هجرة بارق مع قبائل الازد في مأرب

07-30-2012, 10:53 PM

مأرب , مع , الاسد , بارق , في , هجرة , قبائل

هجرة بارق مع قبائل الازد ومواطنها قبل وبعد الهجرة

1-هجرة بارق مع قبائل الازد في مأرب:

كانت قبائل بارق تقيم في مآرب ضمن قبائل الازد في مملكة سبأ.

وكان من إصلاحاته وأعماله الاجتماعية أن أمر ببناء سد مآرب الذي جعل بلاد سبا من أخصب الأراضي في ذلك الحين, ثم خلفه من بعده ولده حمير فسميت مملكة سبأ بمملكة حمير,غير أن الله سبحانه وتعالى ذكرها في القرآن بمملكة سبأ لأن الحكم المشهور على الالسنه والمتعارف عليه أنها مملكة سبأ.

أما دولة سبأ الثانية فقد تأسست بوجود ملكة سبأ (بلقيس) وذلك فيما قبل سنة 620ق.م. والتي أسلمت مع سليمان بن داوودعليهما السلام , وقد اخبر الله عن قصتهما مع سليمان في سورة النمل, وذكر سبحانه قصتهم وما نزل بهم في سورة سبأ.

وقد بنا سبأ سد مآرب على ثلاث مراحل بدأت أولها سنة 1100ق.م. وانتهت في حوالي سنة 722 ق.م. تقريبا وقد أكمل عمارته وتشييده مكارب سبأ واسمه (سمه علي) وأبنائه وقد اتخذ من صرواح عاصمة لدولته في ذلك العام وقال الهمداني والمسعودي إن السد كان فرسخا في فرسخ , بناه لقمان الأكبر العاوي وهو لقمان بن عاد بن عاديا وفي رواية للهمداني ( ويقال حمير هو الذي بناه وأورد لذلك بعض الشواهد لكن النقوش التي على الصخور الواقعة في جانبي السد ترفض ذلك كله فقد نقشت بها أسماء اللذين تعاقبوا على بناء السد, كما وان الهمداني والمسعودي لو كانا يعلمان أن لقمان هو الذي بنى السد أو كان ذلك مجرد رأي بيناه لكونهما اقرب من غيرهما إلي اليمن عهدا وعلما , ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يغير على مآرب وأهله حالهم بعد عتوهم وبطرهم وإعراضهم فأبدلهم أمنهم خوفا ورغد العيش جوعا وخصب الأرض جدبى ومروجها وأنهارها غورا وجناها جدبا وجفافا وذلك فيما اخبر عنهم الله في قوله تعالى(لقد كان لسبإٍ في مسكنهم ءاية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدةٌ طيبةٌ ورب غفور *فأعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلنهم بجنتيهم جنتين ذواتى اكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل) [سبأ15 و16 ]

وفي تفسيره هذه الايآت الكريمات اخرج الإمام الطبري بإسناده ثلاث روايات عن فروه بن مسيك القطيعي قال:قلت يارسول الله اخبرني عن سبأ ماهو؟ ارض او إمرأة؟ وفي رواية أجبلاً او أرضا ,وفي رواية :أودواب .

فقال رسول الله ((ليس بارض ولا إمرأة ولكنه رجل ولد له عشرة من الولد,فتيامن ستة وتشاءم أربعة ,فاما الذين تشاءمو :فلخم ,وجذام ,وعاملة,وغسان,وأما الذين تيامنو :فكندة ,والاشعريون,والازد,ومذحج,وحمير,وأنمار)).

قال الرجل :وما أنمار؟قال (الذين منهم خثعم وبجيلة).

وفي معنى قولة سبحانه (ءَايةٌجنتان عن يمينٍ وشمال) ,أخرج الطبري بسنده,عن قتادة وابن زيد ,فاما قول قتادة فهو

كانت جنتان عن بين جبلين فكانت المرأة تخرج بمكتلها على رأسها ,فتمشي بين جبلين فيمتليء مكتلها وما مست بيدها ,فلما طغوا بعث الله عليه دابة,يقال لها (جرذ) فنقبت عليهم فغرقتهم ,فما بقي لهم إلاأثل,وشيءمن سدر قليل).

وأما رواية ابن زيد قال

لم يكن يرى في قريتهم بعوض قط,ولاذباب ولابرغوث ,ولاعقارب ,ولاحية ,وإن الركب لياتون وفي ثييابهم القمل ,والدواب ,فما هم إلا ان ينظرو الى بيوتهم ,فتموت الدواب ,وإن كان الانسان ليدخل الجنتين ,فيمسك القفة على رأسه ,فيخرج حين يخرج وقد إمتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة ,ولم يتناول منها شيئا بيده ,والسد يسقيها).

