بن كيران يحقن المغاربه بخطاب شعبوي

المغاربه , بخطاب , بن , يحقن , شعبوي , كيران

بن كيران يحقن المغاربه بخطاب شعبوي

"إن أردت المرض بالسّكر، إستمع إلى الحوار مع بن كيران، لكن تحمّل!"، هكذا عبّر واحد من ملايين المغاربة الذي تابعوا ليلة الأربعاء لشرح سبب رفع اسعار المشتقات النفطية.
ومن أبرز ما جاء في الحوار إقرار بن كيران بأن "القضاء على الفساد أمر مستحيل" وبأنه لا يهدف نهائيا الى متابعة الفاسدين لـ"تفادي خلق الرّعب في المجتمع المغربي وتفادي هروب الاستثمارات".
ولأن الاعتراف بالحق وبالذّنب فضيلة، ردّدها بن كيران بشتّى العبارات والّهجات.
وقال "هدفي ليس مُحاربة الرّيع والفساد، لكن أريد أن أقول لأصحاب اقتصاد الرّيع والفساد كفى، الذي يحصل يوميا على عشرات الآلاف من الدراهم عن طريق الفساد يجب أن يتوقف. أقول للذين استفادوا '‏يكفي'‏، '‏بركا'‏، '‏كفاية'‏، وليس من الممكن أن يستمر".
وأردف قائلا "النّبش في ملفات الفساد يشبه ملاحقة السّاحرات" وبأن سياسة حكومته في محاربة الفساد تقوم على مبدأ "عفا الله عمّا سلف".
والجدير بالذّكر أن حكومة بن كيران إستلمت زمام الأمور بداية ديسمبر/كانون الاول الماضي وأن حملة حزبه، "العدالة والتنمية" في الانتخابات التشريعية كانت تحمل شعار "صوتك فرصتك ضد الفساد والاستبداد".
لا عجب إذن أن تُثير تصريحات بن كيران في هذا الشّأن موجة عارمة من الاحتجاج والتنديد والتعليقات السّاخرة وحتى النّابية في شبكات التواصل الاجتماعي، مُباشرة بعد ظهوره في اللقاء الذي تميّز في بعض الأحيان بمواجهات بينه وبين الصّحفي أحمد منصور، الذي وصفه بن كيران بـ"مُجرّد صُحفي في قناة ولا ينُوب عن الشعوب"، رغم أنه كان يُبادله الحديث والدّعابة وكأنّهما أصدقاء، دون مُراعاة أن رئيس الدّولة هو رمز سيادي.
وعبّر بعضهم عن إرتياحهم إلى أن بن كيران أوقف أحمد منصور عند حده. وكتب أحدهم "تغذّى بن كيران بالجزيرة قبل أن تتعشّى به".
لكن الكثيرون أعربوا عن إمتعاضهم للحوار الشّعبوي المتدنّي.
وكتب من أطلق على نفسه إسم "العارف" أن "مُستوى رئيس الحكومة مُنحط جدا ولا يليق بمستوى رجل دولة: تحليل سطحي وشعبوي، سفسطة للإستعطاف ومشاعر رُمانسية، بدلا من الأرقام والمُعطيات الاقتصادية والفصول القانونية. لكن الأنكى والأخطر والأفظع هو أن يبشّر رئيس حكومة في خضم الربيع العربي الفاسدين ولصوص المال العام بالإفلات من العقاب والصفح والعفو. والكارثة أن حزبه هو من نصب على المغاربة بأكذوبة محاربة الفساد".
وقال "أحمد" بأن "بن كيران يجيد المُراوغات، ولكن بقميص الرّيال" القطري، بالرّغم من أن بن كيران حاول طوال اللّقاء أن يرسم خطا فاصلا مع "الجزيرة" التي تعتبر نفسها صاحبة الفضل في ايصال حزبه الى السلطة من خلال حملة منظمة، بتوجيهات من أسرة آل ثاني، استمرت لأعوام كانت تستهدف التشكيك بمصداقية السياسة المغربية بعهدة الحكومات السابقة.
