الناس في رمضان !

الناس , رمضان , في

الناس في رمضان !

ما إن يقترب حلول شهر رمضان على الأمة الإسلامية حتى يستبشر الكثير من الناس بقدومه ، لما يتميز به هذا الشهر الفضيل عن بقية الشهور من روحانية إيمانية وعطاء وتواصل وتكافل وخير وبركة نتمنى أن تستمر طيلة شهور السنة ، غير أن التميز والخصوصية تكمن في الجزء دون الكل ، وفي القليل دون الكثير ، وهكذا تميز رمضان عن بقية الشهور ، مثلما تميز يوم الجمعة عن سائر الأيام ، مع العلم أن الأيام ، والشهور ، والأعوام ، سواسية لافرق بينها إلا بما تتصف به من أحداث تجعلها ترسخ في الذاكرة ...

يذهب الناس للتسوق ، يشترون ما يحتاجونه لشهر رمضان ، الكل يشتري ، وتتفاوت كميات وأحجام المشتريات حسب ما يمتلكونه الناس من نقود ، البعض يخرج من السوق ومعه من الحاجيات والأشياء ما يكفي قرية من الصفيح ، والبعض يخرج ببعض أغراض رمضان الضرورية لفترة محدودة قد تصل عشرة أيام ، لم يستطع شراء حاجيات العشرون يوماً الأخرى بسبب نفاذ كامل نقود مرتبه الذي أقترضه من أحد التُجار حتى يحين موعد إستلامه آخر الشهر ...

في رمضان يتزايد جشع التُجّار ، يتسابقون في رفع الأسعار ، بدلاً من خفضها ، ويتاجرون بأخلاقهم وذممهم على حساب أقوات الناس ، ينقصون المكيال في الكثير من السلع الرئيسية والضرورية – كالدقيق والأرز والسُكّر – من أجل ربح كيلوجرامات زائدة يستربحون بها ريالات أغتنوا بها وجعلتهم من كبار التُجّار – اللهم لاحسد – الذين لاهمّ لهم سوى إفراغ جيوب الكثير ، وإهدار ماء وجوههم من أجل تلك اللقمة التي أصبحت الشُغل الشاغل لهم لإقامة أود أسرة ، وطرد شبح الموت عنهم ، بسبب تردي وسوء الأوضاع الإقتصادية ...

الجميع تغمرهم السعادة بحلول رمضان ، فالموائد عامرة بشتى الأصناف ، يشتغلن النساء من الصباح حتى بعد أذان المغرب – وقت الإفطار – في إعداد تلك الأصناف والأنواع ، رمضان أصبح شهر الطعام والشراب ، والنوم أيضاً عند صنف من الناس ، كأن أجواء رمضان الإيمانية المفعمة بالعبادات التي تهذب الروح وتقوي النفس وتداوي البدن غيّبتها تلك الموائد العامرة والزاخرة ...

في رمضان تتحول الحياة عند البعض إلى الليل – ليس بالعبادات – الذي تأخذ فيه مشاهدة المسلسلات والبرامج المسابقاتية التي تغري الكثير بالمشاركة فيها ، أغلب أوقاتهم منذ آذان المغرب حتى طلوع الفجر ، لتبدأ بعدها رحلة أخرى تتلخص في النوم ، حتى يحين موعد الإفطار بعد غروب الشمس ، دون وجود أدنى نية لأداء صلاة الظهر والعصر ، بينما البعض الآخر من الرجال – في اليمن بالتحديد – يذهب الليل برفقة أغصان القات حتى إقتراب موعد تناول وجبة السحور ، أيضاً تأخذ الألعاب وقتها من البعض ، فالبلوت وغيرها تجد لها من يهدرون أوقاتهم ، ويجهدون أعصابهم من أجلها ...

من صفات المُسلم التحلي بحسن الخُلق ، وفي رمضان ينسى الكثير أنّه صائم ، فيفقد صوابه ويجتاحه الغضب بين الفينة والأخرى لأتفه الأسباب ، وفي مرات كثيرة دونما سبب ، نرى البعض يسب ويشتم غيره صغيراً أم كبيراً مُنتهكاً بذلك حُرمة الدين والأخلاق ورمضان والصوم والإنسان ، ونسمع عن قيام البعض بقتل آخر قريباً أم صديقاً أم عدواً ، دون مراعاة منه لشناعة وفظاعة وبشاعة الجُرْم الذي أقترفه في شهر فضيل أنزل الله فيه القرآن وأختصه بفعل الصوم الذي يجازي به عباده كونه له دون ساير الأفعال والأعمال ...

تزدحم المساجد في رمضان بمُرتاديها لتأدية الصلاة ، وقراءة القُرآن ، والتقرب إلى الله ، تتعدد الوجوه التي لاتعرف المساجد إلا في رمضان ، ففي المساجد أيضاً يكثر الذين يسألون الناس بعض مايجودون به ، وتتزايد اعدادهم في شهر العطاء ، طمعاً في الحصول على المزيد من المال الذي يتزايد بتزايد إنفاق الناس له طمعاً منهم في التزلف والتقرب لله والفوز برحمته وغفرانه لدخول جنّة عَدِْن التي وعد الله بها عباده المُنفقين المُتصدّقين ...

في رمضان يتسابق الموسرين في أعمال الخير ، وينسونها طيلة إحدى عشر شهراً ، كأن عطاءهم مُقتصر على رمضان لاغير ، ويتحلى البعض بأخلاق جميلة قلّما نجدها في غير رمضان ، كأن تلك الأخلاق تم التخلق بها ولبسها في أول يوم صيام وخلعها في آخر ليلة رمضانية ...


كل رمضان والجميع بخير وفي خير ...

1/8/2012م

حريب

الاخ العزيز نايف مناع . شهرك مبارك وكل عام وأنت بألف خير ، نفتقد كتاباتك وتواجدك العطر .
ومن الجميل ان يتحلى الناس ببعض الصفات الجميلة في رمضان ولكن الاجمل هو الاستمرار عليها


لك كل التقدير

شكرًا جزيلاً أيها القلم المبدع
بحجم السماء

[align=center]
اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا لكلماتكِ الراقية

حروفكِ عندما تصافـح شرفـات البـوح ...

تتـسـاقـط ابــداعـا وشــهــدا..

وتتغنى السطور كشدو عصافير ..

دمتِ بصحة وسعاده

أخي نايف مناع
[/align]

[align=center]


بيحان

صقر الجزيرة

الطارق


مرحباً وشكراً لكم على الحضور البهي الذي زاد متصفحي تألقاً ...


كل عام والجميع هنا بخير وفي خير على الدوام ...


عظيم ودي
[/align]