وقد حدث خراب سد مأرب في عهد عمروبن عامر ,وكان هو صاحب الملك في ذلك الزمان ,ذكر المسعودي القصة في كتابه ومن ذلك قوله (إن الكاهنة (طريفة) جاءت الى الملك عمرو بن عامر وهي تندب وتستنجد وهو يقول : ماهذا ياطريفة؟قالت :هو خطب جليل وحزن طويل وخلف قليل والقليل خير من تركه ,قال عمرو:وما علامة ذلك؟ قالت : تذهب الى السد ,فإذا رأيت جرذاً يكثر بيدية في السفر الحفر ,ويقلب برجليه من الجبل الصخر ,فاعلم أن النقر عقر ,وأنه وقع الامر ,قال:وما هذا الامر الذي يقع؟

قالت:وعد من الله نزل ,وباطل بطل ,ونكال بنا نزل,فبغيرك ياعمرو فليكن الثكل ,فانطلق عمرو الى السد يحرسه ,فإذا الجرذي يقلب برجليه صخرةً ما يقلبها خمسون رجلاً ,فرجع الى الكاهنة (طريفه)فأخبرها الخبر وهو يقول:

أبصرت امراًعادني منه ألمُ وهاج لي من هوله برح السقم

من جرذٍكفحل خنزيرالأجـمُ أو تيس مرج من أفاريق الغنم

يسحب صخراًمن جلاميد العرم له مخــالـيـب وانـيـاب ٌقـضـم

ما فاته سحلاً من الصخر قصم كأنما يـرعى حظيراًمن الـسلـم

فكتم (عمرو) ذلك وأخفاه ,وقرر ان يبيع كل شيء له بارض سبأ ويخرج منها هو وولده ,ولكنه خشي ان يستنكر الناس أمره ففكر ماذا يفعل لكي يجد حجة ليخرج من سبأ دون ان يلومه الناس او يقول انه جبان هرب عندما علم من الكاهنه ان السد سينفجر .

فصنع طعاما وأمر بإبلٍ فنحرت وبغنمٍ فذبحت وصنع طعاما واسعا ,ثم بعث الى اهل مأرب ,أن عمراً صنع يوم مجدٍ وذكر,فاحضروا طعامه ،ثم دعا ابناً له يقال له :مالك ,وطلب منه ان ينازعه الحديث (أي يخلفه الرأي )

وقال له: افعل بي مثل ما افعل بك (يقصد مثل ما اضربك )وهو لطمه على وجهه – فلما جلس الناس,تنازع الولد وابوه عمرو الحديث ,فلطم عمرو ابنه مالك فرد عليه ابنه ولطم اباه امام الناس ,عند ذلك قام عمرو , وصاح وهو يقول : وا ذلاه! يوم فخر عمرو ومجده ,يضرب وجهه صبي ,بعد ذلك قال عمرو :والله لا أقيم ببلدٍ صنع هذا بي فيه ,ولأبيعن عقاري وأموالي ,ثم فعل ذلك وفعل الاقربون مثله ,وفي ذلك يقول حاجز الازدي :

يارب لطمة غدر سخنت بها بكف عمرو والتي بالغدر قد غرقت

وبهذا تفرقت قبائل الازد من جبل عمان في شرق الجزيرة ,إلى العراق والشام والمدينة ومكة وجبال السروات مما سنبينه فيما يلي

2- مواطن بارق وبعض قبائل الازد بعد الهجرة من مأرب

بعد أن تفرق الازد في الامصار ومزقوا باسباب ذنوبهم كل ممزق وباعد الله بين اسفارهم واصبحوا احزابا يتيهون في جزيرة العرب كل حزب يبحث عن مقر لإقامته وذلك بمقتضى أمر الله سبحانه وتعالى وذلك فيما اخبر به سبحانه في قوله

فجعلناهم أحاديث ومزقنهم كل ممزق إن في ذلك لأيت لكل صبارٍشكور]سبأ 19]

ولما تبين لهم الامر وأكد صحته لهم عمهم عمران بن عامر وقد كان كاهناً كبيراً والذي رأى في كهانته أن قومه سينزل بهم العقاب الاليم ,التفو حوله يستشيرونه في الوطن الجديد الذي يمكن لهم اتخاذه, فأخبرهم عمهم عمران ,وذلك فيما اخرجه الإمام الطبري في تفسيره والمسعودي في تاريخه وغيرهما قالوا: ((قال ابن إسحاق :زعموا أن عمران بن عامر وهو عم القو كان كاهنا ,فرأى في كهانته أن قومه سيمزقون ويتباعدون ,فقال لهم :إني قد علمت أنكم ستمزقون ,فمن كان منكم ذا هم بعيد وجملٍ شديد ومزاد جديد فليلحق بكأس اوكرود,قال :فكانت وادعه بن عمرة ,ومن كان منكم ذاهم مدن وأمر دعن فليلحق بأرض شن قال:فكانت سعد بن عمرو وهم الذين يقال لهم (بارق) , ومن كان منكم يريد عيشاً آيناً وحرماً آمناً فليلحق بالأزديين ,قال فكانت خزاعه))

وفي رواية المسعودي قال: ومن كان منكم ذا حاجة ووطر وسياسة ونظر وصبر على ازمات الدهر فليلحق ببطن مُر , وهي الصحيحة عندي لأن الأزديين في الفرس ولم يذهب بلاد الفرس من الأزد أحد)).

