعة، وهو الكتاب المغلق الذي لا نفتحه إلا أمام أصدقائنا المقربين، وهو الذي يشعرنا بضعفنا وقلة حيلتنا وحاجتنا إلى المساعدة. وفي المقابل فالحزن على التفريط في حق الله يقطعنا عن المعاصي، ولهذا قال مالك بن دينار: «إذا لم يكن في القلب حزن خرب»، والحزن يجعلنا نستشعر آلام الآخرين عندما يحزنون، ويدفعنا لمساعدتهم. ورغم مرارة الحزن، إلا أنها تجعلنا نحس بطعم السعادة والغبطة والسرور خاصة عندما تكون بعد نوبة حزن شديدة. إلا أن الإسراف في الحزن ليس مطلوباً شرعاً ولا مقصوداً أصلاً، بل هو منهي عنه، فقال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} [آل عمران: ١٣٩] {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر: ٨٨] {َلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٣٨] فالحزن خمود لجذوة الطلب، وهمود لروح الهمة، وبرود في النفس، وهو حمى تشل جسم الحياة. فلماذا المبالغة في الحزن إذن؟! وماذا يعمل الحزن غير تكدير الحياة، ومنع الإرادة من التحليق في رحاب سماء الطموح وإثبات الذات .. هل الحزن يعود بشيء غير أنه يزعجك من الماضي ويخوفك من المستقبل ويهدم عليك وقتك؟ هل الحزن يفرج عن النفس ويشفي القلب؟ .. كلا بل يديم كربك ويجعلك تتقوقع داخل دائرة سماءها رمادية وأرضها جدباء وحياتها ذابلة, حرمت عليك فيها الضحكة, تتنفس فيها الآهات وتتجرع الآلام. إن الحزن لا يرد مفقودا, ولا يبعث ميتا, ولا يدفع قدرا، ولا يجلب نفعا, فلماذا لا توقف ساعة أحزانك وتفكر في كل المشاعر والمعاني الجميلة, لماذا لا توقف نزيف آلامك التي تكدر عليك أيامك, فالذكي ليس هو الذي يستطيع أن يزيد أرباحه إنما الذكي هو الذي يحول خسائره إلى أرباح إن الإنسان يجزع وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن الوجود، ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير، أما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به وبغيره والأرض كلها ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر، قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٢ – ٢٣] وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنت ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالتفت إلى فقال: «يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا». وعن الوليد بن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: دخلت على عبادة وهو مريض فقلت أوصني؟ فقال: «إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وهو أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن مت ولست على ذلك دخلت النار». فالحمد لله على نعمته ألا نختار رسم الأقدار، فلو اخترنا لاخترنا أخطاء كثيرة، وقتلنا أنفسنا ندما. عندما يعلم الإنسان يقينا أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة لا يمكن أن يتملكه طوفان الحزن العارم، وكيف يحزن وهو يعلم بأن كل هؤلاء البشر الذين حوله لا يملكون له نفعا ولا ضرا، فلم القلق؟! ولم الحزن إذن؟! فكلنا معرضون للمحن والمصائب بما فعلت أيدينا، قال تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:٣٠]، وجميعنا مبتلون، إما محبة من الله أو اختبار منه، أو لتخفيف ذنوبنا قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ١٥٥]، فلماذا لا نغير مفهومنا عن المصائب والأحزان. نؤمن بأنها قد تكون علامة على محبة الله للعبد، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم» [صحيح الجامع: 1706]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون» [صحيح الجامع: 995]. فإلى كل حزين وكل مهموم وكل مكتئب وكل متشائم .. إلى كل من يلعن دنياه وأيامه .. إلى كل من يتمنى الموت اليوم قبل غد .. إلى كل هؤلاء نقول: هل فكرت يوماً في أن تطرق باب من لا يخيّب طارقا؟ هل لجأت إلى من لا ملجأ منه إلا إليه؟ هل خطر لك أن تتعلق بباب أرحم الراحمين الذي لا يرد عن بابه المستجيرين به. قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: ٦٢] فينبغي أن تلازم محراب الإنابة وتجلس جلسة المستجدي، والسعيد من ذل لله وسأل العافية ليتغلب بها على أحواله، وإياك أن تستبطئ الإجابة, أو يغيب عنك أنه الملك الحكيم في تدبيره العالم بالمصالح, وأنه يريد اختبارك ليبلي أسرارك، وأنه يريد أن يسمع تضرعك، وأنه يريد أن يأجرك بصبرك، وأنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس إلى غير ذلك من الحكم، والله الموفق.