وقال "أحمد" آخر "بن كيران رجل عديم المروءة، يُدافع عن ناهبي المال العام، وحين يأتي للشعب يتجرأ عليه بالزيادة في المحروقات بحجّة زيادة سعر النفط في السوق العالمية".
وقد شهد شاهد من أهلها عن دعم قطر للتيّارات الإسلامية، إذ قال الأربعاء أن الدوحة أنفقت على الثورة في بلاده أكثر من ملياري دولار، معلنا لأول مرة أن خطة تحرير العاصمة طرابلس تم وضعها في قطر. وأضاف أن "قطر تقوم بدعم التيارات الإسلامية ولها رؤية تتمثل في أن يتم بناء منظومة عربية تعتمد الشريعة الإسلامية كنظام للحكم".
وزاد هذا الحوار الشّعبوي المتدنّي من امتعاض الكثير من المغاربة. اذ اقسم "ثوري" بأن "بن كيران لا يُجيد سوى الكلام". وقال أنه حقن الشعب المغربي بمخدّر يحتوي على شعارات رنانة تُوهم بالتغيير في إطار الاستقرار والخطابات الشّعبوية التي انكشفت انها وهم تم بيعه للمغاربة".
وقالت "مغربية" "إنّها لمسخرة. بن كيران يسال أحمد منصور '‏هل أنت تنُوب عن الشعب المغربي؟'‏ أي سياسي في العالم، بأي درجة كانت، لا يُمكن ان يطرح مثل هذا السؤال وإلا فقد شخصيته. بن كيران ليس رجل سياسة، وهو مجرّد دُمية لملئ فراغ مؤقت تحت ضغط المرحلة الساخنة والمشحونة في العالم العربي. فلا تنتظروا منه سن قوانين او القضاء على الفساد".
وخلص "مُعارض" إلى القول "الخلاصة أن الطريق الإصلاحي لبن كيران في مواجهة طاحونة الفساد في المغرب هو مسدود باعترافه. فما هو الحل يا ترى؟ أيقبل المغاربة أن يعيش مصاصو الدماء على مُعاناة ثلاثين مليون مُواطن أم ينتفض الشعب لكرامته ورغيف خبزه ويخرج في مليونيات سلمية ليطالب برحيل بارونات الفساد الى غير رجعة؟. حزب بن كيران كان آخر أمل لتجنّب المسار السوري في المغرب. فارحل يا بن كيران، وعفا الله عمّا سلف. فالصّبر له حدود".
لكن مغاربة آخرون أدّوا له التّحية أوإلتمسوا له الأعذار.
قال "ولد الشعب" "تحية الى قائد الحكومة السيد عبد الاله بن كيران. وما تخلف منا احد والله من رواء القصد.. واصل الإصلاح ونحن معك ولا تخاف من أد والله من رواء القصد... ولو خُضت بنا البحر لخضناه معك".
وذكّر "مُنصف" بـ"بعض الحقائق"، من بينها أن "حزب بن كيران ليس له الأغلبية المطلقة في البرلمان لتكوين حكومة. فالحكومة الحالية مكونة من أحزاب شاركت في الحكومات السابقة، وأي محاسبة للمفسدين قد تؤدي إلى حل حكومة بن كيران، وكل الأحزاب، يمينها ويسارها، شاركت في الحكومات السابقة التي وقع فيها الفساد".
"إذن بن كيران له خياران لا ثالث لهما: البقاء في الحكومة والعمل على إصلاح ما أفسده المفسدون منذ 56 سنة وفتح صفحة جديدة وعفا الله عما سلف، أو الاستقالة. وفقدان البديل قد يؤدي إلى المجهول. وبن كيران فضّل الخيار الأول حفاظا على بلده و شعبه".