وهنا اوضح أن ابو بارق وهو سعد بن عمرو سار حتى وصل السراة وهو اول من نزل السراة فلما لحق به اخوته من الأزد ومعهم ابوهم عمرو بن عامر وعمهم عمران بن عامر أنزلوهم تهامة ونزل الاخيرون من الازد بدلا منهم على السروات وهم ما يعرف اليوم بقبائل رجال الحجر .

وقد غادر بنو بارق السروات لوعورة تضاريسها وعدم تعود خيلهم وحلالهم على طلوع الجبال وربما لقلة المرعى ومصادر العيش الاخرى فلذلك نزلو الى تهامة لسهولة ارضها وخصوبة تربتها ووفير ربيعها من الحيا وصالح الاشجار وتوفر مصادر العيش الاخرى .

قال ابن هشام الكلبي :

((وسار عمرو بن عامر حتى اقام في السراة ,وأقام هناك اناس من بني نصر بن الازد واقام عمران الكاهن بجوارهم وقيل معهم واقام معهم عدي بن حارثة بن عمرو)) .

ثم أقاموا بني بارق في تهامة ما اقاموا حتى وقعت الفرقة بينهم فصار كل فخذٍ منهم الى بلد , فمنهم من خرج الى العراق ونزلوا بلاد الشام واستقرت جماعةٌ منهم في الكوفة بعد الفتوح العراقية ومنهم من فتح مدينة الموصل

ومن بارق العراق الشاعر سراقة بن مرداس البارقي ادرك عصر النبوة وشهد اليرموك و كان ممن قاتل المختار الثقفي سنة 66هـ بالكوفة ,وله شعر في هجائه واسره اصحاب المختار وحملوة اليه فأمر بإطلاقه في خبرٍ طويل .

وبارق العراق هذه يطلقون عليهم في اللهجة العراقية آل بارج ,ولايزالون حتى اليوم .

ومنهم من سار في العهد القريب الى مدينة هي بالقرب من محافظة رجال المع (الشعبين) وقيل انهم خزعة من قبيلة آل سباعي المعروفة اليوم من آل النصب كما وصلني والله اعلم ,ومنهم من هو لايزال في بلاد اليمن في مدينة إب في الحبيشة وهي القريبة من موطنم الاول مأرب وقد اخبرني هذا الخبر احد كبار السن من الاخوة اليمنيين وهذا صحيح .

ومنهم من رحل في العهد القريب منذ 120 سنة تقريبا الى الرياض وثادق وهم معروفون الان بآل جبالى وهم من فرع آل علي من قبيلة آل جبلي من الشبالية وقد اتى شيوخهم ووفد كبير منهم قبل حوالي عشر سنوات الى شيخ قبيلة صعبان في بارق الشيخ علي بن غشام البارقي وقد تعارفوا واخذهم شيخ قبيلة آل جبلي الشيخ السلومي في ضيافته عدة ايام .وقصتهم بدأت منذ هجرت اخوين ابناء عم هم علي بن محمد الجبالي وابن عمه محمد بن مُحّمْد الجبالي الى نجد فاستقر علي بن محمد في الرياض واسقر محمد بن محمد في ثادق .

واما بارق القبيلة الام التى موطنها تهامة عسير فهي القبيلة المعروفة اليوم وهي القبيلة المشهورة عن باقي قبائل بارق التي انخزعت منها وانتشرت في الاوطان العربية.

وفي تفرق قبائل الازد عامة وقبائل بارق خاصة يقول الشاعر /جماعة البارقي:

حلت الازد بعد مآربها الغو ر فأرض الحجاز فالـسـروات

ومضت منهم كتائب صدق منجدات تخوض عرض الفلاة

فاتت ساحة اليمامة بالأضـ ــعان والخيل والقـنا والرمـــاة

فأنافت على سيوف لطسـم وجديس لدى العظام الرفـــــاة

وسمت منهم ملوك إلي الشا م عـلـى الـتـبـنـية المـضـمرات

فاحتووها وشيدوا الملك فيها فلهم ملك باحة الشـــامــــــــات

تلكم الأكرمون من ولد الأرز د لـغـــسان ســـــادة الـســادات

أصبح المــــاء والفسيــل لقومي تحت آطــــــامـهـا من الثـــروات

ولهم من بني اليهود عــبـــيــــد خـــــــــول من نواضـر وبنـــات

ورعــــــــاة لهم تسيم سروجــاً وســــــــقـــــــاة قوارب وطــهــاة

أسروها مــن اليهود لدى تشــــ ـتيتها في القرى وفي الفـــــــلوات