glh`h ;g i`h hgp.k? |
|
07-19-2019, 05:48 PM | #2 |
| رد: لماذا كل هذا الحزن؟ لا يوجد حزن يستمر طول الحياة فيجب ان يأتي اليوم الذي ينتهي فيه هذا الحزن ولكن الى حين قدوم هذا اليوم يبقى قلبي يشعر بالالم كل ليلة.. أم هتان طرح رائع جدا وحكمة من الله سبحانه ليختبر عباده الصالحين
|
|
07-19-2019, 07:28 PM | #3 | |
رد : لماذا كل هذا الحزن؟ موضوع قيم ومفيد فلا حزن مع الثقة بالله والقرب منه على الدوام اغلب ما يجلب الاحزان للانسان نفسه بوركتي ام هتان وجزاك ربي الجنة.
| ||
|
07-20-2019, 12:53 AM | #4 | |
| رد : لماذا كل هذا الحزن؟ تسلمي لي حبيبتي ام هتان على هذا الموضوع الحزن وسيلة للتعبير والتخفيف عن ما نعانيه من مشاعر نتيجة لموقف معين ولكن للأسف البعض يتخذه أسلوب حياة وكما قلت في موضوعك منهي عنه فقال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} فكل ما يمر بنا بالحياة لايستوجب ان نحزن ولكن لا بأس بأن نقف قليلا ونستطيع قوتنا وتستمر واثقين من كرم الله تعالى وانه يخبئ لنا في القادم من ايامنا كل جميل وسعيد تحياتي ،،
| |
|
08-22-2019, 07:19 AM | #5 |
| رد : لماذا كل هذا الحزن؟ في كل سطر فيه مكتوبه كلمه الحزن يستنكره عقلنا الباطن ماتقوم به ومايقوم به اغلليت الناس يجعلون الأحزان شماعه للبؤس والشوم والأمور كثيره تخرجنا عن المفهوم الحقيقي للحزن عذب المعاني ..الكمكازي ...روح السراب دمتم في سعاده لاتزوول
|
|
11-25-2019, 08:32 PM | #6 |
| رد : لماذا كل هذا الحزن؟ الدنيا دار حزن وابتلاء ولذلك عندما يدخل أهل الجنة إلى الجنة يقولون الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن. أشكـركـ على هذا الطرح الرائع وجزاكـ الله خيرًا.
|
|
Bookmarks |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لماذا , الحزن؟ , هذا , كل |
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests) | |
خيارات الموضوع | |
| |
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | المنتدى | المشاركات | آخر مشاركة |
مر الحسن | وضاح اليمن | الاسلام ديننا و حياتنا | 2 | 05-28-2017 07:09 PM |
درس في التعامل الحسن | أبو سامي | النقاش العام والمواضيع العامة | 4 | 06-26-2014 09:04 AM |
الختام الحسن | مسعدحشوان | حريب بيحان الشعر والموروث الشعبي | 8 | 09-13-2012 05:37 AM |
^^ بعض الحزن موت .. وبعض الحزن ميلاد ^^ | صقرالعرب | النقاش العام والمواضيع العامة | 2 | 11-10-2011 09:31 AM |
لماذا الكتابة عن الحزن سهلة | أميرة النوارس | النقاش العام والمواضيع العامة | 6 | 10-19-2011 08:14 